السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 13 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الالباني رحمه الله



السائل : يقول قال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والدخول على النساء ، قالوا: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟. قال: الحمو الموتَ )؛ السؤال :- هل يدخل أبو الزوج ضمن هذا الحديث ؟.
الشيخ : لا يدخل.
السائل : وما حدود خلوة بالمحارم بعضهم مع بعضاً ؟.
الشيخ : لا تدخل المحارم في هذا الحديث، وإنما المقصود بالحمو هنا أقارب الزوج الذين ليسوا محرماً للمرأة، أما المحارم فالأحكام الشرعية واضحة بأنه يجوز للمرأة أن تظهر أمام المحرم بصورة لا يجوز لها أن تظهر أمام الأجنبي، كما في الآية المعروفة : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ ... )) إلخ، هذه هي القاعدة ولكن لكل قاعدة شواذ، لأننا نسمع في هذا الزمان يعني حوادث يندى لها الجبين، فالقاعدة هكذا، لكن إذا عُرف عن أحدِ المحارم انحراف في الخلق، حينئذٍ تؤخذ الحيطة ولا يُعامل على حسب القاعدة، فإمّا -مثلاً- أن يحضُر مَحْرَم آخر معروف تقواه وصلاحُه بحضور هذا المحرم، وإمّا أن يحال بينه وبين اختلائه مع المحرَم، هذه صورة طبعاً نادرة ولكن لها قيمتها، نعم.
السائل : سؤال يقول:- المرأة تتجمل لزوجها في البيت، وهي تريد بذلك إرضاء زوجها والظهور أمامه بمظهر جميل.
الشيخ : ما شاء الله !!.
السائل : ما هو المانع من ذلك؟. ، مع العِلم أن نوع التجميل هذه اُشتركت فيها المسلمات والكافرات، فهي ليست خاصّة بالكافرات، ولا سيما أن طلاء الوجه كان معروفاً في عهدِ الصحابة رضي الله عنهم، وأنهنّ كنّ يطلين وجههن بالورس ؟. نرجو تفصيل الرد.
الشيخ : لا بأس للمرأة أن تتزين لزوجها بما لا مخالفة في هذه الزينة لشريعتها، أما إذا تزينت بما فيه مخالفة فهذا لا يجوز لها، والطلي هذا الوارد في الحديث فهو طبعاً لا نستطيع إلا أن نقول بجوازه، لكن الطلي المعروف اليوم فهو أمر أجنبي، وليس من الإسلام في شيء، وإنما المسلمونَ تلقوه عن الكفّار حينما استعمروا من قبلهم، ثم لمّا خرجوا ، خرجوا وتركوا آثارهم من بعدهم، فنحن الذين نزعم أننا نريد أن نحاربهم نؤيدهم في هذه الآثار من حيثُ لا ندري ولا نشعُر، ولذلك فينبغي التفريق بين زينة غير من عادة الكفّار أو الكافرات وبين زينة أقل ما يُقال إنها عادة خاصّة بالمسلمين فهذه جائزة، وتلكَ لا تجوز، نعم.

السائل : سؤال آخر يقول:- في حديث في الإسبال قول النبي r لأم سلمة:( زدن ذراعا ) هل من الكعبين أم من نصف الساق؟.
الشيخ : الذراع المجموع شبرين، الشبر لستر العورة، والشبر الثاني لدفع المحظور الذي قد ينتج بسبب ريح.
السائل : من نصف الساق ؟.
الشيخ : نعم ؟.
السائل : من نصف الساق ؟.
الشيخ : نعم..كيف قلت ؟.
السائل : من نصف الساق.
الشيخ : إيش هو من نصف الساق ؟.
السائل : الذراع ؟.
الشيخ : الذراع ، نعم.
السائل : يسأل آخر يقول: ما الفرق بين التصوير الفوتوغرافي وتصوير التلفاز ؟.
الشيخ : لا فرق، إلا عند أذناب الظاهريين ، نعم.
السائل : هل زواج المسلم الصحيح العقيدة الواعي دينه هل زواجه بإحدى فتيات الجُنّ، هل هذا ممكن يحدث ؟. وإن كان يمكن يحدث فهل هذا حلال أم حرام أم مكروه ؟.
الشيخ : رحم الله البخاري لما سئل عن الخضر أحيٌ هو أم ميّت ؟. قال: من أحالك على غائب فما أنصفك، وإيش يدريني الجن وما الجن ورجل يتزوج من امرأة جنية - يضحك رحمه الله تعالى -  شو بيكون حال مثل الإنس والجن ولا إذا غلب ما هو هذا.
هذا بيذكرنا بترجمة محي الدين ابن عربي النكرة، في كتاب الميزان للإمام الذهبي، بعد ما بيترجمه لما كان عليه من الانحراف في تصوفه بيقول: كان يقول بعدم إمكانية تزاوج الإنس مع الجن، قال فرؤي يوماً وقد عَصَبَ جبينَه لما سئل عن ذلك قال: اختلفت أنا وزوجتي الجنيّة فضربتني بالقبقاب في رأسي ففجتني، فهذه العصابة هو لأنه زوجته الجنيّة ضربته، فاعتبر ذلك الإمام ابن الذهبي غمزاً في صدقه، ما - بتشوف بتقول الأيام - أنه هذا لا يمكن ، خُلق من طين، وخُلق من نار، فما بالك الآن بتقول أنه زوجتك الجنيّة ضربتك بالقبقاب؟. هههه
السائل : - هل تثبت هذه القصة -؟.
الشيخ : اللهُ أعلم على كل حال.
السائل : أحد التابعين كان يدعو الله أن يرزقه بزوجة صالحة من الجن.
الشيخ : مين ؟.
السائل : ورد من أحد التابعين كان يدعو الله على المنبر ؟.
الشيخ : [ واللهِ ] ما أدري لا على المنبر ولا على الأرض.
السائل : شرح الحديث الذي عن الماء.
الشيخ : كيف ؟.
السائل : ( إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة ) ؟.
الشيخ : آه
السائل : تابع الحديث ، فما صحته بارك الله فيك ؟.
الشيخ : الحديث كلّه صحيح ، إيه نعم.
السائل : بس لو سمحت ممكن تقول الحديث.
الشيخ : الحديث طويل الحقيقة أنا ما أستحضره الآن، لكن في ذهني أنه هناك حديثين، فيه ( إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ) إيه نعم أذكر والعكسُ في هذا للأنثى.
السائل : سمعتُ أنه.
الشيخ : اسمع شويه، في حديث ثاني إذا ... يعني قلنا الحديث الأول في ... نعم
السائل : الحديث الثاني إذا علا ؟.
الشيخ : اذا علا أي نعم  الآن؛ أنا ما أذكر بالتفصيل، إن كان أحد يمكن يساعدنا على التذكر فبها.
السائل : حديث عبد الله بن سلام لما جاء
الشيخ : نعم بس إيش إلي فيه قضية الأسبقية وإلا الغلبة ولا ؟.
السائل : إذا غلب ، إذا علا
السائل : ( إذا سبق ماء المرأة الرجل جاء أنثى، وإذا سبق ماء الذكر... )
الشيخ : هذا اللي ذكرناه  ما هي الكلمة الـ ... ؟.
السائل : إذا علا
الشيخ : آه هيه
السائل : إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله .
الشيخ : إيه نعم ، هذا الذي أذكره من الحديثين. غيره.
السائل : يقول ما معنى الحديث النبوي الشريف: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ).
الشيخ : ما معنى الحديث يقول
السائل : نعم
الشيخ : نعم هذا الحديث يقابل الحديث الآخر بالنسبة للمرأة: ( تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها؛ فعليك بذات الدين تربت يداك )، فهذا الحديث في الوقت الذي يأمر الرجل بأن يتزوج ذات الدين، حديث المسؤول عنه يأمر ولي البنت بأنه إن جاء خاطب لابنته أو لمن هو وليّها فعليه أن يختار بالرجل الديّن الحسن الخُلق، ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه )، طالبا التزوج من ما عندك من النساء فعليك أن تتجاوب مع هذا الطالِب الراغب وإلا فامتناعك يكون سبب لوقوع فتنة، وهذا واضح جداً لمّا الناس بيزوجوا بناتهم لا يراعون في ذلك ديناً ولا خُلقاً، وإنما يراعون في ذلك مالاً أو جاهاً أو منصباً أو أو شهرة أو إلى غير ذلك ... من أمور الدنيا، والواقع أنني أتعجب جداً كلما سمعت بخطوبة وإذا ليسَ هناك من يسأل عن الدين، إن سألوا عن شيء يمكن بيسألوا عن الخلق، وإن سألوا عن الخلق ففي حدود معينة فقط، ما بيشرب خمر، ما بيزني، هذا هو الخُلق كلّه ، سبحان الله، يعني فيه غفلة شديدة جداً من آباء البنات اللي هنّ مشرفين على الزواج فأول شيء ما بيهتموا لأمر الدين، بيصلي بيصوم، بيروح على السينما ما بيروح على السينما، هذي كلها ما لها علاقة لا بالدين ولا بالخلق عندهم.
وإن سألوا -كما ذكرنا- عن الخلق ففي حدود ضيّقة جداً جداً، وهذا معنى الحديث ( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه ) فواجب عليكم أن تزوجوه، لا تنظروا للمظاهر الدنيوية التي سبقت الإشارة إليها ( فزوجوه إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد عريض ) نعم.
السائل : يقول: هل رجع أبا حامد الغزالي ، هل رجع أبا حامد الغزالي إلى منهج السلف ؟. وما مدى صحة هذا ؟.
الشيخ : لا مع الأسف، لكنه خطا خطوات بطيئة جداً وقليلة نحو ذلك، وعسى اللهُ -عزّ وجلّ- أن يكون تاب عنه وعن أمثالِه من أهلِ العلم، نعم .
السائل : هل يجوز التيمم بالصخر ؟.
الشيخ : ولو نزل عليه المطر ، نعم.
السائل : حكم اللباس أسفل الكعبين بالنسبة للرجل؟.
الشيخ : كيف ؟.
السائل : حكم اللباس أسفل الكعبين بالنسبة للرجل.
الشيخ : في النار، في النار.
السائل : بقول تعقيب على التيمم.
الشيخ : تفضل قول ما شئت لا احد مانعك.
السائل : بالنسبة للتيمم، أحياناً الإنسان بيكون مثلا في سجن ،  يجوز التيمم على الجدار؟.
الشيخ : طبعاً، [ والرسول تيمم ] ، هذا هو السؤال اللي مخبيه وتقول هيك [ ويضحك الشيخ ويضحكون حوله ].
السائل : السؤال اللي قبله ... .
الشيخ : آه .
السائل : أنه آدم عليه السلام [ قاسم ] عمره النبي داود عليه السلام أربعين عام.قال فيه شبه بالموضوع الأول، يعني هل يصلح مثلاً شبهة وكذا موضوع [ التبرعات ] بالكلية والعين ، لأنه أعطاه من عمره أربعين سنة.
الشيخ : إيه نعم.
أولاً: هذه قضية بين أنبياء، هذا أولاً ، فلا يقاس الناس على الأنبياء.
ثانياً: ليس له علاقة في ذلك أبداً، ليش ؟. لأن هو يُحسن إليه، إلى ولدِه بشيء ليس فيه ضرر بالنسبة لنفسه ، نعم.
السائل : على هذا يجب على الرجل أن يتزوج ذات الدين كذلك يجب على المرأة أن تتزوج ذا الدين ؟.
الشيخ : طبعاً ، النساء شقائق الرجال.
السائل : على الوجوب ؟.
الشيخ : وأنت في شك من ذلك ؟.
أحد الحضور : طيب لِم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لمالها وحسبها ) ... ؟ ... .
الشيخ : هذا يتحدث عن الواقع، قلنا وهو عالم بالواقع فيقول فيقول
السائل : ... .
الشيخ : لا مش للأفضل  ، يأتي بالأمر ،( فعليك بذات الدين تربت يداك ) ، هو يعالج الواقع يبين الواقع السيء ثم يعالجه بإصدار أمره الذي لا يجوزُ لنا أن نخالف إلى غيره، ( فعليك بذات الدين تربت يداك )، يعني أنت في شك من أن هذا الأمر للوجوب ؟.
أحد الحضور : لا
الشيخ : الحمدُ لله.
الشيخ : انت إيش عندك ؟.
السائل : أنه هناك ليس في ذلك ضرر على آدم عليه السلام بإعطائه من عمره لداود أربعين عاماً.
الشيخ : إيه نعم
السائل : قد تُعجِّل في موته.
الشيخ : تُعجّل في موته ؟.
السائل : في موت آدم.
الشيخ : طيب ما فيه مانع، ما فيه مانع، ما دام أٌذن له بذلك، شو المانع ؟. شوف لما نقول أولاً ثانياً نعرف طبيعة الناس ، ناس بيقتنعوا بالجواب الأول، الجواب الثاني ما بيقتنعوا فيه، بلاش ناس بالعكس ما بيقتنعوا بالجواب الأول يقتنعوا بالجواب الثاني بلى الأولاني وهكذا، ولذلك لا يحسن بالسائل إذا كان اقتنع بالجواب رقم واحد بيتركه للجواب رقم اثنين ، اتركه وامسك الجواب رقم واحد، هذا اللي يريحك ، نعم .
السائل : يذكرون في كُتب الأصول أن الله هو الحاكم ولا حاكم غيره، فهل يصح إطلاق هذا اللفظ على الله سبحانه وتعالى، أم أنه من باب الإخبار كقولنا الله موجود والله كذا ... ؟.
الشيخ : هو كذلك ، من باب الإخبار ، نعم.
أحد الحضور : ما هو الضابط في باب الإخبار ؟.
الشيخ : أن لا تلتزم أن تقول: ( الله حاكم )، تسميه بهذا الاسم ...، لكن هذا معنى تأخذه من آية: (( وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ )) ، أو نحو ذلك، هذا هو الضابط.
السائل : رجل يعمل فرّان أو سائق، فهل يُطعِم أم ماذا يفعل وحياته كلّها في الخبز والنار، أم في السيّارة في السفر ؟.
الشيخ : كلها إيش ؟.
السائل : يعني يقول رجل يعمل فرّان أو سائق.
الشيخ : إيه نعم.
السائل : فهل يُطعم يعني في الإفطار في رمضان؟.
الشيخ : بالنسبة للسائق ما فيه إشكال، السائق مهما كان لابد أن له أياماً يتمكن فيها من قضاء، أما بالنسبة للفرّان فأنا أقول في اعتقادي، لا أستطيع أتصور فرّاناً إذا أولاً ترك العمل في كل شهر رمضان أنه سيضطر أن يسأل الناس، يشحذ يعني، لا أتصور إنسان هكذا لأنه يعمل طول السنة كل يوم بيومه هاللي اللي بيطلع له أجر مثلاً إن كان أجيراً بيروح وثاني يوم ما عنده ولا فلس إلا ما يحصله في آخر النهار، ما أستطيع أتصور أن هذا إنسان، لكل جواب.
السائل : طيب الناس ... .
الشيخ : طوّل بالك ، طوّل بالك ، هاه هاي مشكلة، هذا مثل اللي بيقول مين اللي بده يعالج نساءنا، إذا نحن ما علمنا بناتنا الطب في هذا التعليم المختلط، هذا يُقال أيضاَ ، جواب هذا وذاك الفاسق الفاجر هو اللي بيقوم بهذا الواجب، ولا يهمك الأمر، لأنهم بيأتونا فسّاق أكثر من الصالحين اللي بيلتزموا بالأحكام الشرعيّة.
يعني كل مشكلة لها علاجها في هذه الحياة الدنيا، يعني هاي الكفّار الآن شو عم بنصنع نحن المسلمين من أسلحة لا شيء، كلها بتجيبها من برا، السيّارات ووسائل الراحة والزينة والإعانة كلها من برا، الشاهد بالنسبة للفرّان أنا لا أتصور أنه تحيط بالفرّان ضرورة تبيح له أن يعمل فرّاناً في النهار يضطر من أجل هذا العمل أن يُفطر في رمضان، لا أتصور هذا أبداً إلا رجل طمّاع بيريد يوفر المال حتى في شهر رمضان، ومثال أخونا هنا أنه إن وجد هذا الشيء بقول الخطوة التالية ، وسيقال أيضاً إن تمام لم يوجد فعلى كل حال نشوف له اللي النهاية، يُقال أن بدل ما يخبز في النهار بيخبز في الليل، خاصة أنه رمضان الناس ما بدها خبز في النهار لأن الناس مفروض يكون في إيش ؟. مفروض في صيام، فإذاً ما دام الناس ما لهم حاجة للخبز في النهار فهو ما يخبز في النهار يخبز في الليل، واللي خبزوا في الليل بيحتاج فيه كمان حيطة ثانية بحيث إذا قدموا عنده حاجة يطلع كأنه إيش ؟. طازج جديد ، إن إن يمكن ... بآه ، إن إن بقول يعني بده يشحذ يشحذ ولا يفطر والسلامُ عليكم، لأنه الشحاتة ليست محرمة لمن يستحقها، لكن الإفطار محرّم لمن لا يجوز له الإفطار.
السائل : يعني كل عمل يقاس على هذا ... .
الشيخ : وين راح يصلي ... وين ابو انس؟ .
السائل : ... .
الشيخ : ... لا يجوز لأحد أن يطيعَ أحداً في معصيةِ اللهِ -عزّ وجلّ- سواءً كان أميراً حاكماً أو كان عالماً أو كان أباً أو أي شخص آخر له إمْرة وولاية على المسلم، فلا يجوزُ له إطاعته في معصيةِ اللهِ عزّ وجلّ ، هذا هو المعنى الذي يفهمه كلُّ عربيّ وعليه جرى علماء المسلمين قاطبة إلى يومنا هذا، ومن شؤم التحزب والتكتل الجماعي على غيرِ الكتاب والسنة؛ وإنما على أو مع ما يزعمه البعض أنه من المصلحة أن يتكتل المسلمون أو بعضهم على تجمع خاص، يوضع له منهج ونظام غير معتمد على الكتاب و السنّة، ويكون من آثار ذاك النظام أنه إن صُدم ببعض النصوصِ الشرعيّة تكلّف تأولها وتفسيرها تفسيراً لا يتعارض مع نظامه.
من الأمثلة على ذلك هذا الحديث الصحيح وقبل الخوض في توضيح مثال، نذكّر بسبب ورود الحديث، ذلك أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أرسل سريّة وأمّر عليهم أميراً فبدا لهذا الأمير أن يجرّب أصحابه في طاعتهم إياه فأمرهم أن يجمعوا له حطباً، هذا الأمر واجب الإتباع والتنفيذ شايف كيف؛ لأنه لـمْ الحطب أمر عادي فما أمرهم بمخالفة الشرع، ( ... فجمعوا ثم قال لهم أوقدوا النار في هذا الحطب ففعلوا. التفوا حوله ففعلوا، ألقوا أنفسكم فيها، وقفوا ونظر بعضهم لبعض قالوا : واللهِ ما آمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فراراً من النار، واللهِ لا نفعل حتى نسأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأرسلوا رسولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لو دخلوها ما خرجوا منها إلى أن تقوم الساعة، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )، مع ذلك وُجد بعض الناس من تأول الحديث بخلاف تأويله الصحيح المعروف فقالوا: ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) إذا كان المُطاع يعتقد بأن ما أمر به معصية، أما إذا كان الأمير الآمر لا يعتقد أن ما أمر به معصية لكن المأمور يعتقد أنه معصية فيجوز له طاعة الأمير والحالة هذه.
وأنا أذكر جيداً مناقشة جرت بيني وبين جماعة من حزب التحرير كان جمعني معهم السجن في الحسكة عندنا في شمال شرق سوريا، وهذا السجن من فضائل عبد الناصر، فهو الذي بناه هناك وكان سجنا عالياً جداً و الأضوية معلقة بالسقف من فوق وكل ما سألناهم عن السر، قال حتى ما ينتحروا، ما يستعملوا زجاجة للإنتحار، وسبحان الله الشيء بالشيء يُذكر ، كان هناك سؤال أنا حينما عرفت في آخر لحظة وقد أخذوني في سيارة لاند روفر هذه تبع الجيش أنني سأنفى إلى سجن الحسكة أرسلت بسرعة إلى أحد أولادي يجيبلي صحيح مسلم وشنطة وبراية وقلم رصاص إلخ مشان أشتغل هناك فيه، الشاهد فلما وصلنا للسجن وجدنا هناك جماعة من حزب التحرير أكثر من خمسة عشر شخص، فكنا نتناقش معهم ليل نهار، بيجيبوا هذه المسألة وهنا الشاهد، فضربت لهم مثلا الآتي لما ذكر صراحة أن الأمير إذا أمر بالشيء وهو لا يعتقد أن هذا الأمر حرام فعلى المأمورين طاعته ولو كانوا يعتقدون أنه حرام، ضربت لهم المثل الآتي، قلت أنت ماذا ترى في قوله عليه السلام: ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) هل تعتقد هذا ولا أنت مع رأي الحنفية اللي بيقولوا أنه القليل المحرم هو خمر العنب فقط أما المسكر من غير خمر العنب فالكثير هو المحرم والقليل جائز، أترى هذا الرأي وَإلَّا ترى قوله عليه السلام: ( ما أسكر كثيره فقليله حرام )؛ ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام )؟. قال: لا أنا أرى كما جاء في الحديث ، قلت له: هب أن أميرك كان حنفي المذهب ومش ضروري يكون حنفي المذهب في كل المسائل ، هالمسألة فقط هو يرى ذلك، فأباح الخمر كله ما عدا خمر العنب ، القمح و [ ... ] إلخ بس التين بعد عنه أما أقل من الكثير لا تشرب، اشرب منه، تهين نفسك أن تطيعه ؟. قال: إيه نعم ، قلت له: الحديث: ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ... هذا إذا كان هو يرى أن هذا حرام، هذا الشاهد ، ولذلك هذا القيد الذي وضعناه هنا هذا ضروري جداً، ضروري جداً، وما أدري إذا كان صاحبنا يعني لا يزال في بقية من هذا الرأي لأنه أنا عرفته منذ ثلاثين سنة، التقيت فيه في المسجد الحرام ومن هناك هو تبنى المذهب السلفي
السائل : التقى بك في ... .
الشيخ : نعم التقى معي كثيراً لكن بقول أنه الأصل الالتقاء الأول وهو سلفي لكن لما التقيت به كان حزبياً، وأول يوم ما فيه تحزب يعني كتكتل منظم لكن يخشى أن يكون فيه بقايا.
السائل : ... .
الشيخ : هذا الذي أردت بيانه
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : وفيكم
السائل : ... منطقة
الشيخ : كيف ؟
السائل : معرفة الجهة والقبلة
الشيخ : قلنا سنتكلم فيها إن شاء الله
السائل : بالنسبة لحلق اللحية ... في الجيش وغيرهم الأمر يأتي من ... إذا خالف الأمر كانت هناك عقوبة ... فهل هذا الحكم ينطبق على ما قد قيل سابقا ؟
الشيخ : الذي قد قيل سابقا غير ما تقوله انت الان لاحقا الذي قد قيل سابقا هو في الاختيار أما في الاضطرار فهذا بحث آخر
السائل : اذن هذا يدخل في الاضطرار؟
الشيخ : طبعا طبعا
السائل : لكن يكون يا شيخ اختيارا مبدئيا بعرف الانسان ان هذا الطريق لازم الأمر هذا فله الخيار في الأول انه ما يجعل نفسه ... .
الشيخ : بالنسبة ... .
السائل : حكم إدخال التلفزيون يا شيخ ، واحد قال أنه هذا التلفزيون حرام ، جاوب هذا الشخص بأنه التلفزيون حرام بحالات : يكون حلال إذا كانت هناك ندوة دينية سمعت ، قالوا حرام إذا كان غناء وموسيقى ، فقلت له: طيب لما انت بتخرج من البيت وبتيجي لأولادك ؟. قلت له هذا  في سؤال قال نعم ، قلت له طيب لما كانوا على الموسيقى وعلى الأفلام كانوا في معصية والا في طاعة، قال لا في معصية، قلت له فهذا حرام ، فهذا جزاك الله خير ما قلت له.
الشيخ : أصبت ، وصواب السؤال والجواب ما حكم إدخال التلفزيون في الدار ؟.فهيك الجواب لا يجوز، لماذا ؟. ؛ لأنه يستعمل في ما ذكرت أنت ، هاه ، لكن لو صورنا صورة خيالية الآن أنه واحد بيجيب تلفزيون في البيت ما بيستعمله إلا في مثل ما قال لك صاحبك، يعني في جلسات أو ندوات دينية، ممكن أن يقال هذا .


الشيخ : لكن في اعتقادي لو كان في بلادنا العربية مناهج تلفزيونية كثيرة، من حيث أن التلفزيون الأردني الموجود عند التجار ممكن أن يتصل بمراكز التلفزيونات العالمية كلها، فتطوف عليها وبتشغله كالراديو في الشيء النافع غير الضار، في هذه الحالة يمكنن يقال  بالجواز. أما الآن لذلك المسلم يحتاط لنفسه وأهله وأولاده وما بيدخل التلفزيون في بيته.
أحد الحضور : من ناحية إسلامية ، طيب من ناحية الصور هل يكون.
الشيخ : الصور التي يجوز أن تستعملها يجوز أن تصورها وإلا وقعت في التناقض، الصور التي تستعملها بيجوز أنك تصورها والصورة التي ما بيجوزتستعملها ما بيجوز تصورها.
أحد الحضور : شو التفصيل في هذا الكلام ؟.
الشيخ : أخذت جواب سؤالك وإلا لا .
السائل : هذا الكلام غير مفهوم ؟
الشيخ : ... سافر إلى العمرة وطلبوا مني صورة ، طيب ، يجوز أن أتصور عند المصور والا لا؟.
السائل : نعم.
الشيخ : طيب ، أنا عندي آلة تصوير فبدل ما اروح للمصور بصور حالي أنا بيجوز والا لا ؟.
السائل : نعم
الشيخ : أنا ابسألك الآن.
السائل : يعني إذا كان تعدي الإثم يعني ممكن أن ... .
الشيخ : الله يهديك ، لا تنقض ما بنيته ، أنا بدي أصور لحالي عشان أعتمر أو عشان أحج ، تصويري هذا لنفسي أنا جائز ولا حرام ؟.
السائل : ... .
السائل : [ في هذا ينظر ] في هذا فاسق ... زي مسألة الطب
الشيخ : إيش فاسق ولا ؟.
السائل : واحد فاسق بيصور نفسهعلى العموم.
الشيخ : أنا عما احكي أنا أنا،  أنا بدي صوِّر حالي مشان أحج لبيت الله الحرام.
السائل : أنا اتصور [ لأني] مضطر.
الشيخ : أنا بحكي عني ، عني مش عنك أنت ، بحكي عن نفسي أنا، أنا بدي أحج لبيت الله الحرام ، بيجوز أصور حالي أنا والا لا ؟.
السائل : نعم
الشيخ : كويس ،شو علاقة الفاسق الآن بالموضوع اللي بتحشره أنت
السائل : لا، بيكون أنا أصور نفسي ... .
الشيخ : أنا عندي جهاز أنا بصور حالي قلت آنفاً بدل ما أروح هلا لحد تعبيرك لعند الفاسق ما بروح لعنده في البيت أنا بصور حالي بيجوز ؟.
السائل : كلامك والله ، في واحد فاسق بيقوم بالعمل ما فيه داعي أنه أروح في ، يعني أن بعمل الحاجة بنفسي
الشيخ : يا أخي تراك خلصت حالنا مع الفاسق، أنا الآن عندي كاميرة ، كويس، بدي أصور حالي لأروح لبيت الله الحرام لأنه ما بيجوزالطريقه إلا هكذا ، بيجوز والا ما بيجوز ؟.
أحد الحضور : يجوز للاضطرار
الشيخ : إذا كان هاي مش مقتنع فيها بآه مشكلة ... .
السائل : لو أنا في الطب يعني ... .
الشيخ : يا أخي اترك حالك من القياس ، انت تقيس مو كل واحد شاطر في القياس، أنت قبل ما بتقيس ادرس المسألة السهلة، أنا بقول عن نفسي ، بلغ هنا أنا بدي أصور حالي مشان أقدم هذه الصورة للجوازات بيسمحوا لي أن أحج لبيت الله الحرام يجوز هذا والا لا ؟.
السائل : آآه يجوز لأنك مضطر في ذلك.
الشيخ : طيب ، إذا وقفت أنت منه ، شو علاقة هذا الموضوع بقضية التشريح و الطب و والى آخره
السائل : ... أصور نفسي
الشيخ : انت فهمت
السائل : لا ... الحمد لله
الشيخ : أنا قلت أنه أنا يجوز لي أن أصور نفسي مشان الحج إلى بيت الله الحرام أو العمرة أو حتى سفر غير واجب علي إنما هو مباح ، شوف  الأنواع هذه كلها : سفر مباح ، عمرة مستحبة ، حج واجب ، أنا بقول يجوز لي أن أصور نفسي بيدي حتى أحظى بالتمتع بهذه الأنواع الثلاثة، مقتنع أنت بهذا الكلام ؟.
السائل : اقتنعت بهذا
الشيخ : كويس ، ليش بتشرد عني وبتقول الطب وما الطب والقياس وما قياس مش وارد بالنص صح ؟ هذا الذي أردت أنا أن أقول.
من قبل شو كنت أبا أقول ، بقول أنا بروح لعند المصور وبتصور انت هذا أشكل عليك فيما بدا لنا منك آنفاً ، أن هذا فاسق فاجر كذا كذا إلى آخره ، طيب أنا بروح عنده لأنه ما فيه مصور أنا ما أستطيع أن أصوّر نفسي، فالآن انتوضح لك أن الصورة الي قدمتلك إياها إنه أنا بدي أصور نفسي بنفسي لهذه الأمور الثلاثة قلت هذا الأمر جائز .
الشيخ : الآن بدي أروح لعند المصور الي أنت بتحكم عليه بأنه فاسق، على أنه أنا لا أستعجل فأقف نقطة: حكمك هذا خطأ فقهياً ، ليه ؟ لأنه ما بيجوز لك تفسق رجل مسلم قد يصوم قد يصلي لأنه مرتكب محرّم في اعتقادك انت، وهو يمكن آخذ مائة فتوى خاصة في آخر الزمان بأن هذا التصوير أنه جائز و حلال ، شلون بتقول عنه أنه فاسق ؟.
السائل : لا مش بس التصوير، يعني في أمور ثانية عدم الصلاة ... .
الحضور : طيب خلينا نفصل هذا.
الشيخ : سبحان الله ، مين عندك الخاص بالمصورين كلهم ؟
- ويضحك الشيخ رحمه الله -
ما بيجوز يا حبيبي هذا القياس ما بيجوز تقيس شعبان على رمضان، كل واحد له حكمه له وضعه، المهم نحن هلا أنت مكلّف أنه تكشف عن قلوب الناس وتعرف أنه هذا المصور فاسق شو وزن فسقه ؟ شو نوع مرتبته ؟ فاسق من حيث يكذب في المواعيد، فاسق من حيث يكذب في الكلام ، إيه إيهشوالله كلفك في هالقضية ؟.
أنت الآن بدك تحج إلى بيت اللهِ الحرام ولا يسمح لك إلا أن تقدم لهم صورة أو صورتين بتروح تصور حالك عند هذا المصور والا لا؟ أقول أنا: هُنا فيه ضرورة أجيزت أولاً و ثانياً - وهذا هو الأهم عندي بالنسبة لهذه المسألة - أن تحريم الصور ليس من باب تحريم للغاية وإلا من باب تحريم الوسائل، يعني خشية أن تنقلب هذه الصور يوماً ما أداة إفساد للعقيدة، خاصة ما يتعلق بعبادة الله وتوحيده، فاستحلال الصور هذه اللِّي هي محرمة تحريم الوسائل وليس تحريم الغايات هذه ممكن أن يواقعها المسلم بشرطين اثنين :-
1- أن يكون في ذلك فائدة له.
2- أن لا يكون فيه ضرر يمسه.
واضح هذا الكلام ؟
السائل : مش واضح أوي يعني
الشيخ : ليش مش واضح أوي ؟ أنا بقول ... .
السائل : ضرر هذه.
الشيخ : هاه.
السائل : مقدار الفائدة هذه اللي تترتب على السفر ... .
الشيخ : لا هذي مش قضية مش واضح ! ، الكلام واضح لكن انت بتريد تسأل سؤال على ضوء الكلام الواضح، ما فيه مانع أن تسأل ، لكن لأنه في بالك سؤال، وما طرحته، وبالتالي ما أخذ جوابه وبالتالي تقول الكلام مش واضح ؟! لا الكلام السابق واضح مثاله: لو واحد سأل سؤال أنه أكل الميتة حرام والا لا ؟. كان الجواب نعم ، أخي هذا حرام بدليل القرآن الكريم (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ )) ، طيب واضح الجواب ؟ لا مش واضح ، ليش ؟ لأنه انتفي نفسك سؤال عن ميتة الجراد - مثلاً- ، إيه ما بيصير تقول الجواب مش واضح ! الجواب واضح لكن مش واضح باعتبار أنك أنت متخيل سؤال ومش عارف شو جواب هذا السؤال، إيه -هات- السؤال وبيصيرايضا الجواب عن هذا السؤال المضمور واضحا أيضاً ، أنا بقول واضح الكلام السابق ولا مش واضح ؟.
السائل : واضح الآن
الشيخ : -يضحك الشيخ رحمه الله والحضور-
الشيخ : السؤال مفهوم من نفس الجواب ، بس مش واضح عندك معذور ، أنا قلت ثلاثة أمثلة جبت لك ، فرض و مستحب ومباح ، تذكر هذا ؟ شو بآه محل سؤالك إنت : شو مقدار الفائدة ؟ ، مقدار الفائدة تمتع بما أباح الله ، شايف ، لا بما حرّم الله ، فما فوقه عمرة وهو المستحب ، وما فوقه أولى واولى وهو الواجب ، اللي بدك أنت تسأل بدل سؤالك السابق الذي لا محل من الإعراب، لما تسألك شو الدليل على هذا الكلام ؟ هذا السؤال المحرج القيّم ، الدليل إنه نحنا نرى أن الرسول عليه السلام أباح للسيدة عائشة أن تتمتع بلعبها، تعرف هذا لابد ، طيب ، تعرف لي هذي ، طيب ، مستحب ؟ لا ما بقلك مش مستحب ، يمكن يكون مستحب ، مباح؟ مباح حتماً، لكن مستحب أعلى درجة، فلما رأينا الرسول عليه السلام أباح لها اللعب من جهة، ورأينا في حديث ربيّع بنت معوّذ في صحيح مسلم أنهم كانوا يصومون صبيانهم في صوم عاشوراء ، وكانوا يلهونهم باللعب من العهن والقطن، عن الطعام والشراب حتى يأتي وقت الإفطار ، إذا يجوز تعاطي مثل هذي الصور ما دام فيها فائدة، ولو هذه الفائدة زهيدة يعني مش ضروري تكون واجبة يعني، شايف ؟ ، لهذا أنا بقول أنه يجوز استعمال التلفزيون حينما لا يكون في استعمالهارتكاب محرمات ، ولو أن فيه صور لأنه الصور التي فيها منفعة للناس قد أباحها الشارع الحكيم ، بهذا ينتهي جوابي عن السؤال.طيب ما جات جماعة اللي بدهن يصلوا
السائل : الآن يعني ندعو الصور التي في المحاضرات الدينية أو شيء عن الطبيعة عن الحيوانات كل جايز أشوفها ، جايز أصورها ؟.
الشيخ : لا لا ، لأنه يجب أن يكون فيها فائدة لا تحصل إلا بها.
السائل : إيه
الشيخ : إلا بالصور ، إيه نعم ... .
السائل : القضية المقترنة بالسؤال عن التلفزيون والصور الفوتوغرافية ، هل يجوز للمعلم أن يرسم صوراً لحيوانات أو يصورها ليجعلها وسيلة إيضاح للطالب ليعلمه أويفهمه ؟.
الشيخ : أقول يجوز ولا يجوز ، البيان ، إن كانت الصورة الي بده يصورها لا يمكن أنه يفهمها الصبي فيجوز ، مثلاً صبيانا هونا شبعانين برؤية الحمير -مثلاً- فليش يصور حمار ، قال بده يفهم الطفل الصغير ، الطفل الصغير حيتربى وينشأ إذا كان ما شاف له حمار راح يشوفه وراح يتعلمه بدون تصوير ، وفي هذه الحالة ما أرى جواز التصوير، لكن في بعض البلاد الجمل ما بيعرفوه وما بيعرفوا لحمه حلال ولا حرام ، وما بيعرفوا أنه لحمه ينقض الوضوء، فمشان تفهيمهم الحكم الشرعي الأخير بيصور لهم الجمل من أجل إيش الوصول للهدف الشرعي، هاه ، أما هيك على الطريقة الأوروبية على علم للعلم وبس ، هذا ما بيجوز في الإسلام خاصة في قضية حساسة مثل هذي الأصل فيها التحريم.واضح الجواب ؟
السائل: واضح الجواب.
الشيخ : لكن مش واضح الجواب -يضحك الشيخً- شايف جوابك -بعيد-
السائل : في النفس حاجة.
الشيخ : في النفس حاجات الله عز وجلّ يوضحها.
السائل : ينطبق عليه وصف الأعضاء الداخلية في القلب أو ... . ؟
الشيخ : ما فيه مانع للتصوير ، هو الممنوع في التصوير الذي فيه روح فيه حياة، والحياة التي تعيش بالروح، ولا الشجر فيه حياة كما نعلم ، يمكن الصخر فيه حياة لكن حياة تتناسب مع صخريته وهكذا.
السائل : الصور في التلفزيون تمنع دخول الملائكة ؟.
الشيخ : إذا كانت مباحة في المسألة قولان، منهم من يقول تمنع، ومنهم من يقول لا ، وأنا مع الذين يقولون لا ، لأنه ما دام الشارع أباح، ذهب المحظور من عدم دخول الملائكة.
السائل : ... التلفزيونية للدعوة ... .
الشيخ : كيف هذا ؟
السائل : يعني يكون أحيانا ... اجنبية توثيقية ... الدعوة هذه لله ... .
الشيخ : شو نوعية الخدمة ... يعني مثلا رجل يحاضر ... الشرطة في التلفزيون
السائل : ... يكون احيانا حوار بين علماء اللاهوت وعلماء المسلمين على سبيل المثال.
الشيخ : ... على طريقة الراديو مش التلفزيون
السائل : ان وصلت الى ... .
الشيخ : لا يجوز ... نعم .
خطبة جمعة من أحد الإخوة .
الخطبةُ الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) .
أما بعد : فإن أحسن الكلام كلامُ اللهِ تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
يقول اللهُ جل جلاله في مُحكمِ التنزيل (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))، ويقول عليهِ الصلاةُ والسلام : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً ) أمر الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية بأن يتعاون المؤمنون جميعاً على طاعة الله ورضوانه وحذرهم -جلّ جلاله- من أن يتعاونوا على الفتنة والفساد والشر، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم شبّه أمة الإسلام بالبنيان المرصوص الذي يتكون في مجموعه من لبناتٍ ، كل لبنة تضم إلى الأخرى، فباجتماعها يكونُ البنيانُ مرصوصاً قوياً ، يكون البنيان قوياً عاتياً، وهكذا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم أمّة الإسلامِ بذلك، فأمة الإسلام إذا ما تفككت وإذا ما اتبع كل واحد منها رأسه ، واتبع منهاجاً بما تهوى الأنفس، وبما تشتهي فإنهم يكونون مثالهم كمثال الغنم التي لا راعي لها ، مثالهم مثالُ الأغنام المشتتة التي ينفردُ بها الذئبُ واحدة واحدة فيقضي عليها، واليومُ دعاة الإسلام اليوم مدعوون لتطبيق أمر اللهِ ولامتثال أمرِ الله -سبحانه وتعالى- بالتعاون على البر والتقوى ، فهم أولى الناس باتباع أوامرِ الله -سبحانه وتعالى- وهم أولى الناس باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وللأسف الشديد أننا نرى دعاة الباطلِ في كلِّ مكان ، اجتمعوا على باطلهم وألفوا بينهم واجتمعوا على حربِ الإسلامِ والمسلمين، ولكن وللأسفِ الشديد أن دعاة الإسلامِ اليوم كلُ كما أخبر اللهُ سبحانه وتعالى: (( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، وقد ذمّ الله سبحانه وتعالى الافتراقوالاختلاف وعابه ، فقال -جلّ جلاله-: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، وفي قراءة الإمامين ، حمزةَ والكسائي: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَارَقوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا )) ، فعدّ اللهُ-جلّ جلاله- الاختلاف في الدين من المفارقة ، من مفارقة الدين والعياذ بالله، فأنتم معشر الأحباب ومعشر الإخوة ، مدعوون اليوم إلى أن ترصوا صفوفكم وإلى أن تجتمعوا على كلمة سواء بينكم ، لأنكم دعاة منهج الحق ، ولأنكم آمنتم باللهِ رباً وبالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، فإذا كنتم -أنتم- أصحاب المنهاج الحق كما تدندنون حول ذلك فليكن شعاركم وليكن دثاركم أن لا يتبع أحدٌ منّا هواه ، وأن لا يغضبَ لنفسِه ، وأن يؤثر الوحدة على الافتراق؛ لأن الوحدة رحمة ، والفرقة عذاب ، الفرقة عذاب ، لقد عانت الأمة الإسلامية من الفُرقةِ كثيراً، وعدوها لها بالمرصاد، يخطط لها صباح مساء، ينقضَّ عليها انقضاض الفهد على فريسته، ولكن هيهات هيهات فإن التخدير قد سرى مفعوله في جسد الأمة الإسلامية -وللأسف الشديد- فإن أعداء الإسلامِ اليوم يعلمون من أين تؤكل الكتف، ها هم يخدرون الأمة الإسلامية، يدخلون إلى بيوتها الفتنة والفساد ، إذا أدخلوا إلى بيوتها التلفاز وخلطوا الرجال بالنساء وفعلوا وفعلوا كل ذلك من أجل القضاءِ على الإحساس وعلى الشعورِ الإسلاميّ في روح وجسد الأمة الإسلامية فهل يعي دعاة الإسلام اليوم الخطر المحدق بهم من كل جانب ؟ هل يفيقوا من غفلتهم ؟ وهل يفيقوا من سباتهم فيتناسوا الخلافات التي بينهم ؟ أقولُ الخلافات الخلافات التي قامت على الهوى وعلى حبِّ الرفعة وحبِّ الظهور الذي يقصمَ الظهور، وللأسفِ الشديد أن ما نرى كثيراً من إخواننا الذين على منهجِ الحق تراهم يغضبون لأتفه سبب يزمجرون ويصيحون وربما هجر أحدهم أخاه لغضب نفسي ولشهوة في نفسه ولأنه لم يذعن له بما أراد منه أن يذعن له في المناقشة العلميّة ، إذا لم تطعه في رأيه وفي وجهةِ نظره قاطعك واتخذك عدواً لدوداً ، إنّ رجلاً حاله هذا لا يكون من الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( أوثق عرى الإيمان الحبُّ في الله والبغضُ في اللهِ ) فأنتم مدعوون أيها الإخوة إلى أن ترصوا الصفوف و إلى أن تجندوا الطاقات وإلى أن تشمروا عن ساعدِ الجد، فتصلوا من قطعكم وتحسنوا إلى من أساء إليكم وتبروا المسلمين وتكرمونهم ولا تحتقروا أحداً منهم و تنصحوا لهم بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، فإن أحد من المسلمين اعتدى على أحدٍ منكم أو سبّه أو شتمه فليصبر على ذلك أسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل به المشركون ما فعلوا ولكنه لمّا دخل مكةَ فاتحاً ، قال: يا أهل مكة ، ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا: أخٌ كريم وابنُ أخٍ كريم ، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا عن قتلة عمه وقتلة أهل بيته وعن قتلة المؤمنين فما بالنا أيها الإخوة لا نعفو عن إخواننا ولا نرحم عليهم ولا نودهم ولا نصلهم ونوصيهم بالبر والتقوى ؟.
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم.
الخطبةُ الثانية
الحمدُ للهِ رب العالمين ، وأفضل الصلاةِ وأتمُ التسليم على المبعوثِ رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أيها الإخوة المؤمنون ، اعلموا أن الله -سبحانه وتعالى- قد أمركم بأمرٍ عظيم، أمرٍ لابد لكم منه في دعوتكم ، حيثُ قال -جلّ جلاله- :(( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) ، هذا أمرٌ من اللهِ -سبحانه وتعالى- لأن به استقامة الدعوة الإسلامية ، ولأن به استمرارية الدعوة الإسلامية، ولأن به يكون الود والإخاء بين المسلمين، أما الغضب لغير الله، وأما الهجرُ لغيرِ الله، فذلك ليس في الإسلامِ من شيء ، النبيُ صلى الله عليه وسلم معلّمُ الناسِ الخلق الذي مدحه الله -سبحانه بقوله-  (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ، فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا المنهج الحق ، كذلك صلى الله عليه وسلم علمنا الأخلاق الحسنة ، قالت السيدةُ عائشةَ -رضي اللهُ عنها- تنعت صفة أخلاقِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ( كان خلقه القرآن ) كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول قولاً إلا التزمه في سلوكه وفي حياته، لذلك كانت دعوته مؤثرة في قلوبِ الآخرين، أما أن نجدَ الداعيةَ اليوم يتكلمُ الكلامَ الكثير ولكن قولَه يخالف فعله، فهذا العالم وهذا الداعية نصيحته لا تدخل الآذان ، تصوروا أيها الإخوة تصوروا أن رجلاً يعظُ الناس ويذكرهم وينهاهم عن شربِ السجائر .




الشريط 1 بصيغة mp3 

الشريط 2 بصيغة mp3 


المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق