السبيل إلى العزة والتمكين

السبت، 12 مارس 2016

فوائد الذكر لابن القيم رحمه الله



قال ابن تيميّة -رحمه الله- :

 «الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء» مجموع الفتاوى» : (10 / 85)]

وقال ابن القيّم -رحمه الله- :
وفي الذكر أكثر من مائة فائدة:
(إحداها)
أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
(الثانية)
أنه يرضي الرحمن عز وجل.
(الثالثة)
أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
(الرابعة)
أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
(الخامسة)
أنه يقوى القلب والبدن.
(السادسة)
أنه ينور الوجه والقلب.
(السابعة)
أنه يجلب الرزق.
(الثامنة)
أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
(التاسعة)
أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة
والنجاة.
وقد جعل الله لكل شيء سبباً وجعل سبب المحبة دوام الذكر.
فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره فإنه الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم، فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم.
(العاشرة)
أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.
(الحادية عشرة)
أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله، فيبقى الله عز وجل مفزعه وملجأه، وملاذه ومعاذه، وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا.
(الثانية عشرة)
أنه يورثه القرب منه، فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه، وعلى قدر غفلته يكون بعده منه.
(الثالثة عشرة)
أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة.
(الرابعة عشرة)
أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله، لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه.
(الخامسة عشرة)
أنه يورثه ذكر الله تعالى له كم قال تعالى: {فاذكروني أذكركم} ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» .
(السادسة عشرة)
أنه يورث حياة القلب، وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟ .
(السابعة عشرة)
أنه قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته.
وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إلي وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي.
أو كلاماً قريباً من هذا.
وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر.
أو كلاماً هذا معناه.
(الثامنة عشرة)
أنه يورث جلاء القلب من صداه كما تقدم في الحديث، وكل
صدأ، وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى.
(التاسعة عشرة)
أنه يحط الخطايا ويذهبها.
فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
(العشرون)
أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول إلا بالذكر.
(الحادية والعشرون)
أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة، فقد روى الإمام أحمد في المسند عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن.
أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به» ؟ هذا الحديث أو معناه.
(الثانية والعشرون)
أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده، وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة: يا رب صوت معروف، من عبد معروف، والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة: يا رب، صوت منكر، من عبد منكر.
(الثالثة والعشرون)
أنه ينجي من عذاب الله تعالى، كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعاً «ما عمل آدمي عملاً أنجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى» .
(الرابعة والعشرون)
أنه سبب تنزيل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(الخامسة والعشرون)
أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل.
فإن العبد لا بد له من أن يتكلم.
فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها، ولا سبيل الى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى.
والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك، فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(السادسة والعشرون)
أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين.
فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به، فهو مع اهله في الدنيا والآخرة.
(السابعة والعشرون)
أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه، وهذا هو المبارك أين
ما كان.
والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه.
(الثامنة والعشرون)
أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.
فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة.
(التاسعة والعشرون)
أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه، والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف.
وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل.
(الثلاثون)
أن الاشتعال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين، ففي الحديث عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قال سبحانه وتعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» .
(الحادية والثلاثون)
أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها، فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها، ولو تحرك عضو من الانسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك.
(الثانية والثلاثون)
أنه غراس الجنة، فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» قال الترمذي حديث حسن غريب من حديث أبن مسعود.
وفي الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة» قال الترمذي حديث حسن صحيح.
(الثالثة والثلاثون)
أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه.
ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس» .
وفي الترمذي من حديث أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار.
ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار.
ومن قالها أربعاً أعتقه الله تعالى من النار» .
وفيه عن ثوبان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «من قال حين يمسي وإذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالاسلام ديناً، وبمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولاً، كان حقاً على الله أن يرضيه» وفي الترمذي «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت،
وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة ....» .
الوابل الصيّب» : (41 / 46)]
ذكر الإمام ابن القيّم رحمه الله 73 فائدة تعذر نقلها جميعا لطولها

0 التعليقات:

إرسال تعليق