السبيل إلى العزة والتمكين

الأحد، 6 مارس 2016

الإخوان المسلمون ليسوا من أهل السنّة


الإِخْوَانُ المُسْلِمُونَ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ

 مُحاضرةٌ لفضيلة الشّيخ:
عبد العزيز بن يحيى البُرعيّ -حفظَهُ اللهُ-

لتحميل المُحاضرة: من هُنَا

التّفريغ:


إنّ مِن محاسِنِ سُنّة رسول الله –صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- أن ينتسبَ لها من ليسَ من أهلِها، وإنّ من شُؤمِ البدعة أن يتبرّأ منها من كان من أهلِها.
ولهذا معشر الإخوة: لا تجدُ مُبتدعًا عبر التّأريخ حكَم على نفسه بأنّه مُبتدع فيما نعلَم، فالسُّنّي رافِع الرّأس بحمدِ الله، والمُبتدع على رأسه الصّغار والذّلّة، وهذا من فضلِ الله ورحمته.

وقد كُنّا منذُ فترةٍ يعتبرُ المُبتدعة كلمة: "أهل السُّنّة" مذمّة ومنقصة وأهل السُّنّة صابرون لِعِلمهم بحقيقة الأمر وأنّ السُّنّة ترفع الرّؤوس ولا تخفضُها، فجرى ما جرى حتّى أحبّ النّاس السُّنّة وانتشرت فتملّقها من ليس من أهلِها؛ وأصبح بعض المُبتدعة يقول للنّاس: أنا سُنِّي وما هُو بِسُنِّي! لكن رأى أنّ باطِلَه سَيَؤُوج إذا قال للنّاس إنّه سُنِّي؛ رأى أنّ باطله سَيَمُوت إذا قال للنّاس: أهل السُّنّة ليسوا جيّدين؛ فاضطُرّ أن يُلقِّب نفسه بأنّه سُنِّي وأن يتمسّح بالسُّنّة وإلاّ فكانت عندهُم بالأمس موضع السُّخرية وموضع الاستهزاء، نعم.

نسمعُ بعض الأصوات في هذه الأيّام من يدّعِي بأنّ الإخوان المُسلِمين من أهل السُّنّة! والحمدُ للهِ إخواننا أهل السُّنّة يعلَمُون بُعدَ الإخوان المُسلمين من أهل السُّنّة، إلاّ أنّني في هذا المجلِس المُبَارك أُريد أن أذكُر بعض الأمور التِي تكونُ مجموعةً في موضعٍ واحد وإن كانَت معروفةً مُتفرِّقة عندَ طلبة العلم التي تدلُّ على بُعدِ الإخوان المُسلِمين عن أهل السُّنّة وبُعدِهم عن السّلفيّة وعمّا عليه السّلف الصّالح في العقائد وفي منهج الاستدلال، نعم أيُّها الإخوة.

وتعلمُونَ حفِظكُمُ الله- أنّ عُلماء الإسلام هُمُ المِعْيَار؛ عُلماء الإسلام هُمُ المِعْيَار الذينَ يُقاسُ النّاس بِهِم ويُعرَف بهم المُحقُّ من المُبطِل، فالكِتاب والسُّنّة حَملهُ العُلماء؛ قال الله عزّ وجلّ:﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الذِينَ أُوتُوا العِلْمَ﴾ ؛ وقال:﴿وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.

فَلِهَذا: إذا سمعتَ بمبدإ من مبادئ الإخوان المُسلِمين التي تدلُّ على أنّهُم ليسُوا أهل سُنّة فَانظُر أينَ عُلماء الإسلام من ذلك المبدأ لِيتّضح لك بُعد الإخوان المُسلمين عن السّلفيّة وعن السُّنّة.

أوّلاً:
مُؤسِّسُوا الإخوان المُسلِمين وقادتُها صوفيّة وهذا معروفٌ ومُتداول، فحسن البنا صوفيّ مُبايِع على الطّريقة الحُصافية ليس بِسُنِّي وهُو في عقيدته مُفوِّض كما ذكر ذلك فيما أذكر في كتابه: "العقائد" في رسالة: "العقائد" له، نعم.

وكذلك عُمر التّلمساني صوفي وحسن الفُضيلي وتلك الشّلّة كُلّها ما هُم إلاّ صوفيّة، وأميرُهُم السّابق أو الأسبق في سوريا أبو غُدّة الذي هُو سائرٌ على نهج شيخه الكوثريّ في العقيدة مُعتزليُّ العقيدة، وسعيد حوى صوفي خُرَافي وعُرِف ذلك في كتابه: "تربيتنا الرّوحيّة" وغيره؛ وكتابه: "تربيتنا الرّوحيّة" الذي يقول فيه: إنّ الرّجل من أتباع السّيّد الرّفاعي يُضرب بالسّيف في صدره فيخرج من ظهره لا يضُرّه ذلك كرامة للسّيّد الرّفاعي! فردّ عليه من ردّ وقال: لِمَ لا يحصُلُ هذَا لغير الرّفاعيّة كرامةً لمُحمّد –صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم-! واحد من عوامّ المُسلِمين أو من أفراد المُسلِمين لم لا يُضرب بالسّيف في صدرِهِ ويخرُج من ظهره فلا يضرّه كرامة للنّبيّ –صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم-! ومع ذلك كتابه: "تربيتنا الرّوحيّة" دُرِّس في جامعة الإمام التّابعة للإخوان المُسلِمين هُنَا في اليَمَن والعجب أن يُدرِّسه مُحمّد الصّادق المُغلّس هذا الذي له إنكار على الإخوان المُسلِمين في مسائل! ودرّس هذا الكتاب!
وهذا الرّجل –باركَ اللهُ فيكُم- يظهَر في كلامِهِ الغرابة أنّ الصّادق المغلّس درّس كتاب: "تربيتنا الرّوحيّة" ويُعتبر بصمةً في حقِّه ودليلاً على بُعدِه عن السّلفيّة؛ نعم، وله كلامٌ كتبه أخيرًا في الانتخابات والتّكفير يفوح في كلامِهِ؛ نعم –بارك اللهُ فيكُم-.

فمن هُنا: إنّما الجماعة بقادتِهَا فقادةُ الجماعة صُوفيّة ومعتزلة وغير ذلك فكيف يكونُونَ أهل سُنّة؟! ومن بعدهُم إنّما هُو تابعٌ لهُم وسائرٌ بسيرهم إن أعجبهُ أن يسيرَ وراءهُم وإلاّ فصل نفسه من الجماعة أو فصلوه وانصرف وانتهى.

ثانيًا:
سعيُهُم للتّقارب مع الشّيعة الرّافضة! وانظروا معشر الإخوة إلى هذَا المنهج الذي أسّسه حسن البنا التّقارب مع الرّافضة! أينَ يكُون من منهجِ أهل السُّنّة؟! ومَن سَبَقَهُ من أهل السُّنّة إلى أن يأتِيَ بهذا المنهج المُنحرِف الدّعوة إلى التّقارب مع الرّافضة؟! وعلى وجه الخُصوص هُو يخصّ: رافضة إيران! يخصّ شيعة إيران! وحُبّه لهُم حاصل! وحُبّ أتباعه لشيعة إيران حاصِل! وتأيِيدُهُم للخُمَيْنِيّ معروف ولا يزالون إلى الآن يُدافعون عن الرّافضة! والرّافضة يَسُبُّون الصّحابة ومن لم يَسُبّوه ظلموه بِنِسْبَة السّبّ إليه فهُم ظلمةٌ على كُلِّ حالٍ ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾ وليس هذا بقديمٍ فقط بل إلى وقت الحاضر وهُم لا يزالُون يَسْعَوْن في التّقارب مع الرّافضة، وقبلَ عامَيْن أو قريبًا من عامَيْن يتمُّ التّقارب بين الإخوان المُسلِمين في المملكة ورافضة المملكة مُتمثِّلاً في: سلمان العودة وعوض القرني مع حسن الصّفّار الرّافضيّ الباطنيّ لَيْسَ بِشيعِيٍّ فقط بل هُو باطنيّ! وهذا يدُلّك على أنّ الإخوان المُسلِمين مُستعدّون أن يُنسِّقُوا حتّى مع الباطنيّة.

ولفتةُ نظر: فإنّ الباطنيّة في المملكة موضوعين في إطار خاصّ يعني: مُضيّق عليهم؛ معلومٌ أنّ الدّولة لا تُحِبُّهم والعُلماء السّلفيُّونَ لا يُحِبُّونَهُم بًل يَكْرَهُونَهُم ويعلمونَ أنّهُم على باطلٍ، فالذي يترُك الدّولة ويترُك عُلماء الإسلام في المملكة ثُمّ يذهب يُنسِّق مع الرّافضة ضدّ من؟! هذا واضح جليّ؛ يُنسِّق ضدّ من؟! لا إشكال أنّه ضدّ الدّولة وضدّ العُلَماء عُلماء التّوحيد، فالذي يذهَب يُنسِّق مع الرّافضة تاركًا عُلَماء الإسلام أيَكُون هذا سُنِّيًّا؟! أهذا هُو منهج أهل السُّنّة؟! أينَ الذينَ يقُولون بأنَّ الإخوان المُسلِمين أهل سُنّة وهُم يتقاربون مع الرّافضة! ابحثوا في تاريخ الإسلام تاريخ عُلَماء الإسلام عبرَ العُصور؛ هل كانَ من أيّام الصّحابة فمن بعدهُم هل كان للعُلماء مدح أو ثناء أو تقارب أو غضّ طرفٍ عن الرّافضة!! السُّنّة مَن التي يُراد إدخال الإخوان المُسلِمين فيها؟! سُنّة من؟! ليأتُوا لنا بمثال عبر العصور أنّ واحدًا من عُلَماء السُّنّة المُعتَبرين دعا إلى التّقارب مع الشِّيعة! ثمّ ليأتونا في الوقت الحاضر مَنْ مِنَ عُلماء الإسلام الذي أيّد التّقارب مع الرّافضة.

دُعِي مُحبّ الدِّين الخطيب –عليه رحمةُ اللهِ- ليكون في هذه الجمعيّة أو اللّجنة المُقرّرة للتّقريب بينَ السُّنّة والشِّيعة قام يبحث ويُحاوِل فخرج بكتابه: "الخطوط العريضة للمبادئ التي يسير عليها الشّيعة" وتكلّم أنّه لا يُمكِن وفعل مُقارنة واقرؤوا كِتَابه: "الخطوط العريضة" وهُو موجودٌ لديكُم في المكتبة.

بناءً على هذا: لو نظَرْنَا إلى مبدأ التّقارب وحدَهُ بين الشِّيعة والإخوان المُسلِمين لَعَلِمْنَا بهذا البند وحدَهُ أنّ الإخوان المُسلِمين ليسُوا من أهل السُّنّة، ولكن يُلبِّس أُناسٌ على عوامّ المُسلِمين من أجل أن يَرُوج باطل الإخوان المُسلِمين.

ثالثًا:
من دَخل مع الإخوان المُسلِمين وكان قبل دُخوله معهُم سُنِّيًا فإنّه لابدّ أن يترسّم خُطى الجماعة ويجعل ولاءه وبراءه لجماعة الإخوان المُسلمين لا للسُّنّة التي كان عليهَا قبل دُخولِهِ معهُم، وينبني على ذلك أمران:

الأوّل: أنّه يُبغِضُ أهل السُّنّة ويحذرهُم ويُحذِّرُ منهُم ما دامُوا خارج جماعته عُلماء كانُوا أو طُلاَّب علمٍ وهذا واضحٌ جليّ فيما عليهِ الإخوان المُسلِمون في نظرَتِهِم اتّجاه أهل السُّنّة، وبعضُهم درَس في الجامعة الإسلاميّة وبعضهم درس في جامعة الإمام محمد بن سعود وتربّوا على عقيدة سلفيّة وبعد ذلك انتقلوا إلى الإخوان المُسلمين وأصبحوا أعداءً لأهل السُّنّة يُبْغِضُونَهُم ويَحْذَرُونَهُم ويُحذِّرون منهُم؛ أهكذا منهج أهل السُّنّة؟! أو يُسمّى من كان بهذه الشّاكلة سُنِّيًّا؟! لكنّه ما دام دخل في جماعة الإخوان المُسلِمين لابُدّ أن يرضخ لهذه الشّروط والعقائد والمبادئ.
لكن إذا رجل مثلاً كان قبل دخوله مع الإخوان المُسلِمين سُنِّيًّا ثمّ دخل مع الإخوان المُسلِمين! تقول له: يا أخي عندنا رجل يَسُبّ أبا بكرٍ وعُمَر؛ رافضيّ؟! يقول لك: اتّقِ الله لا تفرِّق جماعة الإخوان المُسلِمين، يا أخي: يَسُبّ الصّحابة يسُبّ معاوية يسبّ عمرو بن العاص؟!! قال: لا تفرِّق المُسلِمين اتّق الله سُبحان الله!-، تأتيه تقول: عندنا شخص يَسُبّ حسن البنا وسيّد قطب؛ قال: أعوذ بالله هذا عدوّ الله؛ هذا خبيث، يَا سُبحان الله! هذا الذي تربَّى على عقيدة سلفيّة احتاج أن يتنازل عنها عندمَا دخل في منهج الإخوان المُسلِمين؛ أهذَا هُوَ منهج أهل السُّنّة؟! أَيُحْكَم بمثل هذه أنّه سُنِّي؟! بهذا نُردّ ويُعرَف للذي يقول: الإخوان المُسلِمون في مصر ليسوا أهل سُنّة لأنّهم صوفيّة؛ والإخوان المُسلمون في اليمن والمملكة أهل سُنّة!!
أنا أُريد من يأتِي بصفحة بخطِّ رجل من الإخوان المُسلِمين في اليمن والمملكة ينقُد حسن البنا أو سيّد قطب؛ أينَ هُو؟! وهذا يدُلّك على أنّه ترك غيرته على السُّنّة جانبًا وأصبحَ بعيدًا عن السُّنّة، هذا جانب.

الأمر الثّانِي: بينما أنّه يُبغِض من كان من أهل السُّنّة خارج الجماعة فلابُدّ أن يُحِبَّ من كان داخلَ الجَماعة كائنًا من كان؛ سواءٌ كانَ على عقيدة شيعيّة أو صوفيّة أو معصية أو نحو ذلك ولو كان عنده عقائد شركيّة! لابُدّ أن يُوالِي من في جماعتِهِ! ولابُدّ أن يُحِبّه وأن يُناصِرَه! والعِبْرَة عندَهُ والميزان: تعمّق الرّجل داخل جماعة الإخوان المُسلِمين وحبّه لهم وولاؤه لهم فبمقدار ولائه للإخوان المُسلِمين يُحبّه! بغضّ النّظر عن عقيدته! بغضّ النّظر عن طاعته ومعاصيه!

يا إخوة:
يُنتقدُ علينَا لماذا نُحاسب على السُّنَن ويُمدح الإخوان المُسلمون بارتكابهم المعاصي!! أين هذه من تلك! فإذا جئت تتمثّل في السُّنّة؛ يقول لك: يا أخي ما هو وقت هذه السُّنّة؛ السُّنّة هذه أنت تعضّي بينك وبين إخوانك؛ تمسّكك بهذه السُّنّة يُفرِّق بينك وبين النّاس، ثمّ في المقابل يعتبرون بنطلون وكرافتت عمرو خالد ولحيةً محلوقَة دعوة إلى الله وسُنّة! فتُمدَح المعاصي داخل الإخوان المُسلِمين وتُذمُّ السّنن المعمول بها داخل أهل السُّنّة؛ هذا هُو منهج أهل السُّنّة؟! سُنّة من هذه التي يكون فاعل هذه الأعمال سُنِّيًّا؟! سُنّة من؟! أَعَلَى هذا عُلماء الإسلام قديمًا وحديثًا؟
!

يا إخوة:
يحضُر أمام عمرو خالد ومن على شاكلته أكثر من هذه الأعداد أو مثلها والرّجال والنّساء خليط سواد ببياض! العبايات والثّياب واللّحى والغُتَر وغير ذلك رجال ونساء! وانظروا إلى صُورهم في الجرائد منشورة حريمًا ورجالاً؛ أبهذا يُصلَح النّاس؟! أهذه دعوتنا إلى الله تبارك وتعالى؟!

إنّما المقصود: أنّه ما دام الرّجل في جماعتهم فهُو الممدوح؛ هذا شرطٌ على من دخل في جماعتِهِم أن يُحِبَّ من في الجماعة ولو كان على بِدعةٍ أو معصية أو شركيّات، وأن يُبغِض من كان خارج الجماعة وأن يحذَره ويُحذِّر منه مهما كان في التّمسّك بالسُّنّة والدّعوة عليها؛ هذا مبدؤهم لمن يدخل معهم وهُو على سُنّة قبل الدّخول.

أمّا إذا دخل معهم وهُو مبتدع؛ إذا دخل معهم وهُو مُبتَدِع فاسد العقيدة فلا يُشدِّدون عليه ولا يشترطون عليه عدم الدّعوة إلى مبدئه بَل يُعطونَه راحته؛ يدعو إلى تصوّفه كما يشاء! يدعُو إلى تشيّعه كما يشاء! يدعُو إلى الاعتزال كما يشاء! يفعل ما يُريد! وهُو محميٌّ محروس، ورُبّما إذا خافوا المشاكل طلبوا منهُ ألاّ تحدُث من قِبَله مشاكل كما قال طارق السُّويدان: "سُبّ أبا هُريرة في بيتك!" يقول لشيعيّ: "سُبّ أبا هُريرة في بيتك!" إذن: قد أذِن بِسَبّ أبي هريرة؛ لكن يقول: سبّه أمام النّاس يُثير علينا النّاس! مكانك لا تترك سبّ أبي هُرَيْرَة لكن سبّه في بيتك! هذا تأييد للمُبتَدعة ورفعٌ من رؤوسهم داخل جماعة الإخوان المُسلمين، بينما الذي على السُّنّة يكون مُوطّأ الرّأس! وتموت عقيدته ولا يلتفت إليها ولا يدعُو إليها! من هُنا تعلَم بُعدَهم عن أهل السُّنّة.

لهذا بارك الله فيكم- أرأيتُم لو عرضنا هذا الكلام على ما عليه الإمام أحمد بن حنبل وما عليه الشّافعيّ والبخاريّ ومُسلِم وما عليه من قبلهم من العلماء كابن سيرين وأيوب السّختياني وغيرهم من العُلَماء أيكون هؤلاء أهل سُنّة؟! أيكون هؤلاء أهل سُنّة؟! أَيُقِرُّون أولئك العُلَماء لهؤلاء المُنحَرفين بأنّهم أهل سُنّة؟! لا يُمكن أن يعدّوهم من أهل السُّنة، ولئن أشكل عليكَ الأمر فانظر إلى عُلماء العصر من يرضى هذه المبادئ؟! من يَحكُم لمثل هؤلاء بأنّهم من أهلِ السُّنّة؟! كلاّ والله؛ لا يحكُمون لهم إلاّ بالبدعة والضّلال.

في شريط الألبانيّ: "لقاء مع سروريّ" عندما كان يقول له على الإخوان المُسلمين أنّهم على سُنّة؛ قال: كيف يكونون من أهل السُّنّة وهُم يُحاربون السُّنة منذ خمسين عامًا، وشريط:"لقاء مع سروري" موجود في مكتبتنا الآن.

الشّيخ ابن باز يقول: بأنّهم من الثّنتين يعني الهالكة.

وكُنت مع الشيخ العبّاد –حفظه الله- فقلت له: الشّيخ ابن باز يقول كذا وكذا؛ فقال: هكذا؟! قلت له: نعم؛ قال: هذا غير صحيح؛ قلت له لماذا؟! هل هُم غير مبتدعة؟! قال: بلى مُبتدِعَة لكنّهم مُلقَّطون من الفرق، فتابع على الحُكمِ بالبدعة تابع على الحُكمِ بأنّهم مُبتَدعة وهكذا غيرهم من عُلماء الإسلام على أنّهم مُبتدعة.

ورُبّما يأتي بعض النّاس ببعض الكلمات لبعض العلماء أو نحو ذلك بأنّهم يُحكَم لكُلِّ واحدٍ على حسب حاله؛ نعم إذا كان هُناك عاميّ مُغرّر به يظنّ أنّهم أهل سُنّة ولكن كذبوا عليه فصدّقهم أنّهم أهل سُنّة هذا ما نحكم عليه أنّه مُبتَدع هذا جاهل مسكين مُغرَّر به، لكن من تحمّل المبدأ ودعا إليه و تقبّل منهم ما يأتون به حقًّا أو باطلاً؛ سُنّة من؟! وهُو مُستعدّ للحقّ والباطل؛ مُستعدٌّ للسُّنّة والبدعة؛ نعم أيّها الإخوة.

ونقول أنّهم هؤلاء العلماء هل هُم إخوان مُسلمون؟ فإن قالوا: لا؛ نقول: أَخَيِرٌ حرموا أنفسهم منه أم شرٌّ نزّهوا أنفسهم عنه؟! وهذا واضح أنّهم أبعدوا أنفسهم عن هذا الشّرّ الذي يسير عليه الإخوان المُسلِمون.

سادسًا:
ممّا يدلّ على أنّهم مُبتَدعة تأييدهم للدّيمقراطيّة وسعيُهُم في تطبيقها، والدّيمقراطيّة تُعتبر معصية لكنّها صارت في حقِّ الإخوان المُسلمين بدعة لأنّهم يتقرّبون بها إلى الله ويدّعون أنّها من ديننا.

يا أيُّها الإخوة: كثيرٌ من الإخوان المُسلِمين كان ماضيهم أشاعرة أو معتزلة أو من أبناء الأشاعرة أو أبناء المعتزلة فتأتي الدّيمقراطيّة في تأييد الخروج على الحاكم فوافقت ما عند آبائهم في عقيدة المعتزلة من الخروج على الحاكِم فرجعوا إليهَا من قريبٍ؛ نعم –بارك الله فيكم-، وأدلّة الكتاب والسُّنّة في بُعد الدّيمقراطية عن الكتاب والسُّنّة وعن دين الإسلام واضحةٌ جليّةٌ؛ يقول الله عزّ وجل:﴿أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ هذا كتاب الله وسُنّة رسوله؛ وهذا إمام أمريكا! وهذه الدّيمقراطية في..أين أذهب بها؟! أضعها في الكتاب والسُّنّة ولاَّ في منهج أمريكا؟! أرجع الولد لأُمِّه الولد للفِراش، إن كانت الدِّيمقراطية من الكتاب والسُّنّة فَاءْتِنا ببراهينها (كلمة لم أفهمها)؛ إن لم تجد براهين رُدّها إلى منهج اليهود والنّصارى حتّى نكونَ من أمرها على بيِّنة.

فالدِّيمقراطيّة يكفيكَ من اسمها، هل أجد اسم الدِّيمقراطيّة في القرآن؟! هل أجده في الأمّهات السِّتّ؟! هل أجده في مسند أحمد؟! في مُصنّف ابن أبي شيبة وعبد الرّزّاق؟! ﴿نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ خرِّجوها لنا الدِّيمقراطيّة من القاموس المُحِيط! هاتوها لنا موجودةً عند العرب! هذا يُبيِّن لك جليًّا أنّها ليست من ديننا إنّما هي آتية من قِبَل غير المُسلِمين فاتّخاذها دينًا وقُربةً إلى الله بدعةٌ وضلالةٌ.

يا إخوة: سُنّة من التي تعتبر العالم والمرأة البغيّ على حدٍّ سواء؟! سُنّة من؟! منهجُ من؟! وهؤلاء يرَوْنَ أنّ العالم الجليل والمرأة على حدٍّ سواء والفاسق والفاجر! والله عزّ وجلّ يقول:﴿أَمْ حَسِبَ الذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ لابُدّ أن تختلف حياة المؤمن وحياة الكافر ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةٌ طَيِّبَةً﴾ وفي المُقابل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (كلمة لم أفهمها) حياتهم سواء وموتهم مالنا دخل؛ لكن حياتهم سواء ويَسْتَوُون في الحقوق والواجبات؛ أهذَا هُو دين الله تبارك وتعالى؟! أهذا هُو المنهج الذي يدّعيه أُنَاس في إلحاق الإخوان المُسلِمين بأهل السُّنّة؟! سُنّة مَن؟! نعم.

كذلك ممّا يدلُّ على بُعدِهم عن منهج أهل السُّنّة:
دعوتُهُم إلى وحدة الأديان! نَبَتَتْ قضيّة وحدة الأديان فيما أظنّ قبل عشر سنوات حَسْبَ علمنا ثمّ أثبتت كُتب الإخوان المُسلِمين على أنّهم سائرون على ذلك المنهج منذ أن اقترحه لهُم جمال الدِّين الأفغاني، وهُناك مقالٌ للشّيخ ربيع –حفظه الله- في ردِّه على أبي الحسن وأنّه يُدافع بالخيانة والمكر عن من يقول بوحدة الأديان وسرد فيه كلام قادة جماعة الإخوان المُسلِمين واحدًا بعد واحدٍ يُؤيِّدون وحدة الأديان اقتداءً بجمال الدِّين الأفغاني وانتهاءً بمن دون ذلك وبقيّتهم قادتهم سائرون على هذا المَنْهَج.
وحدة الأديان! ما اتّفقنا على وحدة المُسلِمين في ثلاث وسبعين فرقة! لا يُمكِن أن تتّفق حتّى نذهب إلى وحدة الأديان!

كُنّا نسمع قاعدة الإخوان المُسلمين: "نتعاون فيما اتّفقنا عليه، وَلْيعذر بعضُنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" نَعَمْ، هذه القاعدة المُبتَدعة كانُوا يُنزِّلونها على المُسلِمين، وهذه القاعدة كُنا سمعنا حكايةً من الشّيخ مُقبل –عليه رحمةُ اللهِ- وهُو: أنّ رجلاً من اليهود كان يقول يُناظر المُسلمين: ألسنا مُتّفقين أنّ مُوسى نبيّ؟! قالوا: بلى؛ قال: ألسنا مُختَلفين في مُحمّد نحنُ نقول هُو نبيّ وأنتم تقولون ليسَ بِنَبيّ؛ الآن نحنُ مُختلفين في مُحمّد أنتُم تقولون أنّه نبيّ ونحنُ نقول ليس بنبيّ؛ قالوا: بلى؛ قال: فَلْنَأخُذ بموسى ونترك مُحمّدا؛ فتحيّر المُسلمون ما عرفوا يردّون عليه! فقيّض الله له طفلاً قال له: إن كنتَ تعني مُوسَى الذي بشّر بمُحمّد فنحنُ نُؤْمِنُ به، وإن كُنتَ تعني مُوسى غير الذي بشّر بِمُحمّد فنحنُ لا نُؤْمِن به؛ فأخذه وسبّ أُمّه في أُذنه؛ فقال الغلام: إنّه قال كذا وكذا من أجل أن أغضب فألطمه فتسقط حُجّتي.

قاعدة الإخوان المُسلِمين من هذه الحكاية، وأنا أطلب من الإخوة من كان يعلم موطن هذه الحكاية فقد فاتنا سؤال الشيخ عن مرجعها ولم نقف عليها إلى الآن من عرف موقعها فَلْيُفدنا به ولو في وقتٍ لاحق.

الشّاهد: أنّ هذا اليهودي أتى بهذه القاعدة واستمرّت القاعدة الآن عند الإخوان المُسلمين "نتعاون فيما اتّفقنا عليه، ونعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" في مؤتمر وحدة الأديان الذي في السّودان حضره الزّنداني وعلي عبد الله الواسعي قال: "وقد دعا الشيخ عبد المجيد الزّنداني إلى سلِّ خيوط الكراهيّة بين أبناء الدِّيانتين ونبذ ما هُو محلّ خلاف" أليست قاعدة اليهودي؟! ما تصلح عليها قاعدة اليهودي؟! ونبذ ما هُو محلّ الخلاف وهذا الكلام ذكر في جريدة الصّحراء وفي مجلّة النور التي يُحرِّرها علي بن عبد الله الواسعي، نعم إخواني في الله.

لهذا –حَفِظَكم الله-: دعوتهم إلى وحدة الأديان تُعتَبر ردّة والحُكم على الدّاعين قضيّة أخرى، وهُناك فتوى لللّجنة الدّائمة وتكلّموا عن هذه القضيّة وعلى أنّ الدّعوة إلى وحدة الأديان تُعتبر ردّة وهُو مقال حسن؛ مقالٌ جيّد نَعَمْ وأنصحُ بقراءته والاطّلاع عليه، والله عزّ وجلّ يقول:﴿هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾.

جاءت قضيّة الكاليكاتير التي فيها مُثّل النّبيّ –صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- وتحرّك المُسلمون شعوبًا وحكومات وشعرنا ببركةٍ يعلمُها الله شعرنا ببركةٍ واضحة وشعرنا بِتَكامُل المُسلِمين فَنَبَتَتْ نابتة الإخوان المُسلِمين وقالوا: هذا يتعارض مع وحدة الأديان ووحدة الفِكر وأنّ هؤلاء الدّينماركيِّين أساؤوا إلى التّعايش السِّلمي بين الأديان وأساؤوا إلى حُرّيّة الفكر وحُرّيّة الأديان وحُرّيّة المعتقدات ونُطالب أمريكا أن تضيف الإسلام إلى القانون الذي يُحرِّم الإساءة إلى الأديان والمعتقدات! ويطلبون من أمريكا أن تسنّ قانونًا يُدافع عن مُحمّد –صلّى الله عليه وسلّم-!! ذابت القضيّة كما يذوب المِلح في الماء!
نَعم إخواني في الله؛ دعوة إلى وحدة الأديان هذه سُنّة؟! سُنّة مَن الدّعوة إلى وحدة الأديان؟!

يا إخوة: يقول الرّسول –صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-:(افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة) ندعو الشّخص إلى الإسلام؛ هل ندعوه إلى أن يكونَ في أيِّ فرقة؟! أم ندعوه إلى فرقةٍ واحدة؟! لَسْنَا ندعُو أحدًا إلى أن يدخُلَ الإسلام وكفى بَل ندعوه إلى أن يدخُلَ الإسلام وأن لا يكون من الفِرق التي تُوعّدت بالنّار بل يكونُ مَدْعُوًّا إلى أن يكونَ من أهل السُّنّة؛ نعم؛ الفرقة التي قال فيها النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-:(كُلّها في النّار إلاّ واحدة) هذه الواحدة هي التي ندعُو النّاس إليهَا؛ فكيفَ يكون الحبلُ ممدُودًا حتّى يتّسع الفِرَق بل كيف يتّسع حتّى يتّسع الدّعوة إلى وحدة الأديان!!

ثامنًا:
كيف يُقال عن الإخوان المُسلمين بأنّهم أهل سُنّة وليس لهم أيّ مجهود في الدّعوة إلى السُّنّة؟! كيفَ يُقال عنهم بأنّهم أهل سُنّة؟! لِنَنْظُر دعوتهم إلى توحيد الألوهيّة؛ أين دعوتهم إلى توحيد الألوهيّة؟! وهُم قد خذلوا من يدعُو إلى التّوحيد وأيّدوا من يدعو إلى القبور والأضرحة وأبغضوا من يدعُو إلى التّوحيد، فالدّاعي إلى التّوحيد عندهُم مبغوض ومخذول والدّاعي إلى الشِّرك –والعياذ بالله- محبوب مُؤيّد منصور.
أين دعوتهم إلى توحيد الأسماء والصِّفات؟! وتحذيرُهُم من العقائد الباطلة؟! أين هذا؟!

ليسَ عندَ الإخوان المُسلِمين دعوةٌ إلى توحيد الأسماء والصِّفات وليس عندهُمُ التّحذير من العقائد الباطلة المُعتزلة والجهميّة والخوارج والمرجئة وغيرهم ليس عندهُم أيّ تحذير من هذه الطّوائف، بل إنّ من دعا إلى توحيد الأسماء والصِّفات وتمسّك بالعقيدة وحذّر من أصحاب العقائد الباطلة أبغضوه وخذلوه، ومن دعا إلى العقائد الباطلة أيّدوه ونصروه، وكما ذكرنا لكُم أنّ من أمرائهم أبو غدّة وهُو مُعتزليّ.

وإذا جئت إلى الإخوان المُسلِمين وقُلت لهُم بل هُم يقولون: ليس الآن وقت الدّعوة إلى توحيد الألوهيّة!! فالآن وقت الوثن السِّياسي ليس وقت الوثن الخرافي قد ولّى عهده، يقولون: ليس الوقت وقت الأسماء والصِّفات فهذه أشياء قد أكل الدّهر عليها وشَرب وبلبلة فكريّة وفلسفة باهتة!!
يقولون عن علم الحديث: بأنّه ليس وقت حديث صحيح وضعيف ولا وقت حدّثنا وأخبرنا!!
يقولون عن المعاصي: بأنّها قصور!!
فما هُو مجهودهم في الدّعوة إلى السُّنّة؟! منهجُهم في الاستدلال عقلانِيٌّ بحت في غالب أحوالهم، فتأتيه بالأدلّة من الكتاب والسُّنّة التي تشقُّ الصّفا بعد أن تريدها كما تريدها تمامًا؛ قال: لكن نحنُ مُضطرّون؛ المصلحة؛ المفسدة كذا وكذا وتسقط الأدلّة بـ: لكن، تقول له: هذه معصية (كلمة لم أفهمها) الأدلّة عليها كذا؛ قال: لكن اقتضت المصلحة فعلها! فالطّاعة اقتضت المصلحة تركها! والمعصية اقتضت المصلحة فعلها! ومنهجُهُم في الاستدلال "لكن"، سُنّة من إذن هذه التي يدّعون أنّهُم منها؟! ما عندهم أيّ غيرة على كتاب الله وسُنّة رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.

قد يقُول بعض المجادلين: هل من شرط أن يكون الرّجل سُنِّيًّا أن يكون داعيةً إلى السُّنّة؟! أقول: فرق بين عاميّ مسكين ما يَعْلَم وبين من يدّعي أنّهُ هُوَ لا غيره الذّابّ عن الإسلام، لابُدّ أن يكونَ له موقفٌ مُحدَّد في عقيدته ومنهجه، بل إنّ الزّندانِي يقول: ليس هناك عقيدة! وهُو مخالف بهذا أهل الحقِّ وأهل الباطل؛ فالنّاس مُتّفقون على عقيدة؛ الشّيعي يقول عقيدتي كذا والمعتزلي يقول عقيدتي كذا والسُّنِّي يقول عقيدتي كذا كُلّ النّاس يأخذون بكلمة عقيدة؛ وما هُو الحلّ؟! قال: إيمان نقول إيمان فقط! مع أنّ أشرطتهم بريئة من كلمة عندما يتكلّم على الأجنّة وعندما يتكلّم على غير ذلك أعتقد كذا وأعتقد كذا وأعتقد كذا ويُناقضها عندما نأتِي ندعو إلى عقيدة أهل السُّنّة؛ قال: ليس هُناك عقيدة إنّما هناك إيمان!! مع أنّ كلمة عقيدة سائرة منذ القِدم "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنّة" لللالكائي وموجود داخله عقيدة أحمد بن حنبل عقيدة فلان عقيدة فلان عقيدة فلان؛ فالعقيدة: من عقد عليه القلب، لو سلّمنا له جدلاً هل هُو مُستعدّ أن يُدرِّس كتب العقيدة ويُسمِّيها كتب الإيمان! ما هُو قادر لها لا باسم الإيمان ولا باسم العقيدة.

ولهذا إخوانِي في الله: "الشّريعة" للآجري يتحاماها المُبتدعة الإخوان المُسلمون وغيرهُم؛ "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنّة" لللالكائي؛ "توحيد ابن خزيمة"؛ الإمام ابن منده؛ "الرّدّ على الجهميّة للدّارمي"؛ "الاعتصام للشّاطبي".
يا إخوة: هذه كتب كسرت رؤوس المُبتدعة وما شاكَلَها من كتب أهل السُّنّة.

أبو الحسن سجّل أكثر من مائة وخمسين شريطًا أنا لا أعلمُ أنّه نقل من الاعتصام للشّاطبي في موضع واحد! ولا أعلم أنّه يُعرِّج على كتاب الشّريعة للآجري أو غيره ممّا ذكرنا وغيرها من كُتب العِلم لأنّها لا تتأتّى على مبادئهم المُنحَرِفة، وهكذا لا يُدرِّسونَ في مدارسهم ولا في جامعاتهم هذه الكتب التي هي عقيدة أهل السُّنّة لهذا ليس لهم أيّ مجهود في الدّعوة إلى العقيدة؛ فكيف يكونُ هذا العالِم مالنّاس والدّاعِي إلى الله يتبجّحُ (كلمة لم أفهمها) الإسلام كيف يكون سُنِّيًّا وهُو لا يدعو إلى السُّنّة؟! هذه سُنّة وهُو لا يدعو إليها؟! نعم.

ثمّ –بارك اللهُ فيكُم-:
بعدمَا ذكرنا تقارُبَهُم مع المُبتَدعة؛ كيف تقارُبُهُم مع عُلَماء الإسلام؟  مع عُلماء أهل السُّنّة؟ يتحامَوْنهم ويتجنّبونهُم، وحّدوا أنفُسَهم مع الرّافضة ونبتوا من وسط الصّوفيّة وشدّوا أزرهُم مع كُلّ مُبتَدع حتّى مع غير المُسلِمين مع الاشتراكيِّين والبعثيِّين والنّاصريِّين والعلمانيِّين بل حتّى مع النّصارى! لكنّ أهل السُّنّة لا يُمكِن أن يتقاربوا معهم قطعًا لأنّهم يَرَون أنّ أهل السُّنّة لا يتمّ التّقارب معهم إلاّ بترك مبادئ الإخوان المُسلِمين، لا يُمكِن أن تتمسّح على كتاب الله وسُنّة رسول الله –صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-، نعم أيُّها الإخوة (كلمة لم أفهمها) وإن شاء الله نختصر.

ممّا يدلّ وهو البند العاشر على أنّ الإخوان المُسلِمين ليسوا من أهل السُّنّة:
أنّ الإخوان المُسلِمين (كلام مُتقطِّع من المصدر) وأمام أهل السُّنّة، فما وُجِد أهل السُّنّة في بلدٍ إلاّ ويجدون أنّ الإخوان المُسلمين حجر عثرة أمامهم وهُمُ الذين يقفون أمامهم في المساجد؛ يصدّونهم عن الدّعوة إلى التّوحيد؛ يصدّونهم عن الدّعوة إلى التّمسّك بالكتاب والسُّنّة؛ يصُدّونهم عن التّحذير من البِدع؛ يصدّونهم من تحذير النّاس من المعاصي؛ يصدّونهم عن كُلّ شيء وهم حجر عثرة أمام السُّنّة وأهل السُّنّة؛ كيف نقول بأنّهم أهل سُنّة؟! كيف نقول بأنّهم أهل سُنّة وهم حجر العثرة ؟! بل إنّهُم مُستعِدّون أن يُجدِّدوا بدعًا قد تركها أهل السُّنّة فقد أعان الله أهلَ السُّنّة على نُصحِ أهل منطقة بترك البدع مُستعدِّين أن يأتوا ويُرجِعوها مع علمهم أنّها بدع! مع علمهم أنّها بدع! عِنادًا لأهل السُّنّة وإضعافًا لسائر أهل السُّنّة ونُصرةً للبدعة وأهلها؛ كيف يُقال عنهم بأنّهم أهل سُنّة؟! ولا يُمكن أن يكتفوا بهذا وترى النّاس في مناطقهم ما الذي يجري وما الذي يحصُل؟!

الإخوان المُسلِمون وهُو البند الثّاني عشر أو الحادي عشر:
لم يكتفوا بمجانبة أهل السُّنّة ومُفارَقتهم بل إنّهم يطعنونَ عليهِم ويَسُبّونهم أنّهُم عُلَماء حيض ونفاس!! وأنّهُم علماء سُلْطَة!! وعُملاء للحُكّام!! وأنّهم تتنزّل عليهم آيات النِّفاق!! وأنّهم خوالِف!! يعني: (كلمة لم أفهمها)؛ وأنّهم قواعد!! يعني: عجائز، ونزّلوا عليهِم طُعونًا غير ذلك! أيكون هدا سُنِّيًّا من كان هذا حالُهُ؟! ومن علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر؛ فكيف يكون سُنِّيًّا من كان هذا حالُهُ؟!

الثّانِي عشر:
الإخوان المُسلِمون هُم الذين سمّوا القضيّة تعدّد الجماعات وشجّعوا ذلك ودعوا إليه وافترق النّاس بِسَبَبِهِم وأصبحوا كصقّاته تُنتِج الجماعات؛ ومن علامة أهل البدع الفُرقة والمُفارقة.
ويقولون عن تعدّد الجماعات: تدخل من أتر تخرج من بوتقة؛ يعني بالبوتقة مثلاً (كلمة لم أفهمها) واحدة وتدخل من أُطر هذا إطار وهذا إطار ويخرجون من أنبوب واحد! تدخل من أُتُر وتخرج من بوتقة؛ وَتَبِعَهُم على ذلك القُطبِّيُّونَ  ومن سار مسارهم في إباحة تعدّد الجماعات ويقولون إنّها ظاهرة صحّيّة وأنّ من صحّها خير ممّن نام عن نُصرَة الإسلام هكذا يُردِّدُون لإقناع النّاس والله عزّ وجل:﴿وَأَنَّ هَذِهِ أُمَّتَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ وهُنا يقولون: تتعدّد هذا من هنا وهذا من هنا نعم، وليسوا صادقين في ذلك حتّى مع أنّه منهج باطل فإنّ الجماعات الموجودة كلّ واحد منهم يحفر تحت الآخر لِيُسَيْطِر على المصالح التي بيده.

الثالث عشر:
كيفَ يكونُ الإخوان المُسلمون من أهل السُّنّة وهُم أصبَحوا مأوى لِكُلِّ الفِرق؛ أكان الإمام أحمَد على ذلك؟! أكان عُلماء الإسلام عبر العصور على ذلك؟! أنا أتحدّى مَنْ يأتِي بِفرقة من الثّنتين وسبعين فرقة الإخوان المُسلِمون يكرهونهم!

يا إخوة: الإخوان المُسلِمون لا يتأسّفون ولا يتعسّفون من شيءٍ ولا يتقزّزون اتّسعت بطونهم لكلِّ شيء معتزلة؛ جهميّة؛ خوارج؛ أيّ حاجة على داخلهم ما يتقزّزون من شيء!

الإخوان المُسلِمون؛ جماعة الجهاد من الإخوان المُسلِمين، القطبيّون من الإخوان المُسلِمين، أبو الحسن من الإخوان المُسلِمين، الحكمة من الإخوان المُسلِمين، الإحسان من الإخوان المُسلِمين (كلمة لم أفهمها) هؤلاء كلّهم إخوان مُسلمون!! فصائل للإخوان المُسلِمين! دع عنك ما وراء ذلك فهُم مُستعدّون لاستقبال أيّ رجل من أيِّ طائفة إلى وسطهم؛ منهج من هذا؟!

ائتني بطائفة تشكو من الإخوان المُسلِمين! هات لي مُبتدعًا يشكو من الإخوان المُسلِمين! يقول: آذاني الإخوان المُسلِمون! هات لي مبتدعًا يقول: ضيّق عليّ الإخوان المُسلِمون لماذا أرجع إلى مبدئي! أين هذا؟! هذا لا وجود له! بل الإخوان المُسلمون هُم اليد لِكُلِّ مُبتدع، من أراد أن يدعُوَ إلى بدعته بطلاقة فَلْيَكُن إخوانيًّا! من أراد أن يكونَ مُؤيّدًا مُناصرًا ويسبّ أهل السُّنّة إلى حدِّ تكفيرهم فَلْيَكُن إخوانيًّا! كُن إخوانيًّا وسُبّ من شئت يُدافعون عنك! أهمّ شيء: هُو ولاؤك للإخوان المُسلمين! نعم.

الخاتمة:
لو قال قائلٌ: بدلاً من أن نقول: ما هي الأشياء التي خرج بها الإخوان المُسلمون من أهل السُّنّة؛ متى دخل الإخوان المُسلِمون السُّنّة؟! هذا هو الواقع، وهذا هُو السّؤال الذي ينبغي أن نقوله؛ متى كان الإخوان المُسلِمون من أهل السُّنّة حتّى نسأل أخرجوا أم لم يخرجوا؟!

لقد ذكرنا أنّهم من وسط الصّوفيّة ومن وسط الرّافضة والمعتزلة وغير ذلك، ويُبيِّن ذلك: ما هي المناهج التي يُعدّ بها الإخوان المُسلمون من أهل السُّنّة؟! الذي يُجادل ويقول: الإخوان المُسلمون من أهل السُّنّة! نقول له: بيِّن لنا المناهج التي يُعدّ بها الإخوان المُسلمون من أهل السُّنّة؟! في العقيدة؟! في منهج الاستدلال؟! في الدّعوة إلى الله؟! كيف نعدّهم من أهل السُّنّة؟! ما هي المناهج؟! من هُم العلماء السّلفيُّون الذين تُعتَبر جماعة الإخوان المُسلِمين تتشرّف بهم أنّهم أهل سُنّة حتّى نقول: هؤلاء العلماء قادة الإخوان المُسلمين هُم أهل سُنّة؟! من هُم؟!
لا يُوجد في وسطهم عالِمٌ تشعر أنّه سُنِّيُّ العقيدة ولو بلغ ما بلغ في التّمسّك بالسُّنّة فإنّه مختلّ في باب الولاء والبراء وباب الولاء والبراء أمرٌ مُهمٌّ جدًّا، سكت عن السّبّ لأهل السُّنّة؛ أهذا سُنِّي؟! سكت عن الطّعن في السُّنّة! سكت عن مدح المُبتدعة! سكت على قادته المُبتَدعة! مهما كان فإنّه مُبتدع.

ثمّ لو فرضنا أنّهم سمّوا لنا عالمًا كما يدّعي البعض يقول: سيّد سابق رجل مُتجرّد للأدلّة؛ نقول بِغَضّ النّظر عن التّفاصيل والنّظر في حياة سيّد سابق: هل الإخوان المُسلمون سابِقِيُّون أم سيّد هُو الإخواني؟! هات أيّ عالِم تُسمِّيه أهُم تابعون له أم هو تابعٌ لهم؟! هُو فردٌ من الجماعة، لهذا ليس عندهُم مبدأ يُعدّون به من أهل السُّنّة وليس عندهُم عالِم يُعدّون به من أهل السُّنّة، فمتى دخل الإخوان المُسلِمون في أهل السُّنّة حتّى ننظر أخرجوا أم لم يخرجوا؟!

هذا –بارك اللهُ فيكُم- يُعتبر خُلاصةً، وهذه أنا أردتُّ أن أُنبِّه بها لأنّ هناك من يُلبِّس خاصّةً أبو الحسن فإنّه شاذٌّ على هذه القضيّة ومُروِّجٌ لها في وسط أتباعه أنّ الإخوان المُسلِمين من أهل السُّنّة! والقرضاوي من أهل السُّنّة! الذي يمدح البابا يوحانا إبليس الثّاني!

يا إخوة: لقد ترك العلماء الرِّواية عن المُبتَدع من جملة الأسباب: أن في الروّاية عن المُبتدع ترويج لأمره وتلميع بذكرهِ؛ لأنّ في الرّواية عن المُبتدع رفع لأمرِهِ ، القرضاوي يعدّ من محاسن البابا يوحانا أنّه نشِط في الدّعوة إلى النّصرانيّة؛ هذه من محاسن البابا! وأنّه يشكره على ذلك أنّه مُتحمِّس في الدّعوة إلى مبدئه!
هكذا قلنا؛ وهذا خلاصة ما أردنا أن نقوله، ونسأل الله أن يُوفِّقنا وإيّاكُم لما يُحبُّ ويرضى.اهـ

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
01 / صفر / 1433هـ

ونشره يوم: 24 / جمادى الأولى / 1435هـ

وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

0 التعليقات:

إرسال تعليق