السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 178 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله


السائل : ... التعظيم كما كانوا يفعلون في الجاهلية ، قس على ذلك اللباس ، اللباس كانوا في الجاهلية , يعني يعملوا الثوب طويل يجره ورائهم كثوب العروس اليوم ، هذا طبعا للتعظيم ونهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهذا طبعا ... اليوم من المسلمين صار بروح يشتري دشداشه ويقصرها ، هذه سنة للرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فأعتقد أن هذه الشغلات كانت في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فأيضا الرداء الطويل العريض للكبرياء ، والقيام للتعظيم وهذا نهى عنه الرسول عليه السلام ؛ لأن العبادة لله سبحانه وتعالى وليست للأشخاص ...
الشيخ : الظاهر أن كلامك انتهى لأنه عم يتكرر ، تسمح لي أبين لك وجهة نظري في الموضوع ؟ .
السائل : تفضل .
الشيخ : أنت تعرضت لمسألتين بجامع التعظيم والكبرياء ؛ المسألة الأولى : القيام الذي يفهمه من كلامك أن هناك قيامين قيام لا يجوز وقيام يجوز ، قيام لا يجوز إذا كان مقرونا بالتعظيم ؛ وقيام يجوز إذا كان مقرونا بالاحترام دون التعظيم ؛ فهمي هذا صحيح منك ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، إذا تركنا القيام الأول , القيام للتعظيم , واتفقنا على أن هذا القيام حرام ؛ وعدنا إلى القيام الإكرام هل هو جائز فقط أم هو مستحب ؟ في رأيك , لأنه كل بحثك كان آنفا أن رأيك هكذا ، فشو رأيك .؟
السائل : جائز ومستحب في نفس الوقت .
الشيخ : فماذا تظن حينما الرسول نهى الصحابة عن هذا القيام ؟ وأنت تحمل هذا القيام على التعظيم , فهم طبعا لا يقومون له ، لكن القيام الثاني المستحب ليش ما بقوموا له إياه ؟ هذا من جهة .
من جهة ثانية : من الذي يفرق أكثر بين القيام المحرم وبين القيام المستحب ، ويتجنب الأول ويأتي الآخر ؟ أأصحاب الرسول الذين ربوا على عينه , وتخرجوا كما يقال اليوم من مدرسته أم نحن الخلف ؟ أي الطائفتين أدرى بالتمييز بين الأمرين ؟ .
السائل : ممكن أعيد كلامي مرة ثانية .؟
الشيخ : بس بشرط واحد ، لا تخسرني كلامي ، يضحك الشيخ رحمه الله ، إذا ما بدك تخسرني كلامي بدك تعطيني الجواب .
السائل : يعني بدي أضرب مثال ؟ .
الشيخ : وضعنا شرط , كيف لكان بدنا نشرق ونغرب ما بصير .
السائل : ...
الشيخ : معليش المسألة أنت جيبها على كيفك , بس قل لي أي الفريقين يستطيع أن يميز بين القيام المحرم والقيام المستحب أنحن أم هم ؟ .
السائل : شيخنا أنا قلت إن هذا الشيء كان يحصل للتعظيم لسادة قريش .
الشيخ : يعني أنت مصر أنك ما تقبل شرطي .
السائل : يعني الرسول عليه السلام نهى عن القيام لهذا الشيء .
الشيخ : أنت ثلاث مرات أنت تعيد كلامك شو رأيك .؟! ثلاث مرات عم تعيد على مسامعي وعلى مساع الجميع ، ثلاث مرات وأنت تعيد كلامك , ومع ذلك أنا صبرت عليك أول مرة وثاني مرة , وحشرتني أن أصبر عليك ثالث مرة ، لماذا أنت ما تصبر علي ولو مرة ، بضحك الشيخ والطلبة.
السائل : أنا صابر .
الشيخ : وين صابر ، أين جواب سؤالي , أي الفريقين .؟ ها أنا أكرر ، شوف الفرق بيني وبينك ولا مؤاخذة ، أنت تفرض علي أنك تكرر كلامك أول مرة وثاني مرة وثالث مرة ، وعلى النظام العسكري مكانك راوح , يعني في حركة لكن أيش .؟ ما في تقدم , بينما أنا سألتك سؤال كلمة وغطاها , هؤلاء أفهم أم نحن .؟ كان باستطاعتك أنك تقول مثل ما بدك تقول : نحن , لا سمح الله ، أو هم سمح الله ؛ فلماذا تستعصي علي ولا تجيبني , وتضطرني كمان فوق ما أنا سمعت كلامك ثلاث مرات مكرر , تجعلني أنا أكرر سؤالي ثلاث مرات , وأنت لا تجيبني ولا مرة , لماذا ؟ نعم .
السائل : شو الجواب يلي بدك إياه مني ؟ .
الشيخ : لا ـ أعوذ بالله ـ أنا أفرض عليك الجواب .؟! أنا بدي تجاوب عن السؤال ، الآن إذا سألتك اللمبة شاعلة أو مطفأة ؟ أنا بدي أقلك شغالة أو مطفأة ؟
السائل : لا طبعا .
الشيخ : أنت هذا هو ؛ أنا أسألك أنت قررت أنه فيه قيامين : قيام محرم وقيام مباح بل مستحب ؛ فالصحابة نهاهم الرسول عن القيام المحرم ، بقي القيام المستحب , فيا ترى فعلوه أو ما فعلوه ؟ أنا أسألك هذا التمييز يلي أنت ميزته بين القيام المحرم والقيام المستحب هم أعرف به منا أم نحن أعرف به منهم ؟ .
السائل : هم أعرف .
الشيخ : سامحك الله ، بعد أربع مرات من السؤال حتى تقول لي هم ، وأنا عم أقول لك وجزاك الله خيرا . الطالب : طيب والدشداشة يلي يقصروها .
الطالب : شيخنا ذكرتم المسألة , يعني أعطيها حقها , جزاك الله خيرا .
الشيخ : أنا ما رويت لك , يمكن الخطأ مني , لأنه لو رويت لك الحديث ما فكرت التفكير هذا الذي أخذ منا مسافة من البحث ، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ). طيب إذا كان هناك قيامان ما يعرف هؤلاء الأصحاب الكرام هذه المعرفة التي عرفها حضرتك ـ ولا تؤاخذني ـ أبو إيش من الأولاد ؟ .
السائل : أبو عبد الله .
الشيخ : أبو عبد الله ، ما يعرفوا هذه المعرفة التي أنت عرفتها يا أبا عبد الله أنه فيه قيام محرم يتركوه , وفيه قيام مستحب يفعلوه ، الحديث يقول : كان الرسول إذا ظهر دخل عليهم ما شخص في الدنيا ـ وهذا أمر طبيعي جدا ـ أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , مع ذلك ، مع شدة الحب والشوق له ما كانوا يقومون له , لماذا ؟ لما يعلمون من كراهيته لذلك ؛ فأنا أعترف بخطئي أني ما دعمت كلامي السابق بهذا الحديث اللاحق , الذي هو واضح أن الصحابة ما يعرفوا على هذا التقسيم الذي طلع مع فكر أبو عبد الله أنه فيه قيام حرام وفيه قيام مستحب ؛ لأنه هم أعرف من كل من جاء من بعدهم بقوله عليه السلام : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ).
أخشى أن يكون بالك مشغول بالمسألة الثانية , فإذا كان مش مشغول بالك ومستعد أن تسمع تتمة الموضوع حتى أمضي فيه , وإلا أنا برجع ببحث في المسألة الثانية ؟ .
السائل : لا أعتبر أن الموضوع فهم وانتهينا ، يضحك الشيخ رحمه الله .
أبو ليلى : تفضلوا على الطعام .
الشيخ : نحن في طعام خير من ذاك الطعام ، بس لو سمحت لي , ولو أن الموضوع انتهى ، راح أروي لك بس حديث عن الرسول عليه السلام , لأنه أعتبر أن هذا الحديث مثل وضع النقاط على الحروف بالنسبة لهذا البحث الأول ، حديث في صحيح مسلم , ولابد أنك تسمع بصحيح البخاري وبصحيح مسلم , من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوما وهو جالس , لأنه كانت الدابة رمته على الأرض فأصيب في أكحله في عضده , فمن شدة الصدمة لم يستطع أن يصلي قائما كما هو الفرض ؛ فصلى قاعدا فصلى الناس خلفه قياما ، أصحابه ؛ وهذا أمر طبيعي لأن الوقوف فرض لله رب العالمين .
السائل : لكن الوقوف في السنة ممكن الواحد يصلي وهو قاعد .
الشيخ : احفظ سؤالك , احفظ ، ليس أعد , أجل سؤالك ، احفظ سؤالك حتى أكمل لك الحديث النبوي ؛ طبعا لم يأت موضع الشاهد ؛ فصلوا الصحابة خلفه قياما ؛ فأشار إليهم الرسول عليه السلام أن اجلسوا ؛ بعد ما صلى الرسول وسلم بهم , كلهم يصلوا قعودا ما فيه قيام .
السائل : بالفرض .
الشيخ : بالفرض صلاة الظهر قلنا ؛ فقال عليه السلام وهنا الشاهد : ( إن كدتم آنفا لتفعلن فعل فارس كسرى بعظمائها ؛ يقومون على رؤوس ملوكهم ) إن كدتم : يعني قاربتم , أوشكتم أن تفعلوا مثل ما يعمل العجم مع عظمائهم مع ملوكهم ، يقومون على رؤوسهم وهم قاعدين ، قعودهم عن تجبر وتكبر , وقيامهم عن تعظيم ؛ تمام الحديث : ( إنما جعل الإمام ليأتم به فإذا كبر فكبروا ... ). إلى آخر الحديث ؛ ثم قال : ( إذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ).
الآن هنا ترى الرسول لما جلس في الصلاة جلس تعاظما وتكبرا , والجماعة الذين قاموا خلفه قاموا تعظيما له ؟ ما يخطر ببال إنسان ؛ لكن فيه مشابهة شكلية ، مشابهة شكلية ؛ والمشابهة جدا بعيدة لو تركنا الظاهر ، رسول الله يجلس مضطرا ، أصحاب الرسول يقومون مضطرين , لأنهم يعلمون مسبقا قول رب العالمين في القرآن الكريم : (( وقوموا لله قانتين )). فهم قاموا خلف الرسول تنفيذا للأمر ، فما واحد من الفريقين قاصد التعظيم أبدا ، مع ذلك وهنا الشاهد , ماذا قال لهم ؟ اقعدوا ، ما بدنا هذا التعظيم ، ولو كان ليس بقصد التعظيم وإنما بقصد الاحترام , التفصيل الذي سمعناه منك آنفا ؛ ولذلك هذا التفصيل بارك الله فيك لا يدل عليه الشرع بل ينكره , وحسبك أن تعلم أن الصحابة ما كانوا يقومون للرسول صلى الله عليه وآله وسلم إطلاقا ؛ فلو أنهم كانوا يقومون من أجل الاحترام ولا يقومون من أجل التعظيم , كنا نقول إن هذا التفصيل وارد ؛ ولكنه لا أصل له إطلاقا في الشرع , وإن شاء الله فيما بعد إن طال بنا الوقت والعمر نبحث مسألة الدشداشة هذه .
الشيخ : ... مكتوب باللغة الألبانية , لا الألبان يلي عايشين هناك , لعلهم يخففوا من جهلهم ومن تعصبهم لمذهبهم ، يعني ما كاد يأمرهم بسنة إلا وتجد حاربوه فيها ، لا ، نحن نرى العرب يحاربوا السنن , فما بالك بالألبان ؛ الشاهد أنا أعتقد أنه فيه فرق كبير بين اليوغسلاف وبين الألبان ، فيه فرق كبير بين الألبان وبين الأرنؤوط الذين يعيشون في يوغسلافيا في كوسوفا مثلا ، تسمع كوسوفا ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : ففي دمشق وغير دمشق من سوريا كان فيه مهاجرين كثيرين جدا هربوا من ظلم اليوغسلاف , يتكلموا بكلمات ما كنا نحن نعرفها من قبل ، نحن ألبان أرنؤوط لكن اسم الأرنؤوط كاسم العرب ، اسم جنس , يدخل تحته المصري والسعودي واليمني والحجازي إلى آخره , كمان كلمة الأرنؤوط يدخل فيها شعوب كثيرة من جملتهم الصربيون من الأرنؤوط والألبان ؛ فكنا نجتمع مع بعضنا في دمشق أرنؤوط يوغسلافيين وألبان كثير من الكلمات لم نكن نفهمها منهم , فكيف تقول إن لغة اليوغوسلاف قريبة من الألبان , وأنت الآن وقعت تحت الامتحان ، أنا جبت لك أربعة خمسة أمثلة ما فهمت شيئا منها إطلاقا .
السائل : ... .
الشيخ : لا هو قال لي جملة فقلت له الآن تبادلنا المواقف ، شلون أنا كنت أحكي معك وما تفهم علي ، الآن أنت تحكي معي وما أفهم عليك .
الطالب : هذا دليل ضده كذلك شيخنا .
الشيخ : هو هذا .
السائل : هو لأنه أصلا ما فيه لغة يوغسلافية ، لأنه كل جمهورية تتكلم حسب ... ؛ لأنه فيه أراضي أصلها ألبانية ، أصل أغلب المسلمين المتمسكين الآن , يعني قبل فترة كان أحد المسلمين قتل أربعة ... أكثر ما يخشى يعني التشديد على المسلمين الألبان ، يعني أكثر المسلمين الذين في الجنوب جنوب يوغسلافيا الذين هم : بشتنا ونيش ... وهذه الجمهوريات العصرية التي في مدن الجنوب ، لأنه أغلبهم ألبان , أنا كنت أرى أحضر المركز الإسلامي في مناسبات , في مناسبة العيد مثلا .
الشيخ : المولد كذا .
السائل : نعم , فيحضر الشباب من شباب الجنوب عندما يتحدثوا , كان فيه لنا زملاء يدرسوا هناك, هم هناك يتحدثوا في الشارع بالألبانية , لكن أغلب الكلمات مجملا يعني تفهم كلماتهم ؛ لكن مثلا رجل شوفيت يعني تغيير بعض اللهجة في بعض الكلمات , لأنه فيه ثلاث لغات ، فكنا نستخدم بعض الأيام عندما كان تمدح الدعوة فنقول : أنت شيخنا والألباني منكم وهذا نحاول ... .
أبو ليلى : شيخنا بدي أسأل فيه حديث قدسي : ( من عبدني سرا أدخلته حسن جنتي )
الشيخ : أولا ما بصح لك تسأل وأبو عبد الله ينتظر البحث في المسألة الثانية .
السائل : فكرناك نسيت يا شيخ .
الشيخ : لا ، ما نسيت ، يضحك الشيخ رحمه الله .
وفيق : الله يديم عليك النعمة يا شيخ .
الشيخ : آمين.
السائل : الله يطول لنا في عمره يا رب .
الشيخ : الله يحفظكم ؛ لكن نقول لك إذا أبو عبد الله يسمح لك نجيبك .
أبو ليلى : سمح لنا يا شيخ .
الشيخ : يا الله شو سؤالك ؟ .
أبو ليلى : ( من عبدني سرا أدخلته حسني حسن جنتي ).
الشيخ : هذا الحديث لا أصل له , وهو حديث صوفي ، انتهى دورك الآن .
الشيخ : نرجع إلى المسألة الثانية , من رأى العبرة بغيره فليعتبر ، من هناك الإذن , بعدين خايف إيش ... .
سائل آخر : ... " هذه هي الصوفية " لعبد الرحمن الوكيل ، ما رأيكم بالكتاب ؟ .
الألباني : إخواننا أنصار السنة في مصر في عندهم معرفة بالصوفية وبدخنها , وما دخل فيها من انحراف عن الكتاب والسنة ؛ لكنهم لا يطبقون في النقد المنهج الحديثي ، فهم يطعنوا في كل من عرف عند الصوفيين أنفسهم بأنه من الأولياء ومن الصالحين بمجرد أنهم يرون بعض كلماتهم مذكورة في كتبهم ، فعبد الرحمن الوكيل من هذا النوع ، أخونا عبد الرحمن عبد الخالق من هذا النوع ، بينما ينبغي أن لا ننسب إلى من عرفنا يقينا أنه مسلم , وأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وبخاصة إذا كان مشهورا بالصلاح ، لا يجوز لنا أن ننسب إليه من الأقوال ما تكون هي الكفر بعينه , لمجرد أننا رأينا هذه الأقوال مذكورة في كتب الصوفية أنفسهم الذين لا يعرفون طريق الرواية , ولا يتأدبون بأدب الرسول عليه السلام : ( بحسب المرئ من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ). فلولا هذه النقطة كان كتابه جيدا .
السائل : هل التقيت به شيخنا , التقيت بالشيخ عبد الرحمن الوكيل ؟.
الشيخ : نعم .
السائل : في مصر .
الشيخ : في مصر يعني قديما , ثم في السعودية لما كان يدرس هناك .
وفيق : .. كل واحد منهم يذكر له إله .
الشيخ : وهذا متسرب إليهم من شيخهم حامد الفقي .
وفيق : أيضا التقيت به شيخنا ؟ .
الشيخ : أينعم .
الشيخ : الشيخ حامد كان في عنده مبالغة في الكلام جدا ، وهذا في الحقيقة من عجائب الحرية التي كانت في تلك البلاد المصرية ؛ لأنه لاشك أن الغالب على المصريين هو إكرام التصوف وحب التصوف , والمبالغة في إكرام الأولياء والصالحين : طنطاوي وبدوي والشعراني إلى آخره ؛ فكان إذا ذكر هؤلاء ذكرهم بألقاب قبيحة جدا , وكما يقال : إن أنسى فلن أنسى أنه لما كان يذكر الشعراني وما يذكره من حكايات فيها طامات في كتابه : " الطبقات الكبرى " كان بدل ما يقول : قال الشعراني يقول قال البعراني ، أينعم ؛ وكذلك أول ما التقيت به التقيت في مكة في أول حجة حججتها ، زرته في الفندق , كان معي قائد الفوج يلي كنت أنا معه يومئذ ، اسمه فهد المارك , عرفه في , فلما سمع باسمي , وأنا طبعا شاب يومئذ , هذه قبل تقريبا خمسة وثلاثين سنة .
الطالب : أربعين سنة شيخ , قبل أربعين سنة أنت أول حجة حججتها .
الشيخ : أربعين سنة , هذا هو , المهم قام هيك وعانقني : وأهلا وسهلا وإلى آخره ؛ وكيف الإخوان , كيف الدعوة هناك في سوريا وإلى آخره ، وجاءت مناسبة ذكر الإخوان المسلمين شو قال لي ؟ هؤلاء الخوان ...
الطالب : وأيضا سمعت عنه أنه كان يقول عنهم الحسانبة .
الشيخ : أينعم ، فسبحان الله يعني فيه عندهم هذه الكلمات ما تستحسن بالنسبة للدعاة ، الظاهر أن هذا الأسلوب انتقل إلى عبد الرحمن الوكيل وغيره .
حاجتنا بالنسبة لأبو عبد الله طول باله علينا , جزاه الله خيرا .
السائل : الشيخ مسلط عليك الأضواء يا أبو عبد الله .
الشيخ : أهلا وسهلا , بس قرب الكرسي شويه نحونا , أهلا ...
الشيخ : بالنسبة لإطالة الثوب أنا أوافق معك أن إطالة الثوب ممكن يكون فيه كبرياء وخيلاء ، ما أوافق لأنه بدي أداريك , لأني لو كان بدي أداريك داريتك من قبل , وإنما لأنه تكلمت بكلام يوافق حديث الرسول عليه السلام , وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله عز وجل إليه يوم القيمة ). من جر إزاره خيلاء أي تكبر يعني.
السائل : فيه حديث قدسي في الموضوع هذا : ( الكبرياء ردائي والعز إزاري فمن نازعني على واحد منهما أدخلته النار ولا أبالي ).
الشيخ : نعم , هذا حديث صحيح لكن ليس له علاقة بموضوع اللباس .
السائل : بشكل عام.
الشيخ : أينعم , فيدخل موضوع اللباس في هذا العموم , لكن لا يعني هذا الحديث , وهنا كما يقال بيت القصيد ، لا يعني هذا الحديث أن المسلم إذا أطال ثوبه بدعوى أنه لا يفعل ذلك خيلاء أنه ليس عليه شيء ، لا يعني هذا , لماذا ؟ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع منهجا , وإن شئنا قلنا زيا خاصا للمسلمين من حيث عدم إطالة الثوب ، لو لم يكن في هذا الموضوع غير هذا الحديث حديث الخيلاء , كنا نقول إن الثوب الطويل يجوز لباسه إلا عن خيلاء فحرام ؛ لكن في عندنا شيئان آخران ، أحدهما من فعله عليه الصلاة والسلام حيث أن ثوبه لم يكن طويلا يجره على الأرض أو على الأقل يطول الكعبين ؛ وبلا شك أنه كما جاء في بعض الأحاديث : ( خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا الشيء الأول .
والشيء الآخر وهو أهم ، يقول الرسول عليه السلام : ( إزرة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار ). هذا الحديث معناه وضع الرسول عليه السلام للمسلمين منهجا عاما في لباسهم بغض النظر عن الخيلاء ، نقول أن يكون إلى نصف الساق , يجوز أن يكون أطول ؟ يجوز , ما حد هذا الجواز .؟ ما فوق الكعبين ؛ الكعبين معروفان العظمين الناتئين ؛ فيجوز لك صورة من الصورتين هاتين ، أما دون ذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول في النار ؛ وعلى ذلك لا يجوز للمسلم أن يقول أنا لا أطيل ثوبي خيلاء ؛ لأن الجواب قد يكون الأمر كذلك والله أعلم بما في القلوب , ونحن لسنا مسلطين على ما في القلوب ، لنا الظاهر والله يتولى السرائر ، هذا الظاهر هو الذي حدده الرسول عليه السلام بقوله : ( إزرة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار ).
بعد هذا المنهج الذي وضع الرسول عليه السلام للمسلمين عامة لا يجوز لنا أن نقول أن هذا كان في زمن الرسول فقط ، لا ؛ لأنه كما نعلم جميعا نحن نفخر بأن نبينا صلوات الله وسلامه عليه من خصائصه أنه قال في حديث معروف : ( فضلت على الأنبياء بخمس ... ) من جملتها : ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ). والآية تكفي في هذا الصدد : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا )). والآية الأخرى : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )). ثم الحديث الآخر الذي يقول : ( ما من رجل من هذه الأمة يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ). معنى هذا وذاك كله أن شريعة الرسول عليه السلام شرعية مستمرة إلى يوم القيمة لا تبديل لخلق الله , فكل حكم نطق به الرسول عليه السلام أو فعله في ذاك الزمان ولم يأت دليل يخص ذلك الحكم به عليه السلام أو بزمانه فهذه الأحكام تبقى مستمرة إلى يوم القيمة ؛ ولذلك فما يصح أن نقول أن الدشداشة اليوم إذا كانت طويلة ليس عليه شيء لأن العرب كان من عادتهم أن يطيلوا ذيولهم تكبرا ؛ نقول قد يمكن أن يكون هذا كان في العرب كما كان في العجم وكما هو موجود اليوم ؛ ولكن لا يعني ذلك أن من فعل ذلك بنية غير نية إيش .؟ الخيلاء , أنه يجوز ذلك له ؛ و كما قلنا ما هو يعني كيف نميز أن هذا ثوبه طويل عن خيلاء وهذا الثاني نفس المشكلة بس هذا لا يفعله خيلاء ، ما هو الميزان الذي عندنا .؟ ما في عندنا ميزان ولذلك ...
السائل : أعتقد أن العادة هذه انتهت بحيث لا أحد يطول ثوبه بالشكل الذي كانوا في زمن الجاهلية .
الشيخ : شو كان ذاك الشكل .؟
السائل : كان ثوب يجره من ورائه .
الشيخ : يعني بدون جر ما عليه شيء ؟ بدون جر ما عليه شيء .؟ يعني إذا كان ما بجر كالنساء وإنما بينه وبين الأرض يعني أصبع , ما يكنف الأرض من وراءه , يعني ما عليه شيء ؟ .
السائل : شيخنا الأمور هذه كانت في بداية الإسلام , وكان الرسول عليه الصلاة والسلام ينبه المسلمين لهذا الشيء ، والمسلمين في ذاك العصر التزموا طبعا بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام , في العصور التي بعدها ما تكررت هذه الشغلة نهائيا , تقريبا ليس فيه أحد في الوقت الحاضر يطول ثوبه كما كان كفار مكة أو سادتها ...
الشيخ : طيب أنت لما تحكي هذا الكلام شو دليلك ؟ شو دليلك ؟ .
السائل : يعني دليل زي أيش يعني حديث مثلا ؟ .
الشيخ : أي شيء تعتبره دليلا عندك ، نحن نكتفي منك أن يكون دليلا عندك , يعني لا نحرج عليك ونقول لك نريد هيك أو هيك ، أنت هات الدليل .
الطالب : ومتساهل جزاك الله خيرا .
الشيخ : هذا واجبنا , يسروا ولا تعسروا ، سنريحك شويه في بنطلون عندنا في الشام مضى عليه زمن يسمونه شرلستون ؛ سمعتم هذا الاسم عندكم ؟ .
السائل : معروف.
الشيخ : كويس , هذا شو رأيك كانوا يلبسونه عن حسن نية ؟ .
السائل : يعتبر موضة .
الشيخ : ما عرفته يا أبو رائد شرلستون ما عرفته ؟ .
السائل : شرلستون رجله عريضة من تحت .
الشيخ : نعم عريضة وطويل يمسح الأرض , يعني أول شيء ينهرم البنطلون من أسفله ، هذا شو .؟ يعني قولك موضة ، هذه الموضة مش مقصور منها شيء ؟ .
السائل : أكيد .
الشيخ : يعني الآن لما المرأة المتبرجة تلبس التنورة المخصرة ، موضة , يعني مش مقصود وراء هذه الموضة شيء .؟
السائل : أكيد , بس المرأة يختلف لأن المرأة ...
الشيخ : أنا عارف أنه يختلف , بس أنا بدي أسمع منك , مقصود شيء وراء هذا الشيء الذي نسميه موضة أم غير مقصود ؟
أبو عبد الله : الله أعلم .
الشيخ : ما يصير يا أبو عبد الله تعالج النصوص الشرعية بعقلك , وبرأيك وما عندك دليل ، وإذا سألت جبت لك مثال واقعي وتقول موضة ، ولما أسألك شو المقصود من الموضة ، لا تحير جوابا , لماذا ؟ .
السائل : لا ، مش قصة بحير جوابا .
الشيخ : لكان .
السائل : الشغلة بدي أعطيك مثال مثلا المؤلفة قلوبهم .
الشيخ : المثال مني طلع ، المثال طلع مني ، أعطني جواب لا تخسرني جواب يكفي ما سبق .
السائل : الرسول عليه الصلاة والسلام أعطاهم المهاجرين والأنصار , لكن في زمن عمر كان أعطاهم الرسول والإسلام ضعيف والآن الإسلام قوي ، هذه أمور ومسائل واجهها الإسلام في البداية ، وهذا لا يعني أنه نحن نظل ماشيين عليها مثلا .
الشيخ : لماذا ؟ .
السائل : قلت عمر بن الخطاب لماذا لم يعطي المؤلفة قلوبهم مثل ما أعطاهم الرسول عليه السلام .؟
الشيخ : فيه فرق كثير بين عمر وبين أبو عبد الله ، عمر عم يعطي جواب ، أبو عبد الله ما يعطي جواب ، عمر يقول إن المؤلفة قلوبهم من أجل تأليف القلوب والآن صار الإسلام قوي ، أسلم وإلا عمره ما أسلم ، هذا كلام يعبي الرأس ؛ لكن أبو عبد الله يتم بأرضه يدعي الدعوى وما يجب الدليل عليها , حتى يضطر أنه يسأل ما هو الدليل الذي تريده ، نحن نيسر له ونقول له أي دليل , ما بقدم أي دليل .
السائل : والله يا شيخنا بالنسبة حتى للموضوع هذا ليس موضوع أساسي في العقيدة موضوع اللباس ؟ .
الشيخ : طيب ونحن الذي أثرناه أم أنت ... ؟ .
السائل : وأنا بعلق على الحديث وبقول إن حديث اللباس غير مهم في العقيدة إلى هذه الدرجة .
الشيخ : سامحك الله ، سامحك الله .
السائل : الله يسامح الجميع .
الشيخ : يعني كم مرة أنا أسألك وما تجيبني , لماذا ؟ مع أنه شايفك ما شاء الله هادئ وطويل البال وإلى آخره ، لماذا لا تجيبني ؟ .
السائل : أنا جاوبتك يعني عفوا ممكن عدم سؤالك أو ردك أنه يعني ممكن قد تجهل الشيء ولا تستطيع أن تجيب عليه أو ما بعرف أو بدك تستفيد أكثر من الشيء مثلا .
سائل آخر : ...
الشيخ : هذا الاعتقاد من أين جبته يا أخي الله يهديك ، قولك : في اعتقادي من أين جبته , هل أنت تعتقد أن كل مسلم يلي عددهم الملايين كل مسلم له عقيدة على كيفيه ؟ أو هو مقيد بالشرع ؟ أرجوا أن تجيبني بكفي حيدة .
السائل : هل اللباس عقيدة ؟ .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، شو بدنا نستفيد من السؤال هذا, يعني أقول لك : ليس بعقيدة ، شو استفدت , وأنا أسألك الآن : سؤالك عن القيام وسؤالك عن اللباس عقيدة ؟ .
السائل : هو أنتم أثرتم الموضوع , وأنا ما فتحته ولا دورت عليه .
الشيخ : كمان الدشداشة أنا أثرته ، يضحك الشيخ رحمه الله .
وفيق : يعني دقتك المتناهية في الموضوع جعلت الأخ أبو عبد الله يظن أن الاهتمام الزائد في الموضوع يعني كأنه وصل لمرتبة العقيدة ، الشيخ دقيق في كل المسائل .
السائل : فالشيخ يقول العقيدة مثلا كذا , أجاوبه وأقول له اللباس ليس عقيدة .
الطالب : أبو عبد الله الشيخ كل بحثه دقيق يحب الأمور أن تتضح تماما ، مش يعني لأن المسألة قضية عقائدية مصيرية ، لا .
السائل : ... وإذا كان عندنا رأي أو كلام ممكن نحكيه .
الشيخ : أمكن أو ما أمكن .؟
السائل : أمكن طبعا .
الشيخ : خلاص ويضحك رحمه الله ؛ لأنه مش كل شيء ممكن يقع , لكن هذا الممكن وقع , وتكلمت أنت كما ترى وكما يعني تريد تماما , وما أحد قال لك لماذا تحكي هيك ؛ لكن مثل ما أنت لك الحرية أن تتكلم كما تشاء نحن كمان لنا حرية نسألك ما الدليل على ما تقول , وأنا آسف أنك حرمتنا الدليل في كل ما قلت ، لم تعطينا ولا دليل ، أقول بارك الله فيك , مثل ما أنت تكلمت بكل حرية ؛ لأن هذا حقك أن تتكلم فيه ، بالمقابل نحن كذلك نتكلم ونسأل ؛ لكن مع الأسف أنت ما من سؤال سئلت عليه إلا أجبناك ؛ أما نحن سألناك ولم تجيبنا , فحرمتنا الجواب عن السؤال ، ورجعت تقول في الأخير : إنه هذه المسألة عقيدة .؟ كمان جاوبناك وقلنا لك لا ليست بعقيدة ؛ لكن أنت شو استفدت من هذا السؤال والجواب ؟ لم تستفد شيئا مكانك راوح .
السائل : أنا بالعكس أقول قصدي إن هذه الأمور نهانا عنها الرسول وانتهت في زمانه , لأنها كانت لازمة في ذلك العصر .
الشيخ : ألم أسألك شو عرفك ، شو عرفك ؟ قصدك مفهوم .
السائل : في هذاك العصر المسائل واجهت المسلمين وكانت موجودة وكان احتكوا فيها , والرسول عليه الصلاة والسلام نهاهم وانتهت في ذلك العصر .
الشيخ : شو عرفك يا أخي ، قولك : انتهت , بارك الله فيك ، يا أبو عبد الله فتح عينك أنت تتكلم كلام خطير جدا الآن ، والآن أنا بتكلم بشيء من الحرارة , أنت لما تقول هذا الحكم الشرعي انتهى أمره ، معناه عطلت الشريعة ، شو الأمر سهل لك أن تقول إن هذا الحكم انتهى .؟ من الذي أنهاه .؟ حكم شرعي الله أنزله على قلب محمد عليه السلام , وصار سنة سنتين ثلاثة خمسة عشرة ... من الذي وقفه ، من الذي عطله ؟ من له صلاحية أن يوقف الحكم الشرعي .؟
السائل : أنا قصدي إن هذه مسائل هذه ...
الشيخ : يعني بدك تعيد الكلام كأنه لم نفهم عليك , هذه مشكلة .
سائل آخر : يعني قصده انتهى أنه صار فيه حكم شرعي جديد وساري الحكم الشرعي ...
الشيخ : عفوا ما فهمت والله . سو قصده .؟
سائل آخر : أنه فيه حكم شرعي معروف , هذا ساري المفعول .
الشيخ : شو هو الحكم الشرعي المعروف ما هو ؟ .
سائل آخر : يعني هو هكذا قصده .
الألباني : أين هو هذا الحكم الشرعي ضائع أم موجود ؟ .
سائل آخر : الأمر الذي هو يسأل عنه .
الشيخ : معليش هذا موجود أم مفقود ؟ .
السائل : لا ، موجود طبعا.
الشيخ : عم نقول له أين هو ؟ مش موجود غير عنده ، عنده بس ، نسألك نحن سؤال بس لا تأخذني ليس له علاقة بالعقيدة , وإذا كنت تحب تبحث في العقيدة ممكن نبحث في العقيدة ، شو حكم لبس الذهب من الرجال ؟ يجوز أم حرام ؟ .
السائل : الأحاديث الواردة أن الرسول عليه السلام نهى عن لبس الحرير ...
الشيخ : ريح حالك ، ريح حالك أنت , قل حلال أم حرام ، لما أنت تقول لي حلال أقول لك ما هو الدليل , لأنك تكون خالفت ما عندي ؛ لما تقول إنه حرام مثلا واتفقنا , ما يكون هناك حاجة أن تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فننتقل لغيرها ؛ فما هو حكم لبس الحرير والذهب بالنسبة للرجال حرام أم حلال ؟ .
السائل : نهى عنه الرسول عليه السلام .
الشيخ : أنا هيك عم أسألك نهى أو ما نهى .؟
السائل : هو شيخنا التحليل والحرام جاء به نص القرآن الكريم .
الشيخ : بس ؟ .
السائل : والرسول عليه الصلاة والسلام ما بحلل وما بحرم .
الشيخ : بس بنص القرآن الكريم ؟ .
السائل : والله سبحانه وتعالى يقول ...
الشيخ : يا أخي وحدة واحدة , بس انصفنا بواحدة ، أنا أسألك بس في القرآن الكريم يأتي الحرام ؟ .
السائل : والله الذي يحلل ويحرم ربنا سبحانه وتعالى . الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن لبس الحرير والذهب.
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، أنا عم أقول لك الذي يحرم غير الله , أنا أقول لك الذي يحرم غير الله حتى تقول لي وتعلمني إنه ما بحرم إلا الله ، ما بحرم إلا الله طيب شلوني معك جاوبتك .
السائل : شيخنا نسأل حتى نفهم .
الشيخ : نحن نسأل مش أنت ، بارك الله فيك نحن نسأل مش أنت ، نحن نسألك شو رأيك الذهب والحرير حرام للرجال أم لا ؟ ترجع تقول ما يحرم إلا الله ، نعرف نحن ما يحرم إلا الله ؛ لكن نسألك حرام أم حلال ، ما تجاوب , عودتنا الليلة ، ممكن إن شاء الله ليلة ثانية ربنا يكتب لنا نصيب ونحضا منك بالأجوبة .
وفيق : معناها خلينا نسأل سؤال شيخنا نغير هذا الموضوع .
الشيخ : لا راح ندخل بالعقيدة .
وفيق : بالعقيدة بدي أسأل .
الشيخ : أنا أريد أن أدخل بالعقيدة , قوله تعالى : (( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا  وحي يوحى )) هل هذا النص له تأويل عندك : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ). ؟ .
السائل : يعني قصدك الرسول عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : ما ضل صاحبكم ، من صاحبكم ؟ كمان ما بدنا نحضا بالجواب ؟ .
السائل : نفهم منك يا شيخ .
الشيخ : كيف بدك تفهم مني ؟ سائل ومسؤول ما يجتمعوا ، سائل ومسؤول ما يجتمعوا .
السائل : أنا فهمت منك معنى الآية ومقصود الآية ...
الشيخ : شو الفائدة إذا فهمت مني وأنت كنت فهمان عكس مني .
السائل : لا سمح الله ، نحن ما قلنا إنه نحن فاهمين أحسن منك بالعكس .
الشيخ : لا أنا عكس مني عم أقول وليس أحسن مني .
السائل : آه عكس منك . نفهم منك . يضحك الشيخ رحمه الله والطلبة .
الشيخ : طيب المسائل السابقة ليش ما فهمتها مني ؟ المسائل السابقة ليش ما فهمتها مني ؟ .
السائل : والله أنا بحب أناقش دائما .
الشيخ : شو تحب ؟ .
سائل آخر : يحب يناقش .
الطالب : الشيخ مثلك بالضبط .
الشيخ : أنت إذا تحب تناقش نحن نحب نناقش ونناقش ، وآمنت كل الجلسة هذه إنه نحب نناقش ونناقش أم لا.
الطالب : طبعا .
الشيخ : إذا تحب تناقش سمعت بزمانك قول الرسول عليه السلام : ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام )
السائل : نعم .
الشيخ : آمنت بهذا الحديث ؟ .
السائل : طبعا .
الشيخ : هذا يناقض كلامك السابق , لأنك قلت أنت : ما يحرم إلا الله .
السائل : واضح تفسير الحديث هذا ...
الشيخ : أنا ما أسألك واضح المعنى .؟ الله يهدينا وإياك ، واضح الحديث كالشمس في رابعة النهار ؛ لكن هذا حديث مش في قرآن , وأنت قلت لي : الذي يحرم الله وبس , وهنا هذا الحديث يقول لك : ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ).
السائل : نعم وهذا هو التحريم ورد في القرآن , وهذا تصديق لما جاء في أصل العقيدة الذي هو القرآن الكريم .
الشيخ : أين حرم الخمر في القرآن ؟ .
السائل : في آيات ...
الشيخ : لا تتعب حالك لأن الأرض مسكونة ، لا تتعب حالك ، ما في بالقرآن تحريم الخمر كما قال في الحديث .
السائل : في آية تنص على أنه : (( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )).
الشيخ : طبعا لكن ليس هذا معناه أنه حرام .
السائل : أعتقد أنه فيه آيات ثانية .
الطالب : (( فاجتنبوه )).
السائل : (( فاجتنبوه )) فالمسلمين يجتنبوا .
الشيخ : صحيح أنه يجب المناقشة ، بس من يحب المناقشة أكثر ؟ نحن نسألك (( كل مسكر خمر وكل خمر حرام )) هذا لفظ الرسول ومش الله بالقرآن , وأنت لك ساعة قلت : أن الله هو الذي يحرم , وإذا كنت صحيح بدك تتعلم مني , وأنا عبد مثلك العبيد كلهم , أقول لك شيئا , الله هو الذي يحرم وهو الذي يحلل ؛ لكن الله يوحي لنبيه أن يلقي إلى الناس تحريم وتحليل على لسان رب العالمين ، تارة في القرآن , وتارة في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما هو يقول لك : ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ). هذا مش من عنده ؛ ولذلك أنا سألتك آنفا شو تفهم من قوله تعالى : (( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). فإذا قوله : ( وكل مسكر خمر وكل خمر حرام ). مش من عنده بل من عند رب العالمين , لكن أنت لما تقول إن التحريم من الله يمكن تفهم الناس شيء أنت مش قاصده ؛ لماذا ؟ لأنه يأتي عليك هذان الحديثان , تقول هذا حديث مغلوط ، شلون هذا مغلوط وتلك الساعة قلت التحريم بس من الله ، وتحاول تشوف آية من القرآن تصرح بتحريم الخمر ، ما في آية في القرآن , حتى بعض الجهلة يلي ما فهموا باللغة العربية يقول لك : الخمر ليست محرمة هات آية من القرآن ؛ نحن نقول لهؤلاء إن كنت مسلما أعطني آية أنه فيه خمس صلوات كل صلاة وقتها كذا وعدد ركعاتها كذا , ويصلي فيها بالفاتحة وبسورة وبتشهد إلى آخره ؛ التفاصيل هذه مش موجودة في القرآن : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا )) ما في التفاصيل هذه , من أين جاءتنا هذه التفاصيل ؟ .
السائل : من الرسول عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : فإذا .؟
السائل : وهذا من المتواتر الصحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : لا مش متواتر ، وهذا له بحث ثاني , يعني كونه إذا كان ليس متواترا لا نقبله ؟ .
وفيق : ...
الشيخ : لا معليش بدنا نشوف . إذا لم يكن متواتر لا نقبله ؟ .
السائل : ... الصلاة هذه التي نصليها كان يصليها الرسول عليه الصلاة والسلام لأنها نقلت من جيل إلى جيل ... حتى وصلتنا الصلاة كما كان يصليها الرسول عليه السلام .
الشيخ : طيب , سؤال يرد عليك , هذه الصلاة يلي عم يصلوها المسلمون كلهم يصلوا مثل بعضهم أم في اختلاف ؟ .
السائل : في مرة بالكويت ...
الشيخ : لم تجبني , يعني أنك هيك متعود أنك ما تجاوب , حتى نبطل نسأل ؟ هذا مش جواب أنا أسألك ، المسلمين هؤلاء الذين تواترت الصلاة عندهم كلهم صلاتهم واحدة أم كل واحد يصلي شكل ؟. شو بدي بالكويت أنا .!
السائل : كلهم صلاتهم واحدة .
الشيخ : كل واحد , ما تعرف ناس يصلوا هيك وناس يصلوا هيك وناس يصلوا هيك وناس يتوركوا وناس يفترشوا إلى آخره ، شلون واحد ؟.
السائل : بس عدد الركعات واحد , في ناس يحطوا أيديهم وناس يسبلوا .
الشيخ : هذا راح تعيد كلامي علي , هذه بضاعتنا ردت إلينا ، شو بدنا فيها يا أخي هذه بضاعتنا , أنا أسألك هذه متواترة ؟ .
السائل : والله ...
الشيخ : طيب الحديث الذي سألناك متواتر : ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ). يعني أنت يا أبا عبد الله مشكلتك مشكلة بتفتح ثغرات وبعدين ما يطلع بيدك تسكرها ، تكون في الشرق وتقفز مثل الغزال للغرب .
السائل : صحيح أمتنع عن الإجابة لأني عارف الموقف وعارف شو بده يصير .
الشيخ : هكذا ما شاء الله ، يضحك الشيخ رحمه الله .
الطالب : جزاك الله خيرا .
السائل : مش قصة مش عارف ؛ بس أنا أمتنع وأعرف أين يوصل الحكي هذا ، بفضل أسكت في محلي ولا أجيب وما أدخل في ...
الشيخ : بس هذا إنصاف ؟ .
السائل : والله أنا هيك متريح .
الشيخ : أنت هيك متريح , هذه شو تتسمى أنانيه أم محبة أم مودة أم ...
السائل : الله أعلم .
الشيخ : شلون الله أعلم .
سائل آخر : أسأل يا شيخ ؟ .
الشيخ : لا .
سائل آخر : حول موضوع الأساسيات والفرعيات في الدين ، يعني المسلمين دائما يدوروا حول نفس الموضوع , يعني لو يوجد أساسيات يهتم بها المسلمون وليست فرعيات .
الشيخ : شو الفائدة أبو عبد الله مصمم أنه ما يتزحزح من مكانه قيد شعرة , شو الفائدة أيضا ؟ .
وفيق : حديث تحريم المتعة مثلا .
الشيخ : طيب نقلب الورقة يعني مثل ما يقولوا , هذا موقفك يا أبو عبد الله بس بالفروع أم بالعقيدة كمان ؟ .
السائل : والله في العقيدة أعتقد ما في مجال الواحد , يعني بس في الفروع .
الشيخ : يعني أنت الآن شعرت أنك أجبتني , يعني جاوبتني عن سؤالي ؟ طيب الذي تعرفه أنت شو كان سؤالي ؟ .
السائل : هل أنا في العقيدة أو الفروع مش هيك ؟ .
الشيخ : عم تسألني كمان أم أنا أسألك ، يضحك رحمه الله ، أنه هذا الموقف يلي حضرتك عبرت عنه أنه أنا هيك مرتاح له , يعني أنك ما تجاوب .
السائل : بدك الصحيح .؟
الشيخ : طول بالك أنا سؤالي كان أن هذا الموقف بس في الأحكام أو كمان في العقيدة ، مفهوم سؤالي ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : كويس , لعلي أنا أفهم جوابك .
السائل : والله في كل شيء .
الشيخ : في كل شيء يعني , إذا خليك مرتاح , يضحك شيخ السنة رحمه الله والطلبة .
السائل : أنا أسمع وأفضل السماع على أن أناقش .
الشيخ : يا ليت يا أبا عبد الله كان هكذا ، نعم شو عندك تفضل .
وفيق : أنا قبله .
أبو ليلى : بس هذا ضيف يا شيخ نسلكه أفضل .
وفيق : هو أنا أحب أن أسأل هذا السؤال للفائدة .
الشيخ : تفضل .
وفيق : أقول كثير ممن ينتسبون للعلم والدعوة يعرفون ... فهذا التعريف هل ينفعهم ؟ .
الشيخ : كلا ، لا ينفعهم ؛ لأن هذه العقيدة ليست كافية ؛ لأن الكفار الذين عادوا الرسول عليه السلام وقاتلوه واضطروه للخروج من بلده والهجرة إلى المدينة المنورة كانوا يعتقدون هذه العقيدة (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ). فآيات كثيرة في القرآن الكريم تبين أن المشركين كانوا أولا : يؤمنون بوجود الله ، وثانيا : لا يجعلون شريكا لله في ذاته ؛ فلا يعتقدون أن هناك خالقا معه ، نافعا معه ، ضارا معه ؛ بل كانوا يعتقدون أن الأمر كله بيده تبارك وتعالى ، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى أن الله عز وجل لما أرسل الرسل وأنزل الكتب ما فعل ذلك لكي يدعوا الناس إلى الاعتقاد بوجود الله ، وبأنه هو الضار النافع ، وأنه لا شريك له في شيء من ذلك ، ما بعثهم ولا أنزل الكتب من أجل هذا ؛ لأن هذا أمر مفطور في الناس حتى المشركين ؛ ولذلك صرحت الآية الكريمة أن المشركين إذا سئلوا : أإله مع الله .؟ ففرقوا بين الإله والرب ، فهم يشركون في الألوهية ولا يشركون في الربوبية ، يعتقدون بأن الله هو رب العالمين وحده لا شريك له ، وأنهم إذا وقعوا في مصيبة أو في بلية تضرعوا إلى الله وإلتجؤوا إليه ، لما وقر في نفوسهم من أن الله هو الضار وهو النافع ؛ فهم كانوا يؤمنون بما يسمى عند العلماء بتوحيد الربوبية ؛ لكن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب لدعوة هؤلاء الناس جميعا إلى عبادته وحده لا شريك له ، ليس إلى اعتقاد أنه واحد في ذاته وأنه لا خالق معه ، لا ، هذا الاعتقاد كانوا يؤمنون به بصريح القرآن الكريم , وإنما الذي كانوا يكفرون به أن هناك أشخاص مخلوقون ويستحقون أن يعبدوا مع الله تبارك وتعالى ، وهذا صريح في القرآن حيث قال عز وجل : (( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم )). الذين تدعونهم في الشدة هم عباد أمثالكم ، (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا )) دعائكم (( ما استجابوا لكم  )) لأنهم يعتقدون أنهم عبيد , ولذلك قال عز وجل في الآية الأخرى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )). هؤلاء المشركين الذين اتخذوا من دون الله أولياء إذا سئلوا لماذا تعبدونهم من دون الله .؟ قالوا : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ؛ إذا هم يؤمنون بأن المعبود الحق هو واحد لا شريك له في العبادة ، ولكنهم من ضلالهم أنهم اتخذوا من بعض الصالحين أولياء يعبدونهم ، يتوجهون إليهم بالدعاء والاستغاثة والركوع والسجود ؛ لماذا .؟ هم أجابوا بأنفسهم وألسنتهم : (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )).
فإذا المشركين الذين كانوا في عهد الرسول عليه السلام ما كان الخلاف بينهم وبين الرسول هو في أن الخالق واحد والرازق واحد والمحيي واحد والمميت واحد ، هذا كانوا يؤمنون به ؛ ولكن الخلاف كان في أنهم عبدوا غير الله عز وجل ، خضعوا لغير الله عز وجل ، فأشركوا مع الله في العبادة وليس في الربوبية ؛ ولذلك وصل ضلال هؤلاء المشركين إلى أنهم كانوا إذا طافوا بالبيت , وهذا الطواف ورثوه من أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام , ثم دخلهم الشرك فكان قائلهم يقول : لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك إلا شريك تملكه أنت وما ملك . لك شريك لكن هذا الشريك هو مملوك لك ، وما معه أيضا مملوك لك ؛ إذا فالمشركون كفروا بتوحيد الألوهية بتوحيد العبادة وليس بتوحيد الربوبية ؛ ولهذا في القرآن الكريم : (( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )).
أما الآية السابقة : (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )). هنا قالوا : (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )). الشاهد أن الآية الأولى صريحة بأن المشركين يؤمنون بربوبية الله وحده لا شريك له ؛ في الآية الثانية صريح بأنهم ينكرون أن يكون الإله واحد ؛ شو معنى الإله إذا ؟ الإله هو المعبود ؛ فلما كان الرسول يدعوهم إلى أن يعبدوا الله وحده لا شريك له كانوا ينكرون ذلك ويقولون : (( أجعل الآلهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب )). في الآية الأخرى : (( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )). كيف يستكبرون ؛ وهم في الآية الأخرى ربنا يخبر عنهم : (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )).؟ معنى ذلك أن الربوبية شيء والألوهية شيء آخر ، الرب واحد باتفاق البشر جميعا , حتى المشركين الذين قاتلوا الرسول عليه السلام وعادوه كما ذكرنا ؛ أما الإله فمتعدد عندهم ؛ ولذلك استنكروا على الرسول عليه السلام حينما دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
والعبادة أنواع وأقسام ، وأعظم عبادة تتجلى فيها حاجة الإنسان وعبوديته لله عز وجل هو الدعاء ؛ ولذلك قال عليه السلام في الحديث الصحيح : ( الدعاء هو العبادة ). ثم تلا قوله تعالى : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )). إذا المشركون هذه نقطة مع الأسف كثير من خواص المسلمين اليوم لم يتنبهوا لها , وهي التفريق بين الألوهية وبين الربوبية ، المشركون كانوا يؤمنون بوحدانية الله في الربوبية , ولكنهم كانوا يكفرون بوحدانية الله في العبادة والألوهية ؛ ولذلك كانوا يقولون بأن لله شريكا لكن هذا الشريك مملوك لله وما يملكه هذا الشريك ؛ وعلى هذا فمعنى لا إله إلا الله لا يجوز تفسيره بمعنى : لا رب إلا الله , هذا اعتقاد المشركين لا يكفي ، وإنما لا إله إلا الله معنى هذه الكلمة التي جاءت في القرآن مأمور بها عليه السلام والمقصودين أمته : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )). معنى هذا : فاعلم أنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله ، مش لا رب إلا الله ، لا رب إلا الله المشركون يؤمنون بهذا ، يعني الخالق الرازق والمحيي والمميت ، المشركون يعتقدون بأنه واحد لا شريك له , لكنهم يجعلون له شريكا في العبادة .
من هنا لا يجوز للمسلم أولا : أن يفهم هذه الكلمة الطيبة لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله ؛ لأنه تعطيل لمعنى الألوهية والعبادة لله عز وجل وحده .
ثانيا : إذا فهم المسلم هذه الكلمة الطيبة أن المعنى لا إله إلا الله أي : لا معبود بحق في الوجود إلا الله ؛ فلا يجوز ينقض هذه العقيدة عقيدة التوحيد في عبادة الله وحده لا شريك له عمليا ؛ كثير من المسلمين اليوم يدعون في الشدائد غير الله كما كان المشركون يفعلون تماما ، فهذا ينادي البدوي وهذا ينادي القادر الجيلاني ، عبد القادر الجيلاني ، وهذا ينادي الشاذلي و و و إلى آخره ، كل هؤلاء الأشخاص يعبدون اليوم من كثير من المسلمين بسبب جهلهم بمعنى هذه الكلمة ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله ؛ ولهذا كان أول ما دعا إليه الرسول عليه السلام هو هذه الكلمة الطيبة , كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عند الله ). أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله ، لا يعني أن لا رب ، وإنما يعني أي لا معبود بحق إلا الله ؛ فمن اعتقد أن لا معبود بحق إلا الله آمن بأن الرب واحد لا شريك له , لكن من آمن بأن الرب واحد لا شريك له في ذاته قد يكفر بالعبودية ، بعبادة الله وحده لا شريك له ؛ لأن من عبادة الله الدعاء ، فإذا دعا غير الله فقد اتخذه إلها من دون الله تبارك وتعالى ؛ هذا ما يمكن أن يذكر الآن والساعة إحدى عشر الآن يا أبا عبد الله خلينا نصلي ونمشي , بس الوقت ضاق .
الشيخ : تفضل .
وفيق : أقول مثل هذا الفهم الخاطئ الذي انتشر بين المسلمين وحتى عند بعض الخواص , مثله هذا انتشر في مسألة ذات الله سبحانه وتعالى ، كثير من المسلمين يقولون : الله في كل مكان أو موجود في كل الوجود ولا يعرفون شيئا في هذا الباب .
الشيخ : هذا هو الضلال المبين مع صريح القرآن بأن الرحمن على العرش استوى ، وقوله تعالى : (( سبح اسم ربك الأعلى )). ووصفه لعباده المؤمنين : (( يعبدون ربهم من فوقهم )) .
السائل : يخافون .
الشيخ : نعم : (( يخافون ربهم من فوقهم )). نعم و : (( تعرج الملائكة والروح إليه )). (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )). آيات كثيرة , وأحاديث كثيرة تبين أن الله عز وجل هو الغني عن العالمين , وأنه مستعل على خلقه أجمعين , وأنه ليس ممازجا لخلقه كما يقول هؤلاء الناس الذين أشرت إليهم أن الله في كل مكان ، الله في كل مكان ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ؛ في الحديث الصحيح : ( كان الله وليس شيء معه ). أين المكان الذي حشروه الناس في كل مكان ؟ وبخاصة هذه الأمكنة فيها الأمكنة الطاهرة وفيها الأمكنة النجسة والخبيثة ، فيها الدهاليز وفي البارات وفي الحانات والخانات و و إلى آخره ، كيف لا ينزهون الله عز وجل عن أن يكون في كل مكان ، مع أنه يقول في أكثر من آية كما ذكرنا أنه على العرش استوى ، وفي الحديث الصحيح ـ والوقت ضيق ـ أن الرسول عليه السلام سأل جارية يريد سيدها أن يعتقها قال لها : ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء ؛ قال لها : ( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله ؛ فالتفت إلى سيدها وقال له : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) الجارية في عهد الرسول أفقه من كثير من الفقهاء اليوم ؛ لأنك إذا سألت كثيرا من هؤلاء : أين الله .؟ أجابك في كل مكان ، ويكون الواحد جالس ويقول الله موجود في كل الوجود ، مساكين هؤلاء الناس ، الوجود مخلوق وكان الله ولا مخلوق ، فهل ربنا بعد أن خلق المخلوق اندس في هذا المخلوق على ما فيه من قاذورات .
الطالب : حاشا لله .
الشيخ : تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : نقوم نصلي إن شاء الله , هيأت لنا مكانا ؟ .
أبو ليلى : إن شاء الله .
السائل : ... الأذان ... الإقامة .
الشيخ : لا إله إلا الله . الله أكبر ... (( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) . آمين . (( إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )).
الله أكبر (( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) . آمين . (( ويل لكل همزة لمزة (1) الذي جمع مالا وعدده (2) يحسب أن ماله أخلده (3) كلا لينبذن في الحطمة (4) وما أدراك ما الحطمة (5) نار الله الموقدة (6) التي تطلع على الأفئدة (7) إنها عليهم مؤصدة (8) في عمد ممددة (9) )). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكم ورحمة الله . انتهت الصلاة .
أبو ليلى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : كيف حال شيخنا .؟
الشيخ : ما أعرف أنت طلبتني .؟
أبو ليلى : نعم يا شيخ , أقول كيف حال صحتكم .؟
الشيخ : الحمد لله .
أبو ليلى : فيه أخونا , نخلي الأخ علي يسألك هذا السؤال ضروري جدا . تفضل شيخ علي .
الطالب  : قبل أيام يا أستاذي توفيت والدة أحد الإخوة فدفنوها في مقبرة جديدة ، في ضواحي الزرقاء ، هذه المقبرة جاء القبر الذي لهذه المرأة على طرف المقبرة قرب من الوادي , وبقرب هذا القبر أيضا هناك العبارة التي تأتي فيها المياه وما شابه ذلك ؛ فيغلب على ظن هؤلاء القوم الذي هم أهل هذه المرأة المتوفاة أنه إذا جاء أي شيء من المطر أو جاء مطر قوي مكن يشيل القبر بما فيه ؛ فيقولون هل هذا الشيء وهو طبعا ظن راجح , وقد استشاروا فيه عددا من أهل الخبرة في هذا الباب , فقالوا : نعم هناك احتمال كبير يعني أنه إذا جاءت مطر قوية تشيل القبر لأنه على طرف الوادي جاي ؛ فهل هذا يجيز أن ينبش القبر وتنقل الجثة إلى قبر آخر في منطقة أخرى في نفس المقبرة , لكن بعيدة عن الوادي ؟ .
الشيخ : الجواب يأتي بعد السؤال .
الطالب  : تفضل يا أستاذي .
الشيخ : هل سبق أن الوادي طفى ووصل لذاك المكان وأعلى منه , وعلم ذاك الناس الذين حوله ؟ .
الطالب : نعم ، أقول المقبرة جديدة ، ما حصل أي شيء , لأنها ما افتتحت إلا منذ شهور تقريبا .
الشيخ : لا ، لا ، هذا فهمته , لكن من أين بنوا ظنهم لابد أنهم رأوا يوما ما الوادي جرى وسال .
الطالب : طبعا هذا حاصل شيخنا ، الوادي يعنيه يأتيه المطر ويطمر فيه.
الشيخ : أستاذ علي لا تعجل علي ،
الطالب : تفضل شيخنا , المعذرة .
الشيخ : أفترض أنه بين أسفل الوادي من القبر الآن عشر أمتار خمس أمتار , مش مهم افترض ما شئت ، السؤال الآن إذا افترضنا أنه خمس أمتار بين القبر وبين أسفل الوادي , هل سبق أن الوادي سال وارتفعت مياهه حتى جاوز الخمس أمتار ؟ فهمت علي ؟ .
الطالب : مفهوم يا أستاذي , نعم سبق أن حصل هذا , لكن قبل القبور .
الشيخ : أنا عارف .
الطالب : نعم حصل .
الشيخ : حصل , ويجزمون بذلك ؟ .
الطالب : ويجزمون طبعا , لأنه خاصة في الشتوة الأخيرة يجوز وصل إلى عشرين ثلاثين متر مش خمس أمتار ، السيل أخذ منقطة كبيرة من المحلة التي فيها المقبرة الآن ، المقبرة الجديدة .
الألباني : يا حبيبي قولك إنه وصل عشرين مترا ما يفيد شيء لأنه قد يكون القبر الآن فوق ثلاثين متر .
الطالب : لا أقل بكثير شيخنا .
الشيخ : طيب فإذا هم يجزمون أن السيل في بعض الأحيان جاوز منطقة القبر هكذا ؟ .
الطالب : نعم يجزمون بذلك .
الشيخ : طيب , يأتي الآن سؤال ثاني وهو الأخير , متى دفنوها ؟ .
الطالب : منذ أسبوعين .
الشيخ : أسبوعين ؟.
الطالب : نعم , أو أقل يعين . 
الشيخ : طيب كذلك هذه تحتاج لمعرفة طبيعة الأرض هناك .
الطالب : الأرض ترابية جدا .
الشيخ : معليش ليس هذا المقصود .
الطالب : تفضل .
الشيخ : المقصود هل تأكل الأرض هناك الأجساد في مدة قليلة أو كثيرة ؟ .
الطالب : والله يا أستاذ الله أعلم ما ندري .
الشيخ : فالجواب الآن يتحرر كما يأتي , إذا غلب على ظنهم أنهم يجدون المرأة في كفنها لم يبل , بحيث أنهم لا يطلعون على عورتها فيجوز لهم أن ينقلوها كما هي إلى قبر آخر ؛ أما إذا كان يغلب على ظنهم ولابد هناك فيه رجل يسمونه المقابري , فهو يعرف طبيعة الأرض ولابد له تجارب , فالسؤال الأخير الذي وجهته لك يوجه إليه , فهل يجدون الكفن قد بلي .؟
الطالب : واضح تمام الكلام شيخنا .
الشيخ : كويس . فإذا ؟ .
الطالب : إذا كان قد بلى فلا يجوز .
الشيخ : ... المقابري سلبا أو إيجابا يكون الجواب بالسلب أو الايجاب , بمعنى إن كان يقول : لا الكفن صار تراب والجثة بدأت تهتري , فحينئذ معناه أنهم سيطلعون على عورتها وهذا حرام , فيترك الأمر ؛ إما إلى أن تتحول الجثة إلى عظام متفرقة ؛ وإما إلى أن يأتي الوادي بسيله بخيره وشره , واضح ؟ .
الطالب : واضح تمام يا أستاذ , جزاكم الله خيرا .
الشيخ : يعطيك العافية .
الطالب : بارك الله فيك , شكر الله لكم .
الشيخ : أهلا وسهلا .
الطالب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق