السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 31 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله



الشيخ : الأول وهو الأخطر وهو حب الظهور ، والتعالي على الأقران ؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا ، وعليكم السلام ؛ الحمد لله ، معذرة إليكم عفوا أهلا ومرحبا ، وعليكم السلام . معذرة تفضل هنا يا شيخ .
الطالب : أنا بفكر الآن إذا أثرتك بمحلي هل يعني أدخل ضمن الحديث ( لا يقيمن الرجل للرجل من مجلسه ). أو لا أدخل .
طالب آخر : إلا بإذنه هه .
الطالب : أنا الآن أفكر بهذا الأمر تفضل على أي حال .
طالب : جزاك الله خير .
الطالب : أمر سهل متيسر .
الشيخ : أحمد الله وأشكره كيفك أنت ؛ الحمد لله ، كيف حالك .
طالب : الحمد لله رب العالمين .
الشيخ : وعيالك بخير .
طالب : الحمد لله يدعوا لك بالسلامة .
الشيخ : عليك وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته .
طالب : الإخوة كانوا يريدون تعزير الأخ أبي حمزة .
الشيخ : لا أنا الذي أستحق ذلك
طالب : سبحان الله .
الشيخ : آه ، لأني خالفت الحديث ( سيروا بسير أضعفكم )
يضحك الطلبة .
الشيخ : معليش سبحان الله كنت بلاحظ سيارة أخينا وأحيانا حينما يعطي إشارة بالنور لكن ما أدري كيف فاتني لما أخذت يمينا الظاهر أنه سلك الجادة تمام هه ... وأنا سلكت بنيات الطريق خلاف ما قيل :
         وهذا هو الحق ما به خفاء           فدعني عن بنيات الطريق
ويضحك الشيخ .
الطالب : المقصود هنا في بنيات الطريق الآراء الضعيفة أو كذا ... .
الشيخ : أينعم طبعا كناية طبعا .
الطالب : أبو اسحاق ... لا أعرف هذه ... كهرباء ... .
الشيخ : هل هذا شغال .
الطالب : بالنسبة لزكاة الحلي ، زكاة الحلي على قول الذين يوجبون الزكاة رجل يقول أنا ظللت اكثر من سبع سنوات لا ازكي ثم علمت الحكم الشرعي هل يلزمه أن يزكي عن السنوات الماضية ؟ .
الشيخ : لابد لأن الزكاة ليست كالصلاة الموقت أولها وآخرها ، بحيث إذا أخرجها صاحبها عن وقتها المحدد الأول والآخر فلا يمكنه القضاء ، ليست الزكاة كذلك ؛ فهي تجب مع اجتماع بلوغ النصاب وحول الحول ؛ ثم هذا الوجوب يستمر إلى آخر رمق من حياة المكلف فإذا ما أخرجها السنة يخرجها السنة الثانية وهكذا دواليك ؛ والسر في هذا والله أعلم أن هذا من حقوق العباد فإذا لم يسارع المكلف في إخراج هذا الحق وتقديمه لمستحقيه فليس معنى ذلك أن يهضمه حقه بل عليه أن يؤديه إليه حينما يتمكن من ذلك أو يتوب إلى ربه .
الطالب : أليس الخلاف في زكاة الحلي يكون مسوغا بأن لا يخرج زكاة السنوات الماضية إذا كان هذا مما يشق عليه أن يدفع الزكوات السنوات .
الشيخ : لا ، خلي العلة ؛ هل هو يشق عليه أم هو يكون المسألة خلافية ، خلي القضية واحدة بعد الأخرى 
الطالب : طيب لنجعلها مسألة خلافية .
الشيخ : كويس أنا لا أعلم أن المسألة الخلافية توهن من حكم الشرع في مسألة ما ؛ حسبه هو أنه إذا خالف الحق أو الشرع لسبب ما أن لا يكون مؤاخذا على هذه المخالفة ؛ أما أن لا يصحح موقفه بعد أن تبين له الصواب فيها فهذا شيء آخر .
طالب : لكن هو مقلد يعني لم يأخذ المقياس بوجوب زكاة الحلي على أساس أنه مقتنع مائة بالمئة ولكن أحد الناس قال له إنها ليست واجبة فهو لم يتبين الحكم ويعتقده .
الشيخ : أيضا هذه مسألة أخرى هل تراه يختلف حكمه إذا ما تبين له ذلك .
طالب : إذا تبين له ذلك يفعل .
الشيخ : الجواب أيضا أنا لا أعرف فرقا بين المجتهد والمتبع والمقلد أن المسألة ذات الحكم الواحد والوجه الواحد يختلف الحكم فيها بنسبة اختلاف طريق تلقي هذه المسألة فالمجتهد تلقاها باجتهاده الخاص والمتبع تلقاها باجتهاد غيره والمقلد تلقى ذلك تقليدا ؛ فالحكم يبقى كما صدر من المجتهد فإذا وجب على المجتهد أن يبادر إلى استدراك ما فاته وجب على المتبع وكذلك وجب على المقلد ؛ لكن الحقيقة الآن أنا بتذكر أو هذا التصنيف لهذه المسألة أن زكاة الحلي لا تجب فتبين له العكس وأنه يجب عليه فوجب عليه أن يخرج ؛ يعود سؤالك السابق فالآن أنا بعدل موقفي وبقول لا يجب لأن الأصل هو المجتهد لا يجب عليه فحكم المتبع كذلك حكم المقلد كذلك فوافق شن طبقه فوافقه فعانقه .
يضحك الطالب وكذلك الشيخ .
الطالب : طيب بالنسبة للزكاة المفروضة لعل الجواب يظهر من هذا السؤال من هذا الجواب أن رجل ظل لا يزكي عدة سنوات طويلة ثم تاب وأناب وأراد أن يخرج الزكاة فطبعا واجب عليه إخراجه .
الشيخ : لابد .
الطالب : ولكن كان عنده أرض زراعية فهو لا يعرف كم أخرجت ناتج فمقدرا الزكاة كيف يخرجها .
الشيخ : في غلبة الظن كما هو المرجع في كل المسائل التي تكون بهذا الخفاء ، يستعمل غلبة الظن يقدر تقديرا مثلا يجتهد يعني ما في شيء محدد .
الطالب : بالنسبة للزكاة تخرج على رأس المال والربح أم على الربح فقط ؟ .
الشيخ : أي المال تعني النقدين مثلا .
الطالب : النقدين معا .
الشيخ : أظن هذه المسألة لها علاقة بمسألة معروفة عند الفقهاء ... وفيها خلاف مشهور وهو إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول وفي أثناء الحول انضم إلى النصاب كمية من المال أو أنصبة متعددة لكن كل نصاب من هذه الأنصبة الأخرى ما حال عليها الحول فحينما يريد أن يخرج الزكاة هل يخرج عن النصاب الأول الذي حال عليه الحول فقط ثم لكل نصاب من الأنصبة الأخرى له حسابه الخاص به ؛ أم يخرج عن مجموع ما عنده من النصاب الأول زائد من الأنصبة الأخرى التي لم يحل عليها الحول ؟ ففي المسألة قولان ، منهم من يقول لكل نصاب حسابه الخاص ؛ وعلى هذا القول يخرج زكاة النصاب الأول الذي حال عليه الحول ؛ و الرأي الآخر أنه يخرج عن كل هذا المال الذي لديه الذي حال عليه الحول والذي ما حال عليه الحول ، والذي أختاره هو هذا .
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني ؛ لأنه ملاحظة كل نصاب لا يجب عليه الزكاة حتى يحول عليه الحول هذه قضية تتنافى مع قوله تعالى: (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) . من الصعب جدا خاصة بالنسبة للتجار الكبار أن يعملوا حساب لكل نصاب فستتجمع عندهم مئات الأنصبة إن لم نقل أكثر من ذلك فيشق ذلك عليهم هذا أولا والحرج المرفوع بنص القرآن ؛ وثانيا هذا هو الأنفع للفقراء و المساكين وإن كنت أنا لا أجعل هذا الأمر الثاني يعني دليلا شرعيا لولا الدليل الأول ما قلت بالثاني لكن الثاني كشاهد وليس كحجة ودليل ؛ وعلى ذلك أظن يكون الجواب عن سؤالك السابق ، أكذلك ؟ .
الطالب : إن شاء الله .
الشيخ : إن شاء الله .
الطالب : طيب وأنا أسأل أول أمس عن الطبيب المسلم الذي يلمس عورات النساء قلت أنا ذكرت أن الحافظ ابن حجر في حديث أيوب عليه السلام لما اغتسل عريان ونقلت أنا عنه أنه وقال فيه دليل على جواز ... تحقيق رجعت إلى الفتح ووجدت أني أخطأت والصواب أن الحافظ استدل بحديث موسى عليه السلام لما اغتسل عريانا وفي الحديث أن بني اسرائيل نظروا إلى عورته ، قال الحافظ وبه يتم الاستدلال على جواز النظر للعورات للضرورة ، هل هذا ظاهر من ... .
الشيخ : نفس الجواب وإن كان اختلف المجاب عنه نفس الجواب ليس فيه دليل لأن هذه قضية أجراها الله تعالى لموسى عليه السلام ليدفع عنه تهمة اليهود عنه لأن اليهود قالوا عنه بأنه آدر ؛ فالله عزوجل قدر هذه القصة لكن أين هذا من جواز النظر هم نظروا أولا إذا قلنا هم متدينون وأنهم ملتزمون بأحكام الشرع كانت نظرتهم إلى موسى وهو يركض وراء الحجر وهو يصيح ثوبي حجر ثوبي حجر فما كانت نظرتهم نظرة متعمدة والبحث ؟ .
الطالب : في الجواز .
الشيخ : لا والبحث في النظرة المقصودة المتعمدة آه ، وهذا كله إذا افترضنا فيهم التدين ؛ لكن ترى هؤلاء الذين يتهمون كليم الله بشيء لا يمكن ان يراه إنسان إلا إن كان زوجا له ؛ هؤلاء لا يفترض فيهم أنهم عندهم من التقوى أن لا ينظروا إلى عورة الرجل ولذلك فليس فيه دليل .
الطالب : دليل بعيد .
الشيخ : أينعم .
السائل : ... عاريا
الشيخ : هذا الذي قلناه .
الطالب : رجل سمع الشيخ ناصر الدين الألباني من شريط كاسيت .
الشيخ : شو سوه .
طالب : رجل سمع الشيخ ناصر الدين الألباني .
الشيخ : سمع .
الطالب : سمعه من شريط كاسيت فقال سمعت الشيخ الألباني هل يعد ذلك تدليسا .
الشيخ : طبعا ، التدليس ما هو ؟
الطلبة ضحكوا  .
الطالب : لكن هو سمع .
الشيخ : نعم نعم نقول أنت سؤالك ليس هل يجوز له أن يقول سمعت وإنما سؤالك هل يعتبر ذلك تدليسا أليس كذلك .
الطالب : نعم بلى بلى
يضحك السائل والطلبه .
الشيخ : هناك فرق بين الأمرين وعلى ذلك هو تدليس لماذا ؟ لأنه لا يخفى أنه التدليس في علم المصطلح هو إيهام شيء لم يكن ، هو إما أن يوهم أن هذا فعلا هو شيخه وسمع منه حقيقة وأن هذا من جملة مسموعاته منه ؛ وإما أن يوهم أنه سمع منه وأنه لم يسمع منه مطلقا ؛ فالذي يروي عمن لم يلقه إطلاقا فهو مدلس ، والذي يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه فهو مدلس ؛ فإذا التدليس إنما يعني التوهيم على الناس أشياء هو يعني لا يقصدها والناس يفهمون منه أنه يقصدها ؛ فإذا قال القائل وقد سمع كلام المزعوم الشيخ الألباني .
ـ يضحك الشيخ والطالب ـ
يتكلم في تسجيل سمعت الألباني يقول كذا ، ما يتبادر إلى أذهان السامعين أنه سمع بواسطة التسجيل كما أنه لا يتبادر في رواية الحديث من المدلس عن فلان أنه روى عنه بواسطة ما ؛ لذلك سمي مدلسا فهذا مدلس في العصر الحاضر ـ
الشيخ الألباني والطلبة .
الطالب : لكن أستاذنا نحن نتثقف ما نسميه مدلسا نسميه مدلس
بضحك الطلبة
الشيخ : يقول كل الدروب بتودي على الطاحون دلس يدلس فهو مدلس .
الطالب : وإنما بالنسبة للجواز جواز أن يقول أنا سمعت بنفسي تأكيدا طيب هذا جائز ؟ .
الشيخ : سبق الجواب .
الطالب : لا هناك يعني نعم هو مدلس لكن ... .
الشيخ : سبق الجواب حينما قلت لك أنت لا تسأل هل يجوز أن يقول سمع وإنما هل يعد مدلسا .
الطالب : وأنا غيرت السؤال
طالب : سؤال جديد
طالب : سؤال جديد هل يجوز له أن يقول في مسألة معينة أنا سمعت .
الشيخ : وهو سمع من الشريط .
طالب : نعم .
الشيخ : طيب نفس الجواب .
طالب : إذا لا يجوز .
الشيخ : نفس الجواب لأنه ما الذي يفهم السامعون منه ؟ .
طالب : أنه سمع .
الشيخ : لا .
طالب : أنه رأى حقيقة .
الشيخ : إنه سمع منه مباشرة .
طالب : مباشرة .
الشيخ : مش لو سمع هو سمع
يضحك الألباني .
طالب : فيقول حدثني شريط ؟ .
الشيخ : سمعت من الشريط .
طالب : سمعت من الشريط .
الشيخ : أينعم .
السائل : لو بالهاتف .
السائل : لو حدثت بالهاتف .
الشيخ : بالهاتف
يضحك الشيخ
الشيخ : ويقول هذه تحتاج إلى وقفة والله يبدوا الأمر يحتاج لذكر الواقع حقيقة يعني هاتفيا فيقول حدثني هاتفيا أو سمعت منه بالهاتف ، نعم .
طالب : أنا كنت في مذاكرة مع الشيخ شعيب الأرناؤوط .
الشيخ : حفظك الله
الطلبة جميعا ضحكوا .
طالب : في بعض المسائل العلمية يعني وكذا ، فلا أدري ما الذي جعلنا نتطرق إلى ذكر الشيعة من الرواة ، أنا ذكرت الجوزجاني ومعروف أنه يحمل على كل متشيع فأورد علي الشيخ شعيب مسألة وقال لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ). قلت نعم بلى قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ؛ قال الجوزجاني هذا ألا ترى أنه منافق ؟ قلت هذا ليس بلازم ، قال ليس بلازم ولكن قول النبي صلى الله عليه وسلم يجب نحن أن نطبقه على مثل هؤلاء وحينئذ في الرواية عن المنافقين يعني لا تجوز لك ذلك ؛ فطبعا جوابه عليه مآخذ لكن أنا أريد سماع الجواب العلمي منكم .
الشيخ : يعني هو يستلزم من بغض الرجل لعلي أنه منافق .
طالب : أينعم .
الشيخ : طيب ؛ نحن أولا نفرق بين بغض وبغض ، إذا كان البغض بسبب هو بسبب شبهة قامت بنفسه وليس بسبب سوء في خلقه كما نقول تماما بالنسبة للمبتدعين الذين خالفوا السنة في كثير من المسائل وخاصة ما كان منها متعلقا بالعقيدة ؛ فالذي يخالف العقيدة قصدا وقد تبين له الحق فجحده فهو كافر بعينه ؛ لكن الذي يجحد الحق متوهما أنه على صواب ، هذا نحن لا نكفره ولكننا نضلله لا نخرجه من دائرة الإسلام ؛ وأظن أن هذا لا يناقش فيه شخص أوتي ذرة من علم ؛ وعلى ذلك إذا كنا نفرق بين من جحد شيئا لو قصده كفر ولكن لما لم يقصده ما كفرناه وكذلك من باب أولى أن لا نكفر من يجحد حديث ما بانه منافق ؛ لأن نفاقه هذا يمكن أن يكون ليس عن قصد منه وإنما هو عن سهو وخطأ ؛ وحينذاك نعود الى قواعد علم الحديث ، ما حكم أهل البدع والأهواء أيحتج بحديثهم أم لا ؟ معروف الجواب في علم المصطلح أنه إذا ثبتت ثقتهم وعدالتهم فيما عدا المسائل التي يعني انحرفوا فيها عن الهدى والصواب فحينئذ يحتج بحديثهم لأن العمدة في ذلك هو الضبط والحفظ ؛ أما اختلاف العقيدة فهذا بينهم وبين الله تبارك وتعالى ؛ باختصار الذي يبغض عليا فهو من أهل البدع والأهواء كالشيعة الذين يفضلون عليا على أبي بكر ، هذا أقل ما يقال فيهم لكننا نرجع عنه إذا ثبتت ثقتهم وحفظهم وضبطهم فهذا هو الجواب .
الطالب : يبقى شيخ في أصل المسألة
الشيخ : تفضل .

الطالب : هل ثبت عن الجوزجاني أنه ناصبي فعلا .
الشيخ : هذا سؤال يرد بلاشك وأنا ما عندي جواب في هذا .
الطالب : الذي أذكر أن كثيرا من أهل العلم دافعوا عنه ودفعوا عنه هذه التهمة ، هذا الذي في وحي الآن . الشيخ : لكن الحقيقة أن هذا ان ثبت فلا يخلوا أن يوجد هناك ناس من الرواة كان موقفه ضد علي يعني الخوارج ، خذ الخوارج عموما وخذ عمران بن حطان خاص ؛ طيب هؤلاء ماذا نقول في حقهم نواصب والا زيادة ، قاتلوه حتى قاتلهم ؛ لكن مع ذلك يحتج بروايتهم لأنهم ما خرجوا بهذا الخطأ الفاحش عن دائرة الإسلام ، هذا جوابي والله أعلم .
طالب : طيب شيخنا في الكامل لابن عدي له اصطلاح يبدوا غريبا يعني وفي ترجمة بعض الرواة يعطي حكمه في آخر الترجمة فيقول وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ؛ فهذا لأول وهله كأنه يجعل الصدق يعني مضادا للضعف فالضعف يكون في العدالة وهذا ان ثبت كأنه يتهمه بالعدالة أو شيء من هذا .
الشيخ : أنا أرى أن تفسر هذه العبارة بما سبق من الكلام فهو الذي يحدد هل يقصد بالصدق هنا ضد الكذب أم يقصد الحفظ والضبط فيما يروي .
طالب : هو الظاهر من الترجمة أنه يقصد الحفظ والضبط .
الشيخ : طيب فنفسر على ضوء ذلك ، يعني صدقه في روايته يعني خطئا أو صوابا لا يقصد الكذب المتعمد يعني كما تعلم من اصطلاح اللغة العربية كذب فلان ليس من الضروري أن نفسره بأنه تعمد الكذب كذلك نقول صدق فلان ليس من الضروري أن نفهم منه بأنه قصد الصدق وإنما هو روى الصدق ؛ هذا عكس كذب يعني ما أدري هذه الفلسفة في اللغة مقبولة أم لا .
خاصة من أعجمي الباني يا مراد .
السائل : أنت البركة يا أستاذ .
الطالب : أستاذي في شيء يعني هذا اللفظ اصطلاح قريب من اصطلاح الحافظ صدوق يعني هو ما يقصد أنه ضد كاذب أو غير كاذب إنما يقصد أنه ضابط عادل إلا أنه خف الضبط ... .
الشيخ : أحسنت .
الطالب : أليس قريبا أستاذي من هذا ؟ .
الشيخ : بقولوا الناس شم وصلي على الرسول .
الشيخ والطلبة يضحكون .
 الشيخ : أنا بقول شم واذكر الله امسك .
الطالب : أليس هذا قريبا .
الشيخ : قريب جدا .

طالب آخر : لكن شيخنا على كلام الأخ علي يرد تساءل لفظة صدوق إذا أطلقت بدون مقابلة فممكن نحملها على الصدق والعدالة والضبط أيضا لكن إذا قوبلت بالضعف فهنا الإشكال يرد .
الشيخ : صحيح وأن الإشكال نسلم به ولذلك كان جوابي يفسر على ضوء ما سبق من الكلام فأجبت بأنه يعني ماذا ؟ .
طالب آخر : يعني الضعف في الضبط .
الشيخ : الضعف في الحفظ هذا هو .

طالب آخر : شيخنا في علل الحديث لابن أبي حاتم كثيرا ما يورد عن أبيه أبي حاتم رحمه الله أنه يطلق لفظ البطلان ولا يتبين وجه فهل من خلال استقرائكم للعلل ونحو ذلك وقفتم على معنى البطلان في اصطلاح أبي حاتم في العلل . 
الشيخ : أنا ما أستطيع أن أقول أن له اصطلاحا خاصا لكن أقول إن هذا اصطلاح لا يختص به أبو حاتم وحده فكثيرا ما يصدر مثله عن غيره من المتقدمين والمتأخرين وقد قلت قريبا جوابا عن مثل هذا السؤال الذي يتبين من البحث في وضعهم لهذه الكلمة مجال كلامهم بعني ووضعهم لهذه الكلمة فيه ؛ وهذا شيء لم ينص عليه في علم المصطلح فيما علمت ، يعنون بطلان المتين تارة وبطلان الاسناد تارة أخرى ؛ ولو لم يكن هناك في السند كذاب أو وضاع يستلزم القول بذلك بالبطلان ، مثلا فيما يتعلق بالمتن لايخفاك ولايخفى على كل طالب علم ان المتن إذا كان يخالف معلوم مثلا من الدين بالضرورة أو كان يخالف ظاهر آية أو حديث صحيح فهو واضح جدا حينذاك أنه هذا المتن الذي يرويه ذاك الضعيف ان البطلان جاء من حيث متنه وإن كان الراوي ليس متهما بالوضع وتارة يقصدون البطلان من حيث الإسناد مثلا ولهم مثل هذه العبارة التي سأذكرها أن الإمام الزهري مثلا له تلامذة كثيرين جدا يأتي أحدهم من الضعفاء فيروي عن الإمام الزهري بإسناده العالي الصحيح كأن يقول حدثني أنس بن مالك فيقال هذا حديث باطل ، لماذا ؟ أين أصحاب الزهري الثقات الذين خالطوه وصاحبوه سنين معدودات ثم لا أحد من هؤلاء يروي هذا الذي رواه هذا الضعيف فإذا هذا باطل هذا الذي أفهمه من استعمالهم يعني في كلامهم وهذا يذكرني بالقصة التي تذكر في ترجمة نوح ابن أبي مريم تارة وفي الكلام على الحديث الموضوع في المصطلح تارة أخرى فجاءوا إليه وقالوا له من أين لك هذه الأحاديث ترويها عن عكرمة عن ابن عباس وهؤلاء أصحاب عكرمة لا يروون شيئا مما ترويه أنت عنه ؟ فأجاب الرجل بكل صراحة قال لما رأيت الناس شغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن اسحاق عن تلاوة القرآن وضعت لهم هذه الأحاديث حسبة ـ
يضحك الطلبة والشيخ .
الشيخ : نيته طيبة هه ، الشاهد اكتشفوا وضع هذه الأحاديث بتفرده عن ذلك الشيخ الثقة وهو عكرمة دون سائر أصحابه هذا الذي أفهمه من كلمة باطل .
الطالب : وفي العلل حديث ( أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ). أبو حاتم قال رفعه باطل .
الشيخ : أيوه ، طيب .
الطالب : يمكن أن يفهم هنا أن البطلان قد يطبق أبو حاتم على مجرد الخطأ يعني كان ممكن أن يقول هو موقوف مثلا .
الشيخ : لكن ليس هذا فقط يلاحظ ما أشرت إليه آنفا ، كأن يكون الثقة رواه موقوفا وهذا الضعيف رفعه فبيانا لهذا الواقع الذي شرحته آنفا أطلق لفظة البطلان ولو يكفي أن يقال هذا منكر لكن لما يأتي الحديث من رواية ثقة أو أكثر موقوفا وطبعا هذا في وجهة نظره هو الذي سوغ له أن يطلق البطلان على الحديث المرفوع .
الطالب : طيب بمناسبة ذكر نوح ابن أبي مريم هل الكذب عمدا على النبي صلى الله عليه وسلم يستوجب الخلود في النار .
الشيخ : كبغض علي .
الطالب : كبغض علي لكن المسألة تختلف أن هذا كذب متعمدا كعبد الكريم ابن أبي العوجاء لأجل يحرم الحلال ويحل الحرام كما صرح هو بنفسه فهل يعتبر خرج من الملة لو قصد هذا .
الشيخ : أنا ما أي دعني والمثال أحمد هذا إذا قصد ماذا ؟ .
طالب : إذا قصد أن يدخل في الشريعة عمدا لأجل تزييفها ونحو ذلك هذا كافر .
الشيخ : كافر .
طالب : كافر ، طيب وعامة الوضاعين الذين كانوا يضعون الحديث .
الشيخ : لا ، ليس سواء .
الطالب : ليس سواء .
الشيخ : يعني يلي يضع مثلا حديث ( شكوت إلى جبريل ضعفي من الإيقاع فأمرني بأكل الهريسه ) يضحك الشيخ وكذلك الطالب
الشيخ : هذا لا يقصد الدس في الشريعة أو تغييرها ، هذا من أجل ترويج البضاعة كالذي من روى الحديث ( من أكل اليخنة دخل الجنة ) هذا حديث أنت ما تعرفه فينبغي أن ترويه عني
الشيخ : يضحك الشيخ والطلبة
الشيخ : هذا يروونه بعضهم عن إمام قرية جاءه أحد فلاحي القرية " وعليكم السلام " قال إن عنده يخنه متكدسه عنده ويخشى أن تفسد قال له وما عليك أنت احضرها غدا أو اليوم إذا كان اليوم يوم جمعة وضعها أمام المسجد والباقي علي ؛ ففعل الرجل وصعد المنبر " يا عباد الله اتقوا الله " إلى آخره تسلسل ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أكل اليخنة دخل الجنة ) الناس ما يصدقون يخرجون من المسجد حيث اليخنة مكومه على باب المسجد حتى يشتروا اليخنة من أجل أن يدخلوا الجنة هه ففي لحظات انصرفوا من المسجد حتى نضف المكان من اليخنة لأن الشيخ رواه على المنبر له ( من أكل اليخنة دخل الجنة ) فهذا بلا شك كذب وافتراء يستحق النار ( فليتبوأ مقعده من النار ) . لكن هذا يختلف عن ذاك الذي قصد افساد الدين والشريعة فهذا متبع هواه ؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : أذكر أن الجويني كان يذكرونه العلماء فيمن تفرد بأنه حكم على الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالكفر .
الطالب : أبو محمد ؟ .
طالب آخر : أبو محمد الجويني يعني يذكرون أنه قال عنه أنه كافر .
الشيخ : نعم هذا مذكور صحيح في مصطلح لكن أنا في اعتقادي أنه لابد من التفصيل لابد من دراسة الدافع له على الكذب ، نعم .
طالب : في بعض كلمات أهل النقد يقولون إن الإعلال بالراوي الأعلى أقوى من الاعلال بالراوي الأدنى ، أنا لم أجد في كتب المصطلح هذه العبارة إلا من ذاك الرجل .
الشيخ : أنا ما يبدوا لي بأنه أقوى لكن أولى .
الطالب : يعني مثلا الحسن عن عمر وفي الإسناد كذاب أيهما أولى أعل بالانقطاع أم أعل بكذب الراوي الشيخ : لا هذا تطبيع لسؤالك
يضحك الطلبة .
الشيخ : لا يستويان مثلا .
الطالب : الحسن هو الراوي الأعلى .
الشيخ : هذا مثال لا يمثل سؤالك الأول لأنه ينبغي أن يكون العلتان المذكورتان في الإسناد سواء فحينذاك يقال الإعلال بالأعلى أقوى ؛ أما حينما يكون على الصورة التي أنت اللي صورتها آنفا فما يقول ذاك القائل الإعلال هنا بالأعلى هو الأقوى .
الطالب : يعني يشترط التساوي .
الشيخ : لا عفوا نحن ما عندنا قاعدة الآن حتى ندرسها ونؤسسها ونبني عليها ؛ لكن أنا بقول إن كان هناك أحد يقول إنه الإعلال بالأعلى أقوى أنا ما هضمت هذا الشيء لكن قلت أولى فلما أنت أوردت المثال فالمثال خرج عن السؤال السابق تماما لأنه كان مطلقا فصار مقيدا ، ألا ترى معي آن الأمر كذلك .
طالب : نعم ولكن الذي جعل الإشكال أن العبارة مطلقة يقول الإعلال بالأعلى أقوى ولم يقيد هذا التقييد الذي ذكرته .
الشيخ : حسن أنا بقول أولى فدعني وما أقول الآن نأخذ السؤال أقوى هذا الذي يقول هذا الكلام لا يتصور أنه يعني الصورة التي انت عرضتها أنت أخيرا لكن يعني علتين متساويتين في الإسناد إحداهما فوق والأخرى تحت فهو يقول في هذه الحالة الإعلال بالأعلى أقوى أما لما تصور الصورة التي ذكرتها آنفا أن العلة الدنيا هي الأقوى اصطلاحيا وليست هي الأعلى ؛ ما أظن سيظل عند قوله السابق الذي حكيته عنه في خصوص هذه الصورة .
الطالب : أستاذي هنا ألا يرد شيء ألا وهو قائل هذه العبارة لم يقصد العلو من حيث الطبقة إنما قصد علوا آخر .
الشيخ : لا هو هذا المقصود من كلامه .
الطالب : هو صرح قال أعل الحديث برواية التابعي الذي لم يسمع من الصحابي أورد هذا المثل وقال الإعلال بالأعلى أقوى .
الشيخ : طيب شو العلة الثانية الموجودة في ذاك الإسناد ؟ .
الطالب : أذكر أن العلة الأعلى كانت تدليس وانقطاع .
الشيخ : والدنيا .
الطالب : والدنيا كانت سوء حفظ .
الشيخ : آه ، بينما أنت في المثال جئت بوضاع كذاب فيختلف الأمر يعني أظن به الواجب علينا ظن الحسن أنه حينما تعرض عليه الصورة التي صورتها آنفا ما يكون جوابه ذاك الجواب .
طالب : ألا يمكن أن يكون يقصد بذلك أن العلة الدنيا عادة تتكرر في الإسناد في انقطاع عمر في الانقطاع على عمر فيضل منقطعا في كل الأسانيد أما إذا كان عالي العلة يمكن أن تكون من طريق شيخ آخر .
الشيخ : صحيح وهذا الذي يتبادر للذهن .
الطالب : في الحديث الحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في القاعدة الجليلة أن أول من قسم الأحاديث إلى صحيح وحسن وضعيف هو الترمذي ؛ يعني الترمذي هو اول من حد الحسن  لكن جرى ذكر كلمة حسن في كلام الأئمة السابقين كقول البخاري في حديث عثمان بن عفان في اللحية : " هو حديث حسن " وقول الإمام أحمد في حديث أم حبيبة في مس الذكر : " هو حديث حسن "، وأيضا قول ابن معين في حديث القلتين : " وإن لم يحفظه ابن عليه فهو جيد الإسناد أو حديث حسن " أو نحو ذلك ، الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح يقول إن ابن المديني والبخاري كانا يقصدان الحسن الاصطلاحي وعن البخاري أخذ الترمذي ؛ فهذا غير واضح يعني أن الحسن جرى في اصطلاح البخاري كالترمذي مثلا .
الشيخ : أنا لا أشك أن البخاري هو الذي سن لتلميذه الترمذي هذه السنة الحسنة في الحديث الحسن لكن هذا لا ينافي ما حكيته عن ابن تيمية فإذا شئت ذكرني بالذي حكيته عن ابن تيمية حتى أستحضر التوفيق بين تحسين الترمذي وتحسين البخاري ما الذي قاله ابن تيمية .
طالب : شيخ الإسلام يقول وأول من عرف عنه أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف هو الترمذي ، والحسن عند الترمذي هو ... اصطلاح الترمذي .
الشيخ : جميل ، وأنت يعني بالطبع تروي بالحرف وليس بالمعنى حينما تقول عن ابن تيمية أنه قال قسم الحديث إلى صحيح وحسن أهكذا .
الطالب : أنا لا أذكر هذا .
الشيخ : صبرا الله يهديك ، أنت الآن تنزع علينا الطريق .
الطالب : بدنا نقصر الطريق على أخينا
يضحك الطالب والشيخ .
الشيخ : معليش الأنفع له أن يظل في فكره ثم بعد ذلك أما أن نؤيده ونستفيد منه وإما نصوب مقالته ، نعم ، تذكر هذا جيدا ؟ .
الطالب : أذكره جيدا في القاعدة الجليلة أول من عرف أنه قسم الحديث إلى ...
الشيخ : كلمة قسم ضروري نشددها يعني ، قسم .
الطالب : هذا هو محل البحث .
الشيخ : لا ، هذه جملة معترضة ، لو لا أنك كررتها ما أتيت بها ، عفوا فإنا نلف على كلمة قسم قال ابن تيمية هذا والشاهد من ذلك فقط هو حتى أردت أن أقول إن كلام ابن تيمية يعني أول من أشهر هذا الاستعمال فإذا كنت أنت تذكر أنه قال قسم فحينئذ نقول هذا في اجتهاد ابن تيمية ولانقول أخطأ حتى لايسجل علينا أنه قال في شيخ الاسلام أخطأ وإن كان قد أخطأ فعلا
يضحك الشيخ والطلبة .
الطالب : كلمة قسم لازال أذكرها كأني أقرؤها .
الشيخ : إذا الجواب ما سمعت هذا رأيته واجتهاده وإنما يمكن أن يقال إنه أشهر هذا الاستعمال .
الطالب : لكن الإشكال هنا أن كل أنه لم يوجد أو فيما قرأت أحد من العلماء ذكر عن الإمام البخاري أو غيره أنه قال الحسن ما تعددت طرقه ونحو ذلك .
الشيخ : مش ضروري ، لماذا أدخلت الآن عاملا جديدا في الموضوع ألا يوجد حديث حسن بدون تعدد طرق ؟ .
الطالب : يوجد .
الشيخ : لماذا إذا أدخلت هذه .
الشيخ : لا هذه في اصطلاح الترمذي .
الشيخ : لا .
الطالب : الحسن لغيره .
الشيخ : لا ، لا وبارك الله فيك هذا من اصطلاحه .
الطالب : من اصطلاح الترمذي ؟ .
الشيخ : من .
الطالب : مش في .
الشيخ : مش كله .
الطالب : نعم .
الشيخ : الحديث الحسن عند الترمذي حديث حسن لذاته حديث حسن لغيره مش ضروري تقول أنت ما نعرف عن البخاري أنه يقول في الحديث الحسن هو الذي تعددت طرقه مش ضروري هذا .
الطالب : تعريف الحديث الحسن بالنسبة للترمذي ؟ .
الشيخ : اصبر شويه .
الشيخ : (( وما صبرك إلا بالله )) هه ـ فمادام ليس بضروري يكفي ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ـ أن نفهم أن البخاري يستعمل لفظة حديث حسن كما يستعمله الترمذي فالأمر كما قلت هو تلقاه عن إمامه البخاري وشيخه البخاري ؛ لكن الحقيقة التي نشهدها ونلمسها لمس اليد أن الترمذي تفرد باشهار وإكثار استعمال لفظة حديث حسن فإذا أنا بقول إن الترمذي تلقى هذا عن شيخه البخاري وما أوردته في ظني غير وارد .
الطالب : طيب هل هناك يعني الترمذي أخذ هذا الاصطلاح عن البخاري هل هذا بطريق الاستقراء أم عن طريق نص ... .
الشيخ : نص فهو ينقل عن البخاري ، هو الترمذي نفسه ينقل عن البخاري في بعض الأحاديث أنه قال حديث حسن ، ولعلك ذكرت أنت شيئا من ذلك آنفا
الطالب : نعم
الشيخ : طيب .
الطالب : أستاذنا هنا في شيء أريد أن أستفسر عنه .
الشيخ : هناك قبل تفضل يا عادل .
عادل : أقصد أن الإمام الترمذي أخذ عن شيخه البخاري تعريف الإمام الترمذي فيما أذكر أنه قسم ذلك في العلل أنه عرف الحسن لغيره فهو في هذا التفصيل أخذه من الإمام البخاري .
 الشيخ : كأنك تلتقي هنا مع أستاذنا في هذا وقد سبق أن أجبت عن هذا ، الترمذي عنده نوعان من الحديث الحسن أحدهما الحسن لذاته ، والآخر الحسن لغيره فيبدو من كلامك أن الترمذي ليس عنده حديث حسن إلا الذي تعددت طرقه كما سمعنا آنفا لكن عرفت شيئا وفاتت عنك أشياء منها أن الترمذي عنده حديث حسن لذاته وذلك يفهم أولا من تعريفه للحديث الحسن لغيره في آخر الكتاب ، ثم من تعابيره في التحسين فإذا قال هذا حديث حسن فهذا الذي انت تعنيه واذا قال حديث حسن غريب فهو الحسن لذاته فإذا ليس من الضروري أن يكون البخاري يعني بالحسن الحسن بتعدد الطرق ، واضح .
الشيخ : طيب تفضل .
الطالب : أستاذي أريد أن أسأل أولا يعني إذا تذكرون شيء أيهما أعلى طبقة يعقوب بن شيبة والا الإمام البخاري فإنه ثبت عن يعقوب بن شيبة أنه استعمل لفظ الحسن كثيرا حتى في مسنده والذي طبع منه قطعة فكثيرا ما يقول وهذا حديث حسن وهذا حديث حسن وما شابه ذلك .
الشيخ : هذا مش مهم على كل لأنه الأستاذ هنا ذكر عن غير البخاري كيحيى بن معين وعلي بن المديني وكما تعلم أن علي بن المديني هو شيخ البخاري كما تعلم ؛ المهم أن الترمذي لم يتفرد بهذا الاستعمال بل هو مسبوق إليه لكن هو يحكي عن شيخه في بعض الأحاديث أنه قال حديث حسن ولذلك فقول ابن تيمية أن الترمذي هو الذي قسم هذا التقسيم إن كان باللفظ كما دققنا آنفا قسم فلابد من تأويل كلامه ، أي أشهر هذا التقسيم وإن كان بغير هذا اللفظ فيمكن يكون تفسيره أوضح .
الطالب : يرد شيء آخر أستاذي ، طالما أن هذه القطعة يعني قطعة صغيرة من مسند عمر وفيها استعمال لفظة الحسن مرات عدة يعني بجوز أكثر خمسة عشر مرة يعني الكتاب كله مئتين جزء يذكرون أو أكثر أو أقل ، ألا يمكن أن يكون أكثر فيكون هو الذي أشهر هذا الاستعمال يعني أكثر من الترمذي على هذا القياس .
الشيخ : هذه يا أستاذ علي قضية نسبية تبقى لأنه هلا أي الكتابين أشهر في العالم الإسلامي .
الطالب : الترمذي طبعا .
الشيخ : الترمذي افرض يعقوب صاحب المسند افرض من حيث كثرة الاستعمال استعماله الشخصي أكثر من الترمذي افترض هكذا لكن لما كان الترمذي أشهر في العالم بكون تعبير ابن تيمية ما عليه إشكال ، وهذا كله على افتراض على أنه مستحضر مسند يعقوب واستعماله فيه .
طالب : طيب شيخنا كلمة أشهر ألا يظهر الأولى أن نؤولها على أنه هو الذي حد القاعدة وليس مجرد إطلاق الاستعمال يعني مثلا يعقوب بن شيبه لا يعرف عنه أنه قال للترمذي وحدده اصطلاحيا بقاعدة لكن الترمذي فعل فكلمة أشهر ألا يكون هو الذي حد القاعدة وليس ... .
الشيخ : والله ما يبدوا لأنه ابن تيمية يتكلم عن استعمال هذه اللفظة فيما يبدوا ولا يعني ذاك التعريف وذاك التحديد ، الله أعلم ؛ شو بدك تغدينا يا أبا ليلى أم أيش يعني غداء وفطور
يضحك الشيخ وطلبته
الطالب : طيب يا شيخنا إذا وردت لفظة " حسن " في طبقات متقدمة قبل حتى أن تستقر علوم الاصطلاح هذا يحمل على الحسن اللغوي .
الشيخ : لا ، الأصل على الحسن الاصطلاحي فإذا ضاقت علينا السبل صرفناه إلى الحسن اللغوي .
الطالب : يعني أنا قصدي أن الإمام الزهري حدث الحديث فقال هذا حديث حسن جدا هذا يتبادر منه الاصطلاحي أم اللغوي .
طالب : إذا رجعت للطبقة العليا حينئذ الكلام يأخذ منه مجرى آخر فهنا في مثالك الحسن اللغوي ، أينعم ، لكن الكلام ينبغي أن يكون في حدود المصطلحين في حدود المصطلحين على معنى ما في لفظ ما ، فاستعمل أحدهما هذا اللفظ فهل يفسر بمعنى الاصطلاحي أم المعنى اللغوي لاشك أن الجواب في هذه الصورة أن يفسر بالمعنى الاصطلاحي إلا كما قلت آنفا إذا ضاقت علينا الطرق فحينئذ نقول هو حسن لغة .
الطالب : الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في بعض مواضع من التعليق على الفوائد على المجموعة يكرر هذه العبارة ، والحكم بالوضع قد يكفي فيه غلبة الظن أنا أريد أن أوضح هذه العبارة .
الشيخ : لاشك غلبة الظن أكثر الأحكام الشرعية تقدم على غلبة الظن ومن ذلك حكمنا على هذا الحديث بأنه صحيح هل هو يقينا ؟ .
طالب : هذا ظن .
الشيخ : طيب حكمنا على أن هذا الحديث حسن هل هو يقين ؟ أيضا ظن حكمنا على هذا الحديث بأنه ضعيف ؟ كذلك ؛ أما وموضوع كذلك ، وهذا كلام علمي .
طالب : وغلبة الظن هذه لها ضوابط أم مجرد ما ينقدح في ذهن الناقد .
الشيخ : لا ليس لها ضوابط مادية يمكن أن يوضع أمامها كل المكلفين وإنما هي أمور تتعلق في الشخص الحاكم الذي يحكم بذلك الحكم .
الطالب : طيب حديث ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ). أنتم صححتم هذا الحديث صححتم هذه الزيادة فهو بعض الذين يرون الرأي المخالف مع الإمام أبي داوود والترمذي يقولون لا يظهر أن هذه زيادة يعني البحث هنا هل هذه زيادة أم هو شذوذ لأن الفرق بينهما عسير جدا .
الشيخ : فلنستحضر ما هو الحديث الشاذ فإذا صدق لفظ الشذوذ على هذا الحديث فهو شاذ وليس بزيادة ، ومعلوم أن الشذوذ هو أن يخالف الثقة غيره ممن هو أحفظ منه أو أكثر عددا منه كأن يقول ثقة يروي حديثا ثم يأتي ثقتان يزيدان عليه لكنهما ليسا في الضبط كالأول ؛ لكن الأمر كما قيل :
          " لا تحارب بناظريك فؤادي      فضعيفان يغلبان قويا "
ـ ويضحك الشيخ والطالب ـ
هذه الزيادة إن كان تفرد بها ثقة دون الثقات الذين رووا الحديث في الصحيحين ( صلاة الليل مثنى مثنى ). يكون شاذا فهل هم يعنون هذا أم يعنون سواه ؟ .
طالب : لعله الأقرب يعنون هذا .
الشيخ : فإن كانوا يعنون هذا فهم مخطئون .
الطالب : طيب لماذا .
الشيخ : لأنه ليس هناك ثقة تفرد بل هناك متابعون لهذا وربما أنا أشك الآن شواهد .
السائل : نعم هناك عن عدة من الصحابة .
الشيخ : ها ، وشهد شاهد من أهلها .
الطالب : لكن يا شيخنا في الحديث الأول ( صلاة الليل مثنى مثنى ) رواه اكثر من سبعة عشر راويا عن ابن عمر ثم أتى علي البارقي وتفرد من دونهم جميعا وليس هو بالثقة الحافظ بل هو صدوق على رأي الإمام الذهبي وما وثقه توثيقا مطلقا إلا العجلي وقال ابن علي لا بأس به ؛ فالإمام الذهبي يقول صدوق ما علمت لأحد فيه جرحا فلما صدوق يخالف سبعة عشر راويا أغلبهم من كبار الحفاظ ألا يكون بقول شذوذ هذه الزيادة أقرب إلى قبولها لاسيما أنه ليس ضابطا حافظا متقنا كابن سيرين أو نافع .
الشيخ : إذا كان هذا سؤالك فأنا أقول بل حتى لو كان ثقة حافظا ، أيش رأيك ؟ أنا بقول أنت بتقول إن هذا قيل فيه صدوق وكذا فهو ليس بالضابط الحافظ المعروف فأنا أزيد عليه وأقول حتى لو كان ضابطا حافظا مادام أنت عرضت الصورة بهذه الكيفية فيكون شاذا حتما ؛ لكن هل الأمر كذلك يعود السؤال .
طالب : هو يظهر انه كذلك .
الشيخ : لا نحن وجدنا له متابعين .
الطالب : لعلي البارقي ؟ .
الشيخ : أينعم ووجدنا له شواهد
الطالب : هو بالنسبة لعلي البارقي يا شيخنا ما تابعه فيما يظهر إلا رجلان الأول محمد بن سيرين وهذه الرواية رواها الحاكم في علوم الحديث ولكن إسنادها كالشمس قال الحاكم بعدها وليس في هذا الإسناد الا ثقة متقن وفيه وهم يطول الكلام عليه ومما يدل على أن هذه الرواية غير معتبرة أنها خفيت على الحفاظ مع شهرتها وإسنادها .
الشيخ : هذا من تمام كلامه أم حاشية من عندك
ـ يضحك الطلبة والشيخ .
الطالب : لا هذه حاشية .
الشيخ : صار هو بحكم الحديث أدرج
ـ ويضحك الشيخ ـ
الشيخ : أنت مدرج .
طالب : والمتابع الآخر هو العمري عبد الله العمري عند الطبراني في الأوسط والمعروف أن العمري ضعيف فهذين فقط فيما أقصد بالحديث المرفوع بعد البحث هم الذين تابعوا ... .
الشيخ : أما تفقيطك فعجب منك من أين تستطيع أن تقول فقط ألا تقول فيما وقفت ؟
الطالب : هذا نعم
ويضحك الشيخ والطلبة
الشيخ : إيوه ، أنا قلت لك آنفا أنه متابع ، وبالطبع أنا قديم عهد بالبحث في هذا الحديث لكن بقية الخلاصة بذهني أنه متابع من غيره ثم ذكرت آنفا بأن له شواهد فيما أذكر فأيدني صاحبنا وقلت وشهد شاهد من أهله ، فها أنت بحثت فيما يتعلق بالمتابعين وهم اثنان فيما علمت أما أنا لا أستحضر الآن هما اثنان هما واحد هما أكثر لكن في الجملة له متابعون .


المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق