السبيل إلى العزة والتمكين

الأربعاء، 3 فبراير 2016

سوء الظنّ

قال الشيخ العثيمين فـي شرحه لـ{حلية طالب العلم } :

{فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة ، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفـــك سوء الظن به ،لكن مع ذلك عـليك أن تتحقق حتى يزول مـا في نفسك من هذا الوهم ، لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بنــــــــاء على وهم كـاذب لا حقيقة له.
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن }{الحجرات :12} ، و لــــــــــم يقل كل الظن ، لأن بعض الظنُـــــــــــــون لـها أصل و لهـا مبرر {إن بعض الظن إثمٌ }{الحجرات :12} و لـــــــــــيس كل الظن ، فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير هذا لا شك أنه إثم ، و الظن الذي لا مستند له ، هو أيضا إثم .}ا.هــ

**********************************************************************

نصيحة لمن يسيء الظن بالناس
يصور نفسه-سماحة الشيخ- بأنه سيء الظن بكثير من الناس بما تنصحونه؟
يقول الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) متفق على صحته، فالواجب عليك أيها السائل أن تتقي الله وأن لا تسيء الظن بالناس إلا بشروط، بأسباب، أما سوء الظن مطلقاً فهذا غلط وليس لك ذلك (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) لكن من ثبت لديك بالبينة العادلة أو بالمشاهدة أنه يقف موقف التهم، ويجلس مجالس التهم، هذا هو محل سوء الظن، وإلا فاتق الله، واحذر سوء الظن في الناس وعليك بحملهم على أحسن المحامل ما لم تجد خلاف ذلك، ما لم تعلم خلاف ذلك، وعليك أيضاً أن تبتعد عن مخالطة من تتهمهم وتسيء بهم الظن لفسادهم وإعراضهم عن دين الله، ابتعد عنهم واختلط بأهل الخير والاستقامة، والتمس لك جلساء صالحين فإذا لم تجد فالزم بيتك؛ إلا وقت الصلاة تخرج وتصلي مع المسلمين، وابتعد عن مخالطة الأشرار، واتق الله حتى تجد الصاحب الطيب والجليس الصالح، أما سوء الظن بالناس بغير علة ومن غير سبب هذا لا يجوز؛ بل هو مخالف لقوله سبحانه: (اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).
____________
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
**************************************************************************
سوء الظن من أمراض القلوب فما حقيقته وأسبابه وطرق علاجه؟ عنوان الفتوى
سماحة الشيخ صالح الفوزان اسم المفتى
16355 رقم الفتوى
03/09/2003 تاريخ نشر الفتوى على الموقع
نص السؤال
سوء الظن من أمراض القلوب فما حقيقته وأسبابه وطرق علاجه؟
نص الفتوى
الحمد لله
سوء الظن فيه تفصيل على النحو التالي:
1ـ سوء الظن بالله تعالى كفر، قال تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [سورة آل عمران: آية 154.]، وقال تعالى في المنافقين: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [سورة الفتح: آية 6.].
2ـ سوء الظن بالمؤمنين والأبرياء وهذا لا يجوز، لأنه ظلم للمؤمن والمطلوب من المسلم حسن الظن بأخيه المسلم، وسوء الظن بالمسلم يسبب البغضاء بين المسلمين.
3ـ سوء الظن بأهل الشر والفساد وهذا مطلوب؛ لأنه يسبب الابتعاد عنهم وبغضهم.
سحاب
************************************************************

هل الضجر من سوء الظن بالله - يجيب الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
من درس شرح كتاب مختصر زاد المعاد للإمام محمد بن عبد الوهاب - الأحد 13_03_1433_هـ

للاستماع ( من هنا بارك الله فيك )
للتحميل ( من هنا بارك الله فيك )
الدرس كاملا ( من هنا بارك الله فيك )
سحاب

*******************************************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله
السؤال :
هل الاحتياط في عدم الترويج لبعض من ظهرت منه مواقف وكلمات فيها نظر حتى يتضح أمره ، هل يعتبر هذا الفعل صوابا أم لا ؟
الجواب :
أولا : أقول : لا يجوز سوء الظن بأهل السنة والجماعة الذين هم متمسكون بها والموالون لأهلها والمجالسون لهم والمبتعدون عن أهل الأهواء والبدع .
ويجوز سوء الظن بمن أتى بأسبابه ، كمن تراه يغضب إذا ذكر أهل البدع وتكلّم فيهم وحذر منهم تحذيرا عاما ، أو تسمعه يدافع عنهم جماعات أو أفرادا ، أو دلّت قرائن يتبين منها أن الشخص مميّع لمنهج أهل السنة ، فلا تروج له ولا ترشد إلى الأخذ عنه حتى تتبين لك سلامته فترشد طلاب العلم إلى أخذ العلم عنه ، أو يتبين لك موالاته لأهل البدع ولو بالترويج لهم وعدم الإنكار عليهم فاحذره وحذر منه ، وحقا ما قاله الشاعر :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة ـ ـ ـ ـ وإن خالها تخفى على الناس تعلم

فمثل هذا ومن ماثله تبين له أيها الداعية خطأه بيانا واضحا جليا ، وتورد له الأدلة التي يتميز بها الخطأ من الصواب ، ثم انظر إلى أي فرقة يزحف ، وأي جماعة يألف ، ومع من يغدو ويروح ، واعلم أن من أخفى على أهل السنة بدعته ، فلن تخفى عليهم ألفته .
المصدر :
شبكة سحاب السلفية
الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية (ص : 93)
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله .

*********************************************************
قال العلامة ربيع حفظه الله في ردّه على المأربي في "نقمة أبي الحسن على أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه:
ولنعط لمحة عن سوء الظن وحسن الظن .
حسن الظن المهلك هو حسن الظن بأهل الباطل كفاراً كانوا أو مبتدعة أو فساقاً.
فالذي حمل الكفار على تكذيب الرسل والكفر الغليظ بهم وبما جاؤا به إنما هو سوء الظن بأهل الحق ، وهم الأنبياء وأتباعهم وحسن الظن بآبائهم وأديانهم الباطلة الكفرية .
وأهل البدع مثل الروافض والخوارج والصوفية والمرجئة والقدرية وأمثالهم وأهل التحزب الباطل إنما أهلكهم حسن الظن بشيوخهم ورؤسائهم وعقائدهم الفاسدة ولهذا حذر الرسول والصحابة والسلف منهم ومن الفساق والكذابين فلم يأمنوا أهل البدع على دينهم ولم يقبلوا روايات دعاتهم حماية للأمة والدين من غشهم وخيانتهم وكذبهم .
كما أهلكهم سوء الظن - من جهة أخرى- بالحق وأهله ، وأبو الحسن له ولأتباعه نصيب من حسن الظن المهلك ، وسوء الظن المهلك على الوجه الذي ذكرناه .
وللصوفية قصص عجيبة وغريبة في باب حسن الظن بشيوخهم منها – أنه يجب عليك حسن الظن بالشيوخ ولو رأيتهم يرتكبون الفواحش ، من شرب الخمر والزنا وترك الصلاة والصيام ، فلا يجوز في شريعتهم أن تسيء الظن بالشيخ مهما فعل من الأفاعيل ، وهم سائرون مع شيوخهم على هذا المنهج ويسيئون الظن ويعادون من ينقد شيوخهم وأباطيلهم وشركياتهم ، ويقولون لا تعترض فتنطرد .
ومن طرائف قصص النقشبندية الصوفية أن شيخ النقشبندية حكى قصة طاعته لشيخه وحسن ظنه به وأدبه مع الكلاب .
قال أمرني شيخي برعاية الكلاب فرعيتها أظنه قال ثمان سنين ثم قال لي إرع كلاب الحضرة فرعيتها وكان فيها كلب قال لي شيخي أنه سيحقق الله لك خيراً كثيراً على يد هذا الكلب فكنت أتأدب مع هذه الكلاب ولا أمشي أمامها فلما كان ذات يوم رأيت ذلك الكلب مستلقياً على ظهره رافعاً يديه إلى السماء وهو يبكي ويئن فرفعت يدي أؤمن على دعائه .
وهكذا يفرض أهل الضلال حسن الظن على أتباعهم أشباه الأنعام حتى إنهم ليأمرونهم بحسن الظن بالفجار والكلاب .
ونـزه الله أهل السنة عن سوء الظن بأهل الحق وأهل السنة ، وعن حسن الظن بأهل الباطل ولضلال فإنه من الأسباب المردية .
أسأل الله أن يعافي هذه الأمة وخاصةً شبابها من سوء الظن المذموم وأن يرزقهم حسن الظن المحمود ، حسن الظن بالله وبكتابه ورسله والملائكة وأهل الحق وأن يرزقهم التمييز بين أسباب الخير والسعادة وأسباب الشر والشقاء إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
"مجموع فتاوى العلامة ربيع ج13 /363ـ 364"

سحاب

0 التعليقات:

إرسال تعليق