السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 173 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله

الشيخ : ما جزاء الذين يسترقون ؟
السائل : لا يدخلون الجنة ، تريد حديثا .
الشيخ : أنا ما أقول لك أعطني حديثا أو آية ، أعطني أرى الجواب .
السائل : ... ( من اكتوى فقد بريء من التوكل ).
الشيخ : نعم
السائل : ( من اكتوى فقد بريء من التوكل ).
الشيخ : لا من اكتوى أبو محمد أعطاك المفتاح
السائل : ...
الشيخ : الجزاء، الجزاء انه ليس من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، طيب إذا كان الأمر كذلك فهل الطفل الصغير ، يمكن أن يدخل في هذا ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذن .
السائل : ... حكمها
الشيخ : ليس لنفسها  وإنما لوليدها .
السائل : يعني لو قلنا لأبي ليلى أرق لنا هذا الطفل .
الشيخ : أي نعم ما فيها شيء هذه ، الاسترقاء هو طلب الرقية من الغير لمن ؟ لنفسه
أبو ليلى : أما نفس المريض يقول ارق هذه هي .
الشيخ : هذا هو هذا معناه .
السائل : أما إذا تطوع الراقي .
الشيخ : ما فيها شيء أبدا
السائل : ...
هذا هو السنة ، أي نعم .

السائل : نسأل شيخنا السؤال الطويل إذا أمكن عن موضوع أبي يوسف هل ممكن أن تضعوه على شريط حتى نسمع خبرا كاف لأن هذا نريد أن نضعه في كتيب عن أبي يوسف إن شاء الله
الشيخ : نعم
السائل : فهل لك يا شيخ إن شاء الله تحضروا لنا شريطا .
الشيخ : لو ناديتني بكنيتي كان ذلك أولى ، من أن تناديني بشيخ لنفسي أبو عبد الرحمن يا أبا عبد الرحمن .
الشيخ : نحن تعرفنا عليه وهو في حلب ، وكان بطبيعة الحال يحضر دروسي الشهرية التي كنت أتردد إلى حلب من أجلها كان لي نظام أسافر من دمشق إلى بعض البلاد الشمالية كحمص وحمص وحلب وإدلب واللاذقية وكان مركز الدعوة بعد دمشق هي حلب نفسها فكان أبو يوسف حريصا كل الحرص على أن يحضر هذه الدروس ، وفي اعتقادي من هناك تشرب الدعوة السلفية ، ثم نقل أو عين إماما في بعض القرى البعيدة عن حلب ، وهناك بدأ ينشر السنة وكالعادة قامت الغوغاء ضده أنه كل ما جاءهم بسنة فلسان حالهم وقد يكون حال لسان ... بعضهم (( ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ))، وكانت تصير بسبب ذلك بعض المشاغبات ضده حتى يكون نتيجة الأمر أن يوصلوا أمره إلى المخابرات ، فترسل المخابرات خلفه ، وتستجوبه تستنطقه والمخابرات هناك بلا شك ما يهمهم دعوة سلفية أو دعوة خلفية ، ولكن إنما يهمهم أنه ما يصير هناك شوشرات ثورات وفتن وتزعجهم هم يعني ، ثم هم يجهلون ما وراء هذه الفتن ، لعله وراءها فتن ضد الدولة ، ولذلك فهم يحاولون في كثير من الأحيان أن يسكتوا هذه الأصوات التي تنادي بالدعوة السلفية، إرضاء للجمهور ، وإلا كثير منهم في قرارة أنفسهم ، كانوا يعترفون بأن هذه الدعوة نحن نؤيدها وإلى آخرها، لكن لا نريد إثارة قلاقل وبلابل ، وهذا أمر يقع مع كل داعية في تلك البلاد ، وبطبيعة الحال وقع ذلك معنا مرارا وتكرارا ، ومن أهمها أنني لما بدأت بنقل الدعوة إلى إدلب وهي بلدة كبيرة غرب حلب تبعد عنها نحو ستين كيلو متر ، لما بدأت بالتردد عليها ، قام بعض المشايخ هناك والمفتين ، بإثارة الشغب حولنا ، وكان من عاقبة ذلك ، أن أرسلوا إلى المفتي العام في الجمهورية السورية ، وهو يومئذ أبو اليسر عابدين فأرسلوا إليه احتجاجات بأن هذا رجل يأتي إلى بلدتنا.
السائل : ...
الشيخ : معليش لكن أنا الآن أضرب لك مثالا عما يفعلونه مع الدعاة وأنا منهم قال لي وزير الداخلية وأنا عندي طلب من المفتي وهذا مما يضحك الثكلى كما يقال ، طالب المفتي من وزير الداخلية أن تنزع عني الكسوة العلمية ، هو يتوهم أني شيخ من المشايخ صاحب عمامة كالبرج ، وجبة كالخرج ، هذا مثل إيش ، أهل العلم هناك هو متصور لي هكذا ، وأنا هناك كما تروني ها هنا ما فيه لباس خاص ، لأننا نرى أن الأزياء لأهل العلم ، هذه من البدع الدخيلة في الإسلام ، فضحكت أنا لما سمعت ، يقول انزع الكسوة العلمية ، قلت له أي كسوة ، هذه كسوتي التي أنت تراني فيها ، وطالب نفيّ إلى الحسكة ، الحسكة بلدة في الصحراء الشمالية الشرقية متصلة بحدود العراق ، هذا يعني معاقبة لي حتى لا تصير الفتن ، يقول هذا الوزير يقول طبعا نحن ما ذاهبين ننفذ طلبات المفتي مع أن المفتي له مكانته في الدولة ، مكانة رسمية وإلى آخره يقول في الحقيقة أنا أعتقد أن دعوتك يعني هي دعوة حق هو هكذا يقول لكي نحن وظيفتنا وهنا الشاهد ، وظيفتنا انه نحافظ على الأمن ، وما يصير في قلاقل وتلاتل ولذلك نحن نرجوك فقط أنك ما تتردد بتلك البلدة وإلا نحن دعوتك ما ننكرها أبدا ، لأنها دعوة الكتاب والسنة هي دعوة كل مسلم كلام معسول وجيد ، المهم هكذا تقريبا كانوا يفعلون مع أبي يوسف الظاهر والله أعلم هذا ما سمعته منه ، أنه المضايقات هذه التي كان يصاب بها في سبيل دعوته ، هي التي حملته على أن يهاجر إلى الكويت ، ثم لحق به فيما بلغني صهره ، والآن أنا أسأل عنه هل تعرفه .
السائل : نعم موجود صهره هناك في الكويت .
الشيخ : في الكويت ، وهل كان ملازما لعمه هذا ؟
السائل : مثل ما هو في أوقات ، لكنه الآن يسكن بعيدا عنه ولا يلازمه إلا إذا حضر الى الديوانية في الحي الذي هو فيه ، أو يزوره كل أسبوع إلى بيته .
الشيخ : أنا نسيت اسمه هل تحفظ اسم هذا الرجل ؟
السائل : ... اسمه إبراهيم بن ...
الشيخ : ايوه ابراهيم هل هو ملازم ملتزم
السائل : ملتزم نعم
الشيخ : وملتحي ؟
السائل : ملتحي التحاء يعني ..
الشيخ : الحمد لله ، الذي أردت أن أقوله أنه أخونا أبو يوسف رحمه الله كان من أنبغ الإخوان هناك وأحرصهم على العلم الصحيح ، لكن كنا نلاحظ عنه أو فيه ، ما أدري لعل الأيام والظروف صقلته كنا نلاحظ فيه شيئا من الحدة ، أهو كذلك .
السائل : قال لنا ذلك .
الشيخ : كيف يعني ؟
السائل : قال لنا ذلك وضرب مثالا على حدته أنه رأى يوما أحد الناس الذين يدخنون الدخان فأذكر أنه قال أخذت منه السيجارة ووضعتها ...
الشيخ : - يضحك - ... الله أكبر هذه الحدة تنفع أحيانا لكنها تضر غالبا ، ويظهر أن واحدا غيره كان مثيلا في حدته فدفاعا عن نفسه وضع حديثا نسبه إلى نبيه ، فقال قال صلى الله عليه وسلم ( الحدة تعتري خيار أمتي ) -يضحك- ( الحدة تعتري خيار أمتي ) أي نعم ، وإلا أنا أشهد لله عز وجل ، أنه هو من أخلص من رأيت من إخواننا ... ويعني أحرهم على الدعوة ، حريص على الدعوة .
السائل : والله لمسنا هذا ، وليس هذا في مثال وإنما أمثلة طيلة عشر سنوات .
الشيخ : أي نعم
سائل آخر : هل هو سوري يا شيخنا  ؟
الشيخ : لا هو فلسطيني ، نعم
السائل : ...
الشيخ : هو فلسطيني رحمه الله وغفر لنا وله .
السائل : وكيف علاقتك معه العلمية يعني كيف أخذ منك العلم . لا سيما وهو كما نلاحظ متأثر جدا بفكرك .
الشيخ : هو أولا أنا ذكرت لك كان يحضر دروسي هناك .
السائل : في سوريا .
الشيخ : في سوريا في حلب بصورة خاصة ، وأحيانا كان يزورنا في دمشق أحيانا لكن غالب اتصاله بي ، كان بسبب ترددي على حلب وحضوره دروسي ، كان حريصا على ذلك أشد الحرص ، ثم لا يخفاك أنت أنه الآن الناس يتتلمذ على الشخص بدون أن يروه ، يتتلمذون على كتبه وفي هذه المناسبة شخص رأيته في مسجد الأبرار هل تعرفه أنت تعرف اسمه ؟
السائل : هو من الخارج آتي من السعودية .
الشيخ : عارف لكن هو ليس سعوديا هو يدرس في السعودية ، وفي السنة الماضية لقيني قال أنا شخصيا ما أعرفك لكن أنا متخرج بكتبك ، ومرة من يومين ثلاثة  وهذا أبو محمد شاهد الآن ، ألح عليّ لازم نزوره ، هو من عجلون متزوج فتاة لوالد يقيم هنا وهو ينزل لما يأت ينزل عند عمه هذا أبو زوجته هذه ، ألح عليّ بأنه لازم نزوره ، أما هنا أو هناك في عجلون ، فأنا رأيت أن زيارته هنا أولا أقرب وثانيا لعله فيما بعد يمهد لغزو عجلون ، ما رأيك .
السائل : طيب .
الشيخ : فالمقصود يقول هذا الإنسان ، إنه نحن تلامذتك من  وراء الكتب ، فلا تستبعد بقى عن أبي يوسف أن يكون تلميذا لنا من ناحيتين ، ناحية اتصاله الشخصي وحضوره هناك لدروسي ، والناحية الأخرى تشبعه بما يقرأ في كتبي .
السائل : كم سنة في سوريا كانت العلاقة ؟
الشيخ : هذا ما لا أستطيع الجواب عليه لأنه أنا من عيوبي أنني لا أهتم بالتاريخ ، أي نعم ، فلا أذكر كم سنة لكنها سنوات مباركة لكن كم سنة ما أدري أي نعم ، وهو قد زارني هنا في عمان ، هل حدثك بذلك ؟
السائل : نعم ، حدثني
الشيخ : نعم
السائل : وجاء بزيارة خاصة .
الشيخ : وكنا نأمل أن نراه أكثر من ذلك ، لكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
السائل : صعوبة حصوله على تأشيرة والدخول هنا هو الذي كان يمنعه كان صعبا .
الشيخ : الله أكبر ، هؤلاء إخواننا هؤلاء الذين يسموهم الأهل وبعد ذلك يعاملوهم معاملة الخصوم .
السائل : أما بالنسبة لعلاقته معك في المدينة ، أيضا ذكر لنا أنك كنت هناك في المدينة .
الشيخ : أنا كنت في المدينة
السائل : تدرس ؟
الشيخ : أيوه نعم ثلاث سنوات أدرس أيش العلاقة هذه أنا ما أذكرها هذه .
السائل : يعني كان من الناس الذين كانوا يسمعون لك في الحديث ، هناك في الجامعة .
الشيخ : هو كان طالب في الجامعة ؟
السائل : نعم طالب في الجامعة .
الشيخ : هذا مما أنسيته بالكلية .
السائل : وعمر الأشقر ، وعبد الرحمن عبد الخالق .
الشيخ : عمر الأشقر أعرفه جيدا ، وعبد الرحمن هؤلاء من تلامذتي في الجامعة الإسلامية ، اما أبو يوسف الآن أنت تحاول تذكرني .
السائل : كان معهم
الشيخ : كان معهم
السائل : وأخرج معهم .

الشيخ : آه ، أي نعم سبحان الله ، وكيف علاقته مع عبد الرحمن ؟
السائل : كويسة جيدة ... كان في الأيام ينتقد على عبد الرحمن ، لكنه الآن يعني أخذ يتفهم من عبد الرحمن ، يعني له شيء من التفهم بعض الفتاوى التي يفتي بها عبد الرحمن لا يوافق عليها أبو يوسف .
الشيخ : هذا أمر طبيعي ، ولذلك سألتك لأن عبد الرحمن مع أنه من إخواننا وتلامذتنا كما ذكرنا في اعتقادي غلبت عليه الناحية السياسية ، فأظن انحرفت به يعني بعض الشيء عن الخط السلفي ، وهذا أمر ليس سهلا يعني حينما يكتب في رسالة له أنتم تعرفون اسمها أنه لابد للمسلم أن يرتكب بعض المحرمات في هذا العصر ، تذكر هذا الكلام له .
السائل : لا والله لا أذكر أي رسالة ؟ .
الشيخ : تذكر هذا الكلام ؟
سائل آخر : المسلمون والعمل السياسي .
الشيخ : نعم ، ما قرأت هذه الرسالة ؟
السائل : لا والله ما قرأتها .
الشيخ : مع أن له رسالة في تحريم بيع التقسيط مفيدة ، أي نعم ، فسبحان الله العصمة ليست لأحد بعد رسول الله . بالنسبة لايش ؟
السائل : حجة أبي يوسف رحمه الله ، ممكن هذا كان في البداية أما كان في زيارته الأخيرة ، ... محاولة التوفيق بين الإخوة المتخاصمين الإخوة .
الشيخ : ولذلك كان سؤالي فيه كمان تحفظ سألت أبا محمد ، أنه لا يزال فيه الحدة وإلا صقلته الأيام.
السائل : صقلته الأيام .
الشيخ : الحمد لله .
السائل : كنا نستغرب مما صقلته هذا الصقل
الشيخ : سبحان الله
السائل : شيء عجيب .
الشيخ : رحمه الله .
السائل : كان يفيدنا والله فائدة ، وأنا أيضا عندي حدة ، ذكرت لك في السيارة كيف أني أحمل العصا هذه ، عندي حدة موجودة يعني نشاط ، يعني أريد أفتك بالذي أراه أنه ليس على السنة افتك به ، وما ينفع الكلام معه مرة مرتين
الشيخ : تمنعه ... - يضحك -
 السائل : أحب أضربه وأوجعه ضربا ، لكن بعد الذي لا يستجيب بدون ضرب يعني أهمله ، ولو تعبت عليه فحذرني أبو يوسف ،وقال لي تعال أنا كنت حادا وأنت تظهر مثلي حاد .
الشيخ : -يضحك- إن الطيور على أشكالها تقع .
السائل : فقال لي أرجوا لك في المستقبل إن شاء الله مع ممارستك لهذا المنهج ، أن يصبح عندك الهدوء.
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : وتصقل أمورك قليلا قليلا ، ونصحني وقال إياك تعتزلهم هؤلاء رغم أن فيهم انحرافا ليس سائرين على المنهج الصحيح ، وقال لي أخشى أن يبتليك الله كما ابتلى يوسف ، لأنك أنت داعية وفاهم ، يعني إذا تركت هؤلاء الناس ولو أنهم ليسوا على الطريق فيجب أن تصبر عليهم
الشيخ : لا اله الا الله
السائل : وتبقى معهم وتأمرهم وتنهاهم ، لعل الله عز وجل يهديهم ويصيرون بالفعل هذه حكمة عظيمة تعلمتها منه ، أدركت أن هؤلاء الناس الذين كنت أنا مستعجلا لنضجهم فكان خطأ وتهورا فأصبحوا ما شاء الله عنهم يعني كما نصحني أبو يوسف .
الشيخ : هذا حق بلا شك رحمه الله ،والداعية إذا ما كان كذلك ممكن يكون ضرره أكثر من نفعه ، أي نعم ، أنا أذكر قصة أن أحد المشايخ السلفيين هناك ، وما أقلهم هو يومئذ كان شائبا وأنا فتى ، كان يعني عنده حدة عجيبة جدا ، من حدته القصة التالية ، في الأصل أنا ما أعرفه لكن جرى بيني وبين أحد طلاب العلم
السائل : ...
الشيخ : ما شاء الله بارك الله لك فيها

الشيخ : شخص اسمه محمد زهري النجار ، ربما بعض الحاضرين يذكر هذا الاسم ، لأنه فيما بعد صار طالبا في الأزهر وتخرج من الأزهر ، وأخذ يعلق على بعض الكتب الحديثية من ذلك أنه طبع كتاب شرح معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي وهي كانت مطبوعة في الهند ، فطبعها في مصر في مجلدات وعلق عليها بعض التعليقات هذا الرجل محمد زهري النجار ما أعرفه أنا سابقا ، كان اللقاء الأول بيني وبينه ، عند بائع كتب في دمشق كنت أنا أتردد عليه كثيرا ، فلما ذهبت مرة إليه وجدت عنده زبائن ، ومنهم شخص عرض عليه كتابا يبيعه لصاحب مكتبة ، وهو كتاب للقصيمي ، هذا النجدي الذي ألحد فيما بعد ، ما اسم الكتاب ؟ لا أستحضر الآن الاسم الشاهد عرضه من أجل أن يشتريه أنا طار قلبي وراء الكتاب ، لأنه كان عندي معلومات عن هذا الرجل ، قبل أن ينحرف ، بأنه سلفي ومحاجج قوي ، له كتاب اسمه شيوخ الأزهر ، يرد عليهم ردا علميا ، الشاهد ما كدت أرى هذا الكتاب واسم المؤلف إلا وقلت لصاحب المكتبة إذا اشتريته منه أنا أشتريه منك ، هو سمع مني هذه الكلمة أخذني جانبا عن الدكان ، وأخذ ينصحني وأنا يومئذ شاب كما يقال بعد ما طال شاربي ولحيتي هنا قليلا وهذا أحسن مني الآن ،  ترى خفيف بالمرة قال لي هؤلاء وهابية هؤلاء ينكرون التوسل وكذا وصار يعدد إيش بعض من مساوئهم عنده ، وإذا أنا أنبريت وأرد عليه وإذا هو يعجب مني هو طالب علم ولابس جبة سوداء وعمامة بيضاء ،وفعلا هو طالب علم قوي حنفي المذهب وتعجب من ردي عليه ، طبعا أنا أفحمته ، ولقائي الثاني كان أمام دكانة أخي أبي جعفر المنصور في المسكية
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام جرت المناسبة عن الزيادة بعد الأذان الصلاة على الرسول عليه السلام ، وإذا هذا الرجل فيما بعد أعلم جار لهذا الشيخ المسن الحديد المزاج ، واسمه عبد الفتاح الإمام له بعض الكتب ، وفي مدرسة الخياطين في دمشق ، هذه المدرسة فيها مسجد ، المدرسة فيها رواق فوق صفوف من الغرف للطلبة ، الشيخ عبد الفتاح الإمام متخذ غرفة ، طبعا هذه ذهبت مفعولها ونظامها صارت تعطي لبعض الناس طلبة العلم كأفراد الشيخ عبد الفتاح آخذ غرفة شرقية ، وهذا محمد زهري النجار آخذ غرفة غربية ، وبينهم من الخلاف ما صنع الحداد ، عبد الفتاح الإمام سلفي ... وحراري ، ذاك بارد وحنفي وشاذلي جمع المصيبتين ، لكن ما في مقاطعة بينهما لكن ما في اتفاق ولا انسجام ، الظاهر أو أكيد فيما بعد عرفت أنه جاء الشيخ محمد الزهري بعد المرتين اللذين التقيت وإياه قال له للشيخ عبد الفتاح وجدت لك شابا وهابيا يعجبك يا شيخ عبد الفتاح ، ويزيد عليك إنه ما آتي له بحديث إلا ويقول حديث ضعيف وصحيح ما أدري إيش وحيرني
السائل : كم كان عمرك ... ؟
الشيخ : يعني أصغر منك كم عمرك أنت  ؟
السائل : سبعة عشر سنة .
الشيخ : يعني في هذه الحدود ، الشاهد ذاك ما صدق الشيخ عبد الفتاح ، سمع بهذا الشخص ، خاصة لما سمع مزية الحديث وجاء يوم من الأيام عندي في الدكان وأنا ساعاتي ، وأنا لأول مرة أراه ، السلام عليكم عليكم السلام ، يطلع ساعة من جيبه ساعة جيب ، ساعة الجيب اليوم بطلت ، اليوم ساعات يد طلعها لي وقال لي انظر لي هذه الساعة ، صلحتها مرارا وتكرارا ، وما نصحوني فيها ، أنا كالعادة بطبيعة الحال أخذت الساعة وأخذت السكين الذي يفتح بها الغطاء ووحطيت المنظار ، ومن حدة طبعه قال لي ضع الساعة أنا لست آتي من أجلها ، -يضحك الشيخ والطلاب- قلت له خير إن شاء الله  قال أنا سمعت عنك أشياء أريد أن أتحقق منها ، قلت له تفضل ، قال ما هو رأيك بالموالد ، قلت له ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )
السائل : ...
الشيخ : نعم وهكذا ما طال الأمر ، يعني هو مثل ما سمع وزيادة ، قال لي وسمعت أنه عندك دراسة في الحديث ، قلت له والله بعض الشيء ، قال لي عندي كتاب اسمه صوت الطبيعة ينادي بعظمة الله ، كتاب مطبوع هذا فعلا وبأسلوب عصري جميل ، لكن أنا عندي ما له قيمة لأنه هو بهذا الصوت يثبت توحيد الربوبية ، وتوحيد الربوبية أمر مفطورون عليه الناس ، ونحن بحاجة إلى توحيد الألوهية والعبادة وتوحيد الصفات ، لكن الكتاب ينفع وما يضر ، قال لي عندي هذا الكتاب وعندي أحاديث أريد نعمل جلسات معك من أجل أن نخرجها ومثل ما يقولون عندنا بالشام بلا طول سيرة اتفقنا معه أنه كل يوم جمعة بعد الصلاة نجتمع عنده وهنا هو الشاهد ، نحط الطاولة ونقعد نحن وإياه وجاهة الطاولة بيني وبينه ويقرأ من الكتاب الشيخ محمد زهري النجار يطلع من غرفته ، ويلف هو صائر في الغرف هكذا جانبا وهكذا جانبا الطابق الثاني ، وهنا فضاء سماوي وتحت في بحرة ، على الطريقة القديمة ، يدور هكذا دورة ويخرج إلى السوق ، فقط يرانا قاعدين هنا مع بعض ، ينظر نظرة في لها معنى ، كأنه بلسان حاله يقول ، ماذا فعلنا نحن كنا في مصيبة وصرنا بمصيبتين -يضحك- لكن الشاهد عند صاحبنا عبد الفتاح ، أنا لما رأيت الشيخ يمر أناديه وأقول له تفضل يا شيخ محمد يتبسم ابتسامة هكذا باردة ، يعني ما يعجبه الجلسة هذه ، ماذا بإمكانه أن يفعل فيها ويخرج ، الشيخ عبد الفتاح ... اتركه ما فيه منه خلاص ، صار لي ستة أشهر أشتغل فيه ، ما فيه منه خلاص ، اتركه ، ويصيح بأعلى صوته ، أنا أقول له يا شيخ عبد الفتاح  الأمور مرهونة بأوقاتها وتحتاج صبر وتحتاج طولة البال ، مع ترددي على الشيخ عبد الفتاح لتخريج الكتاب مرارا الشيخ زهري يمر علينا ،وأنا أناديه أول مرة وثاني مرة وثالث مرة بالأخير علقت الشبكة ، وجاء حضر معنا ، وصار يحضر معنا ، ونجلس نتناقش الشيخ عبد الفتاح بصياحه ، وأنا ببرودة دمي إلى آخره ، الرجل مثل قلت لكم رجل حنفي المذهب وطالب علم قوي ، ثم هو صاحب طريقة الشاذلية ، شيخه محمد الهاشمي التلمساني المغربي ، بدأنا نحكي معه في الطريق ... أنواع ما تعرف فيها خيرا بدأ النقاش بيني وبين الشيخ زهري قبل كل شيء في الطريق والذكر ، قلنا له يا شيخ محمد أنت طالب علم وتقول حنفي ، طيب ما تعرف ما جاء في حاشية ابن عابدين في حق هؤلاء الذين يرقصون بالذكر أنه الأرض التي يذكرون الله فيها في المسجد يجب أن يحفر ترابه ، ويرمى وبعد هذا ...
السائل : هذا قول أبي حنيفة يا شيخنا ؟
الشيخ : لا هذا قول المتأخرين لأنه أبو حنيفة ما رأى المناظر السيئة هذه وبعد هذا ذكرته أو علمته ما أدري ، قلت له في  رسالة للشيخ محمد  الحلبي ، صاحب كتاب حلبي صغير بالتعبير التركي فقيه حنفي أسلوبه يختلف تماما عن الفقهاء لأنه يأتي بالمسألة ويأتي بدليلها من المذهب  ولو أنه ليس متحررا من التقليد لكن ماش خطوات لما يأتي الدليل ، هذا الرجل حلبي الأصل من فضله مؤلف رسالة عنوانها يغنيك عن مضمونها ، الرهص والوقص لمستحل الرقص ، الرهص والوقص لمستحل الرقص بمثل هذه النقول وبطولة البال مع محمد زهري النجار انقلب الرجل وصار معنا ، لكن كان فيما يبدو متئد وحق له ذلك ، كان يحضر حلقة الذكر تبع شيخه محمد الهاشمي  وهؤلاء الشاذلية يقفون ويمسكون بأيدي بعضهم البعض وتشتعل بقى الحلقة يمينا ويسارا فتجد الحلقة كلها ذاهبة آتية يمين ويسار ، لما نحن بينا له أنه هذا لهو بذكر الله ، واتخذوا دينهم لهوا ولعبا ... ما استطاع أن يتخلص من الحلقة لكن كشف القناع عن انقلابه ، صار يوقف مثل السارية مثل العمود فرد شقة ، الحلقة تتحرك يمينا ويسارا وهو مثل الحديدة واقف انكشف الرجل بهذه الطريقة ، ترى ماذا ؟ صاروا جماعته  فاتني أذكر لكم أنه هذا من كياسته وعلمه ، كان مرشحا أن يكون الخليفة بعد الشيخ ، كما هي طريقتهم ، ماذا أصابه هذا محمد زهري النجار صاروا يداولون الكلام حوله ، وصل الكلام بطبيعة الحال للشيخ ، والشيخ يرى بعينه كما أنه لحكمة يريدها الله ، وأنا عند الشيخ محمد عبد الفتاح بعد صلاة الجمعة ، نرى الشيخ الهاشمي وعلمنا فيما بعد لأول مرة يزور تلميذه ، لأول مرة يأتي لغرفته ويزوره ، لما طلع طلع التلميذ لتوديع الشيخ بعد ما ودعه جاء لعندنا وهو يبتسم قلنا له هات نرى ما نصحك الشيخ ، حكى لنا بقى مثل ما كان هو نصحني أنا ، أنه هؤلاء وهابية نفس الكليشة ، نسخة طبق الأصل ، نصح الشيخ تلميذه أنه هؤلاء لازم لا تعاشرهم هؤلاء عقيدتهم فاسدة هؤلاء كذا وكذا وإلى آخره ، فيما بعد الشخص وظف إمام مسجد ، في محلة قريبة من دكانتي أنا ، هي دكانة والدي ، في محله اسمها العقيبة عندنا ، سبحان الله وصل الخبر لإمام المسجد الذي هو تجاه دكاني ، اسمه جامع التوبة إمامه الشيخ سعيد البرهاني ، من تلامذة الشيخ الهاشمي ، يعني هم زملاء في الطريقة ، وأيضا في المذهب كلاهما حنفي المذهب ، فهذا الشيخ سلط أولاد المحلة على محمد زهري النجار ، فصاروا كل ما رأوه في الطريق يرموه بقشر الموز والبرتقال يعني يهينوه ما السبب ؟ صار لما يؤذن ما يزيد الزيادة ها هذا صار وهابيا ، بلغ خبره للشيخ سعيد وهو تلميذ معه على الشيخ الهاشمي ، يعني صار مهانا ، ما صبر على هذا ، فترك دمشق وذهب لحلب ومن هناك دبر سفرة لمصر ، في مصر دخل الأزهر وهو مجد وقوي في العلم ، وأخذ الشاهد  وتخرج ولا يزال هو هناك ، الشاهد كنت أقول الشيخ عبد الفتاح
السائل : حي يرزق الآن
الشيخ : أي نعم فيما أعلم وما عندي أخبار جديدة الشاهد كنت أقول للشيخ عبد الفتاح يا شيخ عبد الفتاح لا تقل ما فيه خلاص ، هذا الشيخ زهري صار فيه خلاص ، ومن رأى عمر بن الخطاب وعداءه الشديد للرسول عليه السلام ، من كان يظن فيه أنه يصير الشيطان سيخاف منه ، لذلك الدعوة تحتاج إلى أناة وصبر وطيلة بال ، الشاهد أن أخانا أبا يوسف الله يرحمه ، الحمد لله الذي عرفناه هذه النتيجة أنه تعدل فيما بعد ، وهذا نتيجة العلم يعني العلم ، والإخلاص فيه ، ورحمنا الله وإياه ، لعله  خلف من بعده من ينوب عنه هناك ؟
السائل : من أبنائه لا أبناؤه لم يكونوا يصحبونه في جلساته
الشيخ : الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله
السائل : وكنا نجلس ساعات في ديوانه ، وأبناؤه لا يحضرون إلى مجالسه لكنهم ليسوا عصاة
الشيخ : الحمد لله
السائل : فإنهم من عامة الناس عاديون .
الشيخ : أكبرهم سنا كم ؟
السائل : خمس وعشرون أربع وعشرون يعني هم من عامة الناس يحبون الدعوة السلفية ، وتستطيع أن تقول الأكبر منهم ... سلفي ، لأنه كان يجلس مع والده .
الشيخ : كويس الحمد لله .
السائل : أما الأوسط عبد الله فهو حرفي
الشيخ : كيف ؟
السائل : حرفي
الشيخ : صاحب حرفة
السائل : ويشتغل ...
الشيخ : يعني مهتم بمعاشه .
السائل : نعم لا يجلس في مجالس العلم ، يعني إنسان عادي من عامة الناس
الشيخ : نعم
السائل : وعبد الله الأصغر ، هذا وسط .
الشيخ : من الأكبر ؟
السائل : يوسف .
الشيخ : يوسف والثاني .
السائل : عبد الله وعبد العزيز ، الصغير عبد العزيز .
الشيخ : أنت تكلمت عن يوسف وعبد الله وعبد العزيز ماخبره ؟
السائل : عبد العزيز الأصغر كلهم ملتحون .
الشيخ : الحمد لله .
السائل : عبد العزيز أيضا ملتحي وهو يحب أباه وهم يحبون
الشيخ : أباهم
السائل : أباهم ويحبون الدعوة السلفية وينتمون لها
الشيخ : الحمد لله
السائل : لكنهم ليسوا يعني مثل طلاب العلم
الشيخ : ايوه
السائل : يعني لا أسميهم طلاب علم ، إلا فقط الأكبر .
الشيخ : الأكبر نعتبره طالب علم .
السائل : نعم ، طالب علم .
الشيخ : الحمد لله ، وما له غير هؤلاء الثلاثة .
السائل : نعم ، هؤلاء الثلاثة
الشيخ : ليس له سواهم .
السائل : له أربع بنات .
الشيخ : متزوجات
السائل : اثنتان متزوجتان والثنتان ماتزوجتا
الشيخ : أصغرهم كم عمرها .
السائل : واحدة ثمانية عشر وأخرى أربعة عشر . 

السائل : يا شيخ هل يجوز إنفاق أموال الزكاة في شراء الكتب الإسلامية لطلبة العلم الفقراء ؟
الشيخ : لا يجوز في رأيّ لأن الزكاة يشترط فيها أن تسلم يدا بيد للفقير ، أما أن يشتري بهذه الأموال أموال الزكاة ، بعض الحاجات للفقراء حتى ولو كانت هذه الحاجات من كتب العلم ، فهذا لا يجوز ينبغي أن تسلم هذه الأموال للفقراء من طلاب العلم وينصحون بأن تنفق في سبيل شراء الكتب ، أو يطلب منهم التوكيل في شراء هذه الكتب ، فإن وكل فبها وإلا كان هو الأحق في أن يتناول هذا المال ويتصرف فيه في حدود مصلحته الشخصية ، هذا الذي نعتقده وهذا الذي يستفاد من النصوص الواردة في الكتاب والسنة هذا يدخل هذا الصرف يدخل ، في عموم قوله تعالى (( وفي سبيل الله )) لو كان هذا العموم مرادا ، من هذه اللفظة أو هذه الجملة من الآية ، ولكن من الخطأ البالغ أن يفسر هذا النص القرآني ، وفي سبيل الله ، بالمعنى الأعم الأشمل لسببين اثنين ، الأول هذا تعطيل أولا لأداة الحصر المذكورة في ابتداء الآية (( إنما الصدقات للفقراء )) ثم لو كان هذا العموم مرادا ، فهو تعطيل للتفصيل المذكور في الآية واضاعة للحكمة من هذا التفصيل المذكور فيها، كان يمكن أن يقال إنما الصدقات في سبيل الله ، وانتهى الأمر ، أما وهو يقول (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) ويعد بقية الأصناف الثمانية ومنها في سبيل الله ، فحشر في سبيل الله في جملة الأصناف الثمانية من جهة وحصر الزكاة بأداة الحصر إنما في هذه الأصناف الثمانية لا يمكن أن يكون معنى وفي سبيل الله ، هو هذا المعنى العام الشامل الذي يذهب إليه بعض الدعاة الإسلاميين اليوم لتوسيع دائرة الانتفاع بأموال الزكاة ، وأنا أعتقد جازما ، بأن من أسباب هذا التوسيع أمران اثنان ، الأمر الأول هو عدم الاعتداد بعلم السلف ، وبتفسير السلف من جهة ، والأمر الآخر أن أغنياء المسلمين لما قصروا عن القيام بواجبات أخرى من الصدقات التي تجب علاوة عن الزكاة لما قصروا ذاك التقصير أرادوا أن يسدوا هذه الثغرة بتأويل النص القرآني ، وتوسيع دائرة استعمال مصارف الزكاة إلى أوسع مدى ممكن ، وهذا في الحقيقة خطأ مزدوج ، يذكرني بالقول المعروف المأثور " أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل " ما يكون معالجة الأخطاء التي يقع فيها العالم الإسلامي بتحوير النصوص وتأويلها إن لم نقل تحريفها إلى معاني لم يكن يعرفها المسلمون من قبل ، في سبيل معالجة بعض الأخطاء التي تقع اليوم ، لأنه هذه المعالجات تشبه تماما ، معالجة أبي نواس الذي كان يقول " وداوني بالتي كانت هي الداء " .
السائل : طيب شيخنا لو وضعنا السؤال بطريقة أخرى .
الشيخ : تفضل .
السائل : يعني رجل دفع زكاة ماله ، إلى مؤسسة جمعية إسلامية أو كذا ، ترعى طلبة فقراء ، ترعاهم في تعليمهم وفي ... 
الشيخ : أنا أقول لك مكانك رواح .
السائل : هل يجوز الإنفاق من الزكاة لهم ؟
الشيخ : تعبير سوري مكانك رواح ، هذا نظام عسكري في سوريا لما يكون الجيش ماش ، الضابط يريد إيقافه عن المشي ، لكن ما يريد يجمده ، يريد يظل في حركة لكن بدون تقدم ، يقول له مكانك رواح ، لا يتقدم ولا يتأخر .
السائل : طيب لو وضعناه بصورة أخرى ، سألنا في الحقيقة هذا السؤال للشيخ ابن عثيمين في الحرم المكي ، في العشرة الأواخر فأجاب بأن الداعي في سبيل الله ، هو يصرف عليه في سبيل الله وبما أن الكتب ، يعني سلاح لهذا الداعية فنرى أنه يجوز ذلك أو كما قال يعني فكيف ترد على هذا القول ؟
الشيخ : ردي سبق لكن الآن يحتاج إلى شيء من التوضيح والبيان (( وفي سبيل الله )) في الآية الكريمة ، ما هو سبيل الله ؟
السائل : الجهاد في سبيل الله .
الشيخ : عرفت فالزم - يرحمك الله- سؤال يلي ذاك السؤال إعطاء المال لطالب العلم وهو فقير هو من سبيل الله ؟ أم هو من الفقراء ؟
السائل : الفقراء .
الشيخ : طيب إذا بأي وجه يجاب عن جواز ما نقلته ولا أقول لك ما قاله ابن عثيمين ؟ من أين نأتي بهذا التجويز ، نأتي به من توسيع معنى سبيل الله كما شرحنا آنفا ، لذلك أقول السؤال الأول سبق الجواب عنه بتفصيل ، كما قلت طورت السؤال ، فكان الجواب مكانك راوح ، وطورت السؤال بصورة ثالثة كذلك الجواب ما يزال مكانك رواح ،

الشيخ : أكثر ما قيل في توسيع دائرة معنى سبيل الله ، هو إعطاء المال للفقير للحج في سبيل الله ، للحج إلى بيت الله ، فهو في سبيل الله أنا أرى ذلك لأنه عندي حديث وأنا حديثي ومتحمس للحديث ، وداعي للحديث ، نص الحديث قصة أبي معقل وزوجة أم معقل ، لما حج مع الرسول عليه السلام جاءت زوجته أم معقل شاكية إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " يا رسول الله ، قلت لأبي معقل أن يحججني على ناضح له معه ، فأبى " فأرسل الرسول إليه ، فقال له يعني يسأله لماذا لم يحججها على الناضح له اسم أنا نسيته الآن ، قال : " يا رسول الله إني جعلته في سبيل الله " يفهم كل عربي جعلته في سبيل الله ليس المعنى العام ، إنما المعنى الخاص وهو الجهاد ، قال عليه السلام وهنا الشاهد ( أما إنك لو أحججتها عليه لكان في سبيل الله ) ، من هنا أخذ الإمام أحمد أنه يجوز إخراج الزكاة في سبيل الإحجاج إلى بيت الله  ، هذا توسعة بنص الحديث ، أما التوسعة التي يذهب إليها المعاصرون اليوم فهي بلا شك تعطيل للنص القرآني من الوجهتين من وجهة أداة الحصر إنما ، ومن وجهة أنه في سبيل الله بالمعنى العام تعطيل لهذا التفصيل الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة ... إيش معنى التفصيل القرآني إذا كان في سبيل الله هو بالمعنى العام ، دعك عن مخالفة هذا التفسير لمنهج السلف الصالح لذلك ما أرى هذه التوسعات ، وبالتالي لا يجوز إعطاء الزكاة لجمعية نعرف أنها تتصرف بهذا المال منطلقة من تفسير في سبيل الله بالمعنى العام .
السائل : في نفس ...
الشيخ : ... تفضل
السائل : يأتينا رجل ويأتينا فعلا يقول عندي مال من الزكاة ، أريد أن أحفر به بئرا للفقراء في أفريقيا ، فنسال هل يجوز ذلك ؟
الشيخ : قولوا له هات من أموال هي غير أموال الزكاة التي عندك ، نحفر لك بها ، أما هذه الزكاة فملكها للفقراء ، أو توكلنا نحن نملكها للفقراء ، يعني ينبغي يا سيد طارق أن تلاحظ معنى التمليك ، هذه هي الزكاة
السائل : ... بيدي
الشيخ : أي نعم
السائل : طيب يا شيخ بالنسبة لموضوع الصدقة الجارية ، نعرف من الحديث ( إذا مات ابن آدم نقطع عمله إلا من ثلاث ) ، منها ولد صالح يدعو له ، يأتي أحيانا ولد صالح ويسأل ويقول لو بنيت مسجدا لوالدي أو لعمتي المتوفاة ، فهل الأجر ينتقل علما بأن نص الحديث يدعو له ما قال يبني له ، أو يحفر له بئرا أو كذا ، فنحب نسمع رأيك شيخنا ؟ 

الشيخ : بالنسبة لأبيه فنعم ، أما بالنسبة لعمته فلا ، وذكر الدعاء بالنسبة للولد الصالح ، هذا لا يفيد الحصر الحديث لا يعني أن الوالد سواء كان الأب أو الأم لا يستفيد من ولده إلا من دعائه الصالح ، هذا لا يعطي الحصر ، وإنما كما هو معروف في الأسلوب العربي من مثل قوله عليه السلام  ( الحج عرفة )، هذا لا يعني أنه ما فيه مناسك حج إلا الوقوف بعرفة وإنما هذا من باب ذكر أهم شيء في الحج وهو الوقوف بعرفة ، الحج عرفة لا يعني أن كل الحج الوقوف بعرفة وليس هناك بيات في منى ، ورمي جمرات وبيات في مزدلفة وصلاة الصبح هناك ، وطواف قدوم وطواف إفاضة ، لا ينفي الحديث هذه الأشياء المشروعة هذا أسلوب في اللغة العربية وبه نزل القرآن وجاء الحديث عن الرسول عليه السلام (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر أن قرآن الفجر كان مشهودا ))، ذكر هنا قرآن الفجر ، لا يعني فقط قرآن الفجر وإنما صلاة الفجر ، لكنه ذكر من الصلاة أهم ما فيها من أركان إلا وهي القراءة ، كذلك هنا لما قال هنا وولد صالح يدعو له ، ذكر الدعاء لأنه أهم شيء وأسرع شيء يمكن يستفيده الميت وهو الوالد من ولده ، أما أن الوالدين يستفيدان من الولد الصالح من غير الدعاء فهذا بلا شك أمر مقطوع به بنصوص خاصة بعضها ونصوص عامة بعضها الآخر ، فمثلا " إن أمي افتلتت وعليها نذر فأوفي بنذرها " قال ( نعم ) ، أخرى " عليها حج فأحج عنها ؟ " قال ( نعم ) وحديث الخثعمية وهو من أشهر ما يتعلق في الموضوع ( إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الرحل وقد أدركته فريضة الله الحج ، أفأحج عنه قال حجي عنه )، فإذن لم يأت قوله عليه السلام ولد صالح بمعنى الحصر أما الأحاديث العامة النصوص العامة ، فهو مثل قوله تعالى (( أم لم ينبأ بما في صحف موسى ، وإبراهيم الذي وفى ، أن لا تزروا وازرة أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) بضميمة قوله عليه السلام ( أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده وإن أولادكم من كسبكم ) ، وقوله تعالى (( سنكتب ما قدموا وآثارهم ))، الولد من أثر أبيه ، فكل عمل يفعله الولد الصالح فله للوالد والوالدة منه حظ كبير ، ولهذا من بنى مسجدا عن روح أبيه كما يقولون اليوم ، ونحن نرفع كلمة الروح ، لأنها لغو ونقول من بنى مسجدا عن أبيه ، أي نعم ، فينفع ذلك أباه أكثر مما لو بنى المسجد ولم ينو لأبيه ، لو بنى المسجد لوجه الله فله أجره ولأبيه حظ منه ، لكنه لو بنى المسجد عن أبيه ، الأنفع لأبيه هو هذا دون الأول والعكس بالعكس .
السائل : يعني شيخنا لا يتعدى الأجر الوالدين ؟
الشيخ : أي نعم لا يتعدى الأجر الوالدين في مثل ما نحن فيه
السائل : قلت فيما نحن فيه ، لأنه الأمثلة تختلف باختلاف المتعلقات مثلا رجل علم الناس تلاوة القرآن ، فطالما وجد من هؤلاء الطلبة يتلون القرآن فللمعلم حظه منه ، وهو في قبره ، وهذا أيضا يستفاد من الآية السابقة كذلك الحديث الذي ذكرته ، أو علم ينتفع به وهذا من العلم الذي ينتفع به ، لكن فيما يتعلق بعموم الانتفاع لعمل الرجل ، فهو هذا العموم يتعلق بالوالدين فقط أي نعم .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
السائل : في موضوع ... بنى مسجدا عن أبيه ، أو بنى مسجد لله بدون عن أبيه ، يبنيه عن أبيه قلت يكون أنفع لأبيه لكن بالنسبة .. ؟
الشيخ : إيش قلت عن أبيه ؟
السائل : لو بنى مسجدا .
الشيخ : لا ما تعيد كلامك ، فقط النقطة هذه عن أبيه إيش قلت عن أبيه .
السائل : عن ابيه
الشيخ : أي صورة .
السائل : الصورة التي نواها عن أبيه أنفع من أن يبني مسجدا ، فإذا بنى مسجدا يكون حظ لأبيه  لكن دون الصورة الأولى لأنه لما يبني بنية المسجد عن أبيه يكون أنفع لأبيه .
الشيخ : تمام .
السائل : الآن أيهما أنفع لذلك الشخص أن ينوي عن أبيه أم هكذا ؟
الشيخ : سبق الجواب في هذا ، قلت والعكس بالعكس ، سمعت قولي العكس بالعكس ، يعني إذا بنى المسجد لم ينو لأبيه فهذا أنفع له .
السائل : شيخنا قراءة القرآن ورد فيها شيء للوالدين يقرأ القرآن
الشيخ : هذا سبق الكلام عنه نعم
السائل : بالنسبة ...


الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق