السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 177 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله


الشيخ : ... أنصح أنه ما أحد يتوهم أنه يوجد على وجه الأرض مذهب وهابي ، في مذهب شيعي ما ينكره الشيعي ، في مذهب إباضي ما ينكره الإباضي ، زيدي ما ينكره الزيدية ، في ملاحدة يقول لك أنا ملحد ولا أخشى الله ؛ لأنه هو منكر وجود الله من أصله ؛ فلا يوجد اليوم ناس يقولوا نحن وهابية ، يوجد ناس لا يزالون يعيشون في المنطق السخيف الذي إيش .؟ أكله السوس .
طفل : جدي يا الله ننام .
الشيخ : أهلا وسهلا بدنا نام , راح نصلي العشاء ونمشي إن شاء الله ، هكذا وعدنا الجماعة ؛ معذرة يا إخواننا راح نصلي ؛ أذن ...
الشيخ : أقم الصلاة .
السائل : الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح , قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة , الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .
الشيخ : استووا وتراصوا ، سووا صفوفكم فإن تسوية الصوف من تمام الصلاة . تقدم إلى الأمام يا شيخ ؛ الله أكبر ، (( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) .
السائل : آمين .
الشيخ : آمين , (( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب )) الله أكبر  ؛ سمع الله لمن حمده , الله أكبر ...
(( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) .
السائل : آمين .
الشيخ : آمين , (( ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )) الله أكبر . سمع الله لمن حمده ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , السلام عليكم ورحمة الله . أستغفر الله ... اللهم أنت السلام ... .
الشيخ : قبل أن أنصرف أرى من واجبي أن أذكر إخواننا المصلين بخطأ يقع فيه جماهيرهم , وهو مسابقة الإمام بآمين ، مسابقة الإمام بآمين ؛ لعلكم تعلمون جميعا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : ( إذا أمن الإمام فأمنوا , فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) وهذا الحديث وأنتم والحمد لله عرب ، ولو أنه اللغة العربية الفصحى ذهبت أدراج الرياح بالنسبة لأكثر الناس العرب اليوم , لكن لا يزال هناك فيه بقية فطرية , فكلنا كعرب يفقه قوله عليه السلام المذكور آنفا : ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) ما أحد يفهم إذا أمن الإمام فسابقوه بآمين ، وإنما يفهم أقل ما يفهم إذا بدأ بآمين فابدءوا أنتم بآمين ؛ الذي يقع اليوم في كل المساجد ، لا يكاد الإمام ينتهي من قوله : (( ولا الضالين )) إلا يضج المسجد من خلفه بآمين ، لس هو ما أخذ نفس حتى يفصل بين : (( ولا الضالين )) وبين قوله : آمين ؛ لأنه شرعا الفاتحة تنتهي آخر آية منها بـ (( ولا الضالين )) وإذا كان السنة تقول : ( أن الرسول عليه السلام كان يقرأ القرآن آية آية ) يعني ما يقرأ الفاتحة بنفس واحد ولا بنفسين ولا ثلاثة , وإنما آية آية كما نزلت : (( الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم )) إلى آخره ؛ بالتالي يقول : (( ولا الضالين )) انتهت السورة ؛ إذا هنا ما يجوز للإمام أن يصل ...
ما بجوز للإمام أن يقول مثلا : ولا الضالين آمين , لأنه خلاف السنة أن تصل الآية بآية ؛ فمن باب أولى أن تصل ما ليس بآية بآية ؛ فآمين ليست بآية , إنما هي جملة دعائية ؛ شو معناها آمين ؟ اللهم استجب ؛ فإذ كان خلاف السنة أن تقول : (( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم )) خلاف السنة , وإنما كل آية على حدة ؛ فأولى وأولى أن تكون آخر آية في الفاتحة مفصولة عما بعدها من التأمين ؛ فإذا الإمام شو بده يساوي ؟ لازم هذه المعاني تكونوا مستحضرينها أنتم في كل صلاة تصلونها في الصلاة الجهرية ، الإمام رايح يقول : (( ولا الضالين )) إما أن يمد المد هنا ست حركات كما هو في علم التجويد ، أو على الأقل حركتين في بعض الأقوال ؛ فإما أن يقول : (( ولا الضالين )) ، وإما يقول (( ولا الضالين )) وإما أن يقول (( ولا الضالين )) ست حركات ؛ إذا أنتم اضبطوا أنفاسكم لما تسمعوا قراءة الإمام للفاتحة , وبخاصة حينما يأتي لنهايتها حتى تسمعوا منه بدأ بآمين ؛ حينئذ أنتم تبدؤون بآمين ، ما تتركوا الإمام يكمل آمين مثل الناس فضلا أن تتركوه يأخذ نفس مثل الناس ، فبالعكس من كل ذلك تسبقوه بآمين ، هذا خطأ , وهذا خطؤه فيه خسران كبير ؛ لأن رب العالمين من فضله على عباده المؤمنين أن يسر لهم أسباب يحصلوا بها مغفرة الله .
يعني الآن شوفوا : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) كم تعب هذا ؟ كم أنفق من أموال ؟ إلى آخره ، هنا : ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ) شو المكسب ؟
( غفر له ما تقدم من ذنبه ) سبحان الله ! أنا أتعجب من هذا الحديث وأمثاله ، السبب ميسر ومع ذلك الناس معرضين عنه , بالسنة يعملوا عمر عديدة , وخاصة الجهلة يجيبوا عمرة ويطلعوا لمسجد عائشة ويجيبوا عمرة ثانية , وبلغني ثالثة ورابعة , يعني يصدق في حقهم : (( عاملة ناصبة تصلى نارا حامية )) ما في فائدة من السعي هذا , بينما هنا فقط اضبطوا أنفاسكم واسمعوا قول الإمام : (( ولا الضالين )) آ... قولوا أنتم معه : آمين ، كم الأمر ميسر ؟ ووراءه الأجر الأكبر خسره المسلمون بسبب جهلهم وغفلتهم ؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : إخوة الإيمان كلمة الشيخ حول السلام على المصلي .
الشيخ : ... ما قال رب العالمين , أن للسلام في الإسلام أهمية كبرى ، ومن أهمية السلام في الإسلام أنه لا يستثنى حالة من حالات المسلم عليه إلا ويشرع السلام عليه إلا إذا كان في حالة لا يليق إلقاء السلام عليه ، كما لو كان في قضاء الحاجة ؛ أما إذا كان يصلي أو كان يتلوا القرآن أو كان يذكر الله ، وما شابه ذلك من هذه الأحوال التي يكون فيها المسلم , يعني متوجها بقلبه وبدنه ولفظه إلى الله ، فهذه الأحوال الطيبة لا تحول بين الداخل والسلام على هؤلاء الناس المشتغلين بالعبادة ؛ من ذلك المصلي ، فينبغي إذا دخل الداخل على مصل أو على مصلين سواء كان هؤلاء المصلون في المسجد يصلون أو خارج المسجد ، فعلى الداخل أن يلقي السلام ؛ ولكن ليس بصوت جهوري قد يشوش على المصلين , وبخاصة مع الأسف الشديد أقول أن أكثر المصلين ممن قال عنهم رب العالمين : (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) فيتشوشوا من إلقاء السلام ؛ فعلى الداخل إلى المسجد والناس يصلون وراء الإمام أو يصلون فرادى أن يلقي السلام بصوت يسمعه من يليه , يسمعه من كان قريبا منه ؛ لأن إلقاء السلام من الملقي فرض واجب لازم لابد منه ؛ أما رد السلام فيكفي أن يحصل من أحد الجالسين أو القائمين هناك بالمسجد ؛ ولذلك فليس من الضروري أن يرفع الداخل صوته : بالسلام عليكم , لأجل أن يجمع بين جلب المصلحة ألا وهو إلقاء السلام , وبين دفع المفسدة ألا وهو التشويش على المصلين .
أما أدلة هذا الإلقاء على المصلي فهي بعضها من قوله عليه الصلاة والسلام تشريعا عاما لأهل الإسلام ؛ وبعضها صريح في شرعية إلقاء السلام على المصلي ؛ أما النوع الأول الذي أشرت إليه أنه من قوله عليه السلام , فهناك أحاديث , منها الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا , أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم , أفشوا السلام بينكم ) أفشوا السلام بينكم ، فالأمر في هذا الحديث الصحيح بإفشاء السلام يدخل فيه كل محل أو كل موضع لم ينهى الشارع الحكيم عن إلقاء السلام فيه , كمن كان في بيت الخلاء مثلا أو في أثناء قضاء الحاجة ، فهذا لا يلقى السلام عليه ؛ وفي ذلك نصوص معروفة عند العلماء .
كذلك قوله عليه الصلاة والسلام والحديث في الأدب المفرد للإمام البخاري بلفظ : ( السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم ) السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض ، يعني جعله شرعا بين الناس , فأفشوه بينكم ؛ فكلمة : ( أفشوه ) هنا ككلمة : ( أفشوا السلام بينكم ) في الحديث الأول .
ثم يأتي الحديث الفعلي الذي يقطع دابر من قد يتأول الحديثين السابقين بأن يقول : إن هذا لا يشمل المصلي ولا يشمل التالي ولا يشمل الذاكر ، وقد قيل هذا القول ولكنه قول مردود مرفوض ، لما رواه الإمام أبو داوود في سننه وغيره بالسند الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم زار الأنصار في مسجدهم ـ مسجد قباء ـ فأخذ يصلي فكان كلما جاءه قوم سلموا عليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو يصلي ، فكان يرد السلام إشارة بيده ؛ قيل للراوي : كيف كان يشير عليه الصلاة والسلام ؟ قال : يجعل بطن كفه إلى الأرض وظهرها إلى السماء ؛ رسول الله يصلي هكذا مثلا ـ ولا تشبيه وإنما هو التقريب ـ فيدخل الداخل فيقول : السلام عليك يا رسول الله ... ويعود إلى ما كان عليه، يدخل ثاني وثالث وهكذا ؛ فهذا فيه تطبيق لجزء من أجزاء ذلك النص العام : ( أفشوا السلام بينكم ) أي : أفشوا السلام بينكم حتى ولو كان المسلم عليه في حالة الصلاة .
وإذا كان الأمر كذلك فمن باب أولى السلام على التالي للقرآن وعلى الذاكر لله عزوجل ؛ لأن حقوق الصلاة وشروطها أهم بكثير من تلاوة القرآن خارج الصلاة ، ومن ذكر الله خارج الصلاة ؛ فإذا جاز ، بل شرع ، بل وجب إلقاء السلام على المصلي , فمن باب أولى يجب إلقاء السلام على الذاكر والتالي كما قلنا من باب أولى , ومع ذلك فهناك حديث في مسند الإمام أحمد بإسناد قوي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى جماعة يتلون القرآن فقال : ( السلام عليكم ما أجلسكم ؟ ) قالوا : أجلسنا تلاوة القرآن ؛ فإذا هذا نص أيضا يؤكد ما ذكرناه من القياس الأولوي أن الجالسين لتلاوة القرآن ينبغي أيضا أن يلقى عليهم السلام ؛ ومع الأسف الشديد إلقاء السلام على المصلي ، إلقاء السلام على التالي ، إلقاء السلام على الذاكر لله عز وجل, هذه أمور مهجورة هجرا مطلقا ، ومن أحيا شيئا منها في جو لم يطرق أسماعهم كتاب الله وسنة رسول الله : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) فهناك سيقام النفير على هؤلاء الذين يحيون هذه السنة بأقوالهم وبأفعالهم ؛ لذلك نحن ننصح إخواننا أهل السنة في كل بلاد الإسلام أن يتدرجوا في تعليم الناس هذه السنن المهجورة , بأن يبدءوا قبل أي شيء بأنفسهم ثم بمن يلوذ بهم ويليهم , ثم تستمر الحلقة هذه كالحصاة تلقى في الماء ، فيعمل دائرة ثم دائرة ثانية وثالثة و و و حتى تضيع الدوائر بعدا عن البصر ؛ لكنها تبقى لهذه الحصاة أثرها إلى المدى البعيد الذي لا يدركه عقل الإنسان ؛ فعلى محي السنة أن يتدرج في إفشاءها وأن لا يفجأ الناس فجأة هكذا , فيثوروا عليه ويردون ما يدعوهم إليه . فإذا إذا دخل الداخل على المصلي فعليه أن يسلم كما قلنا بناء على الأحاديث السابقة.
هناك حديث آخر أستدركه على نفسي وهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله لحاجة , فلما رجع وجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي , فألقى السلام عليه ، فرد السلام إشارة برأسه ، إيماء برأسه ؛ وهذه صورة أخرى غير الصورة الأولى التي هي الإشارة باليد ؛ وهنا أقول تفقها في الدين و : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) إن ثبوت تنويع الرد من المصلي سلاما يسلم عليه تارة بيده عليه السلام وتارة برأسه , معنى ذلك أن المسلم عليه وهو يصلي ينبغي أن يكون حكيما ، وأن يأتي من الحركة في رد السلام بأقل ما يتحقق به رد السلام ؛ أفترض إنسانا جاء إلى المصلي من القبلة ليس من الخلف فقال له : السلام عليكم ، هنا يكفي أن يرد السلام إيماء برأسه , وليس هناك حاجة أن يقطع الهيئة التي كان واقفا فيها خاشعا لربه , فيرفع يده كما في الحديث الأول ، وعلى العكس من ذلك ؛ وهذه الأمور نحن نلاحظها فيجب أن نتنبه لها ؛ يأتي الداخل للمسجد مثلا من الباب خلف المسجد من الباب الشمالي فيقول : السلام عليكم ، فأنت إذا فعلت هكذا لا يحس بإيمائك برأسك ، وإذا فعلت هكذا فلا يرى يدك قد ارتفعت ؛ إذا عليك أن تبالغ في رفع اليد بحيث يظهر لذاك المسلم بأن هذا الذي سلم عليه قد تقبل سلامه ورده عليه إشارة بيده ؛ لأنه لا يستطيع أن يرد السلام بلفظه ؛ هذا من الآداب المتعلقة بقوله عليه السلام : ( أفشوا السلام بينكم ) .
أبو ليلى : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
السائل : الله يعطيك العافية ، إخواننا مش رايحين يتركوك تأكل أنا عارفهم .
الشيخ : الرؤيا كما جاء في الحديث الصحيح تنقسم إلى ثلاثة أقسام : رؤية من الرحمن ؛ ورؤية من الشيطان ؛ ورؤية من تحديث النفس ؛ فرؤياك من تحديث النفس يعني أنت بالك مشغول بمجيء الشيخ , فتمثل لك بالنوم فرأيته ، وليس أكثر من ذلك ؛ يضحك الشيخ رحمه الله .
السائل : والله بصراحة من ذاك اليوم وأنا على شوق ومنتظر اللقاء هذا .
الشيخ : إن شاء الله نحن وعدناك .
السائل : الحمد لله أوفيت بالوعد , أهلا وسهلا وهذا شرف عظيم .
الشيخ : الله يبارك فيك ويحفظك .
السائل : في زاغرب .
الشيخ : شو اسم الدولة ؟ 
السائل : يوغوسلافيا .
الشيخ : يوغوسلافيا , شمال يوغوسلافيا .؟
السائل : شمال يوغوسلافيا .
الشيخ : آه , قريب من حدود أيش ؟
السائل : النمسا .
الشيخ : النمسا , شو أطاح بك إلى هنا ؟
السائل : قدر الله .
الشيخ : لا ، قدر الله هو كل شيء محيط ؛ لكن أسأل عن الأسباب .
السائل : ... أنهيت من السعودية ثم حضرت هنا أنا مقيم في أربد , فأقمت حوالي سنة ونصف في يوغوسلافيا ... في مركز إسلامي الآن في زاغرب يعني ممكن أكبر مركز إسلامي في أوروبا افتتح بنته السعودية والكويت ودول الخليج ... والحمد لله , ترى هو المسكن اليوغوسلاف , في اتحاد يوغوسلاف في سراييفوا .
الشيخ : سراييفوا
السائل : نعم سراييفوا .
الشيخ : وهي جامعة إسلامية ؟
السائل : الآن أنهيت وأحضر الخطة .
السائل : طبعا هذا يعني بخصوص سؤالي , تتعلق حول موضوع التشريح حكم كسر عظيم ، يعني هناك جميع أفراد الشعب يجب أن يشرح .
الشيخ : بعد موتهم كل ميت يجب أن يشرح ؟
السائل : نعم ,  تجد أغلب الموتى كل ثلاثة طلاب لهم جثة , وقد يوجد جثث أطفال ، الأطفال حكمهم يعتبر من المؤمنين إذ لا يجوز كسر عظمهم ... ؟
الشيخ : طبعا الولد الصغير إذا مات قبل بلوغ سن التكليف فهو يلحق بأبيه المسلم , وله من الحقوق والخصائص ما للأب المسلم ؛ وهذه مشكلة أنه المسلم يتعاطى كسر عظام الأموات , والرسول عليه السلام كان يقول : ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) كسر عظم الميت ككسره حيا ، وفي رواية : ( كسر عظم المؤمن ككسره حيا ) ولذلك فإذا كان طالب العلم مضطرا ليدرس الطب فيجب أن يتحاشى الوقوع في مثل هذه المخالفة ، ويجب أن يتحرى إذا كان في استطاعته أن يجرب أو يتمرن على جثة الكافر وليس على جثة المسلم ؛ وفي ظني أن هذا شيء غير متيسر لطالب العلم ، أليس كذلك ؟
السائل : هو يستطيع ولا أظن الطالب أنه يرفض ، يعني ممكن , قد يوجد بعض الصعوبات لكن يمكن , لأنه في جثث كثيرة , فيستطيع الطلاب أن يجدوا لهم جثة ...
الشيخ : هو يكون يعني متميز المسلم من الكافر ؟
السائل : جمهورية كرواتيا هذه المسلمين قليل , أغلبهم يعني يأتي مهاجرين , قليل ولا يجيء مسلمين ، أغلبهم نصارى , الجمهوريات الجنوبية مسلمين , يدرسون في الجنوب ... يعني بعض الطلاب سألوا الشيخ ابن باز ...
السائل : نصارى أو ملحدين .؟
السائل : هو أصلا حكم الدولة شيوعية , إنما الشعب لا يوجد إنسان يقول أنا شيوعي , يعني يوجد نصارى ... .
الشيخ : كأكثر البلاد أخي من الشيوعيين ، فالشيوعي فيها هم الحكام ، أما الشعوب فهم لا يزالون سواء كانوا مسلمين أم كانوا نصارى ، هو النظام .
السائل : عدد الحزب الشيوعي عشر مليون والباقي كلهم على ديانات أخرى ...
الشيخ : هذا هو .
السائل : شيخي لو سمحت .
الشيخ : تفضل .
السائل : السؤال يتعلق حكم أولاد النصارى الذين هم دون سن التكليف .؟
الشيخ : الذين هم دون سن التكليف ؟
السائل : حكم أطفال النصارى المتوفون دون سن التكليف .؟
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلين , كيف حالك , أهلا مرحبا .
استريحوا يا إخواننا , أريحوا أنفسكم من هذا القيام ؛ لأن هذا القيام ليس له أصل في الإسلام , وإنما هي أيضا من التقاليد التي وردت إلينا من المستعمرين الذين استعمروا بلادنا ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولقد كان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا دخل على أصحابه لا يقوم له أحد ؛ ولو كان هذا القيام للإكرام والتعظيم جائزا في الإسلام لكان أولى الناس قاطبة بمثل هذا الإكرام إنما هو نبينا عليه الصلاة والسلام ، هذا من جهة المقام له ؛ ومن جهة القائمين فالصحابة هم أعرف الناس بقدر الرسول عليه السلام ؛ فإذا كان من المعلوم في التاريخ وفي السيرة الصحيحة أنهم كانوا لا يقومون له كما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) وكما قلنا خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فعلى المسلمين قاطبة أن يتعودوا على السنة , ذلك خير لهم وأبقى ؛ وأنا أعرف صعوبة ترك العادة التي ابتلي بها الناس , ولكن على كل مسلم أن يتعود رويدا رويدا ، مثلا صديقك ما في حاجة تتكلف أن تقوم له , لأنه إذا فهمته أنه هكذا السنة ثم لم تقم له فسوف لا يلقى في صدره شيء من وسوسة الشيطان أنه ما قام متكبرا محتقرا لي ... إلى آخره ؛ الأولاد مثلا أولادنا ، أولاد إخوتنا ... إلى آخره ، لا نعودهم أنه كل ما دخلنا أنهم يقوموا ؛ وهكذا ترتفع الدائرة شويه شويه حتى يصير البلد كلها ما تعرف هذا النظام الأجنبي . وهذا بحث يطول .

الشيخ : حتى ما نطول على السائل الجواب عن سؤالنا نعود إليه لنقول : أولاد الكفار إذا ماتوا قبل سن التكليف فهؤلاء لا يحكم لهم بجنة أو بنار ؛ أما أنه لا يحكم لهم بنار ؛ لأن الله عز وجل يقول : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) وتمام هذا قوله عليه السلام : ( رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق ) فإذا هذا الصبي النصراني أبوه وأمه ، هذا مرفوع عنه القلم ، مرفوع عنه المؤاخذة , ولذلك فلا يحكم له بنار ؛ لكن في الوقت نفسه لا يحكم له أيضا بجنة ، لأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة , وهذا لا يعرف الإيمان من الكفر , لذلك فلا يقطع له بجنة ولا يقطع له بنار ؛ ولكن لهم في عرصات وساحات يوم القيمة ، لهم معاملة خاصة لهؤلاء الأطفال ، أطفال النصارى , والذين جاءتهم الدعوة في سن الخرف في الكبر ، والذين لم تبلغهم الدعوة مطلقا ، هؤلاء أيضا لا يحكم لهم بجنة ولا بنار ، هؤلاء جميعا لهم معاملة خاصة في عرصات يوم القيمة كما جاء في مجموعة من الأحاديث .
خلاصة هذه المعاملة أن الله عز وجل كما أرسل إلى الناس في الدنيا رسولا , فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه دخل النار كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ) قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) كذلك الذين ذكرناهم من الأنواع يبعث الله عز وجل إليهم يوم القيمة رسولا خاصا بهم , فيأمرهم جميعا بأن يلقوا بأنفسهم في النار .
السائل : من هم ؟
الشيخ : الذين ذكرناهم أطفال النصارى والشيخ الفاني الذي بلغته الدعوة على خرف وكبر ، والذي لم تبلغه الدعوة مطلقا ؛ هذه الأجناس هذه يبعث الله إليهم رسولا في عرصات يوم القيمة , ليس هناك دار تكليف صلي صوم كذا لا ، إنما هي ساعة من نهار , ألقوا أنفسكم في النار ؛ طبعا هذا الرسول المرسل من الله إلى هؤلاء الناس كأي رسول أرسل إلى أهل الأرض ؛ فهؤلاء الرسل أرسلوا ومعهم براهين ومعجزات يثبتون للناس أنهم مبعوثون من الله تبارك وتعالى ؛ كذلك يجب أن تتصور بأن هذا الرسول الذي يرسله الله تبارك وتعالى في عرصات يوم القيامة يرسله ومعه التصديق .
السائل : من هو الرسول ؟
الشيخ : مش مسمى في الحديث من هو ؛ لكن الشاهد معه الراية ، معه البرهان على أنه مرسل من الله تبارك وتعالى , فيأمرهم جميعا بأن يلقوا أنفسهم في النار , فمن أطاع كانت ناره جنة , ومن عصاه دخل النار رغم أنفه , هؤلاء الناس الذين هم من الأصناف الثلاثة حينما يبعث الله عز وجل إليهم رسولا يأمرهم بأن يلقوا بأنفسهم في النار فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار .
الشيخ : وهذا التكليف في عرصات القيامة ، له شبه في آخر أيام من أيام الدنيا ، وذلك حينما يخرج الدجال الأكبر الذي حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة متواترة ، منها قوله عليه السلام : ( ما بين خلق آدم والساعة فتنة أشد من فتنة المسيح الدجال ) ذلك لأنه يأتي بمخاريق ، بخوارق للعادات يظن ضعفاء الإيمان أنه فعلا هو كما يزعم أنه رب , وأنه الإله الذي يستحق العبادة ؛ لأنه يقول للسماء أمطري فتمطر ، ويقول للأرض القاحلة الجذباء أنبتي أخرجي نباتك فتصبح خضراء مورقة ، ويقول للخربة أخرجي كنوزك فتخرج الكنوز تمشي ورائه ؛ يعني أشياء من جملة الفتنة التي يفتتن بها الناس بالدجال ؛ ولكن الله عز وجل كما هي سنته في عباده يبتلي الناس بالخير والشر ؛ فهو بالإضافة إلى أنه يسخر لهذا الدجال هذه الأنواع من الخوارق ؛ فبالإضافة إلى ذلك يبتليه بأن يكون أعور العين , ومكتوب على جبينه كافر , يقرأه الأمي والقارئ ؛ فهذا برهان لكونه كذاب , وتلك براهين توهم ضعفاء الإيمان أنه إله ؛ ولذلك قال عليه السلام لما وصفه بأنه أعور قال عليه السلام : ( وإن ربكم ليس بأعور , وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت ) إذا أي إنسان مهما كان صاحب مخاريق وخوارق وآيات يعني يظنها الناس أنها كرامات , فما دام أنه يدعي الألوهية فإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت إذا هو دجال ، هذا الدجال يقول للناس : آمن بي أدخلك الجنة , ويريه جنة ، ولمن يعصيه يريه النار ؛ فيقول الرسول عليه السلام : ( فمن كفر به أدخله النار وهو في الجنة ـ والعكس بالعكس ـ من آمن به أدخله الجنة وهو في النار ) نفس العملية هذه تتكرر يوم القيمة مع أولئك الأجناس ؛ أظن هذا جواب سؤالك .
السائل : جزاك الله خيرا .
السائل : الفتنة التي هي أشد من فتنة الدجال , هل بعد الدجال أم قبل الدجال ؟
الشيخ : ما فيه فتنة أكبر من فتنة الدجال بصريح هذا الحديث : ( ما بين خلق آدم والساعة فتنة أضر من فتنة المسيح الدجال ) .
السائل : يعني لا يوجد فتنة أضر منها .؟
الشيخ : آه ... .
السائل : شيخنا بالنسبة للمسألة الأولى , حديث : ( أطفال المشركين خدم أهل الجنة )
الشيخ : إذا عرفت التفصيل السابق فلاشك أن في هؤلاء الأطفال من يستجيب لدعوة الرسول فيكون أولئك هم الخدم , ما فيها إشكال ، أو شايفك عم تصفق .
السائل : والله ما أعرف شيء , الحديث في ...
الشيخ : شلون ما تعرف .؟
السائل : يعني أنا شايف الحديث في كل أطفال المشركين .
الشيخ : لو غيرك قال هذا ، ما تعرف أنه في الفقه فيه عام وخاص ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب الكلية هذه ما الذي أوقفك عندها , مع معرفة ... ؟
السائل : ما الذي خصصها ؟.
الشيخ : ما ذكرته لك آنفا .
السائل : حديث ... مذكور فيه الأطفال .؟
الشيخ : في بعض الروايات التي ذكرها الإمام ابن كثير في تفسيره عند آية : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) هذا شيء ، والشيء الثاني : أن الرسول لما سئل عن أطفال المشركين , هل في النار أو في الجنة ؟ قال : ( الله أعلم بما كانوا يعملون ) الله أعلم بما كانوا يعملون , يعني إذا بلغوا سن التكليف , فهم في الدنيا لا يحكم لهم بجنة أو بنار كما ابتدأنا الكلام ؛ هذا بالنسبة للمؤاخذة الأخروية ؛ لكن شو رأيك إذا مات طفل الكافر أين يدفن ؟
السائل : في مقابر المسلمين .
سائل آخر : على ما هو يقول به الآن , على ظاهر الحديث ...
الشيخ : لو غيرك قالها ، وهذا من الأمثلة الكثيرة أن المنهج السلفي يحتاج إلى تطبيق كبير ، ومن ذلك قوله تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فالسؤال الآن يتطور بناء على الجواب السابق , فنقول : ما هو سبيل المؤمنين بالنسبة للكافر عموما كبارا وصغارا ؟
السائل : مع الكفار , لكن شيخنا أنا أذكر اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم
الشيخ : وهو .؟
السائل : أن أطفال المشركين في الجنة بناء على هذا الحديث .
الشيخ : لا ، حدت الآن .
السائل : لا هو يعني هذا ...
الشيخ : لا ، حدت الآن ، كان آخر نقطة أيش ؟ الدفن .
السائل : لا ، أنا علقت على أساس أن المنهج السلفي يحتاج إلى ... فأئمة السلف اختاروا هذا القول .
الشيخ : حدت ، لا تزال أنت مصر على الحيدة ، الظاهر بدك تألف كتاب ثاني الحيدة ... .
هب أن الأمر كذلك ، هذا في الدنيا أم في الآخرة ؟ فتح عينك ، يعني ما نقتله عن شيخ الإسلام .
السائل : لا أنا في هذه المسألة معك شيخنا ... لأنه مش ممكن واحد يموت ابنه ويروح يدفنه في مقابر أناس على غير دينه .
الشيخ : وأنا عارف .!
السائل : أنا معك سيدي لكن بقي الأمر الأخروي ، أظن أن الحديث يقول : ( أطفال المشركين خدم أهل الجنة ) بم أخرجناه أو قلنا أنه ليس في الجنة أو في النار .؟
الشيخ : أخرجناه بما ذكرنا لك أن الأطفال مذكورين في بعض الروايات ذكرها ابن كثير في الآية السابقة : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) ثم ذكرنا لك الحديث المتفق عليه لما سأل عن أولاد المشركين : هل هم في الجنة أم في النار .
السائل : أستاذنا الحديث الثاني يمكن أن يوجه , الحديث الثاني : ( الله أعلم بما كانوا فاعلين ).
الشيخ : ( ... بما كانوا يعملون ) .
السائل : ( ... بما كانوا يعملون ) يعني أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما سيؤولون إليه ، وبالتالي حكم لهم بالجنة على لسان نبيه ؛ لكن أظن أن الإشكال في الحديث الذي أورده ابن كثير .
الشيخ : لا ، فيه أشياء كثيرة وكثيرة جدا ، إذا قلنا بأن أطفال المشركين كلهم في الجنة حينذاك استووا مع أطفال المسلمين , وهذا يخالف ظاهر قول القرآن الكريم الذي يقول : (( ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )) هؤلاء مسلمون تلحق بهم ذرياتهم , بينما الذي يقول بإلحاق أطفال المشركين كلهم بإدخالهم الجنة , هذا ينافي هذا التخصيص الإلهي في القرآن الكريم : (( ألحقنا بهم ذريتهم )) أنت ذاكر الآية طبعا ، آه فحينئذ لا يستوي طفل مسلم أبوه مع طفل كافر أبوه , لا يستويان مثلا .
السائل : يعني لا يكون داخل الحديث الذي أورده ابن كثير أن الأمران لا يستويان .
الشيخ : أي نعم , أي لا يستويان أبدا .
السائل : ... هذا الطفل جاء من أبوين مسلمين , وهذا جاء من أبوين على ملة الكفر , فما الفرق بينهما .؟ يعني ما هو ذنب الطفل الذي ولد من أبوين كافرين .؟
الشيخ : أخطأت أعد كلامك لكي لا تخطئ , ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , أين المؤاخذة هنا ؟
السائل : أقول لو ...
الشيخ : ما تقول , أنا أسألك الآن , أنت تقول لماذا يؤاخذ ، أين المؤاخذة في قولنا السابق .؟
السائل : يعني عرضه على الامتحان مرة أخرى في يوم القيمة .
الشيخ : هذه مؤاخذة .؟
السائل : وعدم الحكم له بالجنة مع أنه بريء .
الشيخ : واحدة واحدة ، هذه مؤاخذة .؟
السائل : يعني لأنه لم يبلغ سن التكليف .
الشيخ : يبدوا لك ينبغي أيضا أن يلحقه المحو ، تدري لماذا ؟
السائل : لا .
الشيخ : لأنك حينئذ تحكم على الناس جميعا في  الدنيا بما حكمت على أطفال الكفار ، يكفيك هذا أم ... ؟
السائل : أظن أنه لا ... 
الشيخ : لا ، يكفيك هذا , فهمت علي ؟ يعني أقول بلسانك أنه لما ...
السائل : إرسال الرسول يعني المؤاخذة وبالتالي الناس ... لكن هذا ما بلغ هذا سن التكليف حتى يرسل له رسول ويحاسب عليه .؟
الشيخ : أنا عم أقول لك كلمة المؤاخذة ، بلغ سن التكليف أو ما بلغ سن التكليف ؛ لكن ربنا يكلف من يشاء بمن يشاء ؛ فخلق الخلق وكلفهم , وأرسل إليهم رسولا ، شايف , فهل في هذا شيء من المؤاخذة .؟
السائل : هذا ما فيه شيء .
الشيخ : كويس ، الآن نأتي إلى أطفال الكفار ، إذا أرسل إليهم رسولا ومع هذا الرسول كما قدرنا سلفا برهان أنه مرسل من الله , وأنت تعلم أن طبيعة البرهان أن يفهمه كل مكلف ، صحيح .؟
السائل : نعم .
الشيخ : حينذاك ما يهمنا أكان طفلا أم كان رجلا ؛ المهم أن هذا الرسول معروف أنه من الله عزوجل ؛ فحينئذ ظهر له البرهان ولم يخضع له ، في مؤاخذة في هذا .؟
السائل : لا ما في مؤاخذة .
الشيخ : إذا شو الإشكال .؟
السائل : أنا تعليقي شيخنا على أنه لم يبلغ سن التكليف ومرفوع عنه القلم , وبالتالي سيخضع إلى تكليف آخر.؟
الشيخ : أنا عن هذا أجاوبك , أو كلامي حول ماذا .؟! هذا الطفل بلغ سن الرشيد , سن فهم البرهان , ثم آمن أو كفر ، في مؤاخذة هنا .؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذا .؟ تعيد كلامك وتقول لي إنك تتكلم عن الطفل ، هذا شيء , شيء ثاني : هل من الضروري أنه هؤلاء الأطفال يظلون كما ماتوا من حيث طفولتهم .؟
السائل : ... 
الشيخ : أقول هل من الضروري كون هؤلاء الأطفال ماتوا قبل سن التكليف في الدنيا أنهم حين يبعثون يكونون كذلك .؟
السائل : ليس ... 
الشيخ : فإذا ما في حجة قاطعة أبدا فيما أوردت من إشكال ...
(( واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم )) .
السائل : (( ذريتهم )) أو فيه قراءة .؟ 
الشيخ : فيه روايتان , قراءتان نعم .
السائل : المهم شيخنا الحكي أن أطفال المشركين خدم أهل الجنة في كلامك السابق أنه مخصص .؟
الشيخ : أي نعم ، بمن أطاع الرسول في عرصات يوم القيمة .
الطالب : يعني شيخنا الخلاصة : أنه من دخل الجنة من أطفال المشركين تكون وظيفته خادما .؟
الشيخ : أي هذا ما اختلفنا , بس هو ...
الطالب : هذا هو الجمع , لكن الأمر متضح تمام , يعني أنه مش ناس يكونوا في الجنة في نعيم وكذا ، وفيه ناس خدم , لأنه هناك أظن من دخل من أطفال المشركين الجنة استجابة للرسول تكون وظيفته خادما .
السائل : يا سيدي كلهم في الجنة واش المشكلة .؟ المهم يدخلوا الجنة .
السائل : عذاب القبر ، شيخ الإسلام ابن تيمية أورد قولا لمالك , حديث مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ... الطفل الذي مات , هل هذا صحيح غير صحيح ؟ وإذا كان صحيحا فهل يعذب , يعني يحكم هذا الطفل الكافر أن يعذب عذاب القبر أو لا يعذب .؟
الشيخ : من قال إن الطفل يعذب عذاب القبر ؟
السائل : لأن ابن تيمية أورد قولا استنادا لحديث مالك وصححه ، الطفل كافر ...
الشيخ : إذا كنت لا تستحضر الحديث فأنا لا أعرفه .
الشيخ : تفضل .
السائل : ... فهذه العملية نهى عنها الرسول في وقت , وأعتقد أن زمانها انتهى ؟
الشيخ : أي زمن انتهى .؟
السائل : زمن الرسول عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : زمن الرسول انتهى .؟
السائل : لا , زمن التعظيم للأشخاص .
الشيخ : عجيب .
السائل : الذي هو القيام مثلا , لو مثلا دخل علي جدي فقمت للاحترام وليس للتعظيم كما كانوا يفعلون في الجاهلية ...
الثوب طويل يجره ورائه كثوب العروس اليوم ، هذا قصده للتعظيم ونهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهذا طبعا يزيد الضرر من اليوم من المسلمين , فيروح يشتري دشداش ويقصرها .

الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق