السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 163 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله


الشيخ : الوسيلة اللي بتمنع البسمة والغمزة ؛ لأنه أنت تعرف فيما أعتقد قول الرسول عليه السلام : ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر , والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ) أي اللمس ( والرجل تزني وزناها المشي ، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) . من هذا الحديث أخذ شاعر مصر في زمانه شوقي فقال :
 " نظرة فابتسامة فسلام       فكلام فموعد فلقاء "
لذلك أنت باعتبارك مسئول يجب أن لا تكون سبباً ليقع في محلك بسمة أو غمزة وإلا أنت بتكون مسئول عنها ، بتكون كما لو أنت قمت بها ؛ لأنك أنت راعي وهذا الأمر في اعتقادي ما دام ما في اختلاط كما تقول أنت وأنت صادق ، اختلاط جسدي بين الشباب والشباب ، ما دام ما في الاختلاط هذا ، فتستطيع أن تضع حاجزا فحينئذٍ هذه المقدمات التي أشار إليها الرسول في الحديث واقتبسها شاعر مصر فتنقطع ، وبعد ذلك ما يقع خارج محلك فأنت غير مسئول عنه ، كما نحن غير مسئولين عن كل المفاسد التي تقع ، لكن أنت في مكانك لازم تنزهه عن أن يقع فيه شيء من الأسباب التي تؤدي إلى الفاحشة الكبرى .

الشيخ : أظن أنك أنت تعتقد معنا أن الموظفين وبعض الموظفات في بعض الدوائر ما في شك أنه يترتب من ورائها مشاكل ؛ لماذا ؟ الجواب : بسبب الاختلاط ، هذا الاختلاط والحمد لله أنت كما قلت مش واقع عندك ، لكن مقدمات الاختلاط من الغمز ونحو ذلك موجود كما أنت ذكرت ، فهذا ... السائل : عفواً قضية الغمز واللمس ، ما هي موجودة في محلي .
الشيخ : عفواً أنت جاوبتني بالموافقة ... والآن أنت جاوبتني ...
الطالب : بالامكانية
السائل : بالامكانية عفواً بما أني ملازم يعني أحياناً أبو أحمد يبعث لغرض ، لهذا الأمر فأنا أؤخر لما يروحوا البنات أو إذا في مجال ...
الشيخ : هذا مش ممكن ، أنت يقولوا لك أبو إيش ؟
السائل : أبو رائد .
الشيخ : أبو رائد أهلاً مرحباً ، هذا مش ممكن ، أنت كما شاب عندك ؟
أبو رائد : ثلاثة .
الشيخ : طيب ، وكم بنت ؟
أبو رائد : أربعة .
الشيخ : فأنت ليس لك إلا أعين اثنتان وعقل واحد ، فليس بإمكانك أن تراقب الشباب الثلاثة والبنات الأربعة .
أبو رائد : نعم صحيح .
الشيخ : ولذلك هذا أمر غير عملي .
أبو رائد : مضبوط ، نعم .
الشيخ : لذلك خليك أنت على موافقتك الأولى معي - ويضحك شيخ السنة رحمه الله - بلاش ما تحاول اللف والدوران ، طيب ، نرجع للموظفين والموظفات ، فأنت عارف المشاكل التي تقع هنا ، صحيح أن المشاكل اللي بتقع هناك ما بتقع عندك ؛ لأنه ما في الاختلاط البدني لكن شيء مما يقع هناك يقع عندك ، أما لما كنت في دمشق اتصلت موظفة معي هاتفياً وسألتني عن المشكلة اللي وقعت فيها ، ما هي المشكلة ؟ قالت : أنا موظفة ولها زميل ، وأنا بستنكر أن تقول المرأة أن لها زميل مع أن اليوم هذا شيء يعني مثل إذا قالت أخي أو شقيقي ، شايف ما عاد في شعور أن المرأة هذه المصونة المحترمة المقدرة اللي ما عاد نشوفها أو نسمع عنها إطلاقاً بتقول لكل إيش ؟ بلا مبالاة لي زميل ، يوم من الأيام ونحن ننتكلم مع بعضنا ، استرسلنا في الحديث ، قال لها تزوجيني نفسك كذا إلى آخره ؟ عملنا زواج بس عن مزح ، أينعم عن مزح ، قلت لها : الحديث يقول : ( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد : النكاح ، والطلاق والعتاق ) الشاهد : فأنا نصحت هذه البنت أولاً وجودك في هذا المكان خطأ ، ومن دلائل الخطأ هذه القصة التي وقعت فيها ، أنت لو سألتني غيري السؤال هذا ، كان بفرض عليك أنت أنك أصبحت زوجة هذا الزميل المزعوم رغم أنفك ؛ لهذا الحديث لكن نحن نرى الطلاق الجدي اللي هو هزل يشترط في النكاح شروط وهو الإذن الولي ، لكن بعض العلماء يقولوا إذا كانت الفتاة بالغة سن الرشد ، فهي تزوج نفسها بنفسها ، لكن نحن نقول لك لو وجد الولي في نفس المجلس وكلها تمثيلية وهزل كنت بتصيري زوجة رغم أنفك ، لكن كونه لم يوجد الولي والحمد لله ، صارت القضية قضية لغو ، لكن أولاً : أنت خلاصة الكلام لا يجوز أن تكوني موظفة في ذلك المكان . ثانياً : ما يجوز تفتحي مجال للشباب أن يتحدثوا معك حتى لدرجة زواج صوري هزلي ، فقصدي الشارع الحكيم لما حرم النظرة والاستماع هو من باب سد الذريعة ؛ لأن الشر ما بيجي طفره قفزة ، وإنما مثل ما وصفت لك شوفي تماماً : " نظرة فابتسامة فكلام . " إلى آخره . وأنا ما بقدر بتخيل أن هؤلاء الثلاث شباب مع أربع بنات ما يقع نظرهم ، مش ما يقع نظرهم ، ما يوجهوا نظرهم إلى بنت من هذه البنات ، ما يعرفوا هذه أحلى من هذه ، وهذا أقبح من هذه ، هذا أمر مستحيل ؛ لأنه في طبيعة النفوس مطبوع عليها الإنسان ؛ ولذلك بده الإنسان يجاهد نفسه . من جملة الجهاد يتخذ السدود والحلول بين الشر وبين أن يقع الإنسان فيه ، في هذا الاعتبار نحن ننصح أنك إذا كانت لا تستطيع كما أشرت آنفاً أنك هؤلاء البنات يخيطن في بيوتهن لأنهم يدهم يكونوا تحت إشرافك وتوجيهك إلى آخره ، على الأقل وضع سد بين الشابات وبين الشباب .
السائل : الله يعطيك العافية .
الشيخ : طول بالك شوية . لكن أنا الآن مش مشكلتي مع الشباب الثلاثة ، في هنا ، أنا فهمت أنه في شاب رابع يلي هو مين ؟ - يضحك الشيخ رحمه الله - هذا أنت ما شاء الله في عز الشباب ، وبعدين مزين حالك ، مثل الشباب أنا بخاف الآن عليك منهم . يضحك رحمه الله .
السائل : لا أعفي نفسي وأستحق هذا منك .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : يقول أنه لا يعفي نفسه ويستحق هذا منك ، يعني اللي بتحكيه مضبوط .
الشيخ : كويس ، فك نفسك من هذه المشكلة  ؛ لأن البنات بصورة عامة ما يحبوا أصحاب اللحى أمثالنا نحن ، لأنهم يهربن منهم لكن العكس بالعكس تماما خاصة بنات آخر الزمان ، يحبوا الشاب اللي شو كانوا يسمونه ، يعني كلمة غريبة .
السائل : يعني مودرن .
الشيخ : أي نعم ، فيحبون الشاب المتمدن العصري هذا ، ومن ذلك إيش ؟ واحد يتشبه بالنساء ، وينعّم وجهه حتى يصير وجه مثل وجه النساء والبنات ، نحن نخاف عليك أنت من البنات ، نحن كنا في مشكلة الشباب الثلاثة ، صار عندنا الآن أربعة باربعة - يضحك رحمه الله -

الشيخ : لذلك نصيحتنا لك أنك تهتم بموضوع نفسك أكثر مما تهتم بموضوع بناتك هذا إن صح التعبير ، وأنت لازم منذ هذه الساعة أن تتوب إلى الله - عز وجل - من هذا الذي ابتلي به الرجال أنه يتشبهون بالكفار من جهة ، ويتشبهون بالبنات من جهة أخرى ، ويمكن طرق سمعك يوماً ما قول الرسول عليه السلام : ( حفوا الشارب وأعفوا للحى ) يعني أعفوها من الحلق والقص ، واتركوها كما خلقها الله ، هذا الحديث لازم يكون وصل إلى شفاف قلبك إلى سويداء قلبك ، وتتبناه كشرع من هذا الشرع الذي أنت تؤمن به وتندفع وراء العمل به ، ( حفوا الشارب واعف اللحى ) قص الشارب من هنا ، حتى تظهر الشفاه لكن اللحية اتركها كما خلقها الله - عز وجل - ممكن كما حكينا آنفاً شيء من تزيينها في حدود معينة وبذلك تنجو من مشكلتين ، مشكلة قائمة الآن في محلك ، وهو أنك أنت تتشبه بالبنات ، بلى عم بسأل عن وجودهن عندك مشكلة ثانية بتتشبه بالكفار والفساق ، الكفار معروفين جابوا لنا مصيبة حلق اللحية ، ومثل بعض البلاد السورية حلق اللحية والشارب لأن هيك الفرنسيين اللي كانوا محتلين سوريا خلاف الانجليز ، الانجليز يحلقون لحاهم ويربوا شواربهم ، الفرنسيين يحلقون لحاهم وشواربهم على النظيف تماماً مثل البنات والنساء ، البلاد الإسلامية من قبل ما كانت تعرف حلق اللحية إلا في صورة واحدة إذا أرادوا أنه يبهدلوا إنسان ويمثلوا فيه يحلقوا له لحيته ، هذا الذي شوفوا كم اختلف الزمان هذا الذي كان يعد تمثيلاً في الزمن الأول أصبح اليوم تزيناً ، شايف شلون ؟ فبارك الله فيك ، فأنت منذ الآن بتنوي أنك تخلص حالك من مخالفة الشرع ، ومن إتعابك لنفسك كل يوم يومين بتحلق ، بتقف أمام المرآة وإما بتروح عند الحلاق ، بس مش صاحبنا غيره ، أي نعم ، فبتعرف أن حلق اللحية لها معنى قبيح جداً ، لا شك يا أبا رائد أنك أنت لا تشك أنت مثل حكايتنا ما تشك أن الله - عز وجل - كما قال : (( خلق الإنسان في أحسن تقويم )) صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، والإنسان كما قال في القرآن خلق الذكر والأنثى وفاوت بين الذكر والأنثى من جملة المفاوتات الظاهرة ، أنه الرجل بلحية والمرأة بغير لحية ، فلما المسلم يقف أما المرآة ، ومن الأدعية المأثورة عن الرسول عليه السلام أنه كان يقول : ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) الرجل أبو اللحية لما يقف أمام المرآة ويسمع ذلك الصوت القبيح يسلط على خديه ، لسان حاله ما يقول ربي كما حسنت خلقي فحسن خُلقي ، لسان حاله يقول ما حسنت خلقي ، لو أنك يا ربي حسنت خلقي لما أنبت لحيتي ولجعلتني كالبنات بدون لحية ، هيك لسان الحال ، وأهل العلم يقولوا لسان الحال أنطق من لسان المقال مش ضروري الرجل يأتي ويقول والله ربي أخطأ ، حيث أنبت لحية ، ما أحد يقول هيك هذه كفرية صريحة لكن إذا كان لسان الحال أنطق من لسان المقال فحينئذٍ يجب أن يتخلص المسلم من هذه البلية القبيحة ، أنه هو بدل ما يقول ربي كما حسنت خلقي فحسن خُلقي ، لا أنت خلقتني بلحية ، فها أنا رايح أرميها أرضاً وأدوسها برجلي ، هذا من أقبح الأشياء التي ابتلى بها المسلمون ؛ ولذلك إن شاء الله في الجلسة التي دعوتنا إليها آنفاً أن هناك بعض الناس الآخرين أنه عندهم أسئلة نجتمع بك وبهم وبتكون أنت إمامهم في أنك ربيت اللحية إمامهم إن شاء الله - الله يحفظك - الساعة الحادية عشر وربع .

الطالب : في مسألة شيخنا في نفس المسألة أستاذنا ، مثلاً نفس عمل أخينا الكريم أبي رائد ، يعني يجوز يأتيه بعض النساء أو كذا أو بصورة أخرى لكن على شان المسألة ضربت عليه ، يأتيه نساء ليشترين أو ليفصلن أو كذا ، فممكن يصير حوار ما هو اللون ما هو العرض ؟ شو الطول ؟ ما هي مقادير أو ما هي الضوابط التي يأمرنا الشرع بها من ناحية جواب الكلام مع النساء لهذه الصورة ؟
الشيخ : طبعاً الكلام بده يكون في حدود الحاجة أولاً والضرورة ، وبعدين ما يكون في شيء من الليونة والتخنث في الكلام ولا في تبسم ولا في وفي يعني يكون جدي ، إن كان هو أو كانت هي ، ونحن اشرنا آنفاً وما يكون في تجاوب من أبي رائد مع الزبونة هذه ، أينعم ، ليفصل لها ما لا يجوز شرعاً ، فإذا كانت واحدة مثلاً تريد جلبابا قصيرا ، بدها جلباب مُخصر ، بدها فستان ضيق ، بدها بنطلون ، هذا كله ما يجوز في الإسلام ، وفي الحلال ما يغني عن الحرام .
السائل : بالنسبة للأخ علي ، على ما أعتقد لا ينطبق في مصلحتي ما تفضل به ...
الشيخ : مش مهم .
السائل : أنا لا أعمل بالقطعة مقاس ... فطبيعة عملي مثلاً أبو ليلى تاجر عندي يحضر القماش وبتعمل له مسطرة جلباب شافها كويسا ، فبقول اعمل لي منها أربعين أو خمسين بمقاسات كذا وكذا . هذه طبيعة عملي .
الشيخ : أنت يا أبا رائد ما يهمك هذا الكلام ، أنت وضح . بس إذا هو سأل سؤال ما يطبق عليك يطبق على جارك ، ويمكن كلامه من كلام لك ، واسمعي يا جارة شايف شلون لذلك لا تتحمس بالكلام وتقول هذا لا يطبق على علي إن كان ما يطبق عليك ، قل الحمد لله ، أنا لست واقعا في هذه المشكلة ، وإن كان غيرك واقع في هذه المشكلة يستفيد منها ، مش المقصود بالذات أبو رائد دون أبي أحمد دون أبي محمد ، كلنا مسلمين وعلينا أن نتعاون على البر والتقوى لا نتعاون على الإثم والعدوان . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الطالب : جزاك الله خيراً شيخنا .

هنا وقت أذان فالمؤذن يؤذن وهو مؤذن من بين الطلبة في نفس المجلس ، الشيخ يؤم الناس بالصلاة رحمه الله ، ويقرأ بعد الفاتحة بـ (( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ))
قرأ في الركعة الثانية بقوله تعالى : (( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ *تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ))

أسئلة عبر الهاتف
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام
الطالب : كيف حال أستاذنا
الشيخ : الحمد لله
الطالب : ان شاء الله تكونا أحسن شيخنا في مجال أسأل سؤالا
الشيخ : ... تفضل
الطالب : أستاذي في اثنين أخوة ، يعني من إخواننا متشاركين في بسطة كتب ، يعني واضعين كتب على باب المسجد فواحد منه الجهد والآخر منه المال يعني ثمن هذه الكتب ، فيوجد عرباية وضعها صاحب المال ، على أساس ينقلوا بها الكتب وإرجاعها فهذه الكتب دائماً تكون موجودة على باب المسجد مع العرباية ، فدخل هذا الأخ صاحب الجهد ، دخل المسجد ليصلي فلما خرج وجد العرباية رايحة .
الشيخ : مع الكتب ؟
الطالب : لا ، الكتب موجودة ، لكن العرباية رايحة مسروقة فمن يغرمها .
الشيخ : أيوا من يغرمها ، المسألة تحتاج إلى استقراء إذا كان صاحب الجهد في تركه العرباية هكذا فلتانة يعتبر متساهلاً فهو يغرمها ، وإلا فالشريكان .
الطالب : الشريكان حتى ولو كان بالجهد يعني .
الشيخ : هو هذا لأن الخسارة أيوا الآن تنبهت ، إذاً نقول الشطر الأول من الكلام سليم ، صاحب الجهد إذاً لم يعتبر متساهلاً مهملاً ، فالغرم يلحق صاحب المال .
الطالب : إذا اعتبر متساهلاً ؟
الشيخ : إذا لم يعتبر .
الطالب : إذا لم يعتبر ، أينعم .
الشيخ : والعكس بالعكس .
الطالب : والعكس بالعكس ، لكن ما في صورة ثالثة شيخنا يتقاسمون الخسارة .
الشيخ : هذا الذي قلته أولاً لكن بدا لي أن الخسارة دائماً تلحق رأس المال ، وبتلحق الجهد فالجهد ما يدفع مال ، يخسر الجهد ، لكن الخسارة المادية بتلحق صاحب المال .
الطالب : نعم ، نعم هذا إذا لم يوجد التساهل في الصورة هذه ، وجزاك الله خير شيخنا .

السائل : شيخنا في هذه الأيام لا يخفاكم قضية انخفاض سعر الدينار وارتفاع سعر الدولار وما شابه ذلك ، فيعني وردت عليَّ بعض أسئلة فأحببت أن أستفيد منكم أستاذي .
في ناس يقولوا أنهم بدهم يصرفوا الدنانير إلى دولارات ونخبئها من أجل يصير تجارة عملة فما هو وجه الإباحة أو الحرمة في مثل هذا ؟
الشيخ : المتاجرة ، ما يجوز عندنا ، لكن يجوز استبدال العملة للضرورة .
الطالب : يعني مثل تجارة أو نحو ذلك .
الشيخ : يعني في الظرف الذي وصفته إذا كان أحد عنده مال فيخشى عليه فيستبدله بما هو أقوى منه ، فهذا يجوز لكن ليس بقصد التجارة وإنما القصد الخلاص من الخسارة .
الطالب : أما إذا كان يعني إنسان ببدل ، الآن مثلاً الدينار هابط بعد شوية ممكن يغلى فيصير الدينار مثلاً بمائة ليرة سورية ، فيصرف مثلاً مائة دينار بألف وأربعمائة ليرة سوري ، أو بأربعة عشرة ألف ليرة سوري على أساس أن يشتري فيهم بضاعة من سوريا فيما بعد والليرة رخيصة فمثل هذه الصورة ؟
الشيخ : معليش ، لكن ما يشتري الآن العملة السورية لأنها رخيصة من أجل أن يدخرها عنده فإذا غلت اشترى بها ما يناسبه المتاجرة بنفس العملة لا تجوز إلا للضرورة ، فأن يشتري بضاعة من بلد لآخر في العملة البلدية فهذا شيء آخر .
الطالب : طيب ، شيخي ما هو الوجه في تحريم تجارة العملة يعني ما هو الدليل على ذلك ؟
الشيخ : هو أن هذه العملة وهو لا يخفاك أنه لا قيمة لها ذاتية ..
الطالب : نعم ، إنما قيمتها في الذهب أو الأشياء الأخرى .
الشيخ : فأنت لما بتشتري عملة ورقية بعملة ورقية ، كأنك تشتري ذهباً بذهب .
الطالب : صحيح .
الشيخ : وهنا يجب الشرطان المعروفان في السنة . اليد باليد ، المثل بالمثل . لكن الآن ما في مثل بمثل .
الطالب : صحيح ، اختلف .
الشيخ : من هذا الهبوط والانخفاض ولذلك فنحن نجيز ذلك للضرورة وليس للمتاجرة .
الطالب : جزاك الله خيراً ، يا شيخنا وبارك الله فيكم .
الشيخ : وإياك .

أبو ليلى : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام
أبو ليلى : كيف حال شيخنا شيخنا كيف صحتكم
الشيخ : الله يبارك فيك أهلين أبا احمد
أبو ليلى : مشتاق لكم كثير
الشيخ : مرحبا كيف عيالك
أبو ليلى : الحمد لله ... يوم كنا عند أخينا وفيق ، كان أحد إخوانا طرح عليك مسألة إنه اللي رمت المصحف وحلف زوجها عليها بالطلاق ، عفواً اللي رمت المصحف هذه المرأة  في واحد من إخواننا طلبة العلم يستدل لما سيدنا موسى لما رمى الألواح ، لما رجع إلى قومه رمي الألواح ، هل هذا الاستدلال صحيح ؟
الشيخ : يا أخي بدنا نفهم استدل على ماذا ؟
أبو ليلى : على قصة هذه المرأة لما تنازعت هي وزوجها .
الشيخ : شو كان جوابنا ؟
أبو ليلى : جوابك ... خل أخانا علي يحكي معك في هذه .
الطالب : أستاذي لما تكلم هذا الرجل عن امرأة سيئة الخلق زوجته ، أنه لما كان يتكلم معها ويأمرها وينهاها حتى أمرها أن تحلف على القرآن فرمت القرآن بشدة على الأرض ، فأنت قلت طبعاً هذا لا يجوز وهذه امرأة سيئة الخلق ، ولا يرفع له عمل من تحته امرأة سيئة الخلق وننصحه بالطلاق إلى آخر هذا الكلام .
الشيخ : فالآن أبو ليلى شو سؤاله ؟
الطالب : فالآن اللي بسأله أن نفس هذا السائل يبدو أنه بعض الناس فقالوا له إن مثل هذا العمل لا يعد حراماً أو كفرا أو شيء من هذا ؛ لأنه موسى لما رجع إلى قومه ألقى الألواح .
الشيخ : الله يهديه ، هذا قياس مثل ما يقولوا عنا في الشام ، قياس الملائكة على الحدادين ، يقيسون موسى كليم الله على المرأة الفاسقة الفاجرة . الله يهديهم .إلا أن نحن ما قلنا بتكفيرها ، قلنا بفسقها فسقاً على فسق .
الطالب : صحيح ولا شك ولا ريب .
الشيخ : أينعم .
الطالب : جزاك الله خير يا شيخنا ودعواكم الصالحة يا أستاذي .
الشيخ : وأنتم كذلك . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .

الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق