السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 175 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله


الشيخ : أن يتعلم العلم الواجب كفائيا من النساء وهذا وإن لم يكن واقعا ، لكني أقرب بالتمثيل الغير واقع للتمثيل الواقع ، فكما أنه لا يجوز للرجل أن يتعلم العلم الكفائي من النساء أي بالاختلاط مع النساء فالعكس كذلك لا يجوز، أي لا يجوز للنساء أن يتعلمن العلم الواجب عليهن كما مثلت أنت بعلم الطب مثلا ، فلا شك أن النساء بحاجة إلى طبيبات فخير للمرأة أن تعرض نفسها ، وربما تضطر في بعض ظروفها أن تكشف عن شيء من عورتها ، فخير لها أن تكشف عن نفسها ، لبنات جنسها من أن تكشف ذلك أمام الرجال فإذن لا بد للمرأة أن تتعلم الطب وما يتعلق به ، ولكن على الطريقة المشروعة ، وهي أن لا تتلقى ذاك العلم من الرجال بطريقة الاختلاط ، اليوم وجدت وسائل نسمع عنها كثيرا ، إنه بإمكان الرجل ، أن يعلم النساء من وراء حجاب ، وبواسطة التلفاز فحينئذ هو لا يراهن وهن لا يرينه ، فهذا طريق من آيات الله أولا ، ومن حجج الله على عباده ثانيا ، حتى ما يتعللوا أنه ليس لدينا سبيل أن نتعلم العلم الواجب على النساء إلا بطريق الاختلاط ، فإذا كان طلب العلم هذا أو ذاك بطريق لا مخالفة للشريعة فيه ، أو فيها فهو كما قلنا إنما النساء شقائق الرجال ، ولكن نحن نقول العلم الذي يجب على النساء ، هناك علوم تتعلمها النساء ليس بالواجب عليهن ، نبدأ بالمثال الواضح علم المحاماة المرأة تريد تحامي عن الرجال تريد تقف أمام القضاة لتحامي عن الرجال ، وقلة المحامين عن الرجال ، هذا لا يجوز لها أن تتعلم مثل هذا العلم

الشيخ : كذلك علم ما يسمونه بعلم الاقتصاد ،وعلم الفلك ونحو ذلك ، فهي عليها أن تتعلم ما يجب على النساء ، وليس ما يجب على الرجال ، لأنه كل علم بالنسبة للرجال هو فرض لأنه مصالح الأمة لا تتحقق إلا بإحاطة الأمة ، بإحاطة مجموع الأمة بمجموع العلوم التي هي بحاجة إليها ، أما النساء فهو خاص بما ذكرناه آنفا مما تغني النساء عن أن يكشفن عن أنفسهن أمام الرجال .
السائل : جزاكم الله خيرا
الشيخ : وإياكم

السائل : ... أنه يجوز في حالة عدم الاختلاط أو ... الدائرة التلفزيونية المغلقة ... فنكون قد دخلنا في حرمة التصوير ...
الشيخ : هذا سؤال طيب نحن قلنا مرارا و ألفنا بأنه التصوير هو محرم ، لكن يستثنى من ذلك ، ما دل عليه حديث عائشة ولعب بناتها ، وقلنا في كتابي آداب الزفاف في السنة المطهرة ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أباح للبنات أن يتعاطين اللعب التي هي صور وكان هناك حكمة واضحة ، من هذه الإباحة إلا وهي أن تتمرن البنت ، في بيت أهلها ، على شيء مما يتعلق بما يسمى اليوم بتدبير المنزل ، فنحن أخذنا من هذا الحديث جواز بعض الصور التي يترتب منها مصالح للأمة دون أن يترتب من وراء ذلك أي مفسدة ، قلنا من مثل هذا الحديث إشارة إلى أن هناك حديثا آخر ، وهو حديث الربيع بين معوذ امرأة فاضلة من صحابيات الرسول عليه السلام وهي أنصارية ، قالت : " كنا نصوم أولادنا وأطفالنا يوم عاشوراء ، وكنا نصنع للأطفال الصغار اللعب من العهن نشغلهم بها عن الطعام والشراب حتى زمن الإفطار " فهذا ينفذ ويتصل بسبب وثيق بحديث لعب عائشة فنأخذ من هذين الحديثين ، أن الصور حتى لو كانت أصناما ، أي صورا مجسمة، يجوز استعمالها في بعض الحالات التي فيها مصلحة وليس من ورائها مفسدة ، على ذلك نحن قلنا مرارا وتكرارا ، ولا نزال نقول لو أن التلفاز هذا أو التلفزيون ، استغل من إدارة تهتم بأحكام الشريعة ، لترتب من وراء هذا الاستغلال مصالح جمة وكثيرة ، أنا أضرب على ذلك مثلا هاما جدا له صلة بواقع الألوف المؤلفة من المسلمين ، فنحن نعرف منهم هذه الكثرة الكاثرة ، يحجون إلى بيت الله الحرام ، ثم يعودون ويصدق عليهم قول ذلك الأعرابي ، الذي قال لصاحبه بعد أن رجع من الحج ، وما حججت ولكن حجت الإبل ، ويقولون عندنا في سوريا ، كلمة عامية طبعا " تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي " ، يعني هو أنفق أموال ومتاعب فقط ما حج ، لماذا لأنهم أولا ، لا يستعدون الاستعداد المطلوب لمثل  هذه الفريضة ، وهي ركن من أركان الإسلام كما هو معلوم فلو أن دولة إسلامية تبنت التلفاز لتعليم المسلمين بعض الواجبات التي لا يمكن أن يتعلمها كل المسلمين إلا بواسطة ما ابتلوا به ، ألا وهو التلفاز ، فأنا أتصور لو أنهم اختاروا رجلا عالما ، فهو يصف مثلا أنه دخل إلى المسجد الحرام ، سواء في الحج أو في العمرة ، ماذا يفعل ؟ يبدأ بالحجر الأسود ، وحده ليس بالخليط الذي ما يتميز به الحكم الشرعي ، فهنا يتعلم النظارة والمتفرجون على التلفزيون ، أحكاما لو جلسنا نحن الذين ندرس الفقه أحيانا ، شهورا طويلة نعلمهم ، لا يجدي ذلك الإجداء الذي يجديه هذا المنظر الذي يرونه في التلفاز ،وعلى ذلك فقس مناسك الحج كلها ، كثيرا ما نراهم في الحج ، أكثر الحجاج مع الأسف رجالهم إحرامهم منحرف حيث يكشفون عن كتفهم الأيمن ،وهذا كما يعلم العلماء وطلاب العلم ، إنما يشرع فقط في أثناء إيش ؟ الطواف وطواف القدوم فقط ، هم طيلة الحج حتى بعض الحجاج خاصة من جنسنا نحن الشقر البيض ، يحترق كتفه ، وما يحس هو أنه لا أطاع ربه ولا ...
السائل : ... التلفاز فيه خير وشر فهل يجوز اقتناؤه مع الحرص الشديد على استغلاله في مواضيع الخير ...
الشيخ : هذا الحرص الذي أنت تشير إليه في ظني وفي تجربتي أمر خيالي لا يمكن تحقيقه ، ولكن لكل سؤال جواب فنقول إذا أمكن تحقيقه ، وذلك تصوره صعب كما أشرت آنفا ، نقول حينئذاك التلفاز كالراديوا وكلاهما كلسان الإنسان ، هذا اللسان هذه المضغة الصغيرة ، إذا المسلم استعملها في الخير فهو خير ، وإذا استعملها في الشر فهو شر ، وإذا استعملها في المباح فهو مباح ، ولذلك قال عليه السلام إشارة إلى هذه الحقيقة ، ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فإذا هذه الوسائل الحديثة ،و منها مثلا التسجيل وقديما يسمى بصندوق السمع الذي كان على اللوح إلى آخره ، هذه الأشياء ممكن استعمالها في الخير ، وممكن استعمالها في الشر ، فهي آلة خلقها الله عز وجل ، ولو على أيدي الكفار ، بإمكان المسلمين أن يستغلوها ،وأن يستثمروها استثمارا شرعيا ولكن أين من يهتم بهذا الاستثمار حتى من الأفراد ، أنا أقول الآن القيد الذي وضعته والذي يترتب من ورائه القول بجواز استعمال التلفاز ، أقول هذا أمر خيالي لماذا ؟ لأني لا أتصور أن هذا يمكن إلا بالنسبة لإنسان أعزب منفرد ،وشيخ كبير عجوز مثلي أنا ، وبالكاد لينجح وما يفتتن بما قد تمر به بسرعة صورة من الصور ، بالكاد أما رجل عنده زوجة وعنده أولاد ليس ممكن أبدا إنه يضبط التلفزيون في الحدود أو بالشرط الذي أنت وضعته ، وبناء على هذا الشرط قلت يجوز لكن لصعوبة تحقيقه ، قلت هذا خيال تحقيقه ، لذلك أنا ما أنصح مسلما ان يدخل التلفاز في داره ما أنصح بهذا أبدا ، إلا إن كان رجلا كبيرا مسنا وكان متدينا عصاميا ، أي صاحب إرادة قوية ، ينتصر على نفسه الأمارة بالسوء  ففي هذه الحدود الضيقة ممكن أن يقال يجوز إدخال التلفاز إلى الدار وإلا فلا ، وهنا نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم  ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن ايش ؟ اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه )، هذا الحديث يصدق تماما ، على التلفاز بل وعلى الراديوا أيضا ، وإن أفرق بين التلفاز والراديوا من ناحيتن اثنتين ، ما يسمع من الراديوا ممكن بحركة بسيطة تحويل المسموع إلى مسموع آخر ، وليس كذلك التلفاز لأن التلفاز ما يعرض فيه جذاب قوته يجتمع كل الحواس من الإنسان تتوفر في التوجه إلى التلفاز ، البصر والسمع ونحو ذلك ، بينما في الراديوا ما هو إلا السمع في الأذن ، شيء ثالث وأخيرا في الموضوع أن البرامج التي تعرض حتى هذا اليوم في الراديو أكثر بكثير من البرامج التي تعرض في التلفاز أعني ممكن الإنسان ينتقل من إذاعة إلى أخرى في الراديو حتى يجد مثلا إذاعة في القرآن أو درس ديني أو فتاوى كما تسمعون مثلا من السعودية ونحو ذلك أما التلفاز إلى اليوم البرامج التي نقول إنه يجوز أن نراها  وأن نحضر أولادنا أن يروها معنا ـ فهذا نادر جدا جدا
السائل : في الأسبوع يوم .

الشيخ : يدخل في تفصيل ولو موجز ما هو آخر وقت العشاء اختلف العلماء في ذلك على قولين اثنين ، القول المعروف عند الناس أكثر الناس اليوم هو أن آخر وقت العشاء ينتهي بدخول وقت الفجر ، لكن القول الآخر وهو الصحيح أن وقت العشاء ينتهي بدخول أول نصف الليل الثاني ،و ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بلسان عربي مبين ( وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ) فهذا الذي ينام قبل الصلاة العشاء ممكن يسحبها نومه ليس فقط إلى ما بعد نصف الليل ، بل وإلى دخول الفجر ،و هذا يقع من كثيرين ، خاصة إذا كان من العمال من الصناع الذين يقضون النهار كله في تعب بدني مادي فهؤلاء ما يستطيعون أن يستيقظوا بسهولة من أجل ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل صلاة العشاء أي حتى لا تفوته صلاة العشاء أن يصليها في الوقت المشروع ،وعن الحديث بعدها ، هذا أوضح وأوضح لأن الحديث بعدها سوف يأخذ من حق بدن الإنسان الذي هو النوم ولا بد لكل إنسان وإن كان ذلك يختلف باختلاف السن ، فكل إنسان لا بد أن يعطي بدنه حقه من النوم فهذا الذي يسمر ويسهر بعد صلاة العشاء إلى الساعة الثانية عشر ليلا ، الساعات التي قضاها في السمر والسهر ، لابد أن يعوضها ، سوف يعوضها على حساب إيش ؟ على حساب وقت الفجر ولذلك يسحبها نومه الذي ينام الساعة إحدى عشر أو الساعة اثني عشر يسحبها نومه إلى بعد طلوع الشمس فهذا لا يكون معذورا ويكون آثما مرتين ، المرة الأولى لأنه قدم السبب الذي يؤدي به إلى إخراج الصلاة عن وقتها ، فلو أنه لم يخرج الصلاة عن وقتها ، فقد أثم إثما واحدا ، لكن هذا الذي افترضنا آنفا ، بأنه سهر إلى نصف الليل ولم يستيقظ إلا ما بعد طلوع الشمس فيكون هذا آثم مرتين الإثم الأول أنه اتخذ السبب والإثم الثاني أنه حصل المسبب وهو إضاعة الصلاة بسبب هذا السمر إذا عرفنا هذا التفصيل فهل أحد من الجالسين يجهل أن التلفاز من أقوى الأسباب في حمل أهل البيت على السهر لا أحد يشك في هذه الحقيقة أبدا ولذلك فلا ينبغي للمسلم ، يؤمن بالله وباليوم الآخر ويعرف هذه الحقائق الشرعية من جهة ، وتلك الحقائق الواقعية من جهة أخرى ، لا يجوز له أن يدخل التلفاز في بيته لما يترتب من وراء ذلك من المفاسد إذن هذا جوابنا عن سؤالك الثاني والآن نسمح للآخرين بأن يسألوا ما عندهم .
السائل : بيع أشرطة الفيديو ...
الشيخ : كبيع التلفزيون لا يجوز  نعم .

السائل : بالنسبة لحلق اللحية فنحن نعلم أنها واجبة هل يؤثم  كلما حلقها الإنسان أم يأثم مرة واحدة ، أرجوا إيضاح ... ؟
الشيخ : يا ليت مرة واحدة ياليت أنه يأثم الرجل المسلم كلما قام بحلق لحيته - ولا تشرب بيدك اليسرى أيها الشارب بشماله-

السائل : بالنسبة لحلق اللحية فنحن نعلم أنها واجبة هل يؤثم  كلما حلقها الإنسان أم يأثم مرة واحدة ، أرجوا إيضاح ... ؟
الشيخ : يا ليت مرة واحدة ياليت أنه يأثم الرجل المسلم كلما قام بحلق لحيته - ولا تشرب بيدك اليسرى أيها الشارب بشماله-

الشيخ : لكن الشاهد أين حرم الله عليهن نوعا من الزينة لماذا ؟ و هن موضع للزينة لذلك أباح لهن ما أشرن إليه آنفا  حرم الله عليهن نوعا من الزينة لأن تلك الزينة التي قد يتعاطاها بعض النسوة فيه تغيير لخلق الله عز وجل ، ترى إذا هذا التغيير وقع فيه الرجال الذين لم يبح لهم ربنا عز وجل ما أباح للنساء من الزينة ، إلا يكون ذلك حراما عليهم من باب أولى ، الجواب هو كذلك ، ما هو الذي حرمه الله على أهل الزينة وهم النساء ، قال عليه الصلاة والسلام ( لعن الله النامصات والمتنمصات ) ، الفاعل والمفعول به ( والواشمات والمستوشمات والفالجات ) لماذا ، الجواب ( المغيرات لخلق الله للحسن ) الآن ترى النساء يتفنن في كل يوم بموضة تغيير خلق الله عز وجل ، قديما كنا نعلم ونحن في سوريا ما أدري إذا كانت هذه الموضة قضي عليها وأقيم مقامها موضة أخرى هنا على الأقل ، ابتليت بعض النساء هناك ، من المفتونات بالموضات الغربية كانت الواحدة منهن تحلق حاجبيها بالكلية ، ثم تصبغها على حساب عقلها المنحرف تارة خيط دقيق كالهلال ، تارة أغلظ قليلا على حسب غلاظة عقلها إلى آخره ، ما أدري هذا موجود اليوم أم لا لكن ...
السائل : موجود .
الشيخ : موجود أنا الذي أعرفه تدقيق الحاجب -يضحك- الذي أعرفه أن بعض النساء مثلا ، يكون حاجبها لا يعجبها لأنه كثيف فهي ترفعه تدققه تجعله كما قلنا كالهلال أو لها حاجبان مقرونان متصل أحدهما بالآخر ، أيضا لا يعجبها فتنتف أو تحلق ما بين حاجبيها هذا محرم بنص الحديث السابق ( لعن الله النامصات والمتنمصات ) إلى آخر الحديث ، لو سئل سائل لماذا الجواب في آخر الحديث  ( المغيرات لخلق الله للحسن ) ، يا سبحان الله ! إذا كانت المرأة حلقت أو نتفت ما بين حاجبيها ، وهي موضع للزينة كما قلنا ، مع ذلك استحقت اللعن من الله أنا أقول الآن شيء يذكر الملتحين وليس فقط الحالقين لأنه الحالقين أخذوا نصيبهم من الكلام ، بقي علينا أن نذكر من ؟ الملتحين إذا كانت المرأة تأخذ ما بين حاجبيها فهي ملعونة بنص الحديث الصحيح لأنها تغير خلق الله ، فما حكم الملتحي الذي يحلق خديه ،أو ينتف خذيه ؟ حكمه حكمها ولا فرق أبدا ، بل هذا بالطرد من رحمه الله أولى ، لما سبق بيانه ، أنه تلك المرأة التي هي موضع الزينة ، لمجرد أن تأخذ شيئا قليلا من فوق أو من تحت أو من بين الحاجبين غيرت خلق الله

الشيخ : فهذا الرجل الذي أطاح بلحيته انتهينا منه ، لكن هذا الرجل الذي يعفي عن لحيته ، لكن يهندسها من هنا وهنا ، هذا لا يجوز ايضا هذا الفعل هذا حرام وكثير من إخواننا الملتحين يقعون في هذه المخالفة لماذا لأنه ليس هناك من يذكر ، ليس هناك من يعلم شريعة الله ، وبخاصة هذه الشريعة التي تستند فقط إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس إلى قيل وقال كما أشار إلى ذلك الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، في شعره العلمي ، حين يقول :
                    " العلم قال الله قال رسوله  ***  قال الصحابة ليس بالتمويه .
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيـه .
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ***  حذرا من التعطيل والتشبيه ."
الآن حينما يثار هذا البحث كثيرا ما نقابل إيه الشيخ الفلاني يقول إعفاء اللحية سنة ، وحلقها مكروه كراهة تنزيهية ، وأنت متشدد فيها هذا التشدد البالغ ، نقول إنه هذا من السفاهة بمكان ، إنك تنصب هنا شيخ ليس إماما من أئمة المسلمين ، لا شيخ فريخ مثل حكايتنا يعني ، أقول لك إيش هذا مكروه كراهة تنزيهية الأئمة الأربعة ، الذين يزعم جماهير أهل السنة والجماعة اليوم كما يقولون إنهم اتباع للأئمة الأربعة كلهم متفقون على أن حلق اللحية حرام والذي يحلق لحيته ، فاسق لا تقبل شهادته ، فما قيمة هذا الفريخ الذي مثل حكايتنا نقول لما يقول إن هذا مكروه تنزيها ، ونحن نقول قال الله قال رسول الله ، ماذا قال الله يا إخواننا لا تنسوا قال الله على لسان إبليس (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) وقال رسول الله ( حفوا الشارب ،وأعفوا اللحى ) يعني اعفوها من الحلق واتركوها كما خلقها الله عز وجل ولا تشبهوا باليهود والنصارى .

الشيخ : أيضا يجيئنا هنا اعتراض هؤلاء اليهود مربون لحاهم ، وهؤلاء التي يسمونهم إيش ؟
السائل : الخنافس
الشيخ : الهبيين وهذه موضة من كم سنة ممكن راحت من زمان لأنه صارت الموضة عندهم يرجعون للطبيعة ، هم لا يؤمنون بالله ولا بكتبه ولا برسله لكن بالطبيعة ، إيش الطبيعة رأوا فعلا بأم أعينهم المرأة غير الرجل والرجل غير المرأة، إذا لازم هكذا نرجع للطبيعة رجعوا للطبيعة ، فيأتي هنا شبهة من بعض الناس ، يا أخي هي اليهود هي الهبيين هي الكفار كثير منهم ، مربون لحاهم ، هذه شبهة يعني كما يقول الفقهاء ، يكفي حكايتها عن ردها ، وهي أوهى من بين العنكبوت لماذا ، أولا نقول إنه هذا الإعفاء  ، من هؤلاء الكفار عبارة عن مثل شعره سوداء في جلد ثور أبيض ، يعني نسبة قليلة جدا في الكفار الذين يربون لحاهم ، ثانيا هنا أحد شيئين أما أن يتشبه المسلم بالكافر ، أو أن يتشبه الكافر بالمسلم فأي الأمرين أقوى لديننا ولإسلامنا ولعاداتنا ، وتقاليدنا الإسلامية ؟ أن نتشبه نحن بالكفار أم أن يتشبه الكفار بنا ؟ لا شك أنه من الثابت في فلسفة التاريخ كما يقولون في هذا الزمان " إن من طبيعة الأمة الضعيفة أن تقلد الأمة القوية " ولا عكس الأمة القوية لا تقلد الأمة الضعيفة ، لأن هذه الأمة ليس لها وزن عندها وبالعكس الأمة الضعيفة التي تشعر بضعفها في كل نواحي الحياة ، وتنظر بعين الإجلال والإكبار لأمة أخرى تحاول إيش ، تقلد هذه الأمة الكبرى .

الشيخ : وقلت آنفا مذكرا  لا أحد يشرب بيده اليسرى لأنه هذا منهيا عنه شرعا لقوله عليه السلام ( كل باليمين واشرب باليمين ولا تأكل بالشمال ولا تشرب بالشمال ، فإن الشيطان يأكل بالشمال ويشرب بالشمال ) شيء مؤسف جدا ، المسلمون اليوم ، يعني مظهر إسلام أما الفعل ، الفعل مخالف لشريعة الإسلام ، في عشرات الجزئيات الكثيرة ، لا أعني المستحبات والسنن المؤكدات ، لا بل أعني المحرمات ونحن الآن نتكلم في المحرمات ولا نتكلم في السنن والمستحبات فحرام أن يأكل الإنسان أو يشرب بيده اليسرى ، لأنه هذا من عمل الشيطان ، يجب عليه أن يأكل باليمين ويشرب باليمين ، وليس هذا فقط ،و اليوم كنا مع الأخ عند البقال فيأخذ الفلوس بيده الشمال ويعطي بيده الشمال ،و هو مثلي قد بلغ من الكبر عتيا ، لكن هو ستر كبره ، بحلق لحيته ، هذا هو الفرق يعني ، مع أنه بلغ هذا السن ، ما زال يأخذ بالشمال ويعطي بالشمال والله هذا الإنسان معذور يا جماعة ، معذورون أقول أنتم كلكم إلا من شاء الله ممن قامت عليه الحجة من قبل ، معذورين لأنه أولا : أغلقت المساجد لم يبق فيها مدرس هكذا وزارة الأوقاف المحترمة تقرر ، وهذا القرار مع الأسف الشديد ناسب الناس ، لأنه قبل أن يصدر هكذا قرار ، ما كنت تجد ناسا متطوعين ، متبرعين ، هذا يعطي درسا في التفسير ، هذا يعطي درسا في الحديث هذا يعطي درسا في الفقه ، في النحو في الصرف في التجويد إلى آخره  ، لم تعد ترى مثل هذا الدروس ابدا في المساجد أنا أدركت في سن شبابي ، في المسجد الأموي هناك في دمشق أدركت حلقات كثيرة جدا في المسجد ومن جملتها حلقات الذكر التي نشكوا منها ، الذي يصير فيها صياح وزعاق ومن يدعي أنه أخذه الحال ، فيقع مثل الثور في الأرض ويخور ويصيح إلى آخره ، كل هذا كنا نراه ففيه الخير وفيه الشر ، أما الآن فالناس بقوا على جهلهم ، لأنه ما بقي من يعطيهم العلم من يسقيهم هذا العلم النافع ؟ في المساجد كما كان الأمر من قبل ولذلك عاش الناس هكذا كما يقال لغة سبهللا يعني فلتانين يأكل كيفما اتفق ، يشرب كيفما اتفق ، ما في منهج حياة وضعه أمام منه ، لأنه هو جاهل ، ما فيه إمامة رجل عالم يلقنه هذا المنهج ولو المرة بعد المرة ، والكره بعد الكره ، فعم الجهل عامة المسلمين إلا من شاء الله وقليل ما هم ، فتلك الشبهة أنه أصبح الكفار يربون لحيتهم ، الجواب نعم ، فقط هذا قليل من كثير الغالب عليهم الحلق ، ثانيا هؤلاء يتشبهون بنا فخير لنا أن يتشبه الكفار بنا ، من أن نتشبه نحن بهم لماذا ؟ لأنه المريض الضعيف هو الذي يتشبه بالقوي أما القوي ما يتشبه بالضعيف ، هذه نكتة تاريخية فلسفية من فلسفة التاريخ كما يقرره نفس الكفار هؤلاء لذلك فأشرف لنا فضلا عن أن يكون أشرع لنا أنه الكفار يتشبهون بنا ، وما نحن نتشبه بهم ، فلا ينخدعن أحد منكم بما قد يقوله بعض الناس ، المنحرفون علما أو خلقا ها هي الكفار يربون لحاهم ، طيب نحن نتشبه بالرسول عليه السلام ، بأنه كان له لحية تملئ صدره عليه السلام وأمر بذلك فصار أمره واجبا ، لو بقي الأمر فقط إلى شيء فعله الرسول عليه السلام ، يكون سنة مؤكدة لأنه استمر عليها الرسول عليه السلام فكيف وقد انضم إلى ذلك أمره ، انضم إلى ذلك مخالفة الشيطان ، الذي أمر بني الإنسان بأن يغيروا خلق الله انضم إلى ذلك ثالثا بأن نخالف النساء ولا نتشبه بهن ورابعا وأخيرا أن لا نتشبه بالكفار ، أربع مبررات لجعل هذا الفعل النبوي  أمرا مفروضا على كل مسلم وهذه كما قلنا آنفا ، في غير هذه المناسبة ذكرى ،والذكرى تنفع المؤمنين والحمد لله رب العالمين . 
السائل : جزاك الله خيرا .

الطالب : شيخنا قد يرد تتمة للموضوع ، قد يلبس الشيطان على البعض ، فيلطف من عبارة أن هذا من الأشياء التافهة وما شابه ذلك ، فيقول هذه قشور يعني وإنما يهمنا اللباب وما شابه ذلك ، وهذه كثيرا ما نسمعها ولعلها تلقى في بعض النفوس ، خاصة أنه كلامكم كان عن قضيتين من قضايا الشخصية الإسلامية أو مظهر الشخصية الإسلامية فحبذا لو توضح هذه القاعدة .
الشيخ : الحقيقة أنه هذه الكلمة أنه الذي ذكرها الأخ ، نسمعها أيضا أحيانا ، لكن كل الدروب على الطاحون ، سواء قيل هذه من توافه الأمور أو هذه من القشور ، فكل من اللفظتين من إحدى الكبر ، لماذا ؟ لأنه لا يصح لنا أيضا ، كما قلنا بالنسبة لمن يقول من توافه الأمور ، هذا أمر تافه ، كذلك لا يصح لنا أن نقول بعد أن عرفنا ما تعلق من الأحكام ومن الأحاديث في موضوع إعفاء اللحية ، ما ينبغي أن يقال هذه من القشور ، ولكن إذا قيل بهذا اللفظ ، دون اللفظ الآخر ، انفتح أمامنا أمر آخر لتعليل هذه الكلمة لو صح النطق بها ، هم يعنون بلا شك ، يعنون حينما يقولون ، أنه هذه المسألة أو تلك من القشور ، ودعونا من القشور وخلينا نهتم باللباب يعنون بذلك الأمور التي يجوز للمسلم أن يتركها ، لكن إن عنوا ذلك فقد أخطأوا مرتين الخطأ الأول أنهم أعطوا حكم السنة هل يجوز للمسلم أن يتركها ولا إثم عليه في ذلك ، أعطوا هذا الحكم حكم السنة لما هو فرض لازم ، هذا الخطأ الأول ، الخطأ الثاني هب أن الأمر سنة ، ولكن التعبير أيضا عن السنة بلفظة قشر ، أيضا هذا خطأ لماذا ؟ لأنهم حينما يتلفظون بهذه الكلمة ، يعنون أن لا نبالي  ، بهذه السنن ونقول هذا جدلا على افتراض أنهم يعنون السنن فقط أيضا لا يجوز أن نطلق لفظة القشور على السنن التي فعلها الرسول عليه السلام ، وتقرب بها إلى الله زلفى لماذا لا يجوز ، لسببين اثنين ، السبب الأول أن هذه السنن هي لها وزن في الشريعة ، لكنهم لا يعلمون وزنها في الشريعة ، أنها في كثير من الأحيان ، تكون سببا لتدارك ما فات من النقص في الفرائض ، وهذا  وصريح في قوله عليه السلام ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن تمت فقد أفلح وأنجح ،وإن نقصت فقد خسر ) وفي حديث آخر وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع ، فتتموا له به فريضته ) ، التطوع يعني سنة ، يعني غير واجب -يرحمك الله- فهذا الحديث يصرح بأن السنن تتمم بها الفرائض ، فكيف يليق بالمسلم أن لا يحض المسلمون عليها ، بل هو يبعدهم عنها بكلمة منفرة هذه قشور ،  لا قيمة لها ، هذا خطأ مزدوج أولا من حيث المعنى لأنه لها قيمة لها ، كما ذكرنا مثالا بالنسبة ( فأتموا له فريضته ) ثانيا من حيث إنهم يطلقون كلمة قشور كالتوافه من الأمور يطلقونها على ما شرع الرسول عليه السلام ولو بطريق الاستحباب ، حينئذاك نحن نقول من أين أخذوا هم كلمة القشور ؟ أخذوها من بعض الثمار ، من بعض الثمار التي لها قشور ، فيؤكل لبها ويرمى قشرها ، حسنا، هذا الاستعمال أخذ من قياس الأحكام الشرعية على القشور التي خلقها الله في بعض الثمار ، نعود هنا لنقول هل خلق الله لهذا القشر المحافظ والمحيط باللب هو عبث . لولا هذا القشر ما سلم اللب ، وهذا يا جماعة واضح جدا ، في هذا المثال المادي  يعني في الثمار ، هذه القشور ما خلقت عبثا وإنما فائدتها معروفة حتى  عند أصحاب كلمة القشور ، هذه الفائدة المادية معروفة عندهم لكن سبحان الله (( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) إذا كان القشر في ثمر ما  مفيد لهذا الثمر ومحافظ على اللب وهذا معروف حتى عند الكفار ، أفلا يكون معروفا عند المسلمين أن ما يسمونه من الأحكام الشرعية ، بأنه من القشور هو شأنه تماما ، كشأن ايش ؟ القشور في الثمار فلم تكن القشور في الثمار ، خلقا من الله عبثا ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، فكذلك لم تكن هذه القشور بلفظهم التي يطلقونها على السنن لم تكن شرعا من الله عبثا وإنما هذا أمره واضح جدا ، الإنسان الذي يكثر من الاتيان بهذه العبادات ولو كانت في مستوى السنن والمستحبات فهو بلا شك يزداد بذلك تقربا إلى الله تبارك وتعالى ويزداد بذلك حسنات ودرجات عند الله ، وبخاصة الحديث السابق أن رب العالمين يستدرك لعباده المقصرين في بعض الفرائض ، يتمم تلك الفرائض من هذه السنن والنوافل ، إذن نهاية المطاف في هذا البحث أن استعمال لفظة القشور كلفظة التوافه من الأمور هذا خطأ شرعا من كل النواحي سواء من الناحية الشرعية أو من  الناحية القياسية ، فواضح جدا أن القشر في الثمر ضروري وجوده ، وإلا لولاه لم نأكل الثمر ، كذلك هذه السنن التي يسمونها ظلما وبغيا وعدوانا بالقشور ، لولا هذه السنن لما ازداد الإنسان تقربا بها إلى الله تبارك وتعالى ، ولما سد بها نقص وقع له في فرضه ، هذا تعليق على سؤال الأخ جزاه الله خيرا .
السائل : نرى بعض إخواننا يطلق لحيته قليلا ، فإذا زادت يعني أخذ منها وقصرها ، فلا هي طويلة كما قال صلى الله عليه وسلم ( أعفوا اللحى )


الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق