السبيل إلى العزة والتمكين

تفريغ الشريط رقم 196 من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله


الشيخ : ... فأنا فوجئت به من جهة أن هذا رب الدار الذي نحن ضيوف عنده عم يرحب بحشاش , بفاسق فاجر إن لم يكن كافرا ؛ فوجئ هو بي لأنه جارنا ، أنا دكانتي هناك كانت بجانب هذا المسجد ؛ فكلما خرجت للصلاة فهو يحشش يشرب دخان طبعا فيه الحشيش , فلما رآني جلس بعيدا عني وأخذ يتظاهر بأنه مأخوذ يعني مجذوب أخذه الحال يعني , فأخذ يركع ويسجد هكذا ، ويقول كلام يقولوا عندنا في الشام كلام مغطى , يعني كلام شو يقولوا باللغة العربية .؟ جملة غير تامة يعني , بندورة حشيش بيض باذنجان ، جملة غير تامة ، وهكذا يركع ويسجد ؛ حينئذ عرفت بأن رب الدار يعتقد بهذا الإنسان أنه من كبار الأولياء ؛ فارتجلت كلمة افتتحتها بالآية الكريمة : (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) ما هي التقوى وما هو الإيمان .؟ تكلمنا في هذا الصدد ؛ ثم عرجنا على أمثال هذا الدجال , أنه هذا ليس من الإسلام في شيء ، وكرامة المسلم إنما هو إيمانه بالله وتقواه لله ، هذا هو فقط سواء صدر منه كرامة حقيقية أو لا ، قال أحد المشايخ عندنا في دمشق :
" إذا رأيت شخصا قد يطير    وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرع     فإنه مستدرج وبدعي "
وما عاد أذكر شو تكلمنا بهذا الصدود , لكن ضربنا هذا الاتجاه الذي يؤمن بأن الرجل الفاسق الفاجر المتظاهر بأنه مسلوب ، هذا من كبار الأولياء ؛ وإذا بصاحب الدار يقول : يا أستاذ والله نحن في هذه البلدة ـ وهنا العبرة ـ في هذه البلدة كنا نعتقد كما تقول أن الإيمان والتقوى هذا هو الإسلام ؛ لكن جاءنا الشيخ فلان , وقد درس في الأزهر الشريف عشرين سنة ، غاب عن القرية عشرين سنة ثم جاء يعظ الناس ويعلمهم في المسجد في السهرات إلى آخره ؛ فكنا نسمع منه أكثر من مرة إن لله خواص في الأمكنة والأزمنة والأشخاص ؛ كلام مسجع ؛ و الحجر الذي ما يعجبك يفجك يجرحك ، الحجر الذي ما يعجبك يفجك ، إذا شفت إنسان عم يشرب خمر عم يحشش يجوز أن يكون هذا من كبار الأولياء والصالحين ، إياك ثم إياك أن تنتقد فتقع في مشكلة مع هذا الولي الصالح .
ثم روى لهم القصة التالية قال : كان هناك شيخ محتسب يعني يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، يخرج إلى الأسواق , ومعه بعض الطلبة الحريصين بمصاحبة الشيخ ، كلما رأى منكرا في السوق عند بائع عند بقال عند عطار ينصح ويذكر ، حتى وقف عند بقال ـ عندنا يقولوا عن البقال عطار ـ فرآه يبيع الحشيش لشخص , فأنكر عليه وبالغ في الإنكار يا فاسق يا فاجر أنت تبيع ما يضر ولا ينفع إلى آخره ؛ يقول لهم الشيخ الأزهري : فما أتم هذا العالم الفاضل الذي كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ما أتم كلامه إلا أصبح كالبهيمة لا يعقل شيئا ؛ الشيخ البقال تاري هو من كبار الأولياء والصالحين , ولذلك لما أنكر عليه هذا العالم الفاضل كان الشيخ سلبه وأخذ عقله ولبه ؛ احتار أتباعه في حقه فأخذوا يسألون لمعالجة المشكلة التي لا يعرفون لها دواء , من شخص لشخص من مكان لمكان حتى جاءوا إلى شخص فقال لهم : هذا الرجل ما يدلكم على مشكلته إلا فلان ، اذهبوا إليه فإنه ذو الجناحين يعني جمع بين الشريعة وبين الحقيقة ، روحوا إليه ؛ ذهبوا إليه قالوا له القصة كذا وكذا ؛ قال : هذا البقال وأنا أسميه الولي الحشاش ، هذا من كبار الأولياء والصالحين ، علاج شيخكم تأخذوه وتسترضوا هذا الولي الحشاش , يرضى عن الشيخ يرجع الشيخ كما كان ؛ راحوا إليه , وقالوا له يا سيدنا لا تؤاخذ الشيخ ، الشيخ مش عارف مقامك ؛ يعني كما أرشدهم ذو الجناحين المزعوم , الجامع بين الحقيقة وبين الشريعة ؛ هكذا ما زالوا يسترضونه حتى رضي الولي الحشاش عن الشيخ العالم الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر , ومثل الواحد كان نائم وصحي ؛ وأحسوا الجماعة أنه فعلا كلام ذو الجناحين صحيح ، هذا الشيخ رجع كما كان ؛ الشيخ بدوره أخذ يعتذر للولي الحشاش إنه ما تؤاخذنا نحن ما عرفنا مقامك ومنزلتك عند الله عزوجل ؛ وين العبرة .؟
قال الولي الحشاش لهذا العالم أنت يا شيخ تظن أنه أنا ببيع الحشاش المخدر ، أنا ببيع حشيش صورته صورة حشيش لكن أثره ضد الحشيش ، فما أحد يشتري من عندي إلا ويشفى من شرب الحشيش ؛ هكذا يعطلون أحكام الله عزوجل وعقول الناس حتى يستعبدوهم ويخضعوهم ، ونحن نعرف مشايخ في دمشق الشام ورجل في حلب يصرحون في دروسهم العامة في المساجد الكبيرة : إذا رأيت الشيخ قد علق الصليب على رقبته فلا تنكر عليه لأنه يرى ما لا ترى ويعلم ما لا تعلم ، والدليل على ذلك اسمعوا القصة التالية .
كان هناك شيخ له أتباع ومريدين ، قال لأحدهم : تعال يا ابني روح ائتني برأس والدك ، سمعا وطاعة هيك معلم الولد أن الشيخ إذا أمر يجب إطاعته ولو بمخالفة الشرع ، راح هذا الولد على البيت ففصل رأس أبيه عن بدنه وهو نائم بجنب زوجته ، وجاء إلى شيخه فرحا مسرورا ، لماذا ؟ لأنه نفذ أمر الشيخ , فتبسم الشيخ ضاحكا قال له كليشه ، قال له : أتظن أنت أنك قتلت والدك ، قال : يا ابني والدك مسافر ؛ أما هذا صاحب أمك أنا بأمرك أنك تقتل أبوك ! حاشا لله ، لكن هذا صاحب أمك يزني بها , ولذلك أنا أمرتك بأن تقتله ؛ الناس المساكين المخدرين ، المخدرين بهذا النوع من الأفيون الذي لا يعرفه أصحاب الأفيونات ؛ فلما يحدث الشيخ بالقصة هذه وبهذه النتيجة , تجد المسجد ضج ، بأيش ؟ بالتكبير والتعظيم ، والله ... هذه القصة وقعت في رمضان من الرمضان قبل عشر سنوات تقريبا وأنا هناك , جاءني أحد إخواننا بعدما صلينا التراويح في بعض المساجد المهجورة على السنة وكنا يومئذ نجتمع في ابتداء الدعوة في دكاني وأنا أصلح الساعات , قال لي : هل تعرف شو حدث الشيخ الفلاني اليوم .؟ قلت له : لا , شو حدث .؟ ذكر لي هذه القصة ، ونحن في هذا الحديث يمر شخص قريب صاحبي هذا ابن خالته بالضبط , ويعرف يا أبو يوسف ، هذا من مريدي الشيخ الذي حدث بهذه القصة ؛ الحقيقة يا إخواننا يجب أن نحمد الله عزوجل الذي عافانا من هذا النوع من الأفيون , لأن هذا أخطر من الأفيون المادي ، الأفيون المادي صحيح يغيب الإنسان ولكن مش طول الزمان ؛ أما هذا الأفيون المعنوي ضائع مسلوب راح ، والدليل في تمام القصة ؛ مر أبو يوسف أمام الدكان فناداه صاحبي وهو ابن خالته ، يا أبو يوسف تعال , دخل قال له : شو رأيك في درس الليلة درس الشيخ ؟ فقال له : ما شاء الله تجليات ، نحن عندنا نكتة في الشام أو في دمشق بصورة خاصة ، في دمشق في محلة خاصة بالنصارى اسمها باب توما ، هناك صاحب دكانة واجهتين يبيع خمر , وفي اللافتة كاتب عليها تجليات بقلة ، بقلة هو النصراني صاحب الدكان ، ومسميها بغير اسمها كما هي العادة ، تجليات بقلة ؛ فلما هؤلاء الصوفية يسمعونا ما شاء الله يقولوا تجليات ، نحن نتبعها : تجليات بقلة ؛ الشاهد : ما شاء الله يقول أبو يوسف تجليات بقلة ؛ فقال له : شو رأيك بالقصة هذه ؟ قال له : صحيح أنتم جماعة وهابية تنكرون كرامات الأولياء ، هذه داخل في مخه أنها كرامة ، دخل صاحبنا وهو على قد حاله في العلم مثل ابن خالته أبو يوسف ، دخل معه في نقاش أنا جالس وراء الطاولة أصلح الساعات ، شعرت بأنه ما في فائدة بين الاثنين ما في نتيجة ما في ثمرة , قلت لابد أنا أتدخل في الموضوع ، قمت وجلست بجانبهما , وأخذت أتكلم مع أبو يوسف , وأقول له : يا أبا يوسف بارك الله فيك انتبه القصة تدلك أنها مركبة تركيبة ، عندنا يقولوا عن المصيبة تركيبة ؛ أنت مالك شايف كيف الشيخ يقول هذه أمك هذا الرجل ليس أبوك ، فهو لأنه عم يزني بها ، أنا أمرتك أنك تذبحه تقتله , وإلا أنا بأمرك تذبح أبوك .؟! طيب , هنا مبين أنه في جهل من ناحيتين :
الناحية الأولى : أنه هل لغير الحاكم المسلم أن ينفذ الحدود ؟ لا ، لأنه يقع فتنة بين الناس ؛ ثانيا : هل حد الزاني المحصن أن يفصل رأسه عن بدنه أم يرجم بالحجارة حتى يموت ؟ وشيء ثالث وأخير : ولماذا أقام الحد على الزاني هذا الرجل ويمكن يكون غير محصن ، وترك الأم المزني بها كما هي . ؟ فالقصة مبينة أنها تركيبة ولا تحتاج إلى نقاش , ما في فائدة : (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون )) أخيرا قلت : لم يبق عندنا سلاح غير سلاح العاطفي , ولا حول ولا قوة إلا بالله ، قلت له : يا أبا يوسف الآن باختصار ، الآن لو أن الشيخ شيخك الذي روى لكم القصة هذه أمرك بأن تذبح أبوك , تفعل .؟ سؤال محرج جدا ، شو المفروض بالنسبة لواحد من عامة المسلمين إذا سئل هذا السؤال ؟ يقول : أعوذ بالله أنا اقتل أبي ؛ تعرفوا ما قال ؟ قال : أنا ما وصلت لهذا المقام .
الطالب : الله أكبر .
الشيخ : ونفر وخرج ، وأنا خاطبته في لغتنا السورية , قلت له : عمرك إن شاء الله ما تصل ، هو يعتبر أن وصوله للمقام إذا أمر من قبل الشيخ اقتل أبوك اذبحه ، ما شاء الله وصل ، فهو ليس ما وصل ؛ فنحن قلنا له : عمرك إن شاء الله ما تصل ؛ فلذلك العلاج هو الرجوع للكتاب والسنة , وليس لقال وقيل وحكاية وقصة و و إلى آخره .
الشيخ : نعم تفضل .
السائل : أنعم الله عليكم , أقول ذكرت في ضعيف الجامع حديثا من رواية الإمام الترمذي وغيره : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والوالد لولده والمظلوم يرفعها الله فوق الغمام ثم يقول الله عزوجل : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) فذكرته ضعيفا , ثم رأيته في صحيح سنن الترمذي مصححا ، فتغير الحكم عندكم ؟ .
الشيخ : مصحح بنفس اللفظ ؟.
السائل : بنفس اللفظ لكن بأطول يعني هو نهاية حديث طويل في صحيح سنن الترمذي , لكن نفس اللفظ .
الشيخ : والله يكون فيه خطأ في أحد الكتابين ولا شك ؛ لكن ليش عم أقول لك أنه بنفس اللفظ ؛ لأنه في هذا الحديث له أصل , لكن ليس بهذا التمام وبلفظ ... على كل حال أنا أراجع , في سنن الترمذي ل تحفظ في أي باب في أي رقم حتى يسهل علينا المراجعة؟.
السائل : ما فيه إشكال يعرف بسهولة , لأني حطيت عنده ملاحظة لما قرأته اليوم.
الشيخ : طيب إذا كان يسهل عليك تتصل في هاتفيا فجزاك الله خيرا .
الشيخ : نعم تفضل .
السائل : في إنسان صديق لي كلفني أن أستشيرك في مسألة ، الإنسان هذا الصديق لي متزوج .
الشيخ : ارفع صوتك .
السائل : متزوج وعنده ثلاثة أولاد ويريد الطلاق من زوجته للشقاق والنزاع بحجة أنها لا تصلي , وصار النزاع بينه وبين زوجته ، وقال لها : احلفي على القرآن , فمسكت القرآن وأرسلته على طول يدها , وتشتمه وتسبه بألفظ المسبات ؛ فما نصيحتكم لهذا الشاب ؟ .
الشيخ : طبعا النصيحة الشرعية أن يبادر إلى الخلاص منها بتطليقها ...
أولادا ثلاثة , فنحن لجهلنا بخلق هذا الإنسان ، هذا الزوج المبتلى بالزوجة السيئة الخلق , وهذا الزوج الذي ابتلي بمثل هذه المرأة قد جاء في حديث : ( ثلاثة لا تستجاب دعوتهم ... ورجل عنده امرأة سيئة الخلق ولا يطلقها ) ولذلك نحن نأمره بطلاقها , ولو كانت أقل سوء مما حكيت عنها آنفا ؛ ولكن وجود هؤلاء الأطفال أولا , وجهلنا بخلق هذا الزوج ثانيا , وقوة إيمانه ثالثا .
ورابعا : ما نستطيع أن نقول يجب أن يبادر إلى التطليق وهذا هو الحكم ؛ لأننا نخشى أن يكون هو من ذاك النوع ، من مثل ذاك الشخص الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله زوجتي لا ترد يد لامس ؛ قال : طلقها ) . وأنا أقول لهذا الرجل الذي أجهله طلقها ، قال : إني أحبها , قال له : ( فأمسكها ) شو بده يساوي معه ؛ لأنه إذا قال له : طلقها طلقها يمكن يروح يعاشرها بالحرام , لا ، حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، قال له : ( طلقها , قال : إني أحبها ، قال : فأمسكها ) هذا الرجل الذي أنت تحكي عنه أنا في اعتقادي يجب عليه أن يبادر إلى تطليقها ليستريح منها في الدنيا والآخرة ؛ لكن سيعرض للمشكلة وهذا يقع معنا كثيرا أسئلة تردنا من هذه النوعية " لكن لي منها كم ولد " طيب شو أساوي لك ، أنت أدرى هل تستطيع أن تصبر دونها وأن تقوم أنت على أولادها أو تعطيها الأولاد وتقوم هي بتربيتهم وتحسن تربيتهم إلى آخره ؛ هذه قضايا نحن ما نستطيع أن نقدرها أولا حق قدرها ونعرف حقيقة واقعها ؛ وثانيا : رب الدار أدرى بما فيها ؛ فالجواب يقال لهذا الإنسان : طلقها لكن انظر إذا طلقتها هل تعود إليها فتصبح ذليلا معها فيما لو استرجعتها أكثر من الحالة الأولى ؛ أين أخونا وفيق بدنا نستأذن , الساعة الآن أظن يعني طابت الحادي عشر والثلث .
وفيق : بقي سؤال واحد .
الشيخ : يعني بعد هذا السؤال تسمح لنا .
وفيق : إن شاء الله .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : السؤال يتعلق بالدعوة إلى الله عزوجل إلى التوحيد , جلست مع بعض الشباب ممن يخرجون مع بعض الدعاة يعتقدون بأنهم على حظ كبير من الصواب في الدعوة إلى الله ، فجلست معه وذكرت الآية : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) فقلت من رحمة الله عزوجل لهذه الأمة أن جعلنا نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر ؛ فكان الجواب منه بأن هذا من النقمة لأنه إذا أقمت الحجة ...
الشيخ : عفوا هذا حتى نفهم عليك أو عليه ، قوله : هذا من النقمة أيش هو هذا ؟.
السائل : أن نأمر بالمعروف أن نقيم الحجة على الناس , لأن في حال إقامة الحجة على الناس يكون هذا نقمة لأنه ممكن أن يعصي .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : فقلت له بأن هذا إذا عصى فالحجة قامت عليه ، وهذا ما أمرنا الله به أن نقيم الحجة وننهي ؛ فكان من اعتقاداته في الدعوة بأنه حتى يعني يجب أن نكون كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، ندعوا إلى التوحيد وكأنه الآن نخاطب بجزئيات الدين الإسلامي بأنه التوحيد ، ولا ننكر على أي إنسان إذا قام ببدعة أخرى ؛ لأنه يجب أن نربيه , وفي حال التربية في المسجد وأنتم الآن ـ يقصد نحن بالدعوة إلى الله عزوجل بالمنهج الدليل ـ بأن الناس الآن تنفر منكم , وأنتم يعني غلظاء مع الناس .
الشيخ : (( لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )) .
السائل : فيقول لو كنتم على حق لكان الناس ما عادوكم معظمهم .
الشيخ : ما شاء الله ، ما شاء الله .
السائل : فما الرد على ذلك ؟ .
الشيخ : هذه المشكلة يا أخي التي نحن ندندن حولها دائما وأبدا .
السائل : وهل نحن فضيلة الشيخ مخاطبين بجزئيات أم بالدين كامل الآن حتى نسير إذا رأينا إنسان ندعوه إلى التوحيد بحيث إذا رأيناه يرتكب فاحشة أو منكر لا نقول له لكي في البداية نربيه أم نقيم الحجة عليه ؟ أفيدونا بارك الله فيكم .
الشيخ : معنى كلام هذا الرجل الذي تشير إليه أننا اليوم في العهد المكي ، وهذا كلام خطير جدا ، أظن أنه إذا ذكر هو به , وتبينت له خطورته تراجع عن دعواه الباطلة ؛ لأن معنى هذا الكلام أننا إذا رأينا إنسانا لا يصلي ندعه وضلاله ، رأينا إنسانا آخر يزني كذلك ، يشرب الخمر إلى آخره ، لماذا ؟ لأن هذه الأشياء من المحرمات حرمت في العهد المدني ؛ أما العهد المكي فهو تركيز الدعوة حول التوحيد فعلا ؛ ما أظن هذا الإنسان يصل به الجهل والحماقة إلى أن يلتزم هذا الإلزام الذي نلزمه به ؛ لأنه معنى كلامك يا شيخ بأننا نحن الآن في وضع أشبه شيء بالوضع المكي ؛ فنحن لسنا مكلفين بشيء سوى التوحيد ، وهذا كفر لا يقول به مسلم على وجه الأرض إطلاقا ، هذا شيء .
والشيء الثاني : هل هم صحيح يقومون بالدعوة إلى التوحيد ؟ هل هم يعرفون التوحيد ؟ نحن ذكرنا آنفا كلاما موجزا , هم ينكرون على من يبحث التوحيد إذا ما انطلق معهم , لأن المشكلة عندهم أن لا تبحث في موضوع يثير الخلاف بين الحاضرين ؛ ولذلك هو يقول لك لو كانت دعوتكم دعوة حق كان الناس ما نفروا منكم ؛ وهذا دليل من عشرات الأدلة على جهل هؤلاء الناس ؛ ولذلك فهم حينما يخرجون بزعمهم للدعوة في سبيل الله فهم ما عرفوا سبيل الله حتى يدعوا إليه ، وكما يقال في الأمثلة القديمة : " فاقد الشيء لا يعطيه " .
لقد جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عرضت علي الأمم فرأيت في الأفق سوادا عظيما فقلت : ما هذا ، قال : هذا موسى وقومه ) يعني اليهود أمة كبيرة جدا ( فنظر الجانب الآخر فرأى سوادا أعظم فسأل عن ذلك قال : هذه أمتك ) فقال عليه السلام وهنا الشاهد : ( ثم عرض على النبي ومعه الرهط والرهطان , وعرض علي الرجل والرجلان , وعرض علي نبي وليس معه أحد ) وهؤلاء كلهم أنبياء ، نقصد مش مثل حكايتنا , يعني يجوز الواحد منا يكون جاهل , يتعلم كم مسألة وعامل حاله داعية ، بجوز يكون أسلوبه سيء , فبدل ما يجلب الناس إلى الإسلام فيصدق عليه قول الرسول عليه السلام : ( إن منكم لمنفرين ) الأنبياء منزهون عن مثل هذا الاحتمال ؛ فهم مصيبون في أفكارهم وفي دعوتهم , وموفقون في أسلوبهم ؛ لماذا اختلفت هذه النتائج ، موسى عليه السلام أمة سدت الأفق ، الرسول عليه السلام طبعا أمته أعظم وأعظم ، نبي معه الرهط والرهطان ، والنبي معه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد ؛ هل معنى ذلك أن أسلوب هؤلاء اختلفت ودعوتهم اختلفت ؟ طبعا لا ؛ ما معنى اختلاف ثمرة دعوة هؤلاء الأنبياء وهي دعوتهم دعوة واحدة ؟ السبب أن الأرض التي كانوا يحرثون فيها ويزرعون فيها أرض غير صالحة لا تنبت .
السائل : يقولون توحيد توحيد توحيد إن الله لن يسألنا عما في العقيدة الطحاوية .
الشيخ : شايف شلون , هذا الذي نشير إليه ، هو آنفا قلت أنت ...
السائل : العهد المكي , نعم في مناقضات كثيرة .
الشيخ : أنا أقول لك والعهدة على الراوي الذي قلت آنفا أنه قبل كل شيء بدنا ندعوا التوحيد ، وهم لا يعرفون التوحيد ؛ والآن هم نقضوا دعواهم بأنفسهم , هم لا يدعون إلا أشياء معروفة عند الناس ومسلم بها أنه لا تزني ولا تشرب الخمر إلى آخره ، مع ذلك يقول لك لا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر ؛ نحن لا يجوز لنا إلا أن نتبنى الإسلام كلا لا يتجزأ ، لا يجوز لنا أن نتبنى الإسلام إلا كلا لا يتجزأ بأصوله وفروعه , بعقائده وأحكامه , بسلوكه وآدابه ؛ ولكن لاشك أن الإسلام دائرة واسعة جدا , ولا نستطيع أن نتصور نبيا بعد نبينا عليه الصلاة والسلام يحيط بالإسلام فهما وتبليغا وعملا مثله ، هذا أمر مستحيل ؛ ولكن كل واحد من علماء المسلمين له حظ من هذه الدعوة , وواجب عليه ما بلغه من العلم أولا أن يعمل به , وثانيا أن يدعوا الناس إليه , وإلا القول هذا الذي ذكرته في الحقيقة هو من الأشياء التي تستنكر على هؤلاء , ونحن ننصحهم بأن يجلسوا في المساجد ويدرسوا العلم , ويتفهموا القرآن , ويدعوا الناس بعد ذلك إلى ما تعلموه من علم ؛ أما هكذا يخرجون لا يفقهون من الإسلام شيئا فهم أضر على الإسلام من الذين لا يدعون إلى الإسلام ؛ فنسأل الله عزوجل أن يعلمنا ما ينفعنا , وأن يوفقنا للعمل بما علمنا , وأن يزيدنا علما ؛ والسلام عليكم  ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : ...
السائل : بالنسبة ...
الشيخ : ما يجوز ، خاتم النحاس ، خاتم الحديد , خاتم الذهب كله حرام , ما سوى ذلك من المعادن يجوز سواء كان ثمينا أو رخيصا ؛ واضح ؟.
السائل : ...
الشيخ : قلت لك كلام جامع ما فيه , خاتم النحاس ...
السائل : الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في بعض الأحيان كأنه طفل صغير لا يتكلم ولا أبدا كأنه تلميذ ، بعد ما يروح الشيخ يطلع هو على المنبر ويصير يتكلم ويقول نكت ؛ مرة كنا عند نسيبه قلت له : أنت ليش لما يأتي الشيخ هنا إذا كنت مخلص وصادق وتريد الحق ليش ما تيجي وتجتمع مع الشيخ ؟ لما يكون الشيخ موجود ما تتكلم أبدا ، بعد ما يروح الشيخ تطلع على المنبر وتصير تتكلم وتندد بالشيخ وكذا , هذا يدل على عدم الإخلاص ، تكلمت معه كلام قاسي جدا ...
الطالب : للأسف هذا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة له اسم كبير جدا , لكن في الواقع سبحان الله ما له شيء في صناعة المحدثين ، فقط في الأشياء النظرية التي أخذها من الرفع والتكميل وقواعد التهانة , وهذه الكتب التي حققها , وإلا ما فيها شيخنا ... ؟ .
الشيخ : هذا هو ، لا أكيد هو الرجل , وبعدين هو تعلقه بالكتابة في الحديث على عجره وبجره في الآونة الأخيرة .
الطالب : سمعت شيخنا أن عبد الفتاح أبو غدة فصلوه من الجامعة , علمت هذا أو سمعت بهذا .؟ .
الشيخ : لا .
الطالب : لأنه أيام ما كان الشيخ أبو بكر ... مع الشيخ الصباغ وهؤلاء يعني أنه هم فصلوه , ولعل الأثر الأكبر رسالة الشيخ بكر أبو زيد شيخنا , في براءة أهل السنة , قرأتموها شيخنا ؟ .
الشيخ : أي نعم .
الطالب : يعني قوية على قلة عبارتها ، الشيخ ابن باز له مقدمة فيها أقوى في الطبعة الثانية : " براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة " الشيخ بكر أبو زيد كاتبها ، والشيخ ابن باز سبحان الله وطبع منها أكثر من خمسين ألف نسخة شيخنا , يعني وزعت جزاهم الله خيرا .
الشيخ : ما شاء الله . هو يعني بقي هناك أكثر من المفروض .
الطالب : طبعا لاشك .
الشيخ : لكن كان مدعوما من الجماعة السوريين الذي لهم مراكز هناك , وإلا المشايخ من زمان نبذوه نبذ النواة , لكن صاير في اتجاهين اتجاه سياسي واتجاه ديني.
الطالب : عبد الله التركي رئيس الجامعة هو الذي كان حاطط كل ثقله والدواليبي طبعا ؛ شيخنا هل قرأتم بحث الدواليبي حول الربا وهذه القضايا ؟ .
الشيخ : ما أذكر أني قرأت شيء من ذلك , البحث جديد أم قديم ؟ .
الطالب : هو أنا شفته من سنتين ثلاثة أو حتى أكثر لعله , لكن قريبا نفس البحث نشرته جريدة اللواء الأردنية باسم دكتور آخر كاتبين من علماء السعودية وكذا ، وهو اسم مستعار لا أصل له , وأنا موقن أنه هو الدواليبي نفسه ؛ لأني أنا قارنت.
الشيخ : هو الدواليبي لا علم عنده في الشريعة إطلاقا , دراسته في التاريخ ومعه شهادة حقوق , هو سوري حلبي .
الطالب : ...
المؤذن يؤذن في مجلس الشيخ الألباني رحمه الله ثم تقام الصلاة .
الشيخ الألباني يؤم الناس في الصلاة ويقرأ : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )) إلى نهاية السورة . (( والضحى والليل إذا سجى )) إلى آخرها .
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " من جهة اليمين ، " السلام عليكم ورحمة الله " من جهة اليسار  .
الشيخ : نعم .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
الطالب : كيف حال شيخنا ؟ .
الشيخ : الحمد لله بخير .
الطالب : إن شاء الله أنتم بخير يا أستاذي , كيف صحتكم اليوم إن شاء الله أحسن ؟ .
الشيخ : ماشي الحال والحمد لله .
الطالب : نسأل الله سبحانه وتعالى لك الشفاء يا أستاذي .
الشيخ : كيف حالك أنت ؟ .
الطالب : الله يبارك فيك ويحيك شيخنا .
الشيخ : كيف الجميع ؟ .
الطالب : والله كل الإخوة بخير ويسلمون عليك .
الشيخ : عليك وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : شيخنا في سؤال واستفسار .
الشيخ : تفضل .
الطالب : الله يجزيكم الخير .
الشيخ : الله يحفظك .
الطالب : السؤال أحد الإخوة يسأل عن مسألة الجمع إذا جاء في العشاء وأدرك معهم ثلاث ركعات مثلا وهي المغرب بالنسبة له ؛ فهل يجوز إذا سلم الإمام وكان منفردا هو أن يتمم الجمع عشاء ؟ .
الشيخ : هكذا الظاهر ، مادام حضر المسجد , هكذا الظاهر ، مادام حضر المسجد .
الطالب : جزاك الله خيرا يا أستاذي .
الطالب : أما الاستفسار شيخنا فهو بالنسبة لفهارس الصحيحة .
الشيخ : فهارس الصحيحة ؟ .
الطالب : الخامس الذي أنا أشتغل فيهم الآن , بالنسبة لفهرس الأحاديث الضعيفة شيخنا , قد يكون الحديث حسنا لغيره ، ففي بعض ألفاظ تجيبها أنت ضعيفة , فكيف العمل بالنسبة لهذه ؟ .
الشيخ : الذي فيه ألفاظ ضعيفة يحشر في الضعيف .
الطالب : إذا لم يكن له شاهد طبعا .
الشيخ : طبعا هذا مفروغ منه ؛ أينعم وغيره .
الطالب : بس هذا السؤال يعني كنت حاب أستفسر .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
الطالب : الله يجزيك الخير شيخنا , وهذا أبو أحمد بده يحكي معكم .
أبو ليلى : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : بدنا نسلم عليكم فقط شيخنا .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
أبو ليلى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

الشريط بصيغة mp3 

المصدر : ( من هنا )

العودة إلى قائمة الأشرطة

0 التعليقات:

إرسال تعليق