السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 195 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله


أبو ليلى : إخوة الإيمان نستمع الآن إلى كلمة طيبة للأخ الفاضل الشيخ محمد ناصر ترمانيي جزاه الله عنا خيرا .
الشيخ : شيخ جديد لأنهم مغشوشين أنه ما فيه شيخ غير واحد، والمشايخ كثر والحمد لله، فيسمعون شيئا جديدا، والشيء الثاني بتوفر عن صاحبك القديم، شيء من الكلام لأن ما يأتيه من الأجوبة عن الأسئلة يكفيه، فتوكل على الله كما يقول إخواننا الأردنيون .
الشيخ محمد ترمانيني : تفضل وتكلم .
الشيخ : لا أنا بدي أجيب عن الأسئلة فأنت كما قلت بدك تمتعنا بكلمة تفضل الآن واعمل لنا مقدمة، ابدأ بكلمة من عندك ، ياالله .
الشيخ محمد ترمانيني : بدنا نتكلم مع قصتي مع الشيخ عبد الفتاح أبوغدة، فنعطيهم الموجز عن المشايخ وجيراتهم وتعصبهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم، مما جعل الكثير من الشباب المسلم، ينظر إلى الإسلام كأنه مجموعة خرافات وأوهام واستعلاء على الناس، فهذا مما جعل الشباب المسلم ينفر من الإسلام، وتفعل الكارثة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،كنت في أول طلبي للعلم وكان لقاءنا مع فضيلة الشيخ، جديدا، وكنا كان الشيخ جزاه الله خير نبهنا على كثير  من الأوهام والخرافات، يلي كانت منتشرة في حلب، وكان مشايخ حلب ولا أقول علماء حلب، لأنه ما فيه علماء في حلب وهذا يحزن جدا، أن حلب كل مشايخها مطبقة على الخرافات والأوهام، لو سمعتم مانسمعه نحن، من هؤلاء المشايخ، لكنتم معنا في هذا الشيء يلي نحن استقر في أنفسنا، فمن هؤلاء المشايخ عبد الفتاح أبو غدة، هذا كان رجل عالم ديني، وكان الكثير من الشباب يلتف حوله، ويظنون فيه الخير، ونحن كنا من هؤلاء الشباب يلي كنا نظن فيه الخير، في أحد الأيام  مررت على إحدى المكاتب، وإذا به كتاب صغير للشيخ عبد الله سراج، الشيخ عبد الله سراج عندنا في حلب هو مرجع حلب كلها، فمكتوب به عبارة الصلاة على الرسول عليه الصلاة و السلام، يقول هذه الصيغة تلقاها ثابت البناني عن نبي الله إلياس يقظة، كما رواها ابن أبي الدنيا، فهذا يفيد على أنه يرى الرسول يقظة، وهو يشيع هذا وتلامذته كلهم يقولون أن الشيخ دائما مع الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يخط خطا إلا بعد إذن الرسول عليه الصلاة والسلام  فقلت في نفسي أنا رايح أذهب عند الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وأعرض عليه الأمر، فلعله ينتج خيرا والحمد لله، لأن عبد الفتاح أبو غده إذا حكى معه، مش إذا أنا حكيت معه، لأنه رجل في نفسه عالم كبير، فذهبت إلى الجامع الذي يخطب فيه الشيخ أبوغده الجمعة، وبعد أن انتهى من الخطبة جلس للسؤال والجواب ، فيشهد الله أنني أتكلم بهذا الحرف الواحد ، وسنلتقي أنا وإياه أمام الله في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم 0 فعندما جلس للأسئلة والأجوبة ، طرحت عليه هذا السؤال، قلت يا فضيلة الشيخ، في كثير من الناس يزعم أنه يجتمع مع الرسول يقظة ، فهل هذا ممكن؟ فقال كيف يقضة ؟ قلت يعني يقظة مثل ما أنا وانت جالس وتتلقى الأسئلة وتجيب عليها، فهو كذلك، قال يمكن، وأنا في المليون مرة ما أفكر أن يجيني بكلمة يمكن، فعندما قال ممكن قلت له ما هو الدليل على ذلك ، قال الدليل عدم وجود الدليل المانع يعني ما فيه دليل يمنع من هذا الاجتماع بالرسول عليه الصلاة والسلام  يقضة ، قلت له بل الدليل موجود يا فضيلة الأستاذ قال ما هو ؟ قلت له قوله سبحانه وتعالى (( ومن ورائهم برزخ على يوم يبعثون )) والبرزخ هو الحاجز الذي يفصل بين الشيئين ، قال هذا لا يكفي ، قلت له بل يكفي ، والرسول عليه الصلاة والسلام زاد الأمر وضوحا عندما تكلم عن حياة الشهداء وقال ( إن أرواحهم تسير في حواصل طيور خضر أو في أجواف طيور خضر ويطيرون في الجنة ويلعقون من ثمر الجنة ثم يأوون إلى قناديل تحت العرش، فيتجلى لهم ربهم، ويقول يا عبادي سلوني ما شئتم أول وثاني وثالث فعندما يرون أنه لابد أن يسألوا الله سبحانه وتعالى فيقولون نريد أن تعيدنا إلى الدنيا ونقاتل فيسبيلك ونقتل، فيقول لقد حق القول مني أنكم إلينا لا ترجعون )، قال هذا الحديث أين موجود قلت في صحيح مسلم، قال إذا نؤجل البحث حتى نشوف الحديث ونشوف أسباب وروده على آخره قلت له ما فيه مانع، بعد ما قال هذا رجع واستدرك، قال عندك ابن القيم يقول بهذا، قلت له أنا قرأت في كتب ابن القيم فأين يقول هذا قال في كتابه الروح، قلت له أنا قرأت كتاب الروح، ما فيه العبارة هذه، قال مافي صراحة ولكن في ما يفيد ذلك، قلت فرضنا أن ابن القيم قالها صراحة، فهل الحجة في كلام ابن القيم أم الحجة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ابن القيم اتفقوا على عدالته من المشرق إلى المغرب فقلت له صحيح اتفقوا على عدالته، وهو رجل عالم وعادل وثقة ولكن لم يتفقوا على أن معصوم، قال إذا نأجل البحث قلت ما فيه مانع، فيقول أحد الإخوان، وكانوا في الزمن الماضي يضعوا باكستانية في رؤوسهم، فقال سؤال يا فضيلة الشيخ، قال له تفضل، قال فيه جماعة وهابية، يقولوا أن مذهب الوهابية مثل مذهب أهل السنة والجماعة فهل هذا صحيح قال له كلا في الفروع يمكن أما في الأصول فلا، قال له لماذا يخالفوننا في الأصول، قال له إنهم يقولون أن محمدا عليه الصلاة والسلام مات واح واعنده حياة برزخية عند الله وبيقولوا عصا أحدنا أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : حاشا .
الشيخ محمد ترمانيني : ويكفرون من استغاث بغير الله سبحانه وتعالى فقلت سؤالي للشيخ فقال تفضل قلت له الوهابية يقولون خلاف ما قلت وأنا مطلع على كتبهم اضطلاعا علميا وعلى استعداد أشير إلى الكتاب وإلى الصفحة وحتى إلى السطر، فالوهابيون يقولون بالنسبة لحياة محمد عليه الصلاة والسلام البرزخية أنها أفضل حياة عند الله لأنه هو سيد البشر، فحياته أفضل حياة عند الله سبحانه وتعالى ، أما قولك يقولون عصا أحدنا أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام  فيقولون سبحانك هذا بهتان عظيم، أما قولك أنهم يقولون من استغاث بغير الله فهذه صحيحة لكن لها شروط وليست على إطلاقها نأتي لرجل وقف على أحد قبور الأنبياء والصالحين مثل عبد القادر الجيلاني أو غيره من الأولياء ويطلبون منه النصر والشفاعة وما أشبه ذلك فيقولون نأتي لهذا الرجل وننصحه بالآيات والأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع أول وثاني وثالث، فإن هو أعرض عن ذلك ورفض الآيات والأحاديث فالمشرك مشرك شاء أو أبى، قال لا هذا لانستطيع أن كفره، لأنه إذا سألته عندما يقول يا عبد القادر، ارزقني، هل يعتقد أن عبد القادر هو الذي يرزقه، إنما يعتقد أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزقه بواسطة عبد القادر قلت له هذا هو اعتقاد المشركين، المشركين ماكانوا يعتقدون أن الأصنام أو أولياءهم هم الذين يرزقونهم وهم الذين يمنعون عنهم الإيذاء، إنما يعتقدون الله سبحانه وتعالى هو الرازق وهو المعطي قال لا أبدا قلت له هذا قول الله سبحانه وتعالى (( والذين إتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) قال بأي شيء يعبدونهم، قلت يعبدونهم بالذبح والنذر والدعاء وما أشبه ذلك، وإذ به كان جالسا يتكلم معي فقام واقفا، وأخذ يكيل بالسباب والشتائم بعصبية سب وشتم سب وشتم  ثم ختم الله كلامه بوالله العظيم والله العظيم ، الذي يقول يا عبد القادر ارزقني ما هو كافر، والذي يكفره هو الكافر، وجلس، قلت له يا أستاد الحجة تقرع بالحجة، لا تقرع بالسباب والشتائم، والأحكام الشرعية ثبتت بقول الله تعالى ورسوله  ولا ثبتت بحلف بالأيمان، قال شو أنت ذنب للواهابية حتى حز على نفسك، قلت له أنا لست ذنب للوهابية وما حز في نفسي إلا وضع هذا الشعار على رأسك، الذي ينادي بأنك عالم، والحديث المشهور المتداول بين الناس الذي يقول ( العلماء ورثة الأنبياء ) فأخشى أن يتسرب إلى أذهان الحاضرين أن هذه السباب والشتائم التي تتلفظ به، ينسبوها إلى الإرث المحمدي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام  والرسول عليه الصلاة والسلام  يقول ( المؤمن ليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفحاش البذيذ ) في كان عنده أحد الضيوف من الشام فدخل في الأمر وانتهى الموضوع لهذا الحد فهذا نموذج من المشايخ، يلي هم نحسبهم متحررين فما بالك بالمشايخ يلي هم والعياذ بالله قابعين على الخرافة، والأوهام وما أشبه ذلك ، فالواقع تاريخ المشايخ عندنا سيء جدا، فكان الشيخ يجلس في القرية عشرين سنة، ما يعرفوا أهل القرية من هذا الشيخ إلا ... التبجيل والتقديس، والبيضات للشيخ والسمنات للشيخ والخاروف للشيخ والفرشات فوق بعضها للشيخ وما يعلمهم إلا الخرافات والأوهام والشيخ طار من هنا والشيخ جاء من هنا ومعروف في طبقات الشعراني، وفي جامع كرامات الأولياء للنبهاني، فهذه كل ما عند المشايخ عندنا، فلذلك صار ردة فعل، وأصبح عندنا الشعب، بعيد كل البعد عن حقيقة الاسلام، فتأتي إلى الشاب المؤمن المسلم وتسأله هل أنت مسلم فيقول لك نعم، فتقول له ما هو الإسلام، فإما أن يعطيك صورة مشوهة، من المجتمع يلي عايش فيه، وإما يقول لك لست بعالم، اسأل الشيخ هو يعطيك الجواب، فهذا خلاف ماهو عليه أئمة الكفر والضلال، تأتي للرجل الشيوعي وتقول له هل أنت شيوعي، فيقول نعم، فتقول له هي هذه الشيوعية، فيسردها لك حرفا حرفا وهو أخذها من عالم وعن يقين وعن معرفة، بخلاف الشاب المسلم، فهذه في الواقع، تدل على أمر عظيم جدا، والله سبحانه وتعالى أنعم علينا بفضيلة الشيخ وأصبح يتردد علينا إلى حلب في كل شهر ثلاثة أيام يأتي لعندنا، وبفضل الله  سبحانه وتعالى أنقضنا من هؤلاء المشايخ، وما هم عليه من الخرافات والأوهام، ولو قصيت عليكم من الخطب التي تخطب في حلب، لا يمكن أن تتهموني بالكذب لأنها أشياء لا تصدق، نحن نقول إن النصارى يبيعوا أذرا في الجنة، والقساوسة والرهبان يبيعوا للنصارى أذرع في الجنة، فنحن عندنا المشايخ ما تبيع أذراع بالجنة  ... رحمه الله فيقول إن هذا القطب أحمد الرفاعي، كان له مريد فمريده طلب منه أن يشتري له البستان المعروف في البلدة لأحد الأشخاص قال له بعد أن ننتهي من صلاة الجمعة فسنذهب إلى صاحب البستان، ونشتري لك البستان، فبعد ما انتهوا من صلاة الجمعة، ذهبوا إلى صاحب البستان، وبعد ما تلقاهم صاحب البستان وأكرمهم وذبح لهم، بعدما انتهوا من الطعام، قام الشيخ أحمد الرفاعي وقال له تبيع البستان قال له يا أستاذ لا أنا لا أريد أن أبيعه، قال له لا بدك تبيعه، فلما شاف أنه الشيخ أصر على بيع البستان، قال له أبيعه بشرط، وهذا على المنبر عم  بيتكلم، ما في أحد من الناس يقوم ويقول شو الكلام هذا، فقال له ما هو هذا الشرط، قال له أريد قصرا في الجنة، قال بعد ما تردد الشيخ أحمد الرفاعي بعض الشيء وافق على أن يعطيه قصرا في الجنة بدل البستان، قال له أكتب صكا ، فكتب صك ووقع عليه أحمد الرفاعي وحدد له القصر من الجهة اليمنى جنة المأوى، ومن الجهة اليسرى جنة الفردوس وما أشبه ذلك، فأخذ الرجل الصك وترك البستان، فيقول لهم يا إخوان بعد مدة وإذا به مات الرجل الذي باع البستان، فغسلوه وكفنوه، ثاني يوم وإذا به مكتوب بكف القدرة على القبر، لقد نفذنا البيع الذي عقده أحمد الرفاعي .
الشيخ : ما شاء الله .
الشيخ محمد ناصر الترمانيني : وهذه أقاصيص كثيرة ولا أريد أن أطيل عليكم وأعطل عليكم ما سوف تستفيدونه من فضيلة الشيخ، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين .
الشيخ : لابد أن الذي سمعتموه مستغرب بلا شك لدى الحاضرين جميعا، ولكن قد يلقى في بال أحد الجالسين، سؤال ما حول ما سمعتموه من الكلام فإن كان لأحد سؤال أو اعتراض أو اقتراح فنحن نحب أن نسمعه بهذه المناسبة، وإلا فتحنا باب الأسئلة التي توجد لدى كل واحد منكم، حتى لا نتأخر كثيرا لديكم والساعة الآن العاشرة والثلث .
وفيق : لم نبدأ للآن .
الشيخ : أنا عارف ولذلك أنا أقول هاتوا ما عندكم ؟
الطالب : ترددت كلمة الوهابية في كلام أخونا الشيخ أبو أحمد جزاه الله خيرا ، فحبذا لو توضح ، يعني لأنها كلمة يعتريها كثير من كلام الناس وهم لا يعرفونها على حقيقتها ، فهل هي فعلا كما ذكر ، أو إيش المقصود بالوهابية ونسبة لإيش حتى تتضح الصورة وجزاكم الله خيرا  ؟
الشيخ : هذا حسن وسؤال طيب ، الواقع أن هذه اللفظة الوهابية هي خطأ لغة وخطأ عرفا ، أما اللغة فالوهابية نسبة إلى الوهاب والنسبة إلى الوهاب اسم من أسماء الله هو وهابي ، والذين ينتسبون إلى هذا الوهابي فهم الوهابيون ، فهذه النسبة إذا أخذناها من الناحية العربية هي نسبة تشريف ، فلان وهابي يعني منسوب إلى الوهاب وهو الله تبارك وتعالى والوهابيون هم المنسوبون لمن ينسب هذه النسبة فالمقصود بكلمة الوهابيين كما لا يخفى على الجميع هم النجديون ، والنجديون ليس فيهم من ينتمي إلى هذا الاسم فأنه خلاف ما يستعمل هو اسم تشريف وهابي ، وليس اسم ذم وتقبيح ، لكن من حكمة الله عز وجل ليظهر خطأ المفترين على المسلمين ، ينسبون هؤلاء الناس النجديين إلى كونهم وهابيين ، بزعم أن هذه النسبة إلى إمام لهم ، وإمام النجديين و في جانب من الشريعة وليس في كل الشريعة ، وإنما هو محمد بن عبد الوهاب ، وليس الوهاب لأن الوهاب هو الله تبارك وتعالى، عبد الوهاب هو والد محمد الذي جدد لهم دعوة التوحيد ، فلو نسب منتسب ما إلى عبد الوهاب لو تكن النسبة إليه وهابي فهي خطأ مزدوج ، لأن الذي جدد لهم دعوة التوحيد هو محمد ابن عبد الوهاب وليس والده عبد الوهاب ، ثم النسبة إلى عبد الوهاب ليس وهابيا وإنما هو ممكن أن يقال مثلا عبدهي أو نحو ذلك ، فهذا خطأ من حيث التعبير اللغوي ومن حيث الواقع فليس هناك من ينتمي إلى هذا الاسم الوهابية إطلاقا، بينما الفرق الموجود قديما وحديثا، كلها حينما تنسب إلى نسبه تعترف هذه النسبه، كالشيعية والزيدية والإباضية ونحو ذلك، لكن لا يوجد على وجه الأرض الإسلامية أبدا، رجل يقول أنا وهابي، والسبب ماذكرناه آنفا من ناحيتين ، الناحية العربية والناحية الواقعية ، لكن هذه الكلمة مع الأسف شاعت وأذيعت بين عامة المسلمين في زمن آواخر دولة الأتراك وقصدوا بذلك تنفير المسلمين جميعا عن الدعوة التي سميت بالدعوة الوهابية ... .
الشيخ : ... علما أن هذه الدعوة الوهابية ليس فيها إلا الدعوة إلى توحيد الله عز وجل بالمعنى الجامع لكلمة التوحيد، وهذا في الواقع مما يمتاز به النجديون على كل الجماعات والطوائف والفرق الإسلامية في كل بلاد الدنيا، منذ أن جاء محمد بن عبد الوهاب حتى هذه الساعة ذلك، لأنهم يفهمون التوحيد بالمعنى الأعم والأشمل والصحيح، بينما كثير من المسلمين الآخرين، يفهمونه بمعنى ضيق جدا، ذلك أن التوحيد الذي أنزل الله عز وجل به الكتب وبعث به الرسل، يعني أمورا ثلاثة " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " الأمر الأول إنما توحيد الربوبية، ومعنى ذلك أنه لا رب إلا الله وأن الله هو الذي تفرد بخلق السماوات والأرض كما هو معروف بإجماع كل من يؤمن بالله على اختلاف كل الملل، لكن الفرق بين الدعوة الإسلامية الحقة، والتى جاءت بهذا التوحيد الذي أحيا معناه الصحيح محمد بن عبد الوهاب هنا تختلف الدعوة الإسلامية هذه الحقة، عن اليهودية والنصرانية فهي بالإضافة إلى أنها توجب على كل مسلم أن يعتقد بأنه لا خالق إلا الله فهي توجب عليه في الوقت نفسه أن لا تعبد مع هذا الخالق سواه، ولذلك فعلماء المسلمين مثقفون جميعا، أن معنى لا إله إلا الله لا يساوي لا رب إلا الله، وإنما هذه الكلمة الطيبة، لا إله إلا الله تعني معنى أوسع من معنى لا رب إلا الله، ذلك أنها تعني لا معبود بحق في الوجود إلا الله تبارك وتعالى فهذه الكلمة الطيبة، التي هي مفتاح الجنة، كما جاء في بعض الآثار، وبها ينجو المسلم من الخلود في النار، كما تواترت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمعت بين التوحدين، توحيد الربوبية، أي لا خالق مع الله لا رب مع الله سواه ، وتوحيد الألوهية ويعبر عن هذا التوحيد أحيانا بتوحيد العبادة ، أي أن يعبد الله وحده لا شريك له، فإذا فسر مفسر ما هذه الكلمة الطيبة، لا إله إلا الله ، بمعنى لا رب إلاالله، لم يكن موحدا، هذه نقطة الفصل بين المسلمين حقا، وبين الآخرين، المسلم يوحد الله  عز وجل في ذاته، ويوحده في عبادته، بينما الآخرين من اليهود والنصارى يوحدونه في ذاته إلا من ضل منهم ضلالا بعيدا، ولكنهم يعبدون معه سواه، لهذا يجب على المسلمين جميعا، أن يعرفوا أولا هذا المعنى الحقيقي لكلمة لا إله إلا الله وأنها لا تعني لا رب إلا الله فقط، وإنما تعني إضافة على ذلك أنه لا معبود مع الله أيضا بحق وكلمة بحق هي احتراز من إنكار أن هناك معبودات، في الأرض قديما وحديثا، تعبد من دون الله تبارك وتعالى ، فلا يجوز أن يقال لا معبود إلا الله، لأن المعبودا تكثيرة وكثيرة جدا، لكن إنما يصح التفسير بقيد بحق لا معبود بحق في الوجود إلا الله تبارك وتعالى و إلا قد عبدت اللات والعزى وعبدت الطواغيت، حتى الآن فكيف يستطيع المسلم أن يقول لامعبود إلا الله لا المعبودات موجودات بكثره، ولكنها بالباطل، والمعبود بحق إنما هو الله تبارك وتعالى ، كذلك بالإضافة إلى هذين النوعين من التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد العبادة أو الألوهية هناك توحيد ثالث به يتم التوحيد وبه تقبل شهادة الموحد لا إله إلا الله، وإلا فهي مردودة عليه، ما هو هذا التوحيد الثالث؟ توحيد الله في صفاته فكما أنه عز وجل واحد في ذاته وواحد في ألوهيته فهو أيضا واحد في صفاته لذلك قال الله  تعالى (( يس كمثله شيء وهو السميع البصير ))، هذه الدعوة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وعرفها السلف الصالح والأئمة جميعا، ولكن خلف من بعدهم خلف ليسوا فقط أضاعوا الصلاة، بل وأضاعوا التوحيد لأنهم فهمو هذه الكلمة الطيبة بالمعنى الأول الضيق لا إله إلا الله، لا رب إلا الله ونحن رأينا رسائل في العصر الحاضر، مؤلفة ومطبوعة وفسرت هذه الكلمة الطيبة بهذا التوحيد الوحيد فقط وهو لا إله إلا الله أي لا رب إلا الله ، هذا لا يكفي للمسلم أن يفهم هذه الكلمة الطيبة بهذا المعنى الضيق، لذلك كان من آثار ذلك لما أخلوا جماهير المسلمين وبخاصة عامتهم، لما أخلوا بفهم هذه الكلمة الطيبة، أخلوا عمليا من تطبيقها فهم يعبدون مع الله إلهة آخرى وهم لا يشعرون ، وهذه من أكبر المصائب التي أحلت بالمسلمين، والسبب في ذلك، يعود إلى أمرين اثنين ذكرنا آنفا أحدهما وهو أنهم لم يفهمون من كلمة التوحيد توحيد الله في العبادة، والأمر الآخر أنهم لم يفهموا ما معنى العبادة فإذا قلت الإنسان أنت تعبد مع الله آلهة آخرى قال لك لا أنا لا أعبد إلا الله أنا لأصلي إلا لله عز وجل ، نقول إلى هنا نحن معك، أنت لاتصلي إلالله عز وجل ، ولكن ألست تدعوا غير الله عند الشدة، فتقول يا سيدي أحمد يا سيدي بدوي يا سيدي شعيب، يا كذا يا كذا، هذا هو عبادة الله، أو هذا من عبادة الله تبارك وتعالى ، والله عز وجل قد أنزل علينا كتابا كريما، وافتتحه بسورة الفاتحة، وفيها يقول المسلم مخاطبا ربه عز وجل في كل ركعة من صلاته (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فأنت تعبد الله وحده لاشريك له، لكنك تستعين بغيره، هذه الاستعانة سواء علينا، سميناها استعانة، وهي تسمية صحيحة أو سميناها استغاثة، وهي أيضا تسمية صحيحة أو سميناها توسلا، وهي تسمية خاطئة، هذه الأسماء تدل على مسمى واحد، بعض هذه الأسماء صحيح كالاستغاثة والاستعانة، وبعضها توسل هذا تسمية الاستعانة بغير الله، والتوسل بغير الله، توسلا من باب قوله عليه السلام في غير هذه المناسبة (( يسمونها بغير اسمها )) فقول القائل يا رسول الله أغثني زعموا أن هذا توسل، لا هذا دعاء لغير الله وهذا استعانة بغير الله، وهذا إشراك بشرك بتوحيد العبودية، لأن الذي ينادي غير الله خاصة في الشدائد فقد عبده من دون الله عز وجل ومن الدليل على ذلك وهو مذكور في القرآن وفي السنة قول الله عز وجل (( إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم )) تدعون ما قال تعبدون لكن الحقيقة أن هذه الآية تعني تدعون أي تعبدون، فسواء قلت يعبدون غير الله أو يدعون غير الله، فكلا التعبيرين يؤدي إلى حقيقة واحدة وهي أنهم يستعينون بغير الله عز وجل ، وهذا إخلال بتوحيد الألوهية، وليس إخلالا بتوحيد الربوبية ولذلك المشركون قد من لا يعرف هذا التفصيل الذي جاء في الكتاب والسنة، وجرى على ذلك سلف الأمة ، إلى ما قبل قرون قليلة، ثم انحرف الخط على بعض المسلمين، ففهموا لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله، وهذا المعنى ما كفر به المشركون بل كانوا يؤمنون به، لكنهم كفروا بهذا المعنى الصحيح، الذي جهله كثير من المسلمين، ألا وهو توحيد الألوهية أو توحيد العبودية أو العبادة، في صريح القرآن (( ولئن سئلتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) إذا المشركون يؤمنون بتوحيد الربوبية ، لا يعتقدون بأن هناك كما هو دين المجوس، بأن هناك خالقا للخير وخالقا للشر مثلا، وإنما يعتقدون بأن الخالق هو الله وحده لا شريك له، إذا من أين جاء شركهم، ولماذا قاتلوا نبيهم إذا دعاهم إلى لا إله إلا الله مع ذلك يستكبرون كما قال في القرآن الكريم (( وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) ، وقالوا (( اجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ))، إذا مفهوم لفظة الإله، عند العرب الأولين في الجاهلية غير مفهوم الرب لأنهم كانوا يؤمنون بأنه لا رب إلا الله أي لا خالق ولا مربي ولا رازق إلا الله، أما الإله فهو الذي لا يخضع إلا له تبارك وتعالى وهم كانوا يخضعون لغير الله، من الأوثان والأصنام المعروفة في التاريخ، ولذلك كان من غرائب شرك المشركين، قبيل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام أنهم كانوا يطوفون حول الكعبة ويقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك، شريك تملكه وما ملك لماذا ؟ لأنهم يعتقدون لا خالق مع الله، لكن جعلوا لله شركاء أي يعبدونهم من دون الله تبارك وتعالى ، كما في الآية التي كان في مطلع كلمة الأخ محمد (( والذين إتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) فهذه الآية صريحة بأن الهدف الأساسي عند المشركين هو الله ، ومع ذلك فهم يعبدون معه سواه، لكن إذا سئلوا لماذا تعبدون هؤلاء قالوا ما نعبدهم إلا ليقربون إلى الله زلفى، فهذه حقيقة مؤسفة جدا أنهم يؤمنون بأن الله واحد لا شريك له، ومع ذلك جعلوا له شركاء في ماذا ؟ جعلوا له شركاء في العبادة، ولذلك يجب أن نتنبه لأمر في ظني أن كثيرا من الناس غفلوا عنه، (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) إيش معنى أندادا ؟ أندادا في الخلق أندادا في الرزق، أندادا في الإحياء و الإماتة لا ، وإنما أندادا في العبادة، وهذا هو كان شرك المشركين في الجاهلية، وهذا بحث طويل والغرض منه التنبيه إلى أن النجديين هؤلاء الذين ينبزون بلقب الوهابية، هذه النسبة كمان خطأ وإنما هم أرادوا، أن ينسبوهم إلى محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يأت بشيء جديد مطلقا، وإنما هو من المجددين الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام  ، في الحديث الصحيح (( إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها على رأس كل مئة سنة )) المجددون كما يذكر الإمام السيوط وغيره، لا ينبغي أن نتصور أن المجدد يكون واحدا في كل عصر، وإنما يمكن أن يكون هناك مجددون في كل عصر، مجددون كثيرون، ولكن لكل منهم اختصاصه في التجديد فمجدد في التوحيد، ومجدد في الحديث، ومجدد في التفسير ومجدد في اللغة، وفي كل شيء يتعلق بإحياء الفرض الكفائي لفهم الإسلام فهما صحيحا، والغرض أن محمد بن عبد الوهاب جدد التوحيد الذي لا تزال آثار الإخلال به مع الأسف الشديد في كل البلاد الإسلامية، إلا هذه البلاد النجدية بفضل دعوة محمد بن عبد الوهاب، ولا أقول بفضل الدعوة الوهابية، علما أن تلك البلاد قبل محمد بن عبد الوهاب كان شأنها شأن البلاد الأخرى وأظن أنه لا يخفى على الحاضرين جميعا، ما يوجد في مصر من مقام الحسين مثلا أو السيدة زينب وما يقع في ذلك، في تلك الأمكنة من الوثنيات والشركيات التي تنافي لا إله إلا الله من الطواف حول القبور، هؤلاء الأولياء والصالحين، من أهل البيت وغيرهم، والاستغاثة بهم وطلب المدد منهم مثل هذا يوجد في هذه البلاد وفي سوريا وفي أكثر البلاد الإسلامية، وماهو السبب ؟ السبب تقصير علماء المسلمين ببيان دعوة التوحيد دعوة الحق التي جاءت في الكتاب والسنة، وماتت هذه الدعوة في كثير البلاد الإسلامية ثم جددها محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فمحمد بن عبد الوهاب ليس له جهد بارز سوى هذه الناحية وكفى له بذلك فضلا، لأن البلاد النجدية كانت كالبلاد المصرية والسورية ونحو ذلك، من حيث انتشار الأثار الوثنية وعبادة القبور والاستغاثة بها من دون الله عز وجل ، أما البلاد حتى الآن وأقول مع الأسف، مع أنه بدأت الحركة الإسلامية الصحيحة في تلك البلاد، تضعف رويدا رويدا، لكن لن تجد هناك يعني وثنية تذكر حتى ولا رفع قبر من على وجه الأرض لا يوجد هذا الشيء إطلاقا، بينما إذا طفت البلاد الإسلامية كلها، فأنت واجد فيها من المخالفات الشرعية الشيء الكثير، أرونا بلدا لا يوجد فيها مسجد فيه قبر، مع شدة تحذير الرسول عليه السلام للمسلمين أن يتخذوا المساجد على القبور كما قال  عليه السلام  ( لعنة الله على اليهود والنصارى، أو لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبياءهم مساجد ) ، والأحاديث في هذا كثيرة أكثر من عشرة أحاديث، ومنها مايتعلق بالأمة الإسلامية ، قوله  عليه السلام ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون قبور أنبياءهم وساجد ) فعندكم مثلا بالمقام المعروف بسيدي شعيب وهناك مسجد يقصد الصلاة فيه، من أجل ماذا ؟ سيدي شعيب،وعندنا مقام آخر أظنه اسمه يوشع .
سائل آخر :  أبو عبيدة .
الشيخ :  يوشع غير أبو عبيد يلي في الأغور إلى أخره، كل هذه المقامات بنيت على قبور مزعومة ، إن كانت هذه القبور حقيقة لمن نسبت إليه من الصحابة والأنبياء ، فالأمر أشكل لأنه مخالفة صريحة، لمثل هذه الأحاديث التي تنهى على بناء القبور المساجد على القبور، لماذا هذا النهي و لماذا هذا اللعن الشديد، في سبيل المحافظة على التوحيد، ذلك لأن وجود القبر في المسجد مدعاة إلى أن يدعى من دون الله تبارك وتعالى ، كم وكم من أناس نراهم يقفون خاشعين متبتلين يدعون هم صحيح يدعون الله  عز وجل ولكن يتوسلون بهذا الميت ، فمحمد بن عبد الوهاب خلاصة القول بناء على سؤال الأستاد الأخ علي الحلبي هنا هو مجدد لدعوة التوحيد، وهذا أمر لا يمكن إنكاره أبدا لأنه كما قيل " هذه آثارنا تدل علينا *** فأنظروا بعدنا إلى الآثار" .
النجديون كانوا قديما بدو من هؤلاء البدو يلي بتعرفوهم في كل الصحاري، وكان ... مما يخل بتوحيد العبودية هذه الأشياء قضي عليه، حتى هذه الساعة لا توجد لها ذكرا، بينما البلاد الأخرى عامرة مع الأسف بهذه الشركيات وبهذه الوثنيات ، تفضل .
السائل : أنا اشتلغت يوم الجمعة،كنت بعيد عن المسجد حوالي ... وأخذوني على مسجد حتى أصلي الجمعة، فدخلت المسجد ، ففي آخر الخطبة ، أدركت أن في المسجد قبرا وأقاموا الصلاة وصليت في المسجد فما حكم صلاتي ؟
الشيخ : إي نعم، أنت صلاتك هذه لاشيء فيها لسببين اثنين،السبب الأول أنك لم يخطر في بالك أن تقصد الصلاة في هذا المسجد من أجل القبر، خلافا للناس الذين أشرنا إليهم ثانيا لو علمت وجود قبر فيه ولم يوجد حواليك مسجد آخر منزها من قبر فيه فلا بد من أن تصل الصلاة في هذا المسجد محافظة، على أمر الله  عز وجل ، وأنت ونيتك لكن الذين يقصدون الصلاة في المساجد البنية على القبور هؤلاء هم لا تصح صلاتهم .
السائل : يعني يجوز أن أصلي قي مسجد فيه قبر ؟
الشيخ : ما يصير، لا أقول بدك تصلي في مسجد آخر، فإذا لم يكن هنا مسجدآخر بدك تصلي كما فعلت في هذا المسجد
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
السائل : لا أقصد تغير مجرى الحديث .
الشيخ : لا تقصد ماذا .
السائل : لا أقصد تغير مجرى الحديث .
الشيخ : لا على كل حال الحديث أخذ مجراه وانتهى أمره، لأن الغرض كان ماهو الوهابية، فنقول الوهابية اسم بدون جسم بإختصار،وهابية إسم بدون جسم، لا يوجد في الدنيا من يقول أنا وهابي، نعم وجد شخص من باب التنبيه قال
" إن كان تابع أحمد متوهبا  *** فأنا أقر بأنني وهابي"
هذا على قول الإمام الشافعي :
" إن كان رافضا حب آل محمد *** فأنا المقر بأنني رافضي"
أو كما قال الشاهد انتهى موضوع الوهابية والقصد أنه اسم بدون جسم ، من جهة منهم الذي ينبزون هذا اللقب، فهم هؤلاء النجديون الذي جدد لهم دعوة التوحيد محمد بن عبد الوهاب وليس والده عبد الوهاب وانتهى الأمر تفضل .
السائل : هو السؤال في مجال الحديث الذي ذكره الأخ الشيخ محمد بالنسبة للقصص والأحاديث التي ترد على ألسنة الشيوخ، على سبيل المثال والقصة التي سمعتها والتي وردت على لسان الشيخ عبد الحميد كشك والتي أرى فيها تناقضا كبيرا من حيث لا أستطيع أن أصدق أنها نسبة أو ذكرت حتى في التاريخ يعني القصة كما ذكرها هو أن بعض الناس كان يشرب من قرية فيها خمر فمر عنه عمر بن الخطاب أول مرة، وعندما رأه هدده بأنه سوف يجلده إن رأه يشرب الخمر مرة ثانية، فمر عنه من مسافة فرآه الرجل ، رأى عمر بن الخطاب فدعى أن يحول الخمر إلى خل الشيخ : ما شاء الله .
السائل : نعم، فعندما سأله عمر بن الخطاب عن الذي في القربة ، قال أن الذي في القربة خل ، فشمه عمر بن الخطاب فكان خلا ، فهذا في رأيي فيه نوع من التناقض والمخافة للفقه، لأن الإنسان على المعصية ويدعوا الله أن ينجيه من المعصية ، وهو يفعلها، وأيضا يذكر عن عبد الحميد كشك، أيضا أنه يروي ويقول بعض الأحاديث الضعيفة و التي سندها غير صحيح ، وسؤالي بالنسبة لهذا المجال العلمي أن كشكا له تأثير كبير على الشباب اليوم، ويذكر أحاديث وقصص ضعيفة ؟
الشيخ : الحقيقة أن هذه القصة التي نقلتها عن الرجل، أنا ما مرت علي لا في الأحاديث الصحيحة ولا في الحسنة ولا في الضعيفة ولا في الموضوعة وفي التي لا أصل لها، وحقيقة أخرى مؤسفة، أن الشيخ كشك هذا، لا ينكر أبدا أن أسلوبه فيه تأثير على عامة الناس أسلوب عجيب ، لكن لا أعني أن هذا الأسلوب هو أسلوب مشروع، لأنه يستعمل العاطفة وإثارة عواطف الحاضرين، بمثل الأمر بالصلاة على الرسول وزيدوه صلاة، واسمعوني إلى آخره، لكن في النهاية أسلوبه مؤثر ، لكنه مع الأسف الشديد أعتقد أنه قصاص وليس بعالم، وخاصة في ما يتعلق بمجال الحديث النبوي فهو حواش مع كونه قصاص، فهو يجمع ما هب ودب من الأحاديث ويعض الناس بها ويذكرهم بها وهنا تدخل كسبب يحمل مثل هذا الواعظ على الانحراف، ... .
الشيخ : ... قاعدة مزعومة تذكرني في بعض كتب مصطلح الحديث على أنها قاعدة مسلمة لا شية فيها، وهي يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، هذه جملة مع أنها من المختلف فيها عند علماء الحديث، هل هي مسلمة أم هي مرفوضة، والذي نتبناه نحن وذكرنا ذلك في أكثر من كتاب واحد أو رسالة واحدة ، أن المسلم لا يجوز له أن يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بحديث يعرف ضعفه، هذا الذي نتبناه، لكن مع الذي تبنوا هذه القاعدة، وضعوا للعمل بها شروطا، فلما أخلا جماهير المتبنين من المتأخرين هذه القاعدة، انتشرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ونحن لنا تجارب كثيرة وكثيرة جدا، مع الذين ينتمون إلى العلم، إذا حدث أحدهم بالحديث، وهو نعلم يقينا أنه لا يدري من جاء هذا الحديث، ولا يدري أنه صحيح أو ضعيف، لكنه إذا فوجئ بالإنكار عليه، وقيل له يا أخي أنت تروي هذا الحديث وهذا الحديث ضعيف رأسا أجابه بالقاعدة المزعومة، لكن يعمل بالحديث الضغيف في فضائل الأعمال، لكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها، هل أنت تعلم أن هذا الحديث الذي رويته آنفا هو حديث ضعيف، ما يعلم شيء من ذلك، إذا قد أخذ بالقاعدة لأنها وضعت لها شروط منها، أن يعلم أن هذا الحديث حديث ضعيف، حتى لا يختلط عليه، الضعيف بالصحيح، هذه القاعدة تساعد الواعظ والقصاص والخطباء اليوم وا وا ألا يتحفظوا في رواية الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه إن كان الحديث صحيحا فالحمد لله، وإن كان الحديث ضعيفا فالحديث يعمل به في فضائل الأعمال، فالشيخ المذكور ليس عنده معرفة بالحديث ولذلك يروي في قصصه ومواعظه ما هب ودب من الحديث، فلن تستغرب أن يروي ما لا أصل له إطلاقا من الآثار التي ليس لها صلة بحديث رسول الله عليه السلام كقصة الخمر والخل، وهذه مصيبة الدهر والبحث في هذا يطول، وبخاصة أن بعض العلماء يستجيزون رواية ما هو أخطر من مثل هذه الرواية أنه هذا دعا الله أن يتحول الخمر المحرم، إلى خل محلل ... .
الشيخ : ... لكن ما بالك والقصص كثيرة وكثيرة جدا بأن الشخص يشرب الخمر، فينكر عليه، فيقول هذا يشرب من خمر الجنة، هذا ليس من خمركم بشيء، آخر يبيع الحشيش، فيقول حينما ينكر عليه، أنت تظن أنا أبيع الحشيش المخدر ، أنا أبيع ضد الحشيش المخذر وأنه كون أن الإنسان يشتري من عندي هذا الحشيش، فهو يقلع عن عادته في استعمال الحشيش المخدر، وبهذا عطلوا العقل وعطلوا الشريعة وحسبكم في ذلك قولهم هناك شريعة وهناك حقيقة، والحقيقة تخالف الشريعة ولهم كلمات خطيرة وخطيرة جدا ولعله يحسن أن أذكر لكم قصة وقعت لي شخصيا، خرجت كعادتي في طريقي إلى إخواننا في حلب، واتخذنا في الطريق منزلا بتنا فيه ليلة، في قرية تبعد عن دمشق، نحو ستين كيلوا اسمها دير عطية، ونحن سامرون فيها وساهرون بدل أن يطرق الباب، الدار على الجادة، في الطبقة الدنيا بدل أن يطرق الباب تطرق النافذة، فيخرج رب الدار للنظر من هذا الطارق الغريب في طرقه بدل أن يطرق الباب يطرق النافذة، ففوجئنا بصياح صاحب الدار مرحبا بالطارق، أهلا وسهلا بفلان، نحن طبعا أشرقت أعيننا إلى هذا الضيف الكريم الذي احتفى به صاحب الدار هذا الاحتفاء العظيم، دخل هذا الضيف المزعوم، ففوجئت به كما فوجئ هو بي، وأعني أن الرجل حشاش، تارك للصلاة لا يصوم رمضان، يشرب الدخان في رمضان، وهو ساند ظهره لزاوية من زوايا المسجد خارج المسجد وعيناه شاخصتان مصفرتان من تأثير الحشيش فيهما فأنا فوجئت به، من جهة أن هذا رب الدار يلي نحن ضيوف عنده عم يرحب بحشاش بفاسق فاجر، إن لم يكن كافر، فوجئ بي لأنه هو جارنا، أنا دكانتي هناك كانت يجانب هذا المسجد، فكلما خرجت للصلاة وهو يحشش، يشرب دخان طبعا فيه حشيش، فلما رآني جلس بعيدا عني، وأخذ يتظاهر بأنه مأخوذ يعني مجذوب يعني أخذه الحال، فأخذ يركع ويسجد هكذا ويقول كلام يقولوا عنا في الشام كلام مغطى ، يعني كلام شو بيقولوا في اللغة العربية يعني جملة غير تامة، شو بندوره حشيش بيض باذنجان يعني جملة غير تامة، ... حينئذ عرفت أن رب الدار يعتقد بهذا الإنسان أنه من كبار الأولياء، ارتجلت كلمة افتتحتها بالآية الكريمة (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون ... )) .
الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق